كان بوسعه
أن يوالي خطواته،
صوب
بيته مرفوع الهامة..
وأن
ينتظم نبضه في ايقاع هادئ
..
وأن
لا يزعجه صرير المفتاح حين يدور في مزلاج الباب
.
كان
بإمكانه أن يرتقي الأدراج وهو يترنم بأغنية ما..
ويلج
غرفة نوم ابنته الصغيرة..
ويطبع
قبلة المساء على جبين ينضح بالبراءة..
و
تستفيق..
وتردد له ما
علمتها المعلمة :
-تثبح على
خير بابا
فيصحح لها
وهو يبتسم كالمعتاد :
-قولي: تصبح على خير بابا.
كان
متاحا له أن يلج غرفة نومه..
حيث
تقاوم امرأته خدر النوم ،كي تتمم كي قمصانه
.
كان يستطيع
أن يمتلك بقبلة،
مملكة جسد
مباح له وحده.
..هو الآن
يتسلل متدثرا بالعتمة إلى درب المتعة،
يقاوم
ما تبقى في عمقه من حصانة..
تقاومه رغبته..
صرير
المفتاح يضخم خوفه
..
يسمع
نبضه كدق طبول حرب قديمة!
يلج
الغرفة الغارقة في عطر رخيص
..
ينسى
كل ما كان بوسعه..
يستعير
بورقة نقدية جسد مباح للجميع
لم يكن بوسعها..
كانت
دائما تنتظر أن يأتي رجل تصد قامته الرياح!
يخاف
الهواء من شاربيه!
يكتسح
ظله ظلال الأسوار!
وتكون
لها غرفة نوم..
وتقاوم فيها خدر النوم حتى تتمم كي قمصانه..
وتكون لها
ابنة تهمس لها على حافة كل مساء :
-تصبحين على
خير ماما
لا أحد
جاء؟؟
هي
الآن تنتظر أن ينسى أحدهم كل ما كان بوسعه..
ويمنحها ورقة نقدية..
ويستعير جسدها.
|