لعل اختيار الاسم لمولود جديد من بين لائحة تضم مئات الاسماء الشخصية،
عملية انتقائية تسلسلية طويلة تخضع لحسابات دقيقة على عكس ما تبدو عليه
التسمية من تلقائية ظاهرية.
إن
معجم التسمية الراهن بالمغرب تتحكم فيه عدة أبعاد كالدين والقطرية
والجهوية واللغة والمدار والطبقة والجنس
…
I -
البعد الديني
:
لكل عقيدة دينية معجم خاص بالاسماء.
بحيث يصبح الاسم بطاقة هوية دينية ووجودية في آن واحد:
معجم عبراني |
معجم مسيحي |
معجم إسلامي |
شمعون موشي ناعوم حاييم مناحيم |
يوحنا بطرس أنطوان لوقا إميل |
عبد الله أحمد مصطفى محمد المختار |
وقد حدث أن أقدم الكاتب اللبناني مارون عبود على تسمية أحد أبنائه "محمدا"،
خلافا لمعجم الاسم المسيحي، كون "محمد" إسم يحيل على شخصية مرجعية صنعت التاريخ العربي وأن من حق
الماروني اللبناني ان يحمل هذا الاسم الكريم…لكن
رد فعل الطائفة المسيحية المارونية كان قويا وعرضت الاسم ذا الحمولة
الدينية المغايرة بكل العنف المتوقع.
كما كانت أسماء من قبيل "عـبد
مناف"، "عـبد العزى"، "عـبد الكعبة"… شائعة قبل دخول الإسلام لكنها تغيرت مع الدين الإسلام وتحولت
إلى أسماء الصفات الإلهية (أنظر
الفصل الخامس من هذا الكتاب).
وقد يلتقي هذا المعجم الديني مع ذاك في مجموعة من الاسماء، أسماء
الأنبياء والرسل مثلا. لكن طريقة
التـلفظ بالاسم تعود لتفصل هذا المعجم عن ذاك
:
أبراهام ( يهودي
) # ابراهيم
(مسلم
) |
يوحنا ( مسيحي
) #يحـيى
( مسلم
) |
يسـوع ( مسيحي
) # عيسى
( مسلم
) |
شلومو ( يهودي
) # سليمان
( مسلم
) |
ماريا ( مسيحية
) # مريم
( مسلمة
) |
بل حتى داخل العقيدة الدينية الواحدة تتفرع المذاهب الدينية فيسرع
معجم الاسماء بالإخلاص والوفاء لمذهبه الديني مرة ثانية.
هكذا نلاحظ بوضوح هيمنة بعض الاسماء على المعجم الاسمي الشيعي
مثلا : علي، الحسن؛ الحسين، فاطمة…
بينما نلاحظ غياب بعض الاسماء الكبيرة مثل
: أبو بكر، عمر، عثمان… |