الشمس
قوية والدفء
في كل مكان . ظل
الرجل مع نفسه
بعد أن خرج
الجميع من
البيت .
كل شيء
في الكون
يتحرك ما عداه
. نظر إلى
قدميه بأسى .
لم يرد تذكر
ما كان …
طارت
الحمامة التي
جعلت من عمود
الكهرباء الذي
يقع أمام
الشرفة عشاً
لها . حمامة
بلون المحبة
والوداعة
.تابعها
بعينيه .آه لو
يطير مثلها
،ويشرب
السماوات ثم
ينزل إلى
الأرض خفيفاً كنسمة
البحر !
ارتفع
صياح الصبية
الذين كانوا
واقفين تحت
العمود .نظر
إليهم .لا
يحبهم رغم حبه
للأطفال
لأنهم يثيرون
الكثير من
الضوضاء وهو
يحتاج إلى
الراحة .
صرخ أحد
الصبية وهو
أكبرهم :
ـ
انظروا لقد
كبرت فرخا
الحمامة .
اجل ،
اجل . صرخت عدة
أصوات دفعة
واحدة . وتوقف
اثنان منهما
عن اللعب
.كانا يريدان
معرفة إلى ما
تنتهي إليه
عبارة الصبي .
اسمعوا
! صرخ الصبي من
جديد .كل من
يتسلق العمود
و يلتقط
الفرخين
،سأعطيه
دينارا.
أنا
.أنا .. ارتفعت
عدة أصوات من
جديد .
ـ هيا
ليصعد أحدكم .
واندفع
صبي يتسلق
العمود بعد أن
نزع عن قدميه حذاءه
الذي فقد لونه
. ارتفعت من
الصبية أصوات
التشجيع .
التفت الصبي
إليهم ضاحكاً .
أحس
الرجل الجالس
في الشرفة
بغضب ساخط
فصرخ :
ـ انزل
أيها الأحمق .
لم
يسمعه أحد .
كان الكل يصرخ
و يضحك . أشار
أحدهم إلى
اللباس
الداخلي
المثقوب الذي
يبرز من
بنطلون الصبي
بوضوح . ضجوا
بالضحك . هيا ..هيا
. أحس الصبي
بالأمر فاحمر وجهه
،ولم يتابع
الصعود فنزل .
ارتفعت
أصوات الغضب
من الصبية .
ـ لماذا
نزلت أيها
الأحمق ؟
صرخ هو :
ـ لا أريد
الدينار .
صرخ
الصبي من جديد .
ـ هيا من
يصعد ؟
سأله
الصبي الذي
نزل :
ـ لماذا
لا تصعد أنت ؟
سأصعد .
وصرخ الرجل من
جديد .لم يسمعوه
أيضاً .تمنى
الرجل لو ينزل
لا لكي يطردهم
بل ليشبعهم
ضرباً . .وظهرت
الحمامة في
السماء من
جديد ..أحس بها
حزينة.
لو تفهم
الحمامة لغة
البشر لصرخ
بها " يا حمامة
المحبة إنهم
يقتلون
أبناءك !"..
وصل
الصبي إلى قمة
العمود
.اقتربت
الحمامة بخوف
وحامت فوق العش
.الحمامة
..الحمامة
،صرخ الأطفال
.واقتربت
الحمامة من
جديد .فتح
الفرخان
منقاريهما
.أتت الحمامة،وحامت
فوقهما .بدأ
الأطفال
يقذفونها بالحجارة .
صرخ
الرجل من
الشرفة فلم
يبال به أحد
.قبض الصبي
على الفرخين
.ود الرجل لو
يبصر في هذه
اللحظة قلب
الحمامة .صرخ
الفرخان .دارت
الحمامة
فطاردتها
الحجارة.
نزل
الصبي،وارتفع
التصفيق من
الصبية .تجمع
الأطفال
حوله.تفرقوا
..تفرقوا ! صرخ
هو بصوت آمر .تفرق
الجميع .وضع
الفرخين في
الوسط .هاها
..هاها.ضحك
أحدهم :
ـ انهما
يرتجفان .
ـ انظروا إلى
الحمامة ..!
صرخ
الصبي ذو
البنطلون
المثقوب .
طاردتها
الحجارة من
جديد.
ـ ماذا
نفعل بهما ؟
قال
احدهم وكانت
سنتين تنقصه :
ـ
لنقترع،
والذي يفوز
بالقرعة يأخذ
الفرخين إلى
البيت معه.
ضربه
الصبي على
قفاه فضحك الآخرون .
ـ أيها
الأحمق ماذا
نفعل بهما ؟
لنقض وقتا ممتعا
معها ونسلي
أنفسنا .
ـ حسنا
..حسنا
ـ كيف ؟
وقبل أن
يرد أحد ،ضحك
الصبي بصوت
عال ثم قال:
ـ انظروا
الي وقلدوني .
بدأ
الصبي يبول
على الفرخين
.اغرقوا جميعا
في الضحك
،وبدأوا
يقلدونه .
انقطع
البول
.الفرخان
يرتعشان .صرخ
الأطفال .
ـ لم يمتا !
ـ دعوهما!
صرخ
الصبي بصوت
آمر ثم أخرج
من جيب
بنطلونه الخلفي
سيكارة وأشعلها.
ـ ماذا
ستفعل؟
ـ سترون.
صرخ
الرجل من
الشرفة .لم
يسمعه أحد.لم
يدر هل أن
حنجرته
أصابها الشلل
أيضا أم أن
الكل أصيب
بالصمم في هذا
اليوم ؟نفث
الصبي السيكارة
ثم نظر إلى
الآخرين
بغرور .ضحك
أصغر الصبية
قائلا:
ـ
انه يدخن مثل
الكبار.
ـ أيها
الغبي إنني
أدخن منذ سنة.
ـ هيا
..أرنا ما تود
فعله .
رفع
الصبي
الفرخين تم
أطفأ السيكارة
في عيني
أحدهما.صرخوا
مستحسنين :
ـ
الحمامة
..الحمامة ..
دارت
الحمامة
حولهم .صرخ
الرجل من
أعماقه " يا حمامة
المسرة كوني
ولو للحظة
نسرا كاسرا ".
تناول
اثنان من
الأطفال
الفرخين
وأخذا يطفئان
السيكارة في
عينيهما
مرارا.
ـ اتفقنا
على يموت
الفرخان .
ـ أجل ..أجل
صرخ
الصبية.التقط
الصبي عيدانا
صغيرة من الأرض
وأدخلها في
مخرج الفرخين إلى
احشائهما .
ـ سوف
يموتان .قال
الصبي الصغير.
ـ لقد فعل
الطبيب نفس
الشيء بشقيقي
الصغير،لكنه
وضع المحرار
بدل العيدان..
هاها
..هاها .وتحولت
الأفواه إلى
ضحك
عاصف.تركوا
العيدان في
أحشاء
الفرخين اللذين
توقفا عن
الأنين.اقترب
الصبي من حفرة
مليئة بمياه
قذرة وغمر
الفرخين
فيها.أخذ كل
منهم يساهم في
طمس الفرخين
بالماء القذر.
ـ لقد
ماتا !
لم يميز
القائل.كان قد
تحول إلى كتلة
من الحقد.لم يستطع
أن يفعل شيئا
أكثر من
الصراخ.لكنهم
استمروا في
اللعبة.فصلوا
الرأسين
الصغيرين ،ثم
فصلوا
الأجنحة
وفرشوا
الأحشاء على
الأرض.
أغمض
الرجل عينيه
.بعد لحظات
فتحهما على
السماء.رأى
الحمامة
وحيدة،
حزينة.." يا
حمامة المحبة
قتلوا فيك
الفرح ".توقفت
الحمامة على
العش ، ونظرت إلى
الأسفل بأسى
.رماها
الأطفال
بالحجارة
.طارت قليلا
ثم عادت إلى
العش .أتتها
الأحجار من
جديد.طارت ثم
عادت ..أتتها
الأحجار مرة
أخرى .طارت
ورجعت ثانية.
فرح
الرجل وضحك
.يضربها
الأطفال
فترجع .. ستتعب
الأيدي
,وتنتهي
الأحجار ولن
تتعب الحمامة
. ستتعب
الأيدي
,وتنتهي
الأحجار ولن
تتعب الحمامة.!. .