د. ليلى زعـزوع

على المثقف العربي القيام بمسؤولياته، لأننا لا نحقق ذاتنا خارج حدود المكان والزمان الرقميين

إنجاز: محمد أسليــم

 

- د. ليلى زعزوع: أنت واحدة من الباحثين والمبدعين العرب الذين يزاوجون بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني، ومن ثمة من بين الذين باشروا التعامل مع حقل ظاهرة الرقمية التي لا يترد البعض في اعتبارها أكبر إنجاز عرفته البشرية لحد الآن، ربما يفوق في أهميته أهمية اكتشاف النار والحديد للتأثير العميق سيلحقه بمجموع ميراثنا الاجتماعي والفكري... إلا أن المتصفح لموقعك على الشبكة www.drlailazazoe.com، يلاحظ أنك تكتفين بإيداع المقالات فيه دون تجاوز ذلك إلى مؤلفاتك وترجماتك (وهي: جغرافية الجريمة الحضرية، مقدمة في الجغرافية الاجتماعية، السطوة ف يعالم متغير، ثم عطرك في يدي)، ونود معرفة السبب في ذلك: هل هو عائد إلى تضمن اتفقياتك مع ناشريك الورقيين لبنود تمنع النشر الإلكتروني أم لأسباب أخرى؟، علما بأن بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي فروقا جوهرية عديدة، منها أن وسائط نشر الأول تجعله محدود القراءة فيما يظل الكتاب الرقمي، بفضل وسائط نشره، مادة قابلة للقراءة على الدوام بصرف النظر عن بُعدي الزمان والمكان، إذ بإمكان القارئ استشارته من أي نقطة من نقط الكرة الأرضية و24 ساعة على 24 ساعة...

- ولكن أين نحن من المبدعين العمالقة؟! موضوع الحوار هادف في طرحه لأنه يتناول همومنا التي نتوارثها نحن المثقفون مع كل تطور تقني نعيشه في عالمنا العربي الذي يظل يراوح نفسه وكأنه في حالة تجمد، للأسف الشديد، في حين يسير العالم في ركاب التقنية بسرعة تذهلنا في كل يوم وآخر، ولكننا نعزي أنفسنا في أننا نسير ونحن نجر أثقالا تزداد ثقلا مع الأيام، على أننا نسترشد بضوء هو بصيص أمل نهتدي بضيائه من دياجير التخلف، فنشحذ منه عصارة فكر... معذرة على مدخلي التشاؤمي هذا، ولكنها همومنا التي نحملها، ولربما آن الوقت لأن نضع أثقالها قريبا.

في الإجابة على تساؤل لماذا أنشر مقالاتي على الشبكة العنكبوتية عبر موقعي الخاص، فإن الأمر يختلف عن النشر للكتب والمؤلفات لعدد من الاعتبارات أجملها في أمرين: الأول كوني حينما أكتب في صحيفة تنشر على النت، فإني أحصل على خدمة تفاعلية رائعة مع القارئ، عبر مقالي الأسبوعي، من كافة أنحاء العالم. ولعل حوارنا هذا الذي نجريه بمنتهى السهولة عبر البريد الإلكتروني، مع أن أحدنا في المشرق والآخر في المغرب، بخدمة سريعة وتكلفة زهيدة وتواصل جميل، ميزة جميلة جدا نلمسها...

والأمر الآخر هو أننا في الصحف التي تنشر على النت كصحيفة الجزيرة السعودية التي أكتب فيها يقرأ القراء مقالاتي عبر رابط الموقع ومن خلال قوائم البريد أيضا التي تبعثها الصحيفة لمشتركيها عبر العالم في نفس اليوم ولعدد أكبر من القراء. ولعل الأهم هنا أننا نقلل الجهد عندما نبعث بما نريد نشره من خلال إرسال المقالات بالبريد اللاكتروني دون الفاكس وإرهاقه وتكلفته .

لكن في موضوع نشر الكتب فإنني اخترت أن انشر كتبي مع الدار العربية للعلوم في بيروت لسبب جوهري هو أنها تعلن عن كتبها عبر النت فيتعرف القارئ على ما تنشره في موقعها www.asp.com.lb  ومن خلال موقعهم الآخر وهو مكتبة النيل والفرات الذي يمكننا من الشراء عبر www.neelwafurat.com وهي خطوة تحسب للدار العربية حقيقة ودون مجاملة.

وعند حواري مع الأستاذ بشار شبارو من الدار العربية وجدت أن النشر العربي على النت لا يقارن بالدول الغربية التي توزع ملايين وآلاف النسخ في حين نجد أن الكتاب العربي لا يتعدى عدد نسخة عند الطبع الخمسة الآلاف في المتوسط فقط، وقد لا يحقق عائده الربحي، ولكن يظل حلمنا أن نطور تقنياتنا لخدمة القارئ العربي؛ فنحن نتطلع دوما في معارض الكتب لشراء منشورات المركز الثقافي العربي ومنشورات الساقي، على سبيل المثال، ونظل ننتظر المعارض أو السفر. فبعضها لا يسمح بدخوله لدور الرقيب أو يمنع لرؤى محددة، كما حدث مع رواية وليمة أعشاب البحر أو غيرها، فنتطلع لمعرفة أسباب الضجة حول الكتاب وللتواصل مع كل ما ينشر أيضا. فلو كان هناك نشر مدفوع لما انتظرنا حتى نشتري الكتب، ولكنا دفعنا ثمنها عبر الشبكة، وقرأنا ما نريد. فنحن سندفع في الحالتين. فللنشر الإلكتروني عقبات؛ فلا زالت هناك تحفظات أخرى. فكثير من المؤلفين المبدعين لا يستخدمون الانترنت على الإطلاق، ولذلك نظل مساجين، فلا نجد المؤلف ولا القارئ لغيابهما إلا من نخبة تتصفح لتقرأ، ومن ثمة اللجوء إلى صيغة نشر الكتاب الورقي. لا لأنه يغطى نفقاته المادية وتكلفته، ولكن لغياب القارئ العربي أيضا على الشبكة؛ فهل ننشر الممنوع فقط أم الذي لا يباع؟؟

والأهم من ذلك كله هو الحماية الفكرية التي لانجد لها أي دور في حماية الكاتب أو المؤلف في عالمنا العربي فنحن نظل تحت رحمة القرصنة والسرقات أيضا في كل مكان. ولربما يصبح الأمر مجد عندما يستنفذ الكتاب ويفقد الأمل في توزيعه. فقد يجد المؤلف فئات واسعة من القراء، من شريحة أكبر ومن أعمار مختلفة، لأن خصائص القارئ العمرية والاجتماعية تختلف على الشبكة العنكبوتية،

لكنني أجد طرح الكتب وبيعها على النت في دور النشر الكبرى أفادت القراء العرب في خطوة أعتبرها - شخصيا - من أفضل ما حقق على الشبكة العربية من خلال قواعد البيانات. ولعلها عامل مساعد سريع لمعرفة ما نشر في أسرع وقت بدل البحث في المكتبات. فالنشر الالكتروني حقق فائدة في نشر القرآن الكريم وكتب السنة والحديث وأمهات الكتب الأدبية في تراثنا، ونضيف لها مزايا استخدام الشبكة للتعلم والثقافة. ويظل السؤال يطرح نفسه: إذا تم نشر الكتب هل سيقرأ القارئ من النت كل الكتاب أم فصولا فقط؟ وكيف نحفظ حقوق النشر للمؤلفين؟ فنحن نتمنى أن نرى حماية فكرية وقانونية للشراء في مستوى عال يحمي مصالح الجميع. وجميعنا ينتظر مصير تجربة دار الشروق: هل ستغطي أرباحها من نشر أعمال نجيب محفوظ على الانترنت في عقد قيمته مليون جنيه ومتى يتحقق ذلك؟

- د. ليلى أحتفظ من جوابك الهام والمتشعب بنقطتين: معيار النشر في الشبكة، ومسألة التقلي، على أن نعود للنقط الأخرى لاحقا في هذا الحوار - النقاش.

عمليا، معروف أن الشبكة ملكية الشبكة لا تعود لأحد؛ بإمكان أي كان أن يتصل بها من أي بقعة من العالم، ويضع فيها ما شاء، وخارج كل رقابة. من ثمة، فالكتاب الممنوع والمباح، الذي يلقى إقبالا في السوق الورقية كما الذي يلقى كسادا، كل ذلك يجد له مكانا، وعلى قدم المساواة. وقد بادر العديد من الباحثين والمبدعين – في العالم العربي كما في أمريكا نفسها – الذين تواجه دور النشر أعمالهم بالرفض - إلى وضع هذه الأعمال مجانا رهن إشارة القراء، فصار أمر الحصول على عمل ممنوع في السوق الورقية لا يتطلب من القارئ المعني بقراءته سوى صرف بضع دقائق في التحميل، ثم قراءته بكامل الحرية كم شاء من المرات وفي أي وقت شاء...

يبدو أن الكتاب الذي لا يلقى رواجا في السوق الورقية سيلقى لا محالة كسادا أعظم في نسخته الإلكترونية (والعملة هنا بقيمة القراءة لا النقد)، بالنظر إلى أهمية وضخامة المادة المعروضة مجانا رهن إشارة متصفحي الشبكة (مثلا، وضع مشروع جوتنبرغ 10000 كتابا، من المجال الأنجلوسكسوني المنتمي إلى الملك العمومي، مجانا رهن إشارة رواد الشبكة، ووضعت الخزانة الوطنية الفرنسية ما يناهز 80000 كتابا رقميا رهن القارئ نفسه، ووضعت جامعة مونريال الكندية حوالي 40 أطروحة جامعية، وجامعة ليون الثالثة الفرنسية عددا مماثلا من الرسائل والبحوث الجامعية. ويرمي موقع «الأطروحة السيبيرية» إلى وضع مجموع الرسائل الجامعية الرقمية الموجودة في العالم، وبجميع اللغات، رهن إشارة متصفحي الشبكة، وبشكل مجاني)... مما يسلمنا إلى سؤال جدوى الفائدة التي يمكن أن يجدها باحث أو قارئ في الاستعاضة عن كتابات وبحوث من هذا العيار بكتاب ردئ وضعه صاحبه في الشبكة لعلمه المسبق ألا إقبال عليه في السوق الورقية...

- أكيد. فقواعد البيانات الغربية سهلت للجميع الحصول على المعلومة في ثواني. ولعلي كباحثة أكاديمية أقدر ذلك؛ فللحصول على الدوريات والمصادر الغربية، لم يعد من الضروري أن أذهب إلى عين المكان، وتحمل ما يستلزمه ذلك من دفع لتكاليف التذكرة والإقامة، الخ.، لأنه صار بإمكاني استحضار ما أريد في بضع دقائق، بل وصار بوسعي الدخول في نقاش علمي وحضور مؤتمر أو ندوة علمية عبر الشبكة... ولكن هذا سحيلني إلى إثارة مسألة معيار الجودة بكل ما يعنيه هذا المفهوم؛ فالقارئ المتمرس يميز الغث من السمين في كل موقع. ولعل ما يدعم قولي هذا أنه صار بوسعنا الاطلاع على فصول الكتب الغربية وخلاصات الأبحاث العلمية عبر مواقع النشر الإكتروني، في قواعد البيانات، قبل الحسم في أمر اقتنائها أو عدمه. عندما نقرر الشراء يكون قرارنا هذا مرتكزا على تقييم دقيق وسريع لما هو أفضل ووظيفي؛ وبذلك يمكنني أن أقبل كتابا واحدا - لكونه يتضمن فصلا قيما ومفيدا - وأرفض عشرة كتب أخرى. القارئ ناقد قاسي والبقاء للأصلح في زمن لم يبق في وقت للهدر، والكاتب من أجاد المطلع والمقطع. وما لا قيمة له لن يجد مكانا ولا سوقا في العالم الفعلي والرقمي، على السواء. فكم من مواقع أفلست على النت لأنها لم تجد متصفحا لها.

- د. ليلى، يبدو أننا لا نتكلم من موقع واحد: فأنت تكلمين من مكان القارئ والباحث الذي يتعامل مع الشبكة من موقع المتبضع، إن جاز هذا التعبير، أي الذي يمضي إلى حد الاستعاضة عن المكتبات الواقعية باقتناء الكتب من مواقع المكتبات الواقعية والافتراضية. لا يمكن للمثقف أو القارئ أن يصل هذا المستوى، طبعا، ما لم يمتلك الأبجديات الأولى للتعامل مع الحاسوب والشبكة. والموقع الذي أتحدث منه هو أن الوصول إلى هذا المستوى، الميسور على كل حال بالنظر إلى التبسيط المتزايد الذي يعرفه الاستعمال المعلوماتي، يجعل من الصعب القفز على مسألة مجانية الاستفادة والإفادة...

يبدو أن الكلفة الإلكترونية للحصول على الكتاب الموضوع في الشبكة رهن إشارة القارئ، ومجانا، ليست أغلى من كلفة الحصول عليه من سوق الكتاب (كشك، مكتبة، بل وحتى الحصول على نسخة ورقية منه باللجوء إلى التصوير)، بل هي أرخص بما يجعل المقارنة بين القناتين غير واردة. ومفتاح حل هذه المسألة إنما يبقى رهينا بقرار المثقفين وجمهور القراء إزاء مسألة الالتحاق – أو عدم الالتحاق – بما يصطلح عليه حاليا بـ «الثقافة السيبيرية» cyberculture. فأن يظل المرء قارئا أو مثقفا «ورقيا» أمر يجعله حبيس المطبوعات، والحصول على هذه يكون مكلفا ماديا. ليس في استطاعة أحدنا أن يشتري يوميا عشر صحف محلية ودولية، مثلا، ولا أن يشتري عددا مماثلا من الأسبوعيات والمجلات الثقافية المحلية والدولية، ناهيك عن الكتب؟ !.... بينما الوضع في الثقافة الرقمية مخالف تماما....

- ولكن سندخل في دوامه الوضع الاقتصادي فهل يمتلك كل فرد جهاز؟؟ مع ضعف وسائل الاتصال وارتفاع أسعارها وعدم مساندة الحكومات لها كهدف مستقبلي.

والذي أريد أن أقوله أن الكتاب لا يختفي، ولكن وسيلة نشره تتطور بمختلف الأساليب، ولكن كل ذلك وفق منظومة التغير الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع. ولعل ما يعزز من بقاء الكتاب أننا لا نستطيع أن نجلس أمام الكمبيوتر لساعات للاطلاع. فهذا شيء مجهد ومكلف ماديا في ظل غلاء سعر الاتصال والاشتراك.

- لكن يبدو أن الاتصال بالشبكة ليس بالوضع المزمن؛ يمكننا أن نتوقع من الآن اتصالا مجانيا يتم عبر الأقمار الاصطناعية، أو على الأقل بكلفة تماثل نظيرتها حاليا في دول الشمال، في انتظار نزول جهاز التلفاز التفاعلي الذي سيختصر الكثير من أجهزتنا في طاقم واحد (حاسوب، موديم، هاتف، فاكس، قارئ أقراص الدي في دي، اتصال دائم بالشبكة، الخ)... ثم إذا عدنا إلى لحظتنا هذه وأجرينا حسابا بـ «طريقة العجائز»، كما نقول في المغرب، خلصنا بسهولة إلى أن العصر الرقمي يدشن مرحلة رفاهية بالنسبة للمثقف لم يسبق لها نظير في التاريخ. في أقل الأحوال، يكفي شراء حاسوب (لا يفوق ثمنه ثمن ثلاجة أو جهاز تلفاز) وقرص أو بضعة أقراص لينة، ثم الاتصال مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع (بكلفة لا تتجاوز احتساء ثلاث فناجين قهوة)، ثم ها هو حشد الوثائق، من كافة الأنواع (مقالات وتقارير صحفية، أبحاث من دوريات إلكترونية، كتب، أطروحات جامعية، الخ.(، يضع نفسه رهن تصرف القارئ-المثقف، بما ينقل المشكل آنذاك إلى صعيد آخر: إيجاد الوقت الكافي للاطلاع على كل هذه المادة، وتخزينها بطريقة تسهل العثور عليها في كل استشارة... بالمثل، يمكن القول إن التعب والمخاطر التي يسببها حاليا الجلوس أمام الكمبيوتر لمدة ساعات، ستتبدد عاجلا أم آجلا أمام التطور المذهل الذي تشهده تكنولوجيا الصناعة المعلوماتية: الآن صار بالإمكان استخدام الجهاز عن بعد من خلال الماوس ولوحة المفاتيح المفصولتين عن الوحدة المركزية للحاسوب. وعما قريب قد تظهر شاشات كبرى بما يجعل بإمكان المستخدم أن يشغل الجهاز عن بعد، وبالوضع الذي يشاء... أمر سيتيح لا محالة الاستخدام المريح والممتع جدا لهذه الآلة...

- رحمك الله أخي الكريم شعوبنا العربية لا تجد في أماكن كثيرة قوت يومها وتعيش على الكفاف، فكيف تجد أن شراء حاسوب لا يفوق سعر ثلاجة هو لا يجدها لحفظ طعامه؟ ! إن هذا الأمر علينا أن نضعه في اعتبارنا. وحتى الشخص الميسور، قد نجده يشتري هاتفا محمولا ليمارس فيه ترهات ولا يستخدمه للاتصال عبر الشبكة، مع أنه متاح حاليا. إنني لا أتكلم عن نخبة فاعلة فقط تتحمل وتتحمل في كل وقت والآخرون متفرجون...

- على كل حال، أعتقد أن الشريحتين معا، في إشارتك، ليستا معنيتين بالثقافة وقضايا. وهذا سيحيلنا إلى موضوع آخر لا يقع ضمن انشغالات هذا الحوار. لا ننتظر ممن يعيش على الكفاف أن يفكر في امتلاك مكتبة، ورقية كانت أم رقمية... ما يهمنا هو الجمهور الذي تدخل الانهمامات الثقافية ضمن حياته اليومية، استهلاكا و/أو إنتاجا على السواء. ألا يشكل هذا العزوف المزدوج – عن الشبكة العنكبوتية - الملاحظ حتى الآن، لدى الشريحة الواسعة من الفاعلين في الساحة الثقافية العربية والقراء العرب على السواء (الأوائل لا يضعون أعمالهم على الخط والأواخر لا يقرأون)، نوعا من الإقصاء الذاتي وملازمة موقع هامشي في سياق يتميز باكتساح هائل للرقمية؟ ماذا لو صحت أطروحة نهاية عصر جوتنبرغ واختفاء الكتاب الورقي؟

- ولكن، لنلتحق جميعا بالعالم الرقمي. وعلينا رسم رؤية المستقبلية ذات منهجية لا تتوقف عند حدود الاستهلاك في كل شيء. فنحن لنا القدرة على التفاعل ولكن ضمن أطر وقنوات قادرة على التعايش مع الثورة المعلوماتية مع أنظمة وقوانين. فالتخلف في هذه المرحلة الانتقالية سيزيد ليس من حجز موقع هامشي في عالم رقمي بل إن لم تبلور شخصيتنا الآن فإننا سنهمش كينونتنا المعرفية، لذا فعلى المثقف العربي القيام بمسؤولياته المجتمعية كل في موقعه ناشر ومبدع وقارئ لأننا لا نحقق ذاتنا خارج حدود المكان والزمان الرقمي.. فالحضور الثقافي على النت مدعما بسلطات مسانده وبرموزه وآلياته حتى يستطيع أن يسهم في عملية الاستجابة الواعية للتحديات المعاصرة، ضمن عنصري التجاذب والارتكاز بمقاومتنا الذاتية، وبقدرة آلية للعقل المنتج لثقافة فاعلة، والانطلاق للفعل الحضاري بآلية ثقافية متجددة تجارى ثقافة العصر، ودون أن تلقي اللوم على أوضاعنا السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية فقط رغم دورها الرئيس حتى لا نظل محلك سر ونصاب بالكساح الرقمي إن جاز لي استخدام هذا التعبير الذي يعبر عن حالتنا، فهل نعبر أم نقدم قدما ونؤخر الأخرى؟

الكاتبة السعودية الدكتورة ليلى صالح زعزوع

أستـاذ مشارك بقسم الجغرافية

بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

www.drlailazazoe.com

 

صفحة الحوارات

حوار مع د. ليلى زعزوع

 

 

على المثقف العربي أن يقوم بمسؤولياته

المحتــوى

شهادات حول محمد أسليم

 

محمد أمنصـور: محمد أسليم الخارج من الصف أبدا

  في ضيافة محمد أسليم الباحث، المبدع والإنسان

حوارات مع محمد أسليـم

 لا أعتقد أنني كاتب (حوار أحمد المسيح)

إني لأتمزق حسرة على الكتب التي فاتني تأليفها (حوار محمد إدارغة)

في ما هية السحـر ووجوده أو عدمه (حوار عادل الحربي)

المثقف لا يكون على درجة عالية من التعليم بالضرورة (حوار لطيفة الزهراني)

حوارات أجراها محمد أسليــم

على المثقف العربي القيام بمسؤولياته، لأننا لا نحقق لا نحقق ذاتنا خارج حدود الزمان والمكان الرقميين (حوار مع د. ليلى زعزوع)

الحوار مع المغاربة يعزيني كثيرا (حوار مع الروائي الفرنسي كلود أولييه)

(حوار مع الناقدة الفرنسية ماري صاكوط)

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.