موقع محمد أسليــم

 

Le site de Mohamed ASLIM

جماليـــات صالـون الكتابـة

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خــــــاص

مواقع مفضلـة

مواقع صديقة

مكتبات الموقـع كشك الموقـع صفحـة القصــر منشورات الموقع

مقـرر مادة مناهـج البحـث

                                        

السنــة الجامعية: 2002-2001

مركز تكوين المفتشيـــــن 

سلك المفتشين المركزيين - السنة الأولى.

المـــادة: مناهـج البحــث

 

لمحة موجزة عن تطور البحث في العلوم الاجتماعية

 

لا يهدف درس المناهج إلى عرض شامل للأطوار التي اجتازها البحث في العلوم الاجتماعية. بيد أن إلقاء نظرة موجزة على هذا التاريخ تتيح الوقوف على نقط هامة من الضروري التذكير بها لفهم تطور هذا البحث ودلالته.

يعتبر البحث في العلوم الاجتماعية، والسوسيولوجي منه بالخصوص، نشاطا حديثا نسبيا. فهو لم يظهر إلا في القرن XIXم، وبالضبط مع اتجاهين فكريين أساسيين هما:

- التيار الوضعي ممثلا في أوغيست كونت (1789-1857) وفي «فيزيائه الاجتماعية والديناميكية» التي تعتبر سوسيولوجيا مشيدة على نموذج المنهج العلمي الذي يتخذ من عدم الاهتمام بالـبواعث الفردية قاعدة له، والذي يرى أن العادات الجماعية كافية لتفسير مجموع سلوكاتنا، لكون هذه الأعراف شديدة الفعالية.

- التيار الماركسي الذي يُعد محاولة لإضفاء طابع الوضعية على السوسيولوجيا من خلال دراسة المجتمع انطلاقا من التناقضات بين قوى الإنتاج وعلاقاته، بين البنية التحتية والبنية الفوقية.

وينبغي الإشارة بالخصوص إلى أن البحث السوسيولوجي قد انحدر من زواج بين تقليدين أوروبيين:

- تقليد النظرية الاجتماعية الذي يرتد إلى أفلاطون.

- تقليد البحث الأمبريقي الذي يعود إلى القرن XVII م.

ويمكن الإشارة، على سبيل التذكير، إلى عدد من الأعمال التي يمكن اعتبارها رائدة في البحث السوسيولوجي.

غير أن الكثير من هذه الأعمال - والاستثناءات قليلة جدا - هو عـبارة عن أعمال في النظرَية الاجتماعية وبحوث تنظيرية أكثر منها بحوث ميدانية. كما أنها أبحاث يختلط فيها عدد من الملاحظات التي غالبا ما تكون ثمرة تحليلات ثانوية أو نتائج بحوث وثائقية.

ومن هذه الدراسات يمكن ذكر أعمال مونتسكيو حول السلطة السياسية، وأعمال بوسو Pousseux حول التفاوت الاجتماعي، وهي مزيج من الملاحظات أو التركيبات الوثائقية ضمن إطار تأويلي من الصعب أن نعزل فيه المحتوى الموضوعي عن نظام القيم الذي يستلهمه المؤلفان.

والاستثناءات، أي الأعمال الأمبريقية القائمة على ملاحظات ميدانية واستعمال حسابات إحصائية، هي من القلة بحيث يمكن ذكر أهمها:

- فرانسـوا كيسناي François Quesnay (1694-1774):

يعتبر ف. كيسناي مؤسس المدرسة التي تؤمن بسلطة العلوم الفيزيائية (physiocrate)، وهو اقتصادي كان يشتغل مع فرانسوا الأول. قدم جدولا للثروات الفرنسية يمكن اعتباره بمثابة محاولة بحث اقتصادي اجتماعي. لكن يجب ملاحظة أن سياق العصر قد حرَّفَ نتائج ذلك العمل. فلإرضاء الملك، أعلن فرانسوا كيسناي أن كل شيء على ما يرام، وأن فرنسا بلد غني، وأن هذا الغنى مصدره الفلاحة، وأن الفلاحين مسرورين لكونهم يشكلون أساس تقدم فرنسا.

لا يتعلق الأمر في عمل كيسناي ببحث بمعنى الكلمة. ذلك أنه لم يكن بإمكانه التشكيك في ما هو قائم أو وضعه موضع تساؤل. لا زال الوضع الفكري حبيس نسق لا يتيح إجراء بحث ميداني في الواقع. ذلك أن النظام الاجتماعي يرتكز على تفاوت اجتماعي وتراتبية اجتماعية يرتكزان هما الآخران على تصور إلهي للكون حيث العلاقات الاجتماعية فيه غير قابلة للتغيير.

يجب انتظار العالمين الإنجليزيين آدم سميث Adam Smith (1723-1790) وتوماس مالتوس (1766-1834)، لنرى دراسات أكثر موضوعية. سميث بأبحاثه حول «ثروات الأمم»، ومالتوس بعمله المسمى «بحث في مبدأ السكان».

- لقد اشتغل مَالتوس في الديموغرافيا، وطبق على دراسة السكان منهجا إحصائيا صارما، انطلاقا من دراسة مجموعات في الميدان (لأول مرة سيتغلب الواقع على الخيال)، فتوصل إلى صياغة فرضية تأخذ بعين الاعتبار ملاحظات منهجية صارمة.

من هنا، سيستمد نظريته التي لازالت تنطبق على الدول السائرة في طريق النمو، ومفادها أن عدد السكان يتزايد أكثر من تطور الموارد (مما يترتب عنه المجاعة والتخلف، الخ.)

بموازاة مع ذلك، ظهرت في ألمانيا، خلال القرن XVIIIم، حركةٌ فكرية أخذت تشكك في ارتكاز المجتمعات على النظام السَّمَاوي (الملك صاحب الحق الإلهي، الخ.). وبعد ذلك ستظهر مع الثورة الفرنسية والموسوعيين وجان جاك روسو، حركة من الأفكار المتحررة الجديدة، وسيتطور الوعي بما سيتيح للعلوم الاجتماعية أن تتقدم.

ولأول مرة ستجري محاولة دراسة «الظواهر الاجتماعية باعتبارها أشياء» (دوركايم)، ستوضع موضع تساؤل وستدرَسُ كما تدرُسُ العلوم المحضة النباتات، وذلك انطلاقا من فرضيات لا من يقينيات قبلية. مع دوركايم سيشهد البحث السوسيولوجي تطورا ملحوظا، وستدخل الذهنيات طـَوْر التحول.

غير أنه، وعلى غرار الفلسفة التي ظلت لحقبة طويلة مطبوعة باللاهوت والنزعة المدرسية المرتدة إلى التقليد الأرسطي، سيظل علم الاجتماع ممزوجا بالفلسفة (وهو أمر لازال بالإمكان لمسه اليوم في أعمال باحثين أمثال ريمون آرون Raymond Aron وألان تورين Alain Touraine، كي نقتصر على ذكر البعض). وقليلون هم أولئك الذين سيتعاطون لبحوث تجريبية. ولذلك، كان تاريخ الفكر - الفرنسي على الأقل - يعج بالمنظرين الاجتماعيين الذين لا يوجد بينهم إلا عدد قليل من التجريبيين.

إلا أن علم الاجتماع سيستفيد من اللقاء مع العلوم المحضة، وسيحلل مفكرون أمثال أوغيست كونت المجتمعَ على شكل فيزياء اجتماعية، وبيولوجيا اجتماعية، وفيزيولوجيا اجتماعية، مستعيرين من هذه العلوم عددا من المناهج والتقنيات. وعلى النحو نفسه، ستستعير السوسيولوجيا  المعاصرة من اللسانيات عددا من المفاهيم والمناهج القابلة للنقل، كالسانكرونيا، والدياكرونيا، والبنية، الخ.

وما ينبغي الاحتفاظ به هو ارتباط تطور السوسيولوجيا والبحث التجريبي - عن طريق التجاور - بتطور العلوم المحضة.

ولنشر إلى أن دراسات كتلك التي قام بها فيليرم Villerme تحت عنوان: «L’état physique des ouvriers des manifactures»، وتلك التي قام بها أنجلز Engels حول «وضعية الطبقات الشغيلة في أنجلترا» قد صارتا نموذجين متميزين للبحث الميداني.

غير أنه يجب انتظار إميل دوركايم  Emile Durkheim (1858-1917) لكي نصل إلى سوسيولوجيا علمية حقيقية وإلى البحث الميداني الذي سيصير نموذجا لكل الأبحاث التي تلته. ونعني بذلك كتابه «الانتحــار» المنشور سنة 1895.

مع هذا العمل نكون إزاء مسعى حقيقي في البحث الميداني: لأول مرة سيتم الانطلاق من ملاحظة الظواهر الاجتماعية، ومعاملة الوقائع الاجتماعية باعتبارها ظواهر، وبعد تفسير هذه الملاحظات سيتم صياغـة نظرية في السلوك المبحـوث.

والواقع أن دوركايم لم ينزل إلى الميدان كي يلاحظ الناس وهم ينتحرون. لقد انطلق مما سيسمى بـ «إحصائيات» حول الانتحار تم إجراؤها في مختلف دول أوروبا.

وهذه المعطيات ستتيح له عقد مقارنات، وعزل العوامل والمتغيرات التي تؤثر في ظاهرة الانتحار، ليلاحظ - مثلا - أن نسبة الانتحار (في كل 1000 ساكن) هي أقوى في المدن منها في البوادي. وها هو تفسير هام - مشكل هام - لماذا تأخذ نسبة الانتحار حجما قويا جدا في المدن بالمقارنة مع البوادي؟ يصوغ دوركايم فرضية، أي جوابا ممكنا - مبكرا - عن المشكل المطروح، وهو: إن المجتمع الصناعي يفكك الحياة الاجتماعية، يقود إلى تفكك البنية الاجتماعية. فالفرد الذي ينتقل إلى المدينة لا يجد فيها الدعم الاجتماعي الذي كان يلقاه في قريته، حيث كانت العائلة والكنيسة والقبيلة، الخ. تشكل نظاما راسخا، لكن متماسكا. هناك ظاهرة شبه فوضوية (فقدان التماسك الداخلي، فقدان النظام المرجعي للذوات المقتَلَعَة). والكثير من الدراسات العصرية لا تعدو مجرد تنويعات على دراسة دوركايم عندما تُظهر الفرد وحيدا وسط الحشود، وتبين هذا الانعزال الاجتماعي المتزايد والمرتبط بالتصنيع والتحضر. من هذه الأبحاث دراسة «الحشود الوحيدة» La foule solitaire لرييزمان Riesman.

أجرى دوركايم، إذن، ملاحظات وإحصائيات، ثم حاول عزل عوامل ومتغيرات يبدو أنها محدِّدَة وحاسمة. وانطلاقا من ذلك سيصوغ فرضية، بل ونظرية مفادها أن المجتمع الصناعي ينزع التماسك عن المجتمع التقليدي ويولد لدى الأفراد ظواهر اجتماعية شبه فوضوية ترفع نسب عدم التكيف، والانحراف، والانتحار، الخ. كما يعزل عوامل أخرى، هي: الانتماء الديني (عدد الانتحارات بين البروتستانيين يفوق نظيره بين الكاثوليكيين، الخ.)، ومستوى التكوين (عدد الانتحارات بين ذوي المستوى الثقافي المرتفع يفوق نظيره لدى غيرهم).

على النحو السابق يشكل عمل دوركايم حول الانتحار أول بحث ميداني سوسيولوجي حقيقي نقف فيه على خطاطة المسعى التجريبي كما وصفه كلود برنارد C. Bernard، وهي:

- إجراء ملاحظـات - معاينـات.

- صياغة فرضيـات - التحقق منها عن طريق معطيات.

- استخلاص تنظيــر.

ثم الدخول إلى البحث الميداني، أي البحث التطبيقي. إنه استهلال انطلاقة علمية حقيقية تربط بين المحسوس والمعقول (أو المجرد)، بين الظواهر والنظرية، وبذلك صار طريق البحث مفتوحا.

ومن المفيد عرض المسعى الذي يجب أن يراعيه كل بحث جامعي، هذا الأخير الذي وإن لم يكن مطالبا بصياغة نظريات وتعديل قوانين، فإنه مطالب على الأقل باحترام - وإن في مستوى بسيط - المواصفات العامة التي يجب أن تتوفر في كل بحث علمي، والاتصاف بدرجة من الدقة والصرامة.

يتعلق الأمر في هذا المستوى بمحاولة إجراء (وتبعا للموضوع المختار والميدان المختار) تركيب لمختلف المساعي والتقنيات التي تستعار في الغالب من علوم ملحقة. هكذا يمكن المزج في تحليل ظاهرة تربوية ما، أو مؤسسة تعليمية ما، بين المساعي التالية:

- مسعى نسقي، مؤسساتي (مستعار من سوسيولوجيا التنظيمات) يقوم على نظرية للتواصل تغينها هي الأخرى نظرية للتوقع.

- مسعى مستعار من التحليل النفسي المؤسساتي (دراسة اللاشعور الجمعي).

- مسعى سيكوسوسيولوجي (دراسة الأدوار، الأوضاع الاعتبارية، التواصلات، الخ.)

- مسعى مستعار من التحليل الديمغرافي لدراسة نوعية الفئات المتمدرسة.

- مسعى سيكولوجي لتحليل دوافع جمهور المتمدرسين وأفقهم الزمني.

- مسعى اقتصادي لدراسة مردودية المؤسسة.

وللتذكير، فالباحث لا يمكنه القيام بكل شيء. غير أنه يتعين عليه تنظيم كافة الخطوات، واختيار المساعي تبعا لموضوع بحثه.

مــــلاحق:

1 – نظرية دوركايم في الانتحـار

«أ – تمهيد:

تعتبر دراسة دوركايم عن «الانتحار» من خير دراساته التي تمثل البحث السوسيولوجي الذي يقوم على أسس نظرية واضحة. وقد يبدو الانتحار لأول وهلة ظاهرة فردية يمكن تفسيرها في ضوء اصطلاحات علم النفس، ولكن دوركايم لاحظ أن نسبة الانتحار تختلف من جماعة لأخرى، ولذلك أخذ على عاتقه أن يفسر هذه الاختلافات الاجتماعية التي تكمن وراء اختلاف نسب الانتحار. وتعد هذه الدراسة أول نموذج متكامل للبحث الاجتماعي خلال الفترة التي ظهرت فيها، ونتبين منها براعة دوركايم في استخدامه المنهج الإحصائي وقدرته الفائقة على تدعيم موقفه النظري بالبيانات والشواهد الواقعية، وما انطوى عليه تحليله دلالات فلسفية وإيديولوجية.

وقد برر دوركايم اختياره لدراسة ظاهرة الانتحار، وأشار إلى الدراسات المماثلة لهذه الظاهرة السابقة على دراسته كدراسة أوغل Ogle  في إنكلترا ودراسات مورسيلي Morselli  وفيري Ferri أصحاب المدرسة الوضعية الإيطالية التي يتنزعمها لومبروزو Lombroso.

وقد بدأ دوركايم دراسته بمحاولة تعريف ظاهرة الانتحار بأنها تشير إلى جميع حالات الموت التي تكون نتيجة مباشرة أو غير مباشرة لفعل سلبي أو إيجابي قام به المنتحر نفسه وهو يعلم أنه سيؤدي إلى هذه النتيجة، ويوضح دوركايم أن معدل الانتحار يختلف من مجتمع لآخر وفي المجتمع نفسه مع اختلاف الزمن. فهناك مؤثرات معينة تجعل من الضروري أن يقدم مجتمع معين في سنة معينة عددا معينا من الوفيات يمكن التنبؤ به، وهذا ا يؤكد أن دراسة الانتحار تدخل ضمن مجال علم الاجتماع.

فالانتحار ظاهرة اجتماعية عادية لأنها تتميز بعموميتها، وهي بذلك لا تفسر إلا في ضوء العوامل الاجتماعية التي أنتجتها، وهذه يعني أن العوام الأساسية المسببة للانتحار لا ترجع إلى التكوين السيكولوجي للفرد أو إلى الظروف الكونية بقدر ما هي نتيجة للاختلافات في البناء الاجتماعي وفي درجة التضامن الاجتماعي. وقد أشار توماس مازرك «Masaryk» عام 1878 في كتابه «الانتحار كظاهرة اجتماعية في المدينة الحديثة» إلى بعض النتائج التي تتماشى مع دراسة دوركايم، إذ بين أن ازدياد معدلات الانتحار في المدنيات الحديثة يأتي نتيجة ضعف الدين ووسائل الضبط الاجتماعي الأخرى، لكن دراسته على الرغم من كشفها عن العديد من الحقائق الاجتماعية الهامة، إلا أنها تفتقر إلى الطرق الموضوعية والمنهجية التي طبقها دوركايم في دراسته للانتحار.

وتقوم الدعاوي الأساسية عند دوركايم في تفسير الانتحار على أن «التكامل الاجتماعي» قوة الروابط الاجتماعية التي توجد بين أعضاء المجتمع يؤثر في احتمالات حدوث الانتحار، وقد بين أن تعميمه النظري هذه يمكن أن يفسر الحقائق الكثيرة المعروفة عن نسب الانتحار. ويرى دوركايم أن الكاثوليكية تؤدي إلى تكامل اجتماعي أكثر مما تؤدي إليه البروتستانية التي تتميز بالطابع الفردي، كما أن شعور اليهود بالاضطهاد المزعوم يجعلهم يرتبطون بروابط توحدهم وتؤلف بينهم، كما أن وحدة المجتمع تكون أعظم في أوقات الشدة والحروب بعكس الحال في أيام السلم. ويلاحظ دوركايم أن التكامل الاجتماعي يكون أقوى في المناطق الريفية إذا قورن بالتكامل في المناطق الحضرية، كل ذلك وغيره من الاختلافات التي يمكن إدراكها عن طريق البحث في التكامل الاجتماعي تنعكس في الاختلافات التي تظهر على نسب الانتحار. ويتلخص القانون الذي وصل إليه دوركايم في الانتحار في أنه إذا ازداد التماسك والتداخل الديني والعائلي والسياسي قل الانتحار وإذا وهن كثر الانتحار، أي أنه:

1 – إذا كان الدين أكثر ضبطا لروابط الأفراد وسلوكهم قلت نسبة الانتحار وإذا كانت قبضته ضعيفة زادت هذه النسبة.

2 – وإذا كانت العائلة متماسكة مترابطة قلت نسبة الانتحار وإذا انحلت أو ضعفت روابطها زادت هذه النسبة.

3 – وإذا كانت الدولة من الوجهة السياسية متينة البنيان مستقرة الأساس قلت نسبة الانتحار والعكس إذا سادتها الفوضى.

وينتهي دوركايم بعد تحديد الأسباب المؤدية إلى ارتفاع نسبة الانتحار إلى تحديد الوسائل التي يمكن استخدامها لوقف تياره، كما يؤكد على الطرق التي يمكن استخدامها لمواجهة هذه المشكلة متبعا في ذلك الفكرة التي يوردها في كتابه «تقسيم العمل الاجتماعي» القائلة: «إننا نعتقد أن بحوثنا لن تستحق ساعة واحدة من جهد إذا لم يكن لها إلا فائدة نظرية». لذا جاءت هذه الدراسة تطبيقية ارتكزت على البحوث والتجارب والتحقيقات الاجتماعية أكثر من قيامها على الآراء والأفكار النظرية البحثة.

ب – نماذج الانتحار:

حاول دوركايم استبعاد العوامل غير الاجتماعية المؤدية للانتحار ثم ذكر ثلاثة نماذج عالج فيها الأسباب والمواقف الاجتماعية المؤدية إليه. فقد تبين خطأ ما انتهى إليه بعض الباحثين من أن الانتحار يرتبط مباشرة بالاختلال العقلي؛ فالإحصاءات لا تشير إلى مثل هذه الارتباط، ومثل ذلك: أن عدد النساء في المؤسسات العقلية يزيد عن عد الرجال فيها إذ يوجد حوالي 55 امرأة لكل 45 رجل، بينما لا تزيد نسبة النساء في التعداد الذي أجراه دوركايم عن 20% فقط من نسبة المنتحرين، يضاف إلى ذلك التناقضُ بين معدل الانتحار والأعمار التي يصاب فيها المرء بالاختلال العقلي. فثمة حقيقة تؤكد أن معدل الانتحار يزداد مع تقدم العمر، بينما يبلغ الاختلال العقلي أعلى درجاته في سن النضوج، ويلاحظ دوركايم أيضا أن البلاد التي تنخفض معدلات الانتحار ترتفع فيها نسبة الأفراد المصابين بأمراض عقلية، كذلك لم يجد دوركايم ارتباطا جوهريا بين الانتحار وإدمان الخمور، ويرفض ما انتهى إليه مورسيللي من وجود فوارق جوهرية في نسبة الانتحار بين الجماعات السلالية، لأنه لاحظ اختلافات جوهرية في نسبة الانتحار داخل كل سلالة. فإذا كان الألمان يقبلون على الانتحار بنسبة ملحوظة كما زعم مورسيللي، فإن ذلك يعود إلى طبيعة الحضارة التي نشأوا فيها، وينتقل دوركايم إلى مناقشة العوامل الكونية وتوضيح أن لا علاقة بين المناخ ومعدل الانتحار. فافتراض مورسيللي عن ازدياد الانتحار لا ترتفع في بلاد جنوب أوروبا عنها في شمالها، وترتفع نسبة الانتحار في المدن عنها يف الريف كنتيجة لازدياد الأنشطة الاجتماعية في المناطق الحضرية وتعقدها، لذلك وجب علينا أن بحث عن سبب الانتحار ليس بين النتائج المترتبة على المناخ وإنما في طبيعة الحضارة المتغيرة بين البلدان المختلفة، ثم يحاول دوركايم اختبار نظرية Tarde من أن كل صور السلوك بما في ذلك السلوك المنحرف كالجريمة، إنما ترجع إلى التقليد أو المحاكاة. فإذا كانت هناك حالات انتشرت فيها موجة من الانتحار بفعل التقليد الذي يقوم على النقل الآلي فقط، فإن ذلك لا يشير إلى أن هذه الحالات من الانتحار ترجع إلى شخص معين هو أول من أقدم على ارتكاب الانتحار بل هي في الحقيقة فعل اجتماعي، بمعنى أن الجماعة قد عقدت العزم على الموت، أي أن الجماعة قد تصرفت نتيجة لتأثير عامل معين على كافة الأعضاء.

فالتقليد لا يقدم لنا تفسيرا لظاهرة الانتحار لأنه يؤدي إلى بعض الحالات الفردية فقط، كما أنه لا يسهم في تفسير تباين معدلات الانتحار في المجتمعات المختلفة.

لذا يذكر دوركايم الأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى الانتحار في ثلاثة أنماط هي:

-          الانتحار الأناني: عندما يكون ارتباط الفرد بالجماعة ارتباطا ضعيفا يبدو الفرد فاقدا لتأثير الجماعة عليه، وبالتالي لا يُعير أي اهتمام لجماعته إذا ما ساوره أي ميل للانتحار بسبب بعض المشاكل الطارئة، كما أنه في هذه الحالة لا يعتقد بأن انتحاره سيرتب أي نتائج على الجماعة.

لقد سمى دوركايم هذا النوع من الانتحار بالانتحار الأناني بسبب انفصام ارتباط الفرد بالجماعة أو ضعف علاقته بها، وعلى هذا الأساس يمكن تفسير ارتفاع معدل الانتحار بين البروتستانت إذا ما قورن بمعدل انتحار الكاثوليك، بالرغم من بها، وعلى هذا الأساس يمكن تفسير ارتفاع معدل الانتحار بين البروتستانت إذا ما قورن بمعدل انتحار الكاثوليك، بالرغم من كون الانتحار محرم من قبل هذين المذهبين، إذ أن تحريم الانتحار عند الكاثوليك يقترن بربط الفرد بالكنيسة كمؤسسة اجتماعية، تمتلك سلطة دينية على الفرد، بالإضافة إلى معالجتها لمشاكله وسماعها لاعترافاته، في حين أنه بالنسبة للمذهب البروتستانتي لا يرتبط الفرد بالكنيسة، كما أن المذهب البروتستانتي يترك للفرد حرية مسؤولية تمسكه بالمعتقدات الدينية، ويبيح له محاسبة نفسه، ويترك لضميره الشخصي مسألة تقدير ما هو محلل وما هو محرم، فضلا عما يشاع بين الأفراد من فردية نتيجة لضعف التضامن بين جماعاتهم، أن مثل هذا الأمر يجعل الفرد في حل من الضغط الاجتماعي الذي قد يمنعه من الانتحار عند الأزمات المختلفة.

ويربط دوركايم بين الدين والتعليم على اعتبار أن البلاد البروتستانتية تزداد فيها نسبة المتعلمين، وبالتالي ترتفع فيها معدلات الانتحار، ويؤيد ذلك أن المستوى التعليمي المنخفض لدى النساء يساعد على تفسير استعدادهن الضعيف للانتحار، ولكن يلاحظ دوركايم انخفاض معدلات الانتحار بين اليهود على الرغم من ارتفاع نسبة التعلم بينهم، لذا فإن الرغبة في المعرفة والميل نحو الانتحار نتيجتان لنقص التماسك والذي يعتبر السبب الأساسي لهما.

ويمكن اعتبار المعدل المرتفع لحوادث الانتحار بين العزاب إذا ما قورن بالمتزوجين، كمثال آخر لهذا النوع من الانتحار. فالأعزب يكون عادة في عزلة اجتماعية وعاطفية عن الآخرين، إذ أن مسؤولياته قليلة كما أن ارتباطاته العاطفية أقل من المتزوج، وهذا الأخير يكون أكثر ترددا في الإقدام على الانتحار من الأعزب بسبب ارتباطه بأفراد عائلته ارتباطا عاطفيا بالإضافة على التزاماته تجاهها.

كما أن سبب انخفاض معدل الانتحار في وقت الحرب والثورات عنه في وقت السلم يعود إلى ميل الأفراد لنسيان متاعبهم الخاصة في هذه الأزمات أي أن الحرب أو النزاع مع جماعات خارجية من شأنه أن يزيد من تماسك الأفراد، الأمر الذي يساعد على التقليل من حوادث الانتحار.

-          الانتحار الغيري: وهو الانتحار الذي يرجع إلى شدة اندماج الفرد في الجماعة حتى أنه يفقد فرديته، ويفسر هذا الاندماج نفسيا بشدة شعور الفرد بالواجب إزاء جماعته حتى أنه يصبح مستعدا أن يضحي بحياته من أجل الجماعة إذا كانت هذه التضحية ضرورية. ويقول دوركايم أن هذا النوع من الانتحار يوجد غالبا في المجتمعات التي تتميز بالتضامن الآلي. أي أن المجتمع هنا يدفع الفرد للانتحار. ويطلق دوركايم على هذا الشكل «الانتحار الغيري الإجباري». ويتمثل هذا بانتحار القائد في بعض البلاد عندما يخسر إحدى المعارك، كما يتمثل بالطيارين اليابانيين الذين كانوا يقودون طائراتهم المحملة بالقنابل لترتطم وتنفجر على سفن الأعداء، بالرغم من كون عملهم مقدما بحتمية موتهم، كما أننا نجد بعض حوادث الانتحار الطقوسي بين بعض القبائل الهندية حيث تنتحر الزوجة بعد وفاة زوجها.

فبالنسبة للجماعات التي يكون تماسكها وثيقا جدا والتي يكون ارتباط أفراد الجماعة ببعضهم البعض ارتباطا قويا جدا تصبح قضية الموت والحياة ذات معنى وذات قيمة خاصة بها. وبالنسبة لمثل هذه الجماعات فقد يصبح زهق النفس وتضحيتها من الأمور المستحسنة التي قد تضفي أحيانا تأكيدا لشخصية الفرد وتحقيقا منه لأمانيه.

ومن جهة أخرى قد\ ينتحر الفرد أيضا إذا فشل في الامتثال لقواعد الجماعة وتوقعاتها، ففي هذه الحالة قد يفضل الفرد الموت على الحياة، ويحدث مثل هذا الانتحار بصورة خاصة عندما يشعر الفرد أن حياته أو مركزه الاجتماعي مرتبط ارتباطا متلاصقا بالجماعة التي ينتمي إليها بحيث يشعر أنه لا قيمة للحياة إذا سحبت الجماعة رضاها عنه أو اعتبرته مذنبا بحقها، فتجريم الجماعة للفرد قد يجعله يفضل الموت على الحياة.

ولقد استعمل دوركايم نظريته في الانتحار الإيثاري لتفسير سبب كون معدل الانتحار أعلى بين الجنود منه بين المدنيين، وكذلك لتفسير سبب كون معدل الانتحار أعلى بين طلاب الكلية العسكرية الذين هم على أبواب التخرج منه بين القادمين حديثا إلى الجيش، وكذلك في تفسير سبب كون معدل الانتحار يزداد كلما أصبح العسكري منغمسا أكثر فأكثر في الحياة العسكرية وتمثل قيمها وقواعدها، إذ في هذه الحالة يصبح الفرد أكثر تلاحما وتماسكا مع أفراد الجيش وقيمه، أي كلما ازداد تلاحمه وترابطه مع أفراد الجيش وتمثيله لقيمه كلما ازداد ابتعاده عن بقية الجماعات في المجتمع، أي كلما أدى ذلك إلى زيادة التزامه لقيم وقواعد الحياة العسكرية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة اعتماده على نجاحه في الحياة العسكرية التي علمته التضحية بالنفس في سبيل الجماعة، ومن ثم لا تعني الحياة بالنسبة له شيئا له أهمية.

-          الانتحار «اللامعياري» الأنومي: وهو انتحار الذين لا يسيرون على القواعد التي رسمها المجتمع، فيصبحون بلا معيار يحدد نمط سلوكهم أو طريقة انتمائهم للجماعة، ومن هنا تزداد حالات الانتحار حين تنكسر المعايير الجمعية وتتحطم عناصر الضبط الاجتماعي، أي أن الحياة الاجتماعية الجديدة، بما فيها من قيم وعادات وأخلاق واعتقادات أضحت لا تلائم الأشخاص الذين عاشوا في ظروف وقيم تختلف عن الظروف الحاضرة، فإقدام الفرد على الانتحار يعود للتضارب بين آماله وأهدافه وبين الظروف التي تحيط به بما فيها من عادات وأخلاق وقيم ومعايير مختلفة.

فالمجتمع الفاقد للقواعد والمعايير والقيم الواضحة التي تنظم سلوك الأفراد وأمانيهم مجتمع يتصف بحالة الأنومي أو الوهن، والانتحار الأنومي هو الانتحار الناتج من فقدان القيم أو غيابها مما يشير إلى اختلال في التوازن الاجتماعي للمجتمع، فترتفع معدلات الانتحار في أوقات الأزمات الاقتصادية، ولا يرجع ذلك إلى أزمنة الاقتصادية أو إلى انتشار الفقر، وإنما ينتج ذلك بسبب تحطيم التوازن الاجتماعي. ويؤكد ذلك ما نلاحظه من ارتفاع معدلات الانتحار في فترات الانتعاش الاقتصادي أيضا.

وهكذا ترى أنه عندما تكون الجماعة متماسكة، أي أن الأفراد فيها يكونون وحدة متماسكة، نجد أنها تبلور مجموعة من القيم وقواعد السلوك لتنظيم الأفراد بشكل معين ومحدد، أي أن الجماعة تعين للفرد الطريق التي يجب أن يسلكها في الحياة والأماني التي يجب أن يصبو لبلوغها. ومعنى ذلك أن الأفراد يعرفون مقدما ما هو متوقع منهم، وفي حالة امتثال الفرد لهذه القواعد فسوف يحظى برضا الجماعة وبالضمانات التي تقدمها له طيلة فترة حياته. فالفرد في هذه الحالة يشعر بالضمان بسبب أن الجماعة تحدد له ما هو الخطأ وما هو الصواب في سلوكه وبسبب أن الجماعة لا تتطلب منه أن يصبو لأماني لا يمكن تحقيقها، ولكن عندما يضعف تأثير القيم والقواعد على الفرد ولا يعرف ما هو الخطأ وم اهو الصواب ولا يعرف إلى أي الأماني يتطلع ففي هذه الحالة يُصبح الفرد في حل من هيمنة الجماعة وقواعدها، كما أنه يفقد الضوابط على سلوكه وتطلعاته، الأمر الذي يجعله لا يشعر بالضمان والاستقرار. هكذا يبرز اتجاه دوركايم الاجتماعي في دراسته لأشكال الانتحار وأسبابه، فهو يرى أن لكل مجتمع قواه الجمعية التي تدفع الأفراد إلى قتل أنفسهم نتيجة لدوافع خارجية ولكنها ملازمة للدستور الاجتماعي.

الدكتورة مهى سهيل المقدم، محاكمة دوركايم في الفكر الاجتماعي العربي،

بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1992، صص. 35-45.

 

***

2 - مجالات البحث في العلوم التربوية:

من الطبيعي أن تعتمد المشكلة أو السؤال الذي يختاره باحث تربوي معين على اهتمامات الباحث وخلفيته والمشكلة الخاصة التي يواجهها. ومع ذلك يمكن تصنيف الأسئلة في البحوث التربوية إلى صنفيـن أساسيين:

1 - أسئلة نظـريـة وهـي تتعلق بالمبادئ الأساسية؛

2 - أسئلة عملية وهي تصمم لحل مشاكل فورية تتعلق بالمواقف اليومية.

أولا: الأسئلة النظريـة:

الأسئلة ذات الطبيعة النظرية تستخدم الأساليب الآتية:

ما هي؟ كيف حدثت؟ أو لماذا حدثت؟

مثل: «ما هو الذكاء؟» أو «ما هو الإبداع؟».

ومن أسئلة «كيف» النموذجية:

«كيف يتعلم الأطفال؟» أو «كيف تنمو الشخصية؟»

وقد يطرح السؤال بـ «لماذا» أسئلة مثل:

«لماذا ينسى الإنسان؟»

و«لماذا يكون بعض الأطفال لديهم قدرة تحصيلية أكثر من غيرهم؟».

وتهدف الأسئلة ذات الطبيعة النظرية إلى اكتشاف نظريات جديدة أو التحقق من نظرية موجودة فعلا.

وفي هذه الحال، يحاول الباحثون اكتشاف تعميمات عن السلوك بهدف توضيح العلاقات الموجودة بين المتغيرات، فقد يعتقدون أن متغيرات معينة يوجد بينها ترابط ولذلك يقومون ببحثهم لوصف طبيعة هذه العلاقات ومن النواتج قد يكونون نظرية عن الظاهرة. وقد كونت نظريات التعلم بهذه الطريقة.

على أنه من غير المناسب للباحث التربوي المبتدئ أن يحاول تكوين نظرية جديدة، ومن الأفضل له وذلك أكثر واقعية أن يحاول استنتاج فروض من نظريات موجودة فعلا في مجالات التعلم أو الشخصية أو الدوافع، ويختبر هذه الفروض. فإذا كانت الفروض نتائج منطقية للنظرية وأوجدت الاختبارات العملية دلائل تعضد الفروض، فإن هذه الدلائل تهيئ تعضيدا للنظرية نفسها.

ثانيا: الأسئلـة العمليـة:

كثير من الأسئلة في البحوث التربوية تكون ذات طبيعة عملية مباشرة تهدف إلى حل مشكلات محدَّدة قد تواجه التربويين في أثناء نشاطهم اليومي. إنها أسئلة مناسبة للبحوث التربوية وثيقة الصلة بها، لأنها تعالج مشكلات حقيقية في مستوى الممارسة. ومن أمثلة هذه الأسئلة ما يأتي:

«ما مدى فعالية طريقة الاكتشاف الموجه في تعليم الحساب لتلاميذ الصف الثالث الابتدائي؟»

و«ما هو أثر استخدام الطريقة الكلية لتعليم اللغة العربية في الصف الأول الابتدائي؟»

و«أيهما أكثر فعالية في تعليم المواد الاجتماعية لتلميذ الصف الثالث الإعدادي: طريقة المحاضرة أو طريقة المناقشة؟»

إن إجابة مثل هذه الأسئلة قد تكون ذات قيمة كبيرة في مساعدة المدرِّس على اتخاذ قرارات عملية.

إن الأسئلة العملية يمكن دراستها وفحصها بالطريقة العلمية تماما كالأسئلة النظرية».

د. إحسان مصطفى شعراوي ود. فتحي علي يونس، مقدمة في البحث التربوي، القاهرة، دار الثقافة للطباعة والنشر، 1984، صص. 15-18.

(تنزيل الملف (وورد 2000 - بحجم 72.5 ك

تنزيل الملف (مضغوط 17.0 ك)

 

09:23:50

صفحة الطلبة

 

 مشروع أولي لإنشاء محترفات للبحث بالمركـز
 
 السنة الجامعية 2001-2002

قائمة الطلبة المسجليـن

 

  التوزيـع السنوي للحصص

 
أيام العطـل  
 مقرر مادة مناهج البحـث  
 لمحة موجزة عن تطور البحث في العلوم الاجتماعية  
 اختيـار موضـوع البحث  
   
برنامـج عـروض الطلبــة  

ارتباطات وموارد وثائقية

قائمة ببعض محركات البحث العالمية

قائمة بنائج بحث محرك كوبرنيك في مادة «المناهج»

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

L

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ النشر 27 ينايـر 2002.