جماليـــات

إضــــــاءات

حــوارات مقـــــــالات تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

 

 

ريبين رسول اسماعيل

rebinrasul@yahoo.com

 

ابحث في الموقـع

 

 

 

 

 

د. عبد الله إبراهيـم (العراق)

الكتاب الكبير الذي سيصدر خلال هذا الصيف في بيروت، وهو عنوان ( المطابقة والاختلاف) يضم خلاصة عملي على فكرة المركزيات الثقافية منذ عام 1988 إلى الآن

حاوره: ريبين رسول إسماعيل

 

د. عبد الله إبراهيم

حاوره: ريبين رسول اسماعيل*

د. عبد الله إبراهيـم بين فريد الزاهي (عن يمينه) وسعيد يقطين (عن يساره)

في مدينة شفشاون المغربية

 

د. عبد الله إبراهيم باحث وأستاذ جامعي من العراق، حاصل على جائزة شومان للعلوم الإنسانية عام 1997 متخصص في نقد المركزيات الثقافية، وحوار الثقافات، وتأثيرات العولمة، والفكر العربي الحديث، والدراسات السردية، وله14 كتابا وأكثر من 30 بحثا فكريا في كبريات المجلات العربية. شارك في عشرات المؤتمرات والندوات والملتقيات والفكرية الخاصة بحوار الحضارات والثقافات.عمل أستاذا في الجامعات العراقية، والليبية، والقطرية. وله موقع شخصي على شبكة الانترنيت

 abdullah.ibrahim.name

من مؤلفاته

1. المركزية الغربية، بيروت،المركز الثقافي العربي، 1997والمؤسسة العربية

للدراسات والنشر،2003

2. المركزية الإسلامية: صورة الآخر في المخيال الإسلامي، المركز الثقافي

العربي، بيروت، 2001

3. عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين، المجمع الثقافي، أبو ظبي،2001

4. الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة، بيروت ، المركز الثقافي العربي،

1999وط2، 2004

5. التلقي والسياقات الثقافية، بيروت، دار الكتاب الجديد،2000وط2 دار

اليمامة، الرياض،2001

6. السردية العربية، بيروت، المركز الثقافي العربي،1992،المؤسسة العربية

للدراسات والنشر 2000

7. السردية العربية الحديثة، بيروت، المركز الثقافي العربي،2003

8. المتخيّل السردي، بيروت، المركز الثقافي العربي، 1990

9. معرفة الآخر ، بيروت، المركز الثقافي العربي،1990،ط 2، 1996

10. التفكيك: الأصول والمقولات، الدار البيضاء ،1990

11. تحليل النصوص الأدبية، بيروت، دار الكتاب الجديد المتحدة‏، 1999

12. النثر العربي القديم، الدوحة، المجلس الوطني للثقافة، 2002

13. القصة القصيرة في قطر، الدوحة، المجلس الوطني للثقافة 2004

نص الحـوار:

ريبين رسول اسماعيل: منذ أكثر من أثني عشر عاما وأنت بعيد عن كركوك، مدينة النار الأزلية،ماذا تبقى من ذاكرتك عن كركوك؟

د. عبد الله إبراهيم: بقي في ذاكرتي ألق كركوك الرائعة وتنوعها العرقي والثقافي والديني، فقد ولدت في قرية تقع إلى الجنوب من كركوك، وهي أقرب القرى العربية إلى المدينة، القرى المجاورة لنا كانت خليطا من التركمان والأكراد، وتمتد القرى العربية الأخرى إلى الجنوب من قريتنا باتجاه جبال حمرين، وتعتبر الحويجة مركز القرى العربية، لكنني لم أعرف هذه المدينة الصغيرة، ولم أزرها إلا بعد أن أنهيت الدراسة الابتدائية، كنا على مسافة قريبة جدا من كركوك. لا أعرف الوقت الذي استوطن فيه العرب تلك المناطق، لكننا نعدّ أنفسنا من السكان الأصليين في المدينة، وتعود سجلات الأحوال الشخصية لأسرتي، في الأجيال السابقة، إلى الحقبة العثمانية، والقبائل العربية هي امتداد لسواها من القبائل الكبيرة التي تمتد غربا إلى الموصل، فيما تستوطن القبائل التركمانية إلى الشرق، بمحاذاة الطريق الموصل إلى بغداد، وإلى الشمال باتجاه أربيل والسليمانية، توجد القبائل الكردية. أما المدينة نفسها فهي مزيج من الأعراق الثلاثة بتفاوت في النسب، لم يكن مهما في البداية، ولما اختلقت أهميته، في العقدين الأخيرين من القرن لعشرين، ظل مختلفا عليه ومجهولا بسبب التنازع السياسي حول أحقية الأعراق في المدينة، فاختلف في الهوية القومية لكركوك، وظل التنازع متصاعدا، وسط غياب التفكير بالهوية الثقافية المتنوعة للمدينة العريقة التي تمت أصولها إلى العصور الأولى للحضارات العراقية القديمة. ينظر كثيرون إلى كركوك في ضوء الماضي، وفي ضوء الرغبات الأثنية المتهيجة، والمصالح الضيقة، وخرافات الهوية العرقية، ولا يعرفون أن المدن تتغير، وتنزع إلى التحولات الدائمة.

ابتليت مدينتنا بالرهانات الخاسرة، فإلى منتصف السبعينيات كانت كركوك تفتخر بتنوعها، قبل أن يتحول ذلك التنوع إلى خطر يتهدّدها، وكان الاندماج، وإعادة تشكيل الأنساب والأعراق، معروفا في المدينة. لدينا أقرباء من صلب العائلة استوطنوا المدينة منذ النصف الأول من القرن العشرين، فلا تعرف الأجيال الجديدة منهم غير التركمانية لغة لهم، ولا يعرفون أبدا أنهم من أصول عربية، وفي سجلات النفوس يقيدون أنسابهم كتركمان، وكثير من التركمان أصبحوا أكرادا بسبب المخالطة والمجاورة للأحياء الكردية، كثير من الأكراد تعربوا، واكتسبوا العربية عبر المعايشة والتفاعل، فالتحولات الدينية، والمذهبية، والعرقية، واللغوية، خاضعة للسياق الذي يسكنه الفرد، أو الأسرة، أو القبيلة، فلا تمضي إلا أجيال قليلة حتى يندمج الفرد مع الجماعة المختلفة عنه، ويصبح جزءا منها. وقد توصل عالم الاجتماع العراقي علي الوردي إلى أن كثيرا من القبائل العربية في العراق تحولت مذهبيا بسبب ارتحالها، وسكناها في مواطن قبائل مختلفة مذهبيا عنها.

ريبين رسول اسماعيل: صيف العام الماضي عدت في زيارة سريعة إلى كركوك، كيف رأيت المدينة، وهي تنهض من جديد؟

د. عبد الله إبراهيم: كانت كركوك وضواحيها مثالا لعالم منسجم، ومتناغم، ومتنوع، ولم يكن سؤال الهوية العرقية، أو الدينية، أو المذهبية، مطروحا على الإطلاق، فما زلت أجهل ذلك عند جميع الذين قيض لي معاشرتهم في كركوك منذ سكنتها قبل أكثر من ثلاثين سنة، وطالما خشيت أن يكون إغفال ذلك نوعا من التعتيم على تلك التنوعات الخصبة، فتخطي ذلك يمكن أن يفهم على أنه عدم اعتراف به، ففي نهاية المطاف يقرأ هذا الحديث قارئ لم يعهد، في الغالب، أن تعريف الشخص بقوميته، أو دينه، أو مذهبه، كان يعدّ، في الوقت الذي أتحدث فيه عن كركوك قبا أكثر من ربع قرن، انتقاصا وسبّة، ليس في مدينتنا إنما في سائر أنحاء العراق. ومن الجدير بالذكر أن تحوّلا حقيقيا وقع في حياتي الأدبية حينما تعرّفت إلى جماعة من الأدباء الأكراد والعرب والتركمان في كركوك: جليل القيسي، جان دمو، وحمزة حمامجي أوغلوا، وإسماعيل إبراهيم العبيدي، ومحمد البدر، وعواد علي، وطارق الجاف، وعبد الله السراج، ورمضان محمد، وغيرهم، والأخير هو الذي اصطحبني سيرا على الأقدام لرؤية كركوك التي غبت عنها لأكثر من عشر سنوات، عبرنا الجسر معا ناحية القلعة، وغطسنا معا في زحام سوق الأكراد، وصياح الباعة، وركام القاذورات والأوحال، عدنا من الناحية الثانية، مندهشين من مدينة تعالج جراح الحرب بالفوضى. رأيت كركوك غير كركوك الذاكرة في السبعينيات.مدينة تبحث عن عنفوانها القديم الذي توارى خلف الآلام والأحزان

ريبين رسول اسماعيل: ما الجديد الذي سيصدر لك قريبا، بعد (معرفة لآخر) وهو الكتاب الأشهر لك عندنا في كردستان؟

د. عبد الله إبراهيم: من الغريب أن يكون هذا الكتاب هو الأشهر في كردستان، وقد صدر عام 1990، و نشرت لي بعده أكثر من عشرة كتب في نقد المركزيات الثقافية والدينية، ولكن الكتاب الكبير الذي سيصدر خلال هذا الصيف في بيروت، وهو عنوان ( المطابقة والاختلاف) يضم خلاصة عملي على فكرة المركزيات الثقافية منذ عام 1988 إلى الآن، وهو في نحو ألف صفحة، وقد استغرق تأليفه بكامله نحو خمس عشرة سنة. وبالتوازي مع ذلك أكاد أنتهي من عملي الأكبر( موسوعة السرد العربي) التي تعالج السرد العربي منذ العصر الجاهلي إلى القرن العشرين، إلى ذلك فقد انتهيت من سيرتي الذاتية، وبلغت نحو 900 صفحة، وفيها تفصيل كامل لحياتي في كركوك في الستينيات والسبعينيات،والثمانينيات. كما أنها مدونة تكشف علاقاتي القوية بالأدباء الأكراد والتركمان والعرب، وأسفاري إلى معظم المدن الكردية، وبالطبع تتعرض لحياتي خارج في بغداد وفي الخارج.

ريبين رسول اسماعيل: كيف ترى مستقبل كركوك كونها مدينة الأخاء، أو هي العراق المصغر، في ضوء الوضع الحالي؟

د. عبد الله إبراهيم: حينما عدت إلى العراق قبل سنة وجدت كثيرا من العراقيين الذين التقيتهم قد أصيبوا بداء التعصب، والانغلاق بسبب الحقبة الاستبدادية التي عانوها، وقد راقبت أحوالهم منذ ذلك الوقت، وأستطيع القول أنهم يعيدون تعريف هويتهم من جديد، وهذا التعريف قد يكون محفوفا بالخطر، فالعراق يتضمن 66 جماعة عرقية ودينية ومذهبية ولغوية، وكل منها يريد ان يعيد تعريف نفسه، وهذا يدفع بالرغبات والآمال أكثر من التفكير بالحقائق وقبول الآخر، وأشد ما أخشاه ان ينسى أهل كركوك فكرة التآخي، ويفكروا بالهويات المغلقة التي لن تفضي إلى إلا الدمار.كركوك الآن موضوع للتجاذب العرقي والمذهبي، وإذا مضى أهلها في هذا التجاذب بالطريقة الأيدلوجية المتعصبة فسيكون مستقبل المدينة معتما. لابد من قبول الآخر، والأخذ بالاختلاف، والإيمان بالتعايش،

والتفكير الحقيقي بالتصالح القائم على المكاشفة. أعتقد بأن كركوك تصلح أن تكون مختبرا لمستقبل العراقيين في قبول بعضهم لبعض.

ريبين رسول اسماعيل: ما هو السبب الذي دفع بكاتب كبير مثلك الى ترك العراق؟ وهل مارس النظام شيئا مباشرا ضدك؟

د. عبد الله إبراهيم: في سيرتي الذاتية توجد مئات الصفحات عن هذا الموضوع الذي من السابق لأوانه كشفه الآن، أولا لكي لا يقال بأنني أعيد تاريخ ذهبي لنفسي وسط فوضى عارمة يعيد فيها الآلاف من المثقفين والسياسيين إعادة بناء تواريخهم الشخصية بطرق مزيفة، وثانيا لكي تظل المادة طرية وجديدة، وثالثا فأنا لم أكن استثناءا من الملايين الذين غادروا العراق إلى المنافي والمهاجر، ويهم يحلمون باليوم الذي يعودون فيه. وهو ما أعتقد بأنه أصبح قريبا.

ريبين رسول اسماعيل: ما هو انطباعاتك عن الثقافة الكردية، وأنت معروف بعلاقاتك مع المثقفين الكرد؟

د. عبد الله إبراهيم: حال جهلي الدقيق باللغة الكردية دون معرفة تفصيلية بالثقافة الكردية، لكنني أزعم معرفتها بصورة عامة، كما أنني على معرفة بكثير من الكتاب والفنانين الأكراد، وطالما دعيت في أربيل والسليمانية لحضور المعارض الفنية، والعروض المسرحية، ولي أصدقاء خلص من الكتاب والفنانين الأكراد.وسأذكر احدهم على وجه التحقيق، وهو القاص عبد الله السراج الذي فتح عينيّ على الفظائع المريعة لما يحدث في الشمال منذ بداية السبعينيات. فقد سرّني بأنه قائد في البيشمركة، وحينما تتوفر له الفرصة كان يأتي ويجالسنا في المنتدى الثقافي في كركوك، قرأت كثيرا من قصصه القصيرة، وجميعها رمزية، واحتفظت لنفسي بسرّ كونه أحد القادة العسكريين للقوات الكردية، وما فرّطت لأحد به، خوفا عليه. زرته في بيته في"رحيماوة" بعد انهيار القوات

الكردية إثر معاهدة 1975 مع إيران، وجدته منكسرا، متبرّما، مكروبا، وكأن العالم على شفا هاوية، كالأب" يورج" في رواية "اسم الوردة" لأمبرتو إيكو.

يجلس في دكان صغير شبه خال يملكه جوار بيته، وقد تبخرت أحلامه وبطولاته، وقد رُحّل إلى أربيل بداية الثمانينات، حينما اشتدت حملة إبعاد الأكراد عن كركوك. بقيت أراسله على عنوانه في إحدى المقاهي في أربيل عدة سنوات، وأعرف أخباره عن طريق مترجم قصصه إلى العربية، ثم انقطعت السبل بيننا حينما انتقلت إلى بغداد. حدثني عن رواية يكتبها عن الفظائع التي اقترفها الجيش في القرى الكردية، لم أعرف مصيرها، وكان يعلن رفضه الجذري للسلطة، ويراها شوفينية.

أسهم كثيرا في بلورة فكرتي عن الاستبداد الذي يخيم دون أن يشعر به عامة الناس، وكأديب كان ينثر أفكاره تصريحا أو تلميحا حسب الموقف الذي نتحدث فيه.

وما رأيته يوما تردد أمامي في التعبير عن غضبه العارم. ولكن انتقالي إلى بغداد، ثم مغادرتي العراق، قد أفقدني أصدقائي منذ ربع قرن.

 

* كاتب وصحفي من مدينة اربيل في كردستان العراق.

 

 
 

أرشيـف الموقـع

 

 

د. عبد الله إبراهيـم

 

 

 

 

جماليـــات

إضــــــاءات

حــوارات مقـــــــالات تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

 

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.