(إلى الصديق الذي لم يختر
أن يكون شاعرا: عــزوز البوســعيدي، في غربته الإسبانية.
وإلى عبد الكريم الطبال في «شجر البياض»)
هذه المدينة لي :
سرير من رخام
وأجنة معلقة في الهواء ..
نوافذ مشرعة على اللذة
وأبواب
سوف أعيد صياغتها بعين
الاستعارة
كي
يطرقها الغريب
أو
يرتد الخطو إليه ..
من هنا مرت
يده الشريدة
- ذات مساء -
وخطت للموعودين بوجه البياض
خطاب الملامة
أو
نص الرحيل ..
هل
تطوي المدينة
- ليلا -
أسوارها
كي
تكتب سير العابرين؟
عد
أو
لا تعد
إلى منفاك من القلب
يا غجريا
بلا اسم
ولا أوصاف ولا أشلاء !
لا أنت بارحت جنوب التراب
ولا أنت أدركت رنين الوطن !
«عد
أيها الأحمق
عد»
فليس في الرقعة
شيء
اسمه المكان
!
كل صباح
ألتقي بالبلاد عائدة
من ليلتها البيضاء
كغانية
أتعبها شره العيون ودغدغة الندماء،
أمد يدي
لأبسط جفنيها المرهقين
على راحتي
فتنام سريعا بين مفاصلي
..
يدركها الوسن المتأخر من
المساء
!
ربما
ليس لهذا المنزه من ألق
سوى ما يجلبه الشعراء في الحقائب
المتواضعة
ويتركونه عالقا بالأسرة
وبالمرايا التي اشتبهت كثيرا
بوجوه الغجر المتبقين من السلالة .. ؟
وربما
ينسى الشعراء
ـ عنوة ـ
أرواحهم هناك :
في الدولاب
أو
على المغسلة ..
كي يعودوا
صوب بيوتهم بحقائب فارغة ؟
أودع
قلبي هذا الهواء
وأسير مدللا بالأفق ..
غسق واحد يكفي للثمالة
نشوة وبكاء يشداني إلى
السفر
وخطوة في الفراغ تعيد
إلي توازني ..
أراني هنا
في قلب العراء
أتوسد سهو المكان
وأنام على وقع طفولتي أو
فوق سرير لمدينة معلقة
!
ـــــــــــــــــــ
[*] البارادور : فندق بمدينة شفشاون المغربية.
|