جماليـــات

إضـــــــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

 

 

 

 

حسام فاضل حشيش (مصر - المنصورة)

الفخ الذي تنصبه " سولارا الصباح "

قراءة لبعض نصوص الشاعرة سولارا الصباح

دراسـة

 

إنها كتابة ملفتة للنظر .. كتابة تدهشك للوهلة الأولى ( برغم إقرار صاحبتها بعدم معرفتها لقواعد اللغة العربية والنحو , وأن اللغة العربية بالنسبة لها هي لغة ثانية

وقد يكون ذلك حادثاً بالفعل بوجود بعض النتوءات اللغوية في بعض النصوص وكذلك بعض المشاكل البسيطة مع النحو والإملاء )

إلا أن القارئ وحين الولوج لقلب نصوص الشاعرة سولارا الصباح يجد نفسه مضطراً لأن يغفر الكثير – مما قد لا يغتفر – للشاعرة .. من أجل المتعة التي يجدها داخل هذه النصوص ..

وأنا أستخدم هنا مفردة " نص" وليس قصيدة , على اعتبار أفق النص الأكثر أتساعا وشمولاً وأكثر احتواءً لعوالم قد لا تحتملها مفردة كقصيدة

وليس لمجرد تنصل الشاعرة من شاعريتها, فهي على حد علمي ترفض أن نسمى ما تكتبه شعراً....

يستقبلك النص هادئاً محافظاً علي رباطة جأشه – هكذا يبدوا- ثم سرعان ما يجذبك النص داخله .. فتشعر بالدوار

اجلس ولا تبرح مكانك ثمة ملاك خفيّ

أنقي من حليب الألفة .. وأصفي من فجر التخوم ينسل من الأرض المليئة بالميعاد كالآلهة في عناقها البكر

يدخل لينام في أحلامك

هنا يبدأ القارئ الحركة داخل النص – رغم أنه منذ قليل كان علي حافة النص الشعري ينظر لأسفل – بفعل مراودة اللغة له .. أعتقد أنه هكذا سيسقط في النص محاولاً التشبث بمقعده , مستنجداً بزمنه الآني فلا يفلح ولا يستطيع

وذلك لأن اللغة عند سولارا الصباح – في اعتقادي- " جنية " جميلة ساحرة .. ما أن تنظر إليها حتى تخطفك لعالمها وزمانها

يجد المتلقي وليس القارئ – علي أساس انتهاء مهمة القارئ بالفعل – يجد نفسه ينساب فيكمل رحلته داخل النص محاولاً استكشاف معالمه وهويته

وربما ... ربما يرجع قليلاً للوراء كي يقرأ البداية بشكل أخر

الوعد من الرب

غداً يعج العالم بالصلوات الطيبات والأطفال في الأرض يرتلون أغاني الضوء سفينة القمر ستجيء بالفراشات الملونة من السماء

تلثم الأطفال بقبلات كثيره هذا هو الشرك " الفخ " الذي تنصبه سولارا الصباح لقارئها .. ما أن يتعامل معها غير منتبه حتى تباغته الشاعرة بما قد لا يتوقعه

إنها كتابة لا تريد لها سولارا أن تلتهب كفوفنا بالتصفيق لها بينما النص ينحني محيياً إيانا في تحية مسرحية مرسومة ... هذا غير وارد هنا في هذه الكتابة

في هذه الكتابة هناك عناق مستمر ما بين المتلقي والنص .. ما أن يخطو القارئ خطوه إليه حتى تخطفه روح النص " جنية النص " فيظلا في عناق مستمر

قد ينتهي النص وهو يتأبّط ذراع متلقيه , وقد يرحل عنه مضطراً , فيلوح لمتلقيه بمناديله البيضاء منتظراً عودة أخري

هكذا أشبه – من وجهة نظري – النص الصديق الذي يخطفك للمرة الأولى ومن ثم صارت علاقة بينكما , فلا تفترقان

بينما النص الغريب كمّار ألقى عليك السلام وأنت بدورك ردت .. ثم صار كل في طريقه ودون حتى التفاته للوراء

* * *

هذه هي سولارا نفسها .. لم أرها ولم أسمع صوتها مرة واحدة .. لكني أكاد أجزم أني أحفظ ملامحها و أستشعر صوتها يرن في أذني

وليعذرني من يقرأ فلم أتعود الكتابة عن أحد بهذه الطريقة وربما لم أكتب عن أحد أصلاً

والحق أنني حاولت جاهدا ألا أستسلم لهذه المراودة من جانب نصوص سولارا – ربما لانشغالي عن القراءة والكتابة منذ فترة – لكني لم أستطع ووجدتني أقع أخيراً في شباك هذه الكتابة التي اعشقها

هنا لا تستكشف مراوغة أو محاولة للتخفى أو طرح شيئاً شاذاً من أجل مجرد المغايرة ..رغم اللغة المختلفة التي تتخذها سولارا منهجاً

إن كل مفردة تأتي بها سولارا الصباح لا تأتي بدلالتها الأحادية المسبقة بل تجتهد الشاعرة كي تخلّق لنا دلالات أخري لكل مفردة .. هذا نلمحه بوضوح في الكثير من نصوص الشاعرة

وبرغم هذا الفيض من التساؤل – داخل هذه النصوص- إلا أن ذلك ليس معناه أنها نصوص مرتبكة وغير يقينيه , بل أن هذه " القلقلة" والتشكك والتساؤل هم سر روعة هذه النصوص كتابة تبحث عن يقينها من خلال التساؤل المستمر

فنحن لم نعد بحاجة إلى الشاعر " نبي "الذي يعتلى المنبر فيخطب فينا ناعياً

ضعفنا ....استسلامنا ...تفرقنا وتخلفنا

نحن هذا بالفعل .. لكننا بحاجة إلى لفظ كل هذا الكم من اجل أن نلمس يقينا ما

بحاجة لمن يستدعى الحنين والدفء داخلنا .. يستدعى الذي- ربما –ظل مختبئ أعوام لم يجد من يناديه

البنت الحديقة

قلبها عصفور

وشائج مليئة بالفأفأه والتأتأة وفم فاغر بالغناء

" نص ثمة ألفة لا تصلح إلا لعصفور العزلة " * * *

إن هذه ليست دراسة ولا أستطيع أن أحبس كلامي في منهج ما , غير أنها رؤية تذوقية لعالم أحبه وأثق فيه هو عالم سولارا الصباح .. وأعتقد – من وجهة نظري – أنه عالم رحب يتسع لكل الرؤى والأفكار .. إنه عالم مغاير عن أناس عادين * * *

أعتقد أنه يجب للشاعرة أن تحتل مكانتها على خريطة الشعر – رغم ثورتها في بعض الأحيان على شكل وبنية القصيدة الشعرية واعترافها بوجود مشاكل لها مع اللغة العربية- إلا أننا لا نستطيع أن ننكر هذا الجهد الهائل في لغة وفكرة الشعر عند سولارا .

ويرى " إدوارد الخراط" : أنه من البديهيات التي يبدوا أن علينا أن نؤكدها من حين لأخر أن " ليس للشعر – وليس لأي فن – مواصفات جاهزة قبلية مقننه أو متصورة سلفا وليس لأحد أن ينفى أحد من مملكة الشعر بناء على مثل هذه المواصفات أو التصورات المفترضة أنها قائمه قبل قيام الشعر نفسه

" إدوارد الخراط ........ شعر الحداثة في مصر "

* * *

إنها مغامرة تحسب للشاعرة .. مغامرة تستحق منا كل الشكر لها

وإن كنت لن اغفر لسولارا الصباح هذا الفخ الذي نصبته لنا .. فسقطنا داخل نصوصها.

حسام فاضل حشيش

مصر - المنصورة

عناوين البريد الإلكتروني:

hosamhashes@yahoo.com

 

hosamhashesh1@hotmail.com

08/ 10 / 2004

قراءة مادة أخرى لحسام فاضل حشيش في الموقع الحالي

أرشيـف الموقـع

الذهاب إلى موقع حسام فاضل حشيش

 
 

 

 

حسام فاضل حشيش

محامى مصرى وعضو اتحاد المحامين العرب

قاص نشرت أعمالة فى العديد

من الجرائد والمجلات المتخصصة

منها :القاهرة,ابداع,العربى,المساء

,أوراق ثقافية,الثلاثاء

له مجموعة قصصية تحت الطبع " خاص جداً للبنت مريم"

يكتب الان سيناريو تلفزيونى تحت عنوان :وابور النور

ويتناول حياة اسرة مصرية بداً من منتصف الثمانيات وحتى الأن

مروراً بأهم الأحداث التى مرت بمصر فى هذة الفترات

جماليـــات

إضـــــــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

 

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.