خبطَ الطاولةَ
بيسراه
صديقي
الذي يُصِرُّ
أن السنةَ
ستَّةُ أشهرٍ
ونصف.
" أنتِ
بَطَلَةُ روايتي ، بتصرّفْ."
هكذا قالْ،
ثم ماتَ
لأنه رفضَ منحي
نهايةً أخرى،
تتفقُ وأحلامَ
أمّي.
يعرفُ الآنَ
أن حدسَهُ لم
يكن صائبًا
تمامًا ،
ولا
خاطِئًا،
كالشوارعِ التي
تَتَخلَّقُ فجأةً
بينما
المارَّةُ يؤكدونَ أنها عاصرتِ الإنجليز.
شكرًا للسماء
!
أن وجدَ الوقتَ
ليدسَّ
اسطوانتَهُ الأخيرةَ
في جراموفون
المقهى ،
قبل أن يلحقَ
بجِنازهِ ،
جِنازٍ
يناسبُ رجلاً
اختبأ طفلاهُ
فجأةً في الشارعِ الخلفيّ ،
إثر لُعبةٍ
قاسيةْ.
طفلانِ
أشارا بإصبعٍ
واحدةْ
نحو النهايةِ
الخاسرةْ
على قرصِ
الروليت الدائرٍ ،
فاقتسما
الخطيئةَ
والخطأ
ليكونَ
بمقدورِهما اختزالُ الكورنيشْ
ورذاذِ
المتوسطِ
في خمسِ ساعاتٍ
،
واستبدالُ
معطفٍ من الجينزِ الأزرقِ
وقبَّعةْ ،
بمجازاتٍ
أفلتتْ بكارتَها
فوق كومةِ رملٍ
في قنينةٍ من
الزجاجِ ،
زائفةٍ بوضوحْ
،
وصغيرة.
القاهرة / 18
يناير
2003
|