[1]
هذه الدراسة، في الأصل، نص مساهمة في ندوة «الكتابة والممنوع»،
نظمها المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب بالرباط يومي 11 و12
دجنبر 1990، ثم نشرت لاحقا في مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد:
90-91، يوليوز-غشت، 1991.
[2] Gilbert.
Grandguillaume, «Père subverti, langage interdit», in Peuples
Méditerranéens, N° 33, Paris, Octobre - Décembre, 1985, pp.
163-182.
أو: «الأب المقلوب واللغة الممنوعة»، ضمن كتاب ج. غرانغيوم، اللغة
والسلطة والمجتمع في المغرب العربي، تعريب محمد أسليم، مكناس،
الفارابي للنشر، 1995، صص. 107-133.
[3] Guy
Rosolato, Essais sur le symbolique, Paris, Gallimard, Tel, 1969,
p. 42.
[4] تترجم تارة
برهاق وتارة بـ «سفاح». حول الاقتراح الأول، انظر: ترجمة: حسن
قبيسي لكتاب إريك فروم، اللغة المنسية، البيضاء-بيروت، المركز
الثقافي العربي، ط.I / 1992، ص. 181، وحول الاقتراح الثاني، راجع
ترجمة: حسين قبيسي نفسه لكتاب كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية،
البيضاء-بيروت، المركز الثقافي العربي، ط I / 1995، ص. 421، حيث
يورد المترجم أرقام كافة الصفحات التي ورد فيها هذا المصطلح؛ ترجمة
المعرب نفسه لكتاب جاك لومبار، مدخل إلى الإثنولوجيا،
البيضاء-بيروت، المركز الثقافي العربي، 1996، ص. 384، حيث يسجل
المعرب صفحات تردد المصطلح نفسه. والمقصود بمنع غشيان المحارم
قاعدة كونية تقتضي من كل فرد الامتناع عن إقامة علاقات جنسية مع
لائحة من الأقارب يختلف محتواها باختلاف الثقافات. ويترتب على خرق
هذه القاعدة وقوع الفرد المنتهك تحت طائلة عقوبات شديدة. للإحاطة
بمختلف جـوانب هذا الموضوع، يمكن العودة، على سبيل المثال، إلى:
- Claude Lévi-Strauss, Les structures élémentaires de la
parenté, Mouton & Co and Maison des Sciences de l’Homme, 1967,
pp. 14-29; Yvan Simonis, Claude Lévi-Strauss ou la «passion de
l’inceste», Paris, Flammarion, Champs, 1980, pp. 31-68; Norbert
Bischof, «Ethologie comparée de la prévention de l’inceste», in
Robin Fox (Dir), Anthropologie biosociale, traduit de l’anglais
par: P. Humblet et M. Stroobants, Bruxelles, Ed. Complexe, 1978,
pp. 55-95; Jean Cuisenier, «Inceste», in Encyclopaedia
Universalis, 1995, t. 12, pp. 5-7.
[5] ج. غرانغيوم،
«الأب المقلوب واللغة الممنوعة...»، م. س.
[6] G. Grandguillaume, «Le langage
de l’orientalisme», in Peuples Méditerranéens, N° 50, Paris,
Janvier - Mars, 1990, pp. 171-176.
أو: «لغة الاستشراق»، ضمن كتاب: ج. غرانغيوم، لغة العلاج والنسيان؛
دراسات في ألف ليلة وليلة وقضية الآيات الشيطانية، ترجمة: م.
أسليم، مكناس، سندي للطباعة والنشر، 1996، صص. 113-122.
[7] السنة: الجدب.
[8] أبو الفرج
الأصفهاني، الأغـاني، شرحه وكتب هوامشه سمير جابر، بيروت، دار
الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط. I / 1986، ج 21، ص. 285.
[9] ابن منظـور،
لســان العـرب، بيروت، دار صادر، (د.ت.)، ج. 15، (مادة قفا).
[10] نفســه.
[11] عـن:
- Jean - Jaques Winenburg, Sigmund Freud, Paris, Balland, 1985,
p. 282-283.
[12] ابن منظـور،
لســان العـرب...، م. س..، ج. 4، (مادة: شعـر).
[13] نفسـه، المادة
نفسهــا.
[14] زكريا
القزويني، عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، تحقيق فاروق سعد،
بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1973، ص. 344-345.
[15] Edmond
Doutté, Magie et religion dans l’Afrique du nord, Alger 1908,
Paris, Maisonneuve - Geuthner, 1984, p. 105.
[16] Ibid., pp.
105-107.
[17] ول ديورانت،
قصـة الحضـارة، ترجمة: د. زكي نجيب محمود، تونس-بيروت، دار الجيل،
1988، ج. 1، ص. 132.
[18] S. Freud,
l’Homme Moïse et la religion monothéiste, Paris, Gallimard,
Connaissance de l’inconscient, 1986, p. 212.
أو (ترجمته) س. فرويد، موسـى والتوحيـد، ترجمة: جورج طرابيشي،
بيروت، دار الطليعة، ط.IV / 1986، ص. 157، ومنه نقلنا نص الإحالة.
وسيرد مالينوفسكي على هذه الفكرة قائلا: «يعرف فرويد هذه الوظيفة
للسحر باعتبارها إيمانا بـ "كلية قدرة الفكر" (Allmacht der
Gedanken) (...) بيد أنني أقول إن تصحيحا يفرض نفسَه، وهو تصحيح
تأخذه نظريتي بعين الاعتبار»، المرجع الآتي ذكره، ص. 339. ويتمثل
وجه التصحيح - باختصار شديد - في قوله: «يظهر السحر المنظم دائما
في مجالات الأنشطة التي يعرف فيها الإنسان تجربة عجزه البراغماتي».
(ص. 339)، بيد أن هذه البراغماتية ستفضي بمالينوفسكي إلى منزلق
اعتبار جميع الملفوظات اللغوية وصفات سحرية تؤدي دائما التأثير في
الواقع، إذ يقول: «إن استعمال البشر أنفسهم للغة يقودهم إلى
الإيمان بأن لمعرفة اسم ما، والاستعمال الصحيح لفعل ما، والاستخدام
المنتظم لحرف ما، لذلك كله قدرة روحية تتعالى عن مجرد قيمته
التبادلية. والطفل يمارس تأثيرا في محيطه تأثيرا شبه سحري، إذ يكفي
أن ينطق بكلمة واحدة فيلبي الكبار حاجته » (ص، 334).
- Bronislaw Malinowski, Les jardins de corail, trad., Pierre
Clinquart, Paris, François Maspéro, Textes à l’appui, 1974.
وهو ما يلاحظه تودورف، إذ يقول: «لقد كتب مالينوفسكي في معرض بحثه
عن تعريف للكلمة السحرية يغطي جميع الحالات التي لاحظها في جزر
الطروبرياند "كل طقس هو "إنتاج" قوة أو "توليدها" (...) غير أنه من
الواضح جدا أن تعريفا واسعا بهذا الشكل يغطي ظواهر تنتمي إلى
حياتنا اليومية ولا تصنف عادة باعتبارها ظواهر سحرية (...) فالطفل
سباق إلى استعمال اللغة السحرية بدون انقطاع. "ينادي الطفل الأم أو
المرضعة أو الأب، فيظهر الشخص. وعندما يطلب الطعام، فإن الأمر يتم
كما لو كان يتلفظ بعزيمة سحرية" (...) لكن إذا كانت الكلمة السحرية
هي كل كلمة تؤدي إلى فعل (أو يتبعها أثر) فلن تبق آنذاك كلمة واحدة
ليست سحرية».
- Tzevetan Todorov, Les genres du discours, Paris, Editions
Seuil, Poétique, 1978, p. 247-248.
[19] هل لتجريد
الشعر من هذا التعريف / الوظيفة علاقة بأصله الوثني المقدس؟ ثمة من
يتحدث عن وجود إله عربي اسمه «أيا»، مختص في العلم والذكاء
والفطنة، مما يفسح مجال التساؤل عما إذا كان الشعر ينحدر من هذا
الإله أو يدخل ضمن اختصاصاته (على الأقل): «ولما نزلت الوصايا
العشر على نبي الله موسى عليه السلام التي تعتبر التوراة العبرانية
الحقيقية عند كثير من العلماء بقي "أيا" عند العرب الإله المختص
بالعلم والذكاء والفطنة». انظر: عدنان العطار، تقاليد الزواج
الدمشقي البدوي والريفي والحضري، دمشق، دار سعد الدين، (د.ت.)، ص.
9.
[20] عفت الشرقاوي،
«الخير والشر في التراث الإسلامي»، مجلة إبداع (المصرية)، العدد:
2، فبراير 1998 (الدين والأسطورة - 3)، صص. 46-54.
[21] نفســه.
[22] جلبير
غرانغيـوم، «لغة الاستشراق»، ضمن لغـة العـلاج والنسيـان...، م. س.
[23] فتحي بنسلامـة،
تخييل الأصـول. الإسلام وكتابة الحداثـة، تعريب شكري المبخوت،
تونس، دار الجنوب للنشر، (معالم الحداثة)، 1995، ص. 17-18.
[24] الطبـري،
تاريخ الأمم والملـوك، بيروت، دار الكتب العلمية، (د. ت.)، المجلد
1، ص. 28. ويورد المؤلف روايات عديدة للحديث نفسه، منها: «إن أول
شيء خلق الله القلم، وأمره أن يكتب كل شيء»؛ «إن أول ما خلق الله
عز وجل خلق القلم، فقال له: اكتب، قال: يارب وما أكتب؟ قال: اكتب
القدر، قال: فجرى القلم في تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى
الأبد»؛ «أول ما خلق الله من شيء القلم، فقال له: اكتب، فقال: وما
أكتب يا رب؟ قال: اكتب القدَر، قال: فجرى القلم بما هو كائن من ذلك
إلى قيام الساعة، ثم رُفع بخار الماء ففتق منه السموات»... نفسـه،
الصفحة ذاتها.
[25] أبو بكر بن
العربي، أحكام القرآن، بيروت، دار الفكر، 1972، ج. 4، ص. 1615،
ومحمد القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، بيروت، دار الكتب العلمية،
1988، ج. 15، ص. 37.
[26] جلال الدين
السيوطي، الإتقـان فـي علوم القرآن، بيروت، المكتبة الثقافـة،
1973، ج. 2، ص. 126.
[27] نفســــه، ص.
128.
[28] (la
cosmogonie) (أو الأسطورة الكوزموغونية): حكاية تروي البدايات
الأولى للكون، وكيفية خلق الإنسان والنباتات والحيوانات. وهذه
الأسطورة بقدر ما توجد في جميع الثقافات، تلعبُ دور النموذج الذي
تتفرع عنه كافة الأساطير. انظـر:
- Mircea Eliade, «Création - Les Mythes de la création», in
Encyclopaedia Universalis, 1995, t. 6, p. 727.
[29] Max Guilmot,
Les rites initiatiques en Egypte ancienne, Paris, Robert
Laffont, 1978, p. 42.
في الواقع إن الأساطير التي تصف خلق العالم بالفكر أو الكلمة،
تنتشر في أرجاء عديدة من العالم (هنود الأمريكتين، بولينيزيا،
آسيا...)، كما لا تشكل سوى أحد أقسام أساطير الكوزموغونيا، التي
يصنفها ميرسيا إلياد إلى أربعة، هي على التوالي: 1) أساطير تصف
الخلق بالفكر، بالكلمة، أو «هيجان» إله من الآلهة...؛ 2) أساطير
تضع في الواجهة الـ «الغطسة» الكوزموغونية: يغطس إله أو حيوان أو
شخص أسطوري في عمق المحيط البدئي ثم يأتي منه بقليل من الصلصال،
ومنه تشكل الأرض...؛ 3) كوزموغونيات تفسر الخلق بانقسام مادة أولية
غير مميزة...؛ 4) الكوزموغونيا باعتبارها نتيجة لتفكك أعضاء عملاق
أو جبار إنساني الشكل أو غول بحري أفعواني...لمزيد من التفاصيل
راجع:
- Mircea Eliade, «Création - Les Mythes de la création», op.
cit.
[30] Abdelkébir
Khatibi, «Possession d’Iblis», in A. Khatibi, Par-dessus
l’épaule, Aubier, 1988, pp. 89-111.
[31] سنجد عند
أدونيس إشارة مماثلة لقضية تعذر تسمية القرآن هذه، إذ سيقول: «هو
ذا، إذن، نجد أنفسنا أمام نص لا مسمى، أو لا تسمح معايير الأنواع
الأدبية بتسميته. إنه نص لا يأخذ معياره من خارج، من قواعد ومبادئ
محدَّدة، وإنما معياره داخلي فيه. سيكون، إذن اسمه الوحيد الاسمَ
الذي سمى به نفسه وهو: الكتاب»، أدونيس، النص القرآني وآفاق
الكتابة، بيروت، دار الآداب، 1993، ص. 29.
[32] ابن هشام،
السيـرة النبويـة، تحقيق م. السقا، إ. الأبياري، ع. شلبي، بيروت،
دار إحياء التـراث العربي، الجزء الأول، (د. ت.)، ص. 320.
[33] عماد الدين
ابن كثيـر، البداية والنهاية، تحقيق أ. أبو ملحم، ف. السيد، ع. ن.
عطوي، م. ناصر الدين، وع. عبد الساتر، بيروت، دار الكتب العلمية،
ط. II / 1987، ج. 3، ص. 59-60.
[34] السخلة: الولد
المحبَّب إلى والديـه.
[35] ابـن كثيـر،
البدايـة والنهايـة، م. س.، ج. 3، ص. 60.
[36] E. Doutté,
Magie et religion en Afrique du Nord, op. cit., p. 42.
[37] ابن كثير،
البدايـة والنهايـة، م. س.، ج. 3، ص. 61.
[38] Marcel Mauss,
«Esquisse d’une théorie générale de la magie», in M. Mauss,
Sociologie et anthropologie, Paris, P.U.F., Quadrige, 1950, pp.
47-53.
[39] ج. غـرانغيـوم،
«الأب المقلوب واللغة الممنوعة»، م. س.
[40] S. Freud,
Essais de psychanalyse, trad. Pierre Cotet, André Bourguignon et
Aliec Cherki, Paris, Payot, P.B.P., 1984, p.
أو: س. فرويد، الأنا والهـو، ترجمة: د. عثمان نجاتي، بيروت، دار
الشروق، ط. VI / 1982، ص. 53-54 (ومنه أخذنا نص الإحالة)؛ س. فرويد،
الأنا والهذا، ترجمة: جورج طرابيشي، بيروت، دار الطليعة، ط. I /
1983، ص. 31-32.
[41] A. Besançon,
Histoire et expérience du moi, Paris, Flammarion, 1971, p. 32.
[42] ابن
كثير، تفسـيـر القـرآن العظيـم، بـيـروت، دار المعرفة، ج. 3، ص.
578.
[43]
نفســـه، ص. 579.
[44] أحمد
الثعلبـي، قصص الأنبيـاء المسمَّى بالعرائـس، بيروت، دار الرشاد
الحديثة، د. ت.، ص. 25، والإمام أبو حامد الغزالي، مكاشفة القلوب
إلى حضرة علام الغيوب، تحقيق محمد رشيد القباني، بيروت، دار إحياء
العلوم، 1987، ص. 62-63، وزكريا القزويني، عجائب المخلوقات وغرائب
الموجودات، م. س.، ص. 388...
[45] أبو بكر بن
العربي، أحكام القرآن، م. س.، ج. 3، ص. 1441.
[46] محمد القرطبـي،
الجامع لأحكـام القـرآن، م. س.، ج. 15، ص. 36.
[47] الغـزالـي، إحياء علوم الديـن، م.
س.، ج 3، ص 120.
[48] أبو بكر بن
العربي، أحكـام القـرآن، م. س.، ج. 4، صص. 1609-1914.
[49] ابن كثير،
تفسيـر القـرآن العظيـم، م. س.، ج. 3، ص. 579.
[50] أبو بكر بن
العربي، أحكام القرآن، م. س.، ج. 4، ص. 1611-1612).
[51] ابن كثيـر،
قصص الأنبياء، بيروت، دار الفكر، ط. I / 1992، ص. 232.
[52] فتحي بنسلامـة،
تخييل الأصـول. الإسلام وكتابة الحداثـة، م. س.، ص. 23.
[53] ابن رشيق
القيرواني، العمـدة...، م. س.، ج. 1، ص. 211.
[54] نكتفي بإيراد
أشهر هؤلاء، على أنه يمكن الوقوف على أسماء آخرين في: ابن عبد ربه،
العقد الفريد، تحقيق: د. عبد المجيد الترحيني، بيروت، دار الكتب
العلمية، ط. III / 1987، ج. 7، صص. 157-163.
[55] الطبـري،
تاريـخ الأمـم والملــوك، م. س.، المجلد 2، ص. 276. وفي الموضوع
نفسه، يمكن العودة إلى: ابن كثير، البدايـة والنهايـة، م. س.، ج.
6، صص. 330. بيد أننا نميل إلى القول بأن معارضة مسيلمة الحقيقية
للقرآن لا تتمثل في هذه «الآيات» - التي يركز عليها المؤرخون
لتفاهتها - بقدر ما تتجسد في «آيات» أخرى يوردها المؤرخون أنفسهم
في سياقات مغايرة. منها مثلا قوله: «سمع الله لمن سمع، وأطمعه
بالخير إذا طمع؛ ولا زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع، رآكم ربكم
فحياكم، ومن وحشة خلاكم؛ ويوم دينه أنجاكم. فأحياكم علينا من صلوات
معشر أبرار، لا أشقياء ولا فجار، يقومون الليل ويصومون النهار،
لربكم الكبار، رب الغيوم والأمطار». أورده الطبري، تاريخ...، م.
س.، مج. 2، ص. 270، وقوله: «لما رأيت وجوههم حسنت، وأبشارهم صفت،
وأيديهم طفلت، قلت لهم: لا النساء تأتون، ولا الخمر تشربون؛ ولكنكم
معشر أبرار، تصومون يوما، وتكلفون يوما؛ فسبحان الله! إذا جاءت
الحياة كيف تحيون، وإلى ملك السماء ترقون! فلو أنها حبة خردلة؛
لقام عليها شهيد يعلم ما في الصدور، ولأكثر الناس فيها الثبور»،
نفسـه، ص. 270.، أو الوحي المزعوم الذي ادعى (مسيلمة نفسه) أنه نزل
عليه خلال لقائه بالمتنبئة سجاح بنت الحارث: «لما دخلت [سجاح]
القبة نزل مسيلمة فقال: ليقف ها هنا عشرة، وها هنا عشرة؛ ثم
دارَسَها، فقال: ما أوحي إليك؟ فقالت: هل تكون النساء يبدئن! ولكن
أنت قل ما أوحي إليك؟ قال: "ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى، أخرج
منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشى". قالت: وماذا أيضا؟ قال: أوحي
إلي: "أن الله خلق النساء أفراجا، وجعل الرجال لهن أزواجا؛ فنولج
فيهن قعسا إيلاجا، ثم نخرجها إذا نشاء إخراجا، فينتجن لنا سخالا
إنتاجا". قالت: أشهد أنك نبي»، م. س.، الصفحة ذاتها.
[56] ابن عذاري
المراكشـي، البيـان المغـرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق
ومراجعة: ج. س. كولان وإ. ليفي بروفنسال، بيروت، دار الثقافة، ط.
III / 1983، ج. 1، ص. 226-227. ونحن على وشك إيداع هذا الكتاب
بالمطبعة صدر كتابُُ هام حول البرغواطيين أورد فيه صاحباه عن
البكري (المؤرخ) مقتطفا من سورة أيوب، وهي استفتاح كتابهم، يقول:
«بسم الله الذي أرسل به كتابه إلى الناس، هو الذي بين لهم به
أخباره قالوا علم إبليس القضية، أبى الله ليس يطيق إبليس كما يعلم
الله، سل أي شيء يغلب الألسن في الا قوله إلا الله، لقضائه باللسان
الذي أرسل الله بالحق إلى الناس، استقام الحق، انظر محمدا كان حين
عاش استقام الناس كلهم، الذين صحبوه، حتى مات، ففسد الناس، كذب من
يقول أن الحق يستقيم وليس ثم رسول الله». عن: د. محمد الطالبي ود.
إبراهيم العبيدي، البرغواطيون في المغرب، البيضاء، تانسيفت، ط. I /
1999، ص. 50-51.
[57] حول اسمه يقول
د. عبد الأمير الأعسم: «هو أبو الحسين، أحمد بن يحيى بن محمد بن
إسحاق الريوندي (المشهور خطأ بابن الراوندي أو الروندي)». انظر: د.
عبد الأميـر الأعسـم، تاريخ ابن الريوندي الملحد، نصوص ووثائق من
المصادر العربية خلال ألف عام، بيروت، دار الآفاق الجديدة، ط. I /
1975، ص. 7.
[58] ابن كثيـر،
البداية والنهايـة، م. س.، ج. 6، ص. 120، وللمزيد من التفاصيل حول
هذه الشخصية، لابد من الرجوع إلى المصنف القيم الذي أفرده لها د.
عبد الأمير الأعسم، تاريخ ابن الريوندي الملحد، م. س. ويدرج ابن
الجوزي ابن الريوندي ضمن مجانين العقلاء، معتبرا إياه أكثر جنونا
من إبليس نفسه، إذ يقول: «وما رأيتُ من غير إبليس وزاد عليه في
الجنون والتغفيل مثل أبي الحسين الراوندي، فإن له كتابا يزري فيها
(كذا) على الأنبياء عليهم السلام ويشتمهم، ثم عمل كتابا يرد فيه
على القرآن ويبين أن فيه لحنا...»، ابن الجوزي، أخبار الحمقى
والمغفليـن، نقحه واعتنى بنشره د. محمد أمين فرشـوخ، بيروت، دار
الفكر العربي، ط. I / 1990، ص. 58.
[59] نقول بالزعم،
لأن المصدر الوحيد لهذا الخبر هو عمرو بن عثمان المكي. وعمرو هذا
كان منافسا لأبي يعقوب الأقطع على زعامة المتصوفة بالبصرة، وبحلول
الحلاج إلى هذه المدينة سعى الشيخان إلى التقرب من القادم الجديد.
بيد أن الحلاج تزوج ببنت أبي يعقوب، فأحدث هذا الزواج
خصومة بين
الشيخين... راجع: د. سعدي ضـناوي (جمع وتقديم)، ديـوان الحلاج
يليـه أخباره وطواسينه، بيروت، دار صادر، ط. I / 1998، ص. 7-8، وص.
117، وص. 173 - بالخصوص - حيث يقول أحمد ابن الحلاج نفسه في شأن
والده: «ثم خرج بخرقتين إلى عمرو بن عثمان المكي وإلى الجنيد بن
محمد، وأقام مع عمرو المكي ثمانية عشر شهرا، ثم تزوج بوالدتي أم
الحسين بنت أبي يعقوب الأقطع وتعيَّر عمرو بن عثمان في تزويجه،
وجرى بين عمرو وبين أبي يعقوب وحشة عظيمة بذلك السبب».
[60] ابن كثيـر،
البدايـة والنهايــة، م. س.، ج. 6، ص. 144-145.
[61] نفســه، ص.
145.
[62] نفســـه، ص.
145. وللإشارة، فقد تحققنا من هذا الخبر بالعودة إلى: أبو القاسم
عبد الكريم القشيري، الرسالة القشيرية، تحقيق وإعداد: معروف زريق
وعلي عبد الحميد بلطه جي، بيروت، دار الجيل، ط. II / 1990، (حفظ
قلوب المشايخ: صص. 333-335)، فلم نجد له أثرا، مما يرجح احتمال
وضعه على الحلاج.
[63] ابن منظور،
لسـان العـرب، م. س.، (مادة شعر).
[64] عبد الرحمن
الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، بيروت، دار الكتب العلمية،
1986، ج. 1، ص. 289-290. وثمة من يرى أن رواية الشعر في شهر رمضان
تنقض الوضوء، والانغماس فيه تلهي المرء عن أداء واجباته الدينية،
وتصرفه عن ذكر الله... لمزيد من التفاصيل، راجع: ابن رشيق،
العمدة...، م. س.، ج. 1، ص. 32 وما بعدها.
[65] ابن رشيــق،
العمـدة...، م. س.، ج. 2، ص. 170.
[66] ابن هشـام،
السيـرة النبويـة، م. س.، ج. 3، صص. 54-61. والبيت السابق أورده
المحققون في الهامش رقم 1، بالصفحة 58.
[67] انظر تفاصيل
الحكاية في: د. محمد سعد فشوان، الدين والأخلاق في الشعر. النظرة
الإسلامية والرؤية الجمالية، القاهرة، مكتبة الكليات الأزهرية، ص.
129-130.
[68] ابن قتيبـة،
الشعـر والشعـراء. نقلا عن د. محمد سعد فشوان، الدين والأخلاق في
الشعر...، م. س.، ص. 131.
[69] الشعـر
والشعـراء، نقلا عن السابــق، ص. 131.
[70] أبو بكر بن
العربي، أحكام القـرآن، م. س.، ج. 3، 1142، وابن قيم الجوزية،
أخبار النساء، شرح وتحقيق: د. نزار رضا، بيروت، منشورات دار مكتبة
الحياة، 1988، ص. 114؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، م. س.، ج.
3، ص. 354. وللإشارة، فابن قيم الجوزية، من بين كل هؤلاء، هو الذي
يورد الملابسات المحيطة بنظم الأبيات السابقة، إذ أدرج قصتها ضمن
ملحق لـ«باب ما جاء في الغيرة»، أسماه «باب من هذا الشكل»، فساقها
على النحو التالي: «ولى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، النعمان بن
نضلة العدوي بميسان، وأراد رحيل امرأته معه، فأبت ذلك وكرهته. فلما
وصل إلى ميسان أراد أن يُغيرها فترحَل إليه، فكتب إليها
(الأبيات...) فبلغت الأبيات عمر بن الخطاب، فقال: أي والله، وأبي
وأبيك، يسوؤني. يا غلام، اكتب بعزله. فلما قدم على عمر بكته بهذا،
فقال: يا أمير المؤمنين ما شربتها قط، ولا قلت الأبيات إلا بسبب
كذا. فقال عمر: أظن ذلك ولكن لا تعمل لي عملا أبدا».
[71] انظـر
التفـاصيـل فـي د. محمد سعد فشوان، الدين والأخـلاق فـي الشعر...،
م. س.، ص. 136-138.
[72] نشر الشاعر
المغربي محمد عنيبة الحمري على امتداد شهر رمضان 1419 الموافق
لدجنبر 1998-يناير 1999 سلسلة مقالات تحت عنوان «إعدام الشعراء»،
بجريدة الاتحاد الاشتراكي، عرف فيها بكوكبة من الشعراء المغتالين،
معتمدا التسلسل الزمني. ومع أن عمله هذا لا يستند إلى أي إطار
مرجعي، فإنه يبقى ذا أهمية لكونه يلفت الانتباه لظاهرة قتل الشعراء
من جهة، ويضع قائمة بأسماء المقتولين تسهل لا محالة عمل الباحث
مستقبلا في هذا الباب.
[73] أدونيـــس،
الشعريـة العربيـة، بيروت، دار الآداب، ط. II / 1989، ص. 58-59.
[74]Alain.
Besançon, Histoire et expérience du moi, op. cit., p. 26 .
[75] Sigmund
Freud, Totem et tabou, Paris, Payot, P.B.P., 1972, p. 46-47.
أو: س. فرويد، الطوطم والحرام، ترجمة: جورج طرابيشي، بيروت، دار
الطليعة، ط. I / 1983، ص. 51، ومنه أخذنا نص الإحالة.
[76] الجاحظ، رسائل
الجاحــظ، بيروت، دار النهضة الحديثة، 1972، ص. 149.
[77] ابن قيم
الجوزيـة، الجـواب الكافي لمن سـأل عـن الدواء الشافي، تحقيق سعيد
محمد اللحام، تقديـم ومراجعـة الشيخ بهيـج غـَزاوي، بيروت، دار
إحياء العلوم، ط. II / 1989، ص. 309، انظر أيضا: ابن قيم الجوزية،
أخبار النساء، م. س.، ص. 174، حيث يقول: «وأحب شيء إلى الإنسان ما
منع عنه».
[78] الحجلة: ساتر
كالقبة، أو ستر يضرب في جوف البيت.
[79] أبو الفـرج
الأصفهاني، الأغانـي، شرحه وكتب هوامشه سمير الجابر، بيروت، دار
الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ج. 21، ص. 363. (والتشديد منَّا).
[80] ابن قيم
الجوزية، أخبار النساء، م. س.، ص. 180. أما التيفاشي، فيروي
الحكاية نفسها على النحو التالي: «كان بشار بن برد الشاعر (...)
يبلغ امرأته كثرة زناه فتسبه وتلعنه، فيحلف لها بالأيمان المغلظة
إنهم يكذبون عليه. فعمدت إلى عجوز بلغها أنها تقوِّد له، فوهبتها
شيئا وقالت لها: (صفيني له على أني أحببته، واجمعي بيني وبينه في
بيتك حتَّى أوقفه على كذبه). فسارت القوَّادة إليه وقالت له: (يا
أبا معاذ، وقعَ لي شرطُك امرأة محتشمة صفتُها كيتَ وكيْتَ)، فقال
لها: (ويحَك، عجِّلي عليَّ بها)، فقالت له: (إنها في منزلي، وهي
امرأة مخبورة في النكاح ولها شهرة فيه وبعلها غائب. فساعة دخولك
ضَع يدَك واقضِ لها غرضا ثم اجلسا بعد ذلك وتحدَّثا ما شئتما). ثم
ذهبت به وسبقت امرأته لمنزل القوادة ومكَّنَته من نفسها، فلما صارَ
في نصف الشغل جمعت رجليها وركلته في صدره فألقته على قفاه وقامت
وهي تقول: (وأين أيمانك الفاجرة يا فاسق؟)، فقال لها: (اذهبي
فواللـه ما رأيتُ أبرد منكِ حلالا ولا أحرَّ منكِ حراما)». انظر:
شهاب الدين أحمد التيفاشي، نزهة الألباب فيما لا يوجَد في كتاب،
تحقيق جمال جمعة، لندن - قبرص، رياض الريس للكتب والنشر، ط. I /
1992، ص. 129-130. (والتشديد منَّا).
[81] لا يتردد
أدونيس في تأكيد أن «النص القرآني الذي نظر إليه بصفته نفي الشعر،
بشكل أو بآخر، هو الذي أدى على نحو غير مباشر، إلى فتح آفاق للشعر،
غير معروفة ولاحدّ لها، وإلى تأسيس النقد الشعري بمعناه
الحق»،الشعرية العربيـة، م. س.، ص. 42.
|