جماليـــات

إضــــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 
 
 
   

سالم الجـوال

عن الجماعات الاسلامية (في مدينة الموصل) بعد الاحتلال الامريكي للعراق
(من بعد سقوط صدام حتى استلام السلطة)

تقريــر عن الجماعات الإسلامية المتطرفة


ظهور الجماعات الاسلامية:-
فى البداية لابد ان اشير اننى قد وضعت العنوان بهذة الصيغة المحددة لاعتقادى بان ظواهرالمجتمع العراقى متغيره وفي فترات قصيره وان الظاهره الدينيه هي الاخرى تتبع هذه التغيرات . لقد تغيرت الظاهره الدينيه من ماقبل حكم صدام عنها ابان حكمه وبعد زواله وهي متغيره من مكان الى اخر في العراق لهذا جاء هذا العنوان ليحدد مكان و زمان هذه الظاهرة
كانت الجماعات المعارضة فى فتره حكم صدام تحت المراقبة التامة وكانت مراقبتها تتم بكثره العملاء الموزعين فى ارجاء المدينة و في كل مجالات الحياة . كانت هذه الجماعه مراقبه في اشخاصها وفي اتصالاتها من القمة حتى القاعده وفي كل لحظه ولم تكن تغيب عن اعين رجال الامن ابدا ولهذا كانت دائرة الامن على اطلاع دائم اومستمر على كل تحركاتهم وعلى دراية وافيه بكل مايدور بينهم في كل مكا ن وفي كل لحظة ولم يكن هؤلاء بقادرين على القيام باي عمل معارض ولا حتى الكلام .
تنقسم الجماعات الاسلامية في الموصل الى اربعة .
أ_ المسلمين ( المتدينين) المعتدلين وهم اناس اعتياديون لايسيسون الدين وليس أي مشاكل سياسيه او دينيه ولايرفضون التعامل مع بقية الاديان وهم مسلمون متدينون علمانيون او علمانيون مؤمنون .
ب_ المسلون من ذوي الاتجاه الصوفي وهؤلاء عادة معتدلون ولكن تدينهم يتبع المذهب الصوفي والاتجاه التعصبي فيهم قليل وهم حتى اذا تعصبوا فانما في اطار مذهبهم او له وليس ضد الاخرين. ولعل اوضح مثال عن هؤلاء هم اتباع الطريقه الكزنزانيه , وهؤلاء حتى ا لمتصوفة الاخرين يستهجنون طريقتهم
ج _ الجماعة السلفية وهم متطرفون على العموم وينقسمون الى قسمين
1 _ جماعه اهل الحديث او كما يطلقون على انفسهم جمعية اهل الحديث وهم متطرفون ضد الاخرين ولكن ليس الى حد القتل . وهناك سلفيه اخرون لاينتمون لهذه الجمعية يمكن تصنيفهم ضمن هذه الجماعه وهؤلاء تطرفهم فكري اكثر منه نفسي انفعالي ولايحمل حقدا قاتلا .
2 _ السلفية ا لمتطرفون او كما يدعون في بعض الاحيان
بالسلفية التكفيرية او الجهادية وهؤلاء متطرفون مع الحقد الطائفي واختلاق ذرائع للقتل اواستعداد للشروع بالقتل .
ان كلا الجماعتين تاخذ من الدين الاسلامي موضوع الاحاديث وتتعصب للحديث النبوي وتعتبر ان المدعو ناصر الدين الالباني شيخها ,وشيخ من شيوخ الاسلام وحجة في الاسلام وتتعصب له
3_ الوهابيون وهذه الجماعه متطرفه , وهم غالبا تكفيريون, ذوي نزعه اجرامية وفكرهم الديني ينحصر في مسالة التوحيد وبناء عليه ذرائع او حجه التكفير من اجل تسويغ القتل (باسم الله) .
ويمكن ان يكون احدهم سلفي ووهابي .ان السلفية هم من جانب اخر وهابي والوهابية من جانب اخر سلفيون او اصوليون . لكن السلفية اصوليون في موضوع الحديث اكثر من غيره اما الوهابيون فهم اصوليون في موضوع العقيدة وفي مسالة التوحيد اولا وبشكل خاص . ان كلا المذهبين فيهما معنى التكفير وحجه والقتل . فالسلفي اذ يدعي انه سلفي أي انه يتبع السلف الصالح او الدين على اصوله الصحيحه يقصد انني انا لوحدى ولانني سلفي (اتبع الاصل) فانني مستقيم او صالح او مؤمن وبالتالي يكون هناك معنى باطنى مرافق لهذا الادعاء هو ان كل من ليس سلفي فهو لايتبع الاسلام (الصحيح ) وهو اما منحرف او مرتد اوحتى كافر .لهذا فان التسمية (سلفي او سلفيون ) فيها معنى التكفير , والتكفير يعطي صلاحية لهم لقتل الاخرين باسم الله .
اما الوهابية فتسمبتهم جاءت من انهم اتباع محمد بن عبد الوهاب المصلح الديني السعودي في القرن التاسع عشر وقد ركز هذا على مساله التوحيد والقضاء على البدع (وهم يتبعون ماجاء في ادبياته وهي افكارهم الرئيسية ) والوهابيون اذ يدعون انهم وهابيون فانما يقصدون انهم لوحدهم التوحيد الصحيح او اتباع الدين الصحيح الخالي من البدع والضلالات ولهذا فان كل من هو ليس وهابي فهو لايتبع الدين الصحيح فهو اما منحرف او مرتد او كافر وهذه تعطيهم حجة للقتل باسم الله وقد بنى هؤلاء الكثير من الافكار على موضوع التوحيد فهناك في فكرهم توحيد في العقيدة وفي العبادات وفي الاخلاق .
لهذا فان المذهب السلفي والوهابي من الناحية الفكرية يلغي الاخرين ولسان حالهم يقول (كما نستنتج من فكرهم وسلوكهم في المجتمع )ان كل من ليس مثلنا فهو كافر لانهم كما يعتقدون لوحدهم اصحاب الطريق او المذهب اوالدين الصحيح وكل ماعداهم كفره ومصيرهم النار او يستحقون القتل , وفى قتلهم يؤجرون عند الله .
التركيبة الاجتماعية للجماعات :-
1 _ المسلمون المعتدلون :هم اما من الاغنياء او متوسطي الحال واما من الفقراء من الذين لم يعانوا من مشاكل اجتماعية او اضطهاد سياسي اذ ان المشاكل الاجتماعية مثل العراك والتحرش بالبنات او التغرير بالصبيان وماشابه ذلك يترك اثر سىء فيهم فيلجئون الى الدين لحماية انفسهم او لمواجة الاخرين بالدين وكلما زاد الخوف من التهديد (لنسميه الاخلاقي ) على قيمهم او مشاعرهم او كرامتهم كلما زاد التوتر النفسي فيهم ودفعهم الى التشدد او العداء . و لان الاغنياء او متوسطي الحال عاده مايسكنون احياء هادئة تقل فيها المشاكل لهذا فان تدينهم يكون معتدل . والتدين المعتدل هو صفة اهل المدينة (او الموصلين الاقحاح). ان تاريخ التدين في هذه المدينة لم يكن فيه تطرف طائفي وكان معتدل من حيث الفكر والشعائر .ان الاسلام المعتدل هو الاصل في الفكر الديني للمدينة ماقبل صدام حسين .
اما الفقراء فانهم يسكنون احياء شعبية تكثر فيها المشاكل وينعكس هذا على الظاهرة الدينية
2_ المسلمون المتصوفة : وهم قد يكونوا موصلين او من اصول اعرابية ولكن عادة ماينحصر هذا المذهب في العوائل او العشائر (السيدوية ) أي التي من اصول علوية , حسينية او حسنية .
ويختلف المتصوف المديني عن العشائري فالاول تصوف في العبادات و الاخلاق مع اقل ما يمكن من الفكر الخرافي ( كتقديس الاولياء ) اما العشائري ففيه الكثير من تقديس مراقد الاولياء والسادة (رجال الدين من الاولياء حصرا) وضرب الدرباشة ( ادخال آلات حاد كالسكاكين وماشابة ذلك في الجسم دون ان يصابوا باذى او جروح ) وتقديس الكرامات (الافعال الخارقة) والجذباء .والخوف من هؤلاء الذين يمكن ان يلحقوا ضررا سحريا بمن يقصر معهم . هذا و ان السلفية والوهابية تكفر هذه الجماعة بل وتتمنى لو تصفيها لانها تتهمها بالشرك او السحر او الكفر( وهذا ما جاء به مؤخرا ابو مصعب الزرقاوي في فتواه في تكفير المتصوفة والشيعة والاتجاهات الاسلامية الاخرى ذات الاتجاهات المعتدلة.)
ولايمنعها الا كون المتصوفة لهم جماعة من المؤيدين ليست قليلة والخوف من الاصطدام بجماعة قد تكون قويه الشوكة .
3_ السلفية جماعة اهل الحديث : هم على الاكثر مدنيون ويهتمون بالدراسة والبحث في شؤؤن الحديث النبوي وبتجشمون عناء هذه الدراسة ولهذا فانهم اقل تطرفا .او, لان تطرفهم فكري وليس انفعالي (حقدي).
4_ السلفية المتطرفون : وفيهم من ابناء المدينة من عوائل غنية ومتوسطة وفقيرة وفيهم الكثير من الاعراب .ان اسباب التطرف لاتنحصر في العامل الاقتصادي وانما هي اسباب مركبة منها العامل التربوي (لكل فرد) وتلعب الشهوات والغرائز والقيم العشائرية دور كبير في التطرف . لان من قيم العشائري او شهواته حب المنصب او الزعامة ,والسلب والنهب والقتل وهذه يجد لها اقوى تسويغ في الدين او اختلاق الحجج الدينية تحت عنوان التكفير اوالجهاد.

5_ الوهابية :وهم كل السلفية في تركيبتهم الاجتماعية ولكن الاعراب فيهم اكثر لانهم بحاجة الى التكفير و التنفيس عن شهوة القتل بدعوى الجهاد او الدفاع الدين او الحق وبينهم من يكره ابناء المدينه او يزدريهم ولهذا يلجاء الى هذا المذهب , او ان هذا هو احد الاسباب . وولاءهم عشائري لهذا فان ولائهم للسعودية كحكومة او كمرجعية دينية .
و باجمال فان التركيبة الاجتماعية للمتطرفين سيما التكفيريين او القتلة هم ثلاثة , ممن ندعوهم في عاميتنا بـ( الشلاتيه او المشلته )( ) وهم السيئون اخلاقيا ومن ارباب السوابق ومعاقري الخمر ومرتادي المواخير واللواطه وهؤلاء يلجئون الى الدين بحجة التوبة او اصلاح النفس ولكنهم لايستطيعون ذلك بل يقمعون غرائزهم او شهواتهم دون ان يسيطروا عليها او ينهوها فتزداد وتيرة الالم من الحرمان او الكبت ويزداد معها الشعور بالحقد على المجتمع الذي يتهمه ( المتطرف) بانه كافر او مفسد للمؤمنين لانه اطلق العنان لنفسه دون رادع ديني . وبلجوئهم الى الدين يتحولون الى منافقين اذ يبقى الباطن كما هو اما الظاهر فيصبح ديني . وهم يحملون في انفسهم الكثير من الكبت او الكآبه والحقد وهذه هي التي تؤدي بهم الى ان يصنعوا حجة ,او يدعوا, التكفير والجهاد وهي التنفيس عن الكبت والحقد(متحولين من التطرف اللااخلاقي الى التطرف الديني والثاني انعكاس للاول ).
اما العنصر الاخر فهم الاعراب وهؤلاء قيمهم العشائرية هي التى تدفعهم الى التطرف فهي قيم صراعية . ان الاعراب متطرفين غير عقلانين بغض النظر عن مستواهم المعيشي ولكن الفقر يزيد من تطرفهم . ان قيم السلب والنهب وحب المشيخة ( المنصب او الرئاسة ) واعتبار ان القتل من قيم الشجاعة كلها تسيطر على انفسهم و مستحكمة فيهم ولهذا فانهم يكرهون القانون و النظام لانه يقمع فيهم هذه القيم او الشهوات وهذا مايجعل بعضهم يلجا الى مهاجمة الشرطة بحجه انهم كفره او عملاء للاميركان ( ) . وهذا غيرصحيح بل ان الشرطة تحضى بتاييد( ) اوتعاطف من قبل المجتمع الموصلي الذي ازدادت نقمته على الارهابيين لانهم يتعرضون للشرطة والمدنيين سيما بعد يوم الخميس الدامي (11 ايلول الموصل - 23 6 2004 ) .
وقد انتمى اليهم العنصر الثالث وهم بعض اتباع النظام السابق , ان هؤلاء خوفا من نقمة المجتمع كانوا قد لجئوا اما الى احيائهم في المدينة ليحتموا بها واما الى عشائرهم (اوقراهم) ثم لزيادة الحماية لجئوا الى الدين فالتحقوا بالجماعة المتطرفة من السلفية او الوهابية و هناك من التحق بالحزب الاسلامى العراقي اما البقية التي هي مطمئنة الى انها غير مطلوبة او لن يطالها سوء من احد فقد انصرفت الى حياتها مع المجتمع . ان الذين اذوآ والذين كانوا في الامن والمخابرات والذين كانوا (شلاتيه) او يكتبون التقارير او اضروا بالناس هم الذين التحقوا بهذه الجماعه او هذا الحزب .
دور العامل النفسي :-
بالنسبة للمسلمين المعتدلين فان نفسيتهم متوازنة لا اقول مريضة ولا اقول سوية ولكن اقول انها غير انفعالية ( بدرجه عاليه اومرضية) ربما لانها لم تعاني من مشاكل اجتماعية كسوء الاخلاق او الصراعات او ماشابه ذلك . ان انفعالاتها و عواطفها هي ضمن المعدل الطبيعي للانسان في أي مجتمع دون تطرف ودون صحة نفسيه تامة .
وبالنسبة للسلفية المتعصبة نسبيا او لنقل انهم جمعية اهل الحديث فهم يقعون في الوسط ما بين الاعتدال والتطرف الاجرامي ( ان القتل مسالة امكانية اكثر منه اتجاه فكري كما ساوضح لاحقا في الملحق )
اما المتطرفون فالعوامل النفسية فيهم فهي الحرمان , الكبت او وجود ظروف تمنع انطلاق شهواتهم الكآبة الغيره (من ترف او تحلل الاخرين من الالتزامات الدينية) او اللجوء الى الدين للتغطية على تاريخ اخلاقي مخزي . ان المحروم لايقول او يعتقد بانه محروم بل يدعي انه لاياتي الشهوات لانها حرام وليس لانه عاجز عن اتيانها . والمكبوت لايدعي بان الظروف هي التي لاتسمح له باتيان الشهوات بل يدعي انه هو الذي قمع نفسه او كبتها و في كل الاحوال هو يعاني من آلام الحرمان او الكبت ويتمنى لو لم يكن الامر هكذا ويتمنى الكثير من الشهوات وهو يحاول ان يجد مسوغات دينية لشهواته مثل ان الاسلام يسمح بتعدد الزوجات.او امتلاك الجواري , وعادة مايكون غير أمين في معاملاته مع الناس سيما التعامل التجاري و حجته ان الله قد حلل البيع والشراء وهكذا .

العامل التربوي :-
ان سوء التربية يصنع التطرف .فالاب الشديد في تربيته شدة غير مبررة ولايسير في اتجاه حكيم (لايتبع منهج يؤهل الابناء لمواجهة الحياة او التكيف معها )يصنع متطرف وعادة مايكون هذا في الاحياء الشعبية ( وتكون التربيه فيها غالبا دينية متشددة او حسب الاخلاق والاعراف الاجتماعية وبتشدد ايضا ) .ومنها ان البيئة الاجتماعية ذات تاثير تربوي سىء على الطفل . او انها تربيه على قيم غير سليمة او متطرفة مثل القيم العشائرية وهي قيم صراعية تدور حول السلب والنهب وشهوة الرئاسة والقتل
هذا وان التطرف في مدينة الموصل يتركز في الاحياء الشعبية (اكثر من غيرها)مثل –منطقة الساعة،او شهر سوق ومركزهم جامع عمر الاسود، وباب جديد، والفاروق، وحضيرة السادة، وباب لكش ،وحي المطاحن وهو حي اعرابي ،وكذلك اليرموك- ورغم وجود احياء شعبية اخرى الا انها نظيفة من التطرف اما لانها من الناحية الاخلاقية , والى حد ما ,سليمة او افضل نسبيا واما لانه لم يتركز فيها جماعات متطرفة لتنتج اخرى مثلها .فوجود هذه في حي شعبي فقير وتعيس مع وجود مشاكل اجتماعية او كما يسمونها فساد (اخلاقي) مع القمع السياسي السابق والمعارضة له يؤدي الى وجودجماعة متطرفة تعمل الى اكتساب آخرين و توسيع عدد المنتمين اليها وهي في ذلك تلقى قبول لان الدين يقدم لهم على انه منقذ او تعزية لهم او حل لمشاكلهم .لقد لعب الحكم السابق دور فعال في تصعيد وتيرة التطرف من خلال الارهاب والقمع لاحياء الفقيرة ومحرومة ولانه لم يعالج المشاكل الاخلاقية فيها ولم يعالج مشكلة الفقر والبطالة فازداد عدد العاطلين عن العمل والفقراء ومن يرغبون بالزواج وازدادت آلامهم النفسية سيما احساسهم بالحرمان والكبت فلجئوا الى الدين وهم محملين بمشاعر وانفعالات متطرفة فاسبغوها عليه .
وهناك جماعة دينية وهم من يسمونهم بطلبة العلم وهؤلاء طلبه في مدارس او كليات دينية ولهم زيهم الديني الخاص بهم (العمائم البيضاء عادة ولحى خفيفة وربما غير ملتحين) وهؤلاء , الاعتدال فيهم هو الغالبة .
وهناك الشيعة و هم اقلية وغير معروف عنهم التطرف وهم على العموم مندمجين في مجتمع المدينة (الا القرويين منهم).
جماعة القاعدة :
لم يكن احد من الجماعات المتطرفة بقادر ان يقوم باي نشاط لايحظى بقبول الحكومة السابقة ولهذا لم يكن وجود لجماعة القاعدة في العراق و ان كان لهم مؤيدون وهم من الجماعة السلفية والوهابية . وبعد سقوط النظام السابق وجد عناصر القاعدة ارضا مفتوحة للتسلل وجماعة تؤيدهم وتاويهم من المتطرفين وهؤلاء الارهابيين يتعرضون للامير كان والشرطه العراقية ولايابهون بالمدنيين الذين يقتلون من جراء عملياتهم.
ان الجماعة التى تسندهم داخل العراق عادة ماتكون علىاتصال سابق بهم اولها علاقات مباشرة او غير مباشرة مثلا عن طريق اقارب في السعودية او احد دول الخليج او ممن جاؤوا من افغانستان من الذين هربوا من العراق ابان حكم صدام والتحقوا بالمجاهدين الافغان .
وتلعب العلاقات العشائرية دور مهم في اقامة صلات مع القاعدة . ان السعودية كارض او كمجتمع هي حلقة وصل او التقاء بين الجماعتين كذلك الجماعة القادمة من افغانستان
ونلاحظ ان اقوى نشاطات القاعدة كان في مدينه بغداد ثم الموصل والسبب ان هاتان المدينتان كبيرتان ومكتظتان بالسكان والغرباء يضيعون فيها او لايسهل كشفهم كذلك تتواجد الجماعة المؤيدة لهم في مدن سنيية وليس شيعية . اما في المدن الشيعية فانها اولا صغيرة والغرباء ينكشفون فيها بسهولة . و ثانيا ان الشيعة يحاربون جماعة القاعدة .
وبعد سقوط الحكم السابق كثرت المدارس الدينية في المدينة والتى تعقد في الكثير من المساجد لتدرس علوم الدين المختلفة ونشطت الجماعة المتطرفة في هذا المجال وجعلت منها مراكز للتجمع والدعاية الدينية أي عن طريق التدريس والمحاضرات الدينيه ولغرض كسب الاتباع وقد وصل الامر الى تدريس الصبيان في المساجد لغرض اعدادهم دينيا و منذ الطفولة لقبول مذهبهم (وهكذا فان المساجد ستكون مصانع لانتاج التطرف) .
ومن الجدير بالذكر ان هناك منهجان في التدريس احدهم المنهج الكردي وآلاخر غيره , الاول يعطي من ضمن دراسته موضوع المنطق اما الاخر (السلفي) فيرفضة باعتبار ان المنطق انما هو كفر .
الديمقراطية :
ان غاية الجماعة المتطرفة هي السيطرة على الحكم وتاسيس حكومة اسلامية او دينية (ذات نموذج تقليدي جدا ). و ان الاتجاه السائد في المدينة او موقفها من الشيعة لم يكن في يوم من الايام متطرفا وعندما اثبت السيد علي السيستاني حنكة في ادارة العملية السياسية بعد الاحتلال من ضبطه لاتباعه الشيعة , وعدم اعلان أي تصريحات طائفية ووقوفه موقف يصب في صالح العراق , ازداد ميل السنة نحو الشيعة وظهرت الروح الوطنية بين الطرفين .اما الوهابيين فهم لوحدهم الذين بقوا يدعون الى الطائفية وتكفير الشيعة وكراهيتهم بل الدعوة الى محاربتهم .
ان الجماعة المتطرفة تقف معارضة للديمقراطية , دون ان تفهم ما هي, انما هي قد كفرتها تحت تصور انها عقيدة غير اسلامية او انها ستجعل من العراق مجتمع اباحي داعر كما هو الغرب .
ان هذه الجماعة لاتستطيع ان تصل الى سدة الحكم الا بالادعاء بوجود خطر على الاسلام واشعال حرب طائفيه لتتبنى قضيه تدغدغ بها مشاعر البسطاء وهي الدفاع عن الاسلام ولهذا تدعي ان الشيعه اعداء الدين او انهم كفره وتروج لهكذا افكار وتحاول التعرض لهم لغرض اثارتهم وقد ادرك السنه والشيعه هذه النيه وتحلوا بضبط النفس .
وتشكل الديمقراطية خطر حقيقي علي هذه الجماعة لانها تهمشهم فهم يطمحون الى السيطره على الحكم و الاستبداد به بحجه اقامه دول اسلامية, والديمقراطية لانها تعيد تشكيل حكومة جديدة في كل دوره انتخابية فهي لهذا خطيرة عليها لانها لاتسمح لهم بالوصول الى السلطة الا عبر تاييد شعبي واسع وصناديق الاقتراع فاذا سيطروا فقد لايحتفظوا بهذا التاييد فيسقطون في الدوره الانتخابية القادمة .

ملحق
القتل :
ان مسالة القتل عند المتطرفين لاتتبع بالضرورة المذهب وانما الامكانية فالذي يمكنه ان يقتل يصبح متطرفا تكفيري او جهادي , والذي بسبب ظروف معينة لايستطيع القتل يكون غير تكفيري ,او تكفيري ولكن ليس قاتل .ان المسالة غير متعلقة بالنظرية انما بوجود الامكانية .
العمل الانتحاري والتخريبي :
لقد حصل جدل حول العمل الانتحاري .وقد كثر الجدل حول التحليل النفسي او الدوافع لهذا الانتحار الفضيع وهناك الكثير من السذج يعتقدون انها مسالة ايمان بالعقيده.والاسباب براي و باختصار شديد :
1_ معاناة آلام الحرمان والكبت .
2_ الاحساس بالحيف.
3_ اليأس من امكانية فرض الارادة.
4_ كل هذه جاءت بفعل ضغط الشهوات والرغبات وتناقضها مع عملية القمع الديني او ظروف القمع الاجتماعي لها سيما انها رغبات اجرامية لايمكن السماح بها لا دينيا و لا اجتماعيا فلا يكون في هكذا ظروف من خيار لهذا المتالم اليائس الا اللجوء الى الدين لتفريغ الشحنة الانفعالية المؤلمة و بسرعة , لان الدين يقنعه بقبولها , ويعزيه فيها , على انها ثواب واجر عظيم عند الله . فيكون ذهنيا معد و مستلب لتقبل الفكر الديني واطروحة الجهاد والعمل الاستشهادي والذهاب الى الجنة ومناكحة الحوريات .
هذا بشكل عام مع اعتقادي بان الاسباب تختلف من شخص الى اخر ومن مكان الى اخر .

حرره سالم الجوال في تموز2004

 

أرشيـف الموقـع

 

 

 

 

سالم الجـوال

salemaljwal@maktoob.com

جماليـــات

إضــــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

 

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.