ح م ا م

حمامتان رشيقتان، تهذلان، ترفرفان، وطفل يكاد يطير فرحا.

لعب الطفل حتى شبع، ثم ريثما نام بهدوء في السطح، يحلم بحديقة للحمام.

حمام يرفرف فوق رأسه، وحمام يمشي رشيقا فوق العشب، وأركسترا من الهذيل.

و...

يمر سرب من الطائرات الحربية، ويختفي الحمام

و...

يفتح الطفل عينيه خائفا

جاكلين السيدة ( جاكلين) ترقب المطر الذي بساقط على تقاسيم الشارع، ربما يقلقها لغز تادونيت، وربما تتحايل على علبة (سبنسر)، في انتظار الإقلاع عن التدخين.

خلف السيدة (جاكلين ) فوضى منظمة، ودمية تتدلى من عنقها شريطة حمراء.

السيدة (جاكلين) ترقب الحمام الذي يحلق بعيدا، ويترك خلفه الكثير من الفضلات على حافة البلكون.

خلف السيدة (جاكلين )، معطف سميك، وقبعة سوفياتية، ونفس الدمية تحدق في نفس الاتجاه، منذ سنة تقريبا

الديفان

بعيدا في تجاعيد الذاكرة...

كانت القنينة بيني وبين " حميد " ، وطبق الزيتون الأسود .

نجلس دوما قريبا من البئر وشجرة التين، نمضغ أيامنا الشاحبة، نتماس، نتقاطع، وقد تمضي بنا الكحوليات حتى عتبات الفجر.

- " أنا أحتسي البحر"

يقول "حميد " بكلام خاتر ، وينسحب ، و...يتركني وحيدا مع البئر وشجرة التين

زغب الشيطان

كان الليل ، وكان ثمة طبق من السمك ، قنينة نبيذ، علبة دخان ، رجل بشاربين على حافتهما قليل من الشيب ، وامرأة تجلس على حافة السرير ، يتابعان فراشة تعانق المصباح في تلك الساعة من الليل ،حكى الرجل للمرأة عن عانته ، فراشته ،وطفولته المشاغبة
ظنت المرأة أن الرجل احتساه النبيذ،وظن الرجل أن المرأة لا تنتمي لجزيرته .

* عبد الله المتقي / المغرب