|
 |
فيصل قرقطي (رام الله - فلسطيـن) |
أنتِ .. أم نايُ العراء
شعـر |
|
... ولربما انطفأتْ نجومُ الليلِ ، لكنَّ الحريقَ بقلبي المكسورِ
مشتعلٌ ، يؤرِّخُ ما دنا من يقضةِ الأضدادِ / يختلطُ السديمُ عليَّ /
أبني من رمادِ النورِ مشكاةَ لعرسي في العراء .
وغوايتي جدلُ الضياءِ / زنابقٌ لضريح موتي / والهباءُ ظلالُ وجدٍ في
المساء .
... ولربما انطفأتْ عيوني قبلَ رؤيتِها / فأربأُ بالضياءِ / يمرُّ
غيمٌ في جبيني / تنزفُ الأمطارُ من رئتي / وجوعُ الأرضِ يقْطُرُ من
دمي .
ثمَّ يشرقُ من وريدي
جسدٌ يضيءُ على الملأ / وجنازةٌ تمشي بأوردتي / من أوَّلِ الأيامِ /
حتى باقةِ الوقتِ المبعثرِ / في المجيءِ .. وفي الذهابِ / على دروبٍ
من صدأ .
غيمٌ يمرُّ ولا مطر / مطرٌ يغيبُ ولا شجر / عمرٌ يغيبُ ولا مساءٌ في
السهر .
والليلُ أضواهُ الحريقُ / على مفارزَ في جنونِ العفَّةِ الخضراءِ /
في لحنِ الهباء .
يا عُمْرُ قَدْ أرَّخْتَنا وجعاً لميلادِ العطاءِ / ورفعتَ نرجسَ
روحنا التعبى إلى ميناءِ ذُلٍّ لا يعي خفقَ الرياحِ / ولا يلمُّ صدى
الرعاةِ .
ونحنُ نمجِّدُ المطرَ الخؤونَ .. ونرتقي لمدامعِ العشَّاقِ في نجوى
الهباء
والَّلحنُ يعزفني دماراً في البناءِ
ولم أهيئْ قامتي للريحِ أو أُسْجي تحياتي وأوراقي لنجوى الداءِ .
هوَّمنا صراخُ البعدِ في رجْفِ القصائدِ ؛ مسَّنا شبحُ الخفاءِ
ونازلتنا غيلةٌ أسبابُ هذا الداء .
.. ولربما انطفأتْ رياحُ الزمهريرِ / على جراحِ النورِ ؛ أرَّخنا
صباحٌ ضائعٌ / مسَّنا خوفُ الوداع ِ وملّنا إثمُ الضياعِ / وغلَّنا
بردُ اللقاءِ ونازلتنا محنةٌ كَبُرَتْ عن الدنيا / وأسرفت البقاء .
هي
كالهديلِ
لها جراحُ الصبرِ /
أشرعةٌ تسافرُ .. لا تجئُ ..
ومحنةٌ تلدُ الرغيفُ برحمِ فلسٍ لا يساومُ قيدَ أنملةٍ جراحَ الماء
أو رعشَ الصدى في العمرِ ؛ أو ناي الردى في رجفةِ الشعراء .
ولربما نطقتْ مساماتي بما لم أستطع ، غنّتْ شهيقَ ترددي ،
رجفتْ على أعطافِ لذتنا ، وباعدت الدروبُ مدى / في قصةٍ رجفتْ على
أعطافِ عودٍ لا يليقُ .. ولا يهون .
...ولربما نهدتْ سفرجلةٌ بضلعي /
أرَّخَ المتسكعونَ جنازةَ الصبحِ القريبِ ،
ومالَ ظلُّ الكونِ في الوطنِ الحبيبِ / وما نطقتُ سدىً .. ولكني
القتيلُ على القتيل ِ .. على القتيلِ / بلا حبيبٍ أرَّخَ الحكماءُ
قولي / واستجارتْ في حروفي فلسفاتُ العشقِ /
وانهمرَ النزيفُ على عروقي .
كيف أنسى .. كيف أُشفى ؟! والبريق على جراحي /
كلّلَ الاسمَ الطريَّ ندىً لروحي
واستجارَ الغيمُ في لفحِ الحريقِ على حريقي /
أنتِ !
أم شبحُ
الضنونِ
على حروفي !
أنتِ ! أم نايُ العراءِ !
كفَّنني الموتُ قبلَ الرحيلِ / وبعدَ مساءِ الفناءِ /
حروفي قلائدُ موتِ الرجاءِ /
وشعري انكبابُ الضياءِ على عتباتِ القضاءِ
يتوِّجُني الآسُ مهراً
لعفَّته ألفُ عرسٍ /
بلا امرأةٍ لا تجيدُ البكاء .
… ولربما انطفأتْ نجومُ الليلِ لكنَّ القضاء /
فتَّح شارعَ الهجرِ المريرِ /
وأدنى كبرياءَ الحلمِ في وردِ الندى /
وانتحارِ
ا
ل
ش
ع
ر
اء .
2 / 5 / 2000
|
|
|
13/ 11 /
2004 |
|
|
|
|