سيقرعون
الأجراسَ أولَ حُزيران
ثمة
أسبابٌ وجيهةٌ لاختيارِ هذا اليوم
أهمُها
أنه
أولُ حُزيْران.
مِن
الجميلِ أن تصبحي علامةً مائية
فوق
غيمةٍ لا ترى الشمسْ
ثم
تنظري إلى العالمِ
مثل
فيلمٍ سينمائيّ.
البطلُ
المرزوءُ بالخطوبْ
يثيرُ
مكامنَ البهجةِ
فتفرحين
لأنكِ
لستِ هو
حتى لو
زرفتِ دمعةً
كما
تقتضي اللياقة،
بعدها
تحوِّلين المؤشرَ على قناة:
"تسوّق
عبر التليفزيون".
حين
يقرعون الكؤوس أولَ حزيران
لن
تحزني
لأنكِ
عشتِ ثلاثَ ليالٍ بلا صداعٍ ولا طعام
ولأن
فرجينيا كانت أكثر منك حزنًا
أو
أقلَّ قليلا.
أن
تصبحي علامةً مائية
فذاك
يعني
أن
الضجيجَ لن يفزعَكِ
ولا
فاتورةَ التليفون
ولا حتى
الرجلَ الكاذبَ الذي أحببتِه،
ستثأرين
حين يغدو وحيدًا
ويعتقلُه البوليسْ
بتهمة
الصلع.
حين
أغدو علامةً مائية
سأفوّت
عليك يا حبيبي
عدَّ
البثورِ التي زرعتْها أمي تحت جلدي
كي
ينفرَ مني الرجال.
"لا
تشبهين نساء رينوار
!"
نعم،
لكنني حين أضبطَكَ متلبّسًا بالبهجةِ التامة
تسفسط
لأن
التمامَ لله وحدَه.
وقتها
ستوقنُ
أن
الجرائدَ التي لوّثتها الصفرة
حملتْ
سِفاحًا
وأسقطتْ
أطفالَها تحت عجلاتِ الطائرةِ الحربية
في مطار
ألماظة
حيث
الكلُّ مهيأٌ للمغفرة
وبتْرِ
الأذانِ
قبل أن
تصلَها تنهيدةُ عاملِ الشحن:
يا
للمرأة التعسة!
لن تحظى
بطفلةٍ أبدًا.
لماذا تغمضين عينيكِ يا حبيبتي؟
كي
أفصلَ بين أزيزِ الطائرة
وبين
شَعرِكَ
الذي
يزدادُ بوصةً
كلما
كذبتَ عليّ.
القاهرة / 24 مايو
2004
|