1 - «قال الحلواني: كنت مع الحلاج وثلاثة نفر،وواسطت قافلتي من واسط إلى بغداد. وكان الحلاج يتكلم،  فجرى في حديثه حلاوة، فقلنا: على الشيخ الحلاوة. فرفع رأسه وقال: يامن لم تصل إليه الضمائر، ولم تمسّه شبه الخواطر والظنون، وهو المترائي عن كل هيكل وصورة، من غير مماسَّة ومزاج. وأنت المتجلي عن كل أحد، والمتجلي بالأزل والأبد. لا توجد إلا عند اليأس، لا تظهر إلا حال الالتباس. إن كان لقربي عندك قيمة، ولإعراضي لديك عن الخلق مزية، فائتنا بحلاوة يرتضيها أصحابي. ثم مال عن الطريق مقدار ميل فرأينا هناك قطعا من الحلاوة المتلونة»[1].

2 - «أبو يعقوب النهرجوري، قال: دخل الحسين بن منصور مكة في المرة الثانية ومعه أربعمائة رجل. فلما وصلوا إلى مكة تفرقوا عنه، وبقي شرذمة قليلة. فلما أمسوا قلت له: دبِّر في عشءا القوم. فقال: اخرج بهم إلى أبي قبيس. فخرجت بهم ومعنا ما نفطر عليه. فلما أكلنا قال الحلاج: ألا تأكلون الحلاوة. قلنا: قد أكلنا التمر، فقال أريد شيئا مسَّته النار. فغاب لحظة، ثم رجع ومعه طبق عليه من الحلواء شيء كثير. فوقع في قلبي شبهة، فأمسكت من الحلواء قطعة،ودخلت السّوق فأريتها للحلوانيين، فلم يعرفوها. فقالوا: هذه لا تتخَذُ بمكة...»[2].


 

[1] الحلاج، الديـوان، والأخبـار والطواسيـن، جمعه وقدم له: د. سعدي ضنـاوي، بيروت، دار صـادر 1998، ص.112.

[2] الحـلاج، الديـوان، والأخبـار والطواسيـن، ص. 118.