لأنه نفس
الليل
لأنها الخسارات ذاتها تلهو
في بهو الفصول
ها إني أبعثر الأغنيات في جسد الهواء
أتسكع بما يكفي تحت الشرفات القاحلة
أحاول أن أبدو كذلك
وأنا أسير باتجاه واحد. واحد فقط.
مترددا على نفس المشهد
لانهاية بعد الآن..قلت
ناوليني غيمة كي أستظل جنبك
قد يبزغ الماء فجأة
ويضيء بصيرة هذا الليل
خذي هذا العبث الضالع في انتشاره
لا اخذ غير ما سيأسرني للأبد
في سماء بأجراس لا ترن
..
ثم إني هكذا سأظل
حارسا لشجيرات الباب الخلفي
ممعنا في سقوط الظلال على بعضها
محدثا القليل من الموسيقى في الممرات
لا رهبة بعد الآن..قلت
أتسلل إلى أفق يليق بهتافي
ليس هذا الليل غير وحشة النائم في جرحه
دمه السائل عبر المتاه
ضوء ضئيل يبعثر عزلته
ليس هذا الصخب الجليل غير ما يعلو على الموت
في الطريق إلى نفس الليل
ها إني أرتب ريش الكلام
كاس على الطاولة
وندم بليغ يردد فداحته
بألق الهشاشة
أي خراب أجمل من هذا الخراب.. قلت
أستطيع أن ألوذ بغيمه
بسماء تؤوى أصافير مأهولة بالضوء
أستطيع أن أروض جسد هذا الليل
كي ينحني قليلا
مثل غنيمة شردتها الصحراء
أستطيع أن أنهب ريحه
بلطف اشد
كي تجرفني صرخة الحواس بعيدا
إلى نهر الأبدية
نهر الشقاء العظيم
حيث الغريب يوقظ أزهاره البيضاء
في بركة العدم
مثل جبل مضاء بثلوجه
يخلد للنسيان.
كمال أخلاقي- شاعر من المغرب
-
|