-خالد
قطَعْنِي يمَّا .
لم أصدّق
ما سمعته أذنيّ، لم أستوعب ما
رأته عينيّ من دموع في عينيها،
من تجاعيد أكلت نضارة وجهها ،
من أنين امرأة تحمل ضفيرة شائبة
تحت منديلها ذي الغرزات
الفلسطينيّة الكالحة.
لم
أصدّق...!!
تسمرتُ
برعب مكاني كأبي الهول .
حدقتُ
بالسروال الأبيض المسجَّى
بعناية فوق يدي ّ، وفاضتْ صورٌ
من الذاكرة.
***
قهقه
خالد وهو يفتح خزانة ثيابه على
مصراعيها كأنه يفتح مغارة علي
بابا .
تناول
السروال الأبيض وتمتم:
-تلبسه
يوم عرسك فقط ، وتعيده لي إنّه
أمانة في عنقك.
ضمني الى
دفء صدره فشعرت كأنّ السماء
أطبقت على الأرض ، وهمس في اذني:
- مبروك
زواجك حبيبي باسم.
وعندما
حملتُ حلمي على كفيّ وهرعتُ
لأتمم مراسيم زواجي، تابعني
صوته الحنون:
السروال
الأبيض أمانة في عنقك يا باسم.
***
سقطتْ
على صدري . بللتني دموعها التي
اختلطت بوابل دموعي . ترى هل
أطبقت السماءُعلى الأرض مرّة
أخرى ..؟؟. عادت تنشج بحرقة
وحروفها تأتي كما الأطفال
متقطعة:
- خالد
قطعني يمّا يا باسم . حبيبك
قطعني ..
فجأة
انفلتت الآه من صدري فدوّت
كخرير المياه في أرجاء
المخيم،أيقظت كلّ العصافير
الصغيرة عن أشجار الصبر:
_آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ
يمّا !!
- خالد
قطعني يا ناس ..
حدقتُ في
المرأة بمرارة فقد تذكرت أنّي
رأيت حلما هذا الصباح بعدما
قررت ليلا أن أعيد لخالد سرواله
الأبيض. رأيتُ أنني عثرت على
عصفور على الأرض وحين رفعته
لأضمه الى صدري وجدته ميتا.
حشرج
صوتي :
*آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ
يمّا ....
ارتفع
نشيجها بحدّة:
_