*
ديوانك الشعري "المتعبون" ...من هم أولئك المتعبون ؟
**الجواب عن هذا
السؤال تجده في الإهداء الذي صدرت به الديوان : "إلى الذين أتعبتهم
الحياة ، وأجبروا على التعايش مع الزمان والمكان والناس..إلى الذين يقفون
حيارى وهم يشاهدون الحياة تنفلت من بين أصابعهم ..."
*
أود أن ترسمي لي رأيك في
الكتابة الشعرية النسائية ؟
**ينبغي
قبل ذلك أن أوضح لك رأيي في مصطلح "الكتابة النسائية" ، فأنا لا أعتقد
بوجود كتابة نسائية مقابل كتابة رجالية ، هناك كتابة جيدة وكتابة رديئة .
ومن العبث النظر إلى النص الإبداعي من خلال جنس صاحبه ، لأنه ليست هناك
فروق دقيقة بين ما يكتبه الرجل وما تكتبه المرأة .وأعتقد أن من أوجد هذه
التسمية كان يهدف إلى التمييز السلبي ..فلننظر إلى أدبية النص فقط لإصدار
أي حكم . .
*
ما المسافة التي تضعينها
بين ديوانك الشعري الأول "أوراق الرماد" و ديوانك "المتعبون" ؟
**
ديواني الأول "أوراق
الرماد" تجربة أولى حمل بين طياته هموم الوطن وجراح الذات . وهو يضم
قصائد كتبت في فترة الثمانينات ، أي فترة الإحباطات السياسية المتكررة ،
وهذا ما انعكس على قصائد الديوان . كما أنه يكشف رحلة البحث عن الذات ،
وهي رحلة الاحتراق والتكون ..أما ديواني الثاني "المتعبون" فهو مرآة
لعبثية الواقع ..هو مقاربة وجودية أبوح فيه بالتعب ، التعب من محاولة
الحفر بحثا عن منفذ للهواء وكوة للشمس ..التعب من الوقوف ضد الظلم
..ومحاولة تجسيد الإحساس باللاجدوى والانكسار ..وهناك قرابة واضحة بين
الديوانين على مستوى التيمات ، ولكن هناك مسافة بينهما في الرؤية والتصور
.
*
متى تكتبين القصيدة ؟
**
معظم قصائدي كتبتها في
الليل المؤثث بالسكينة والعزلة .
*
النقد المغربي في مجمله
يدور في ما يصطلح عليه بالإخوانيات ..ومن جهة أخرى هو لا يواكب كل ما
يصدر من دواوين شعرية .؟
** صحيح ..مجمل ما
يطلع علينا في الصحف والمجلات لا يخرج عن الإخوانيات ، وخاصة ما يخص نقد
الشعر ..ليس لدينا ناقد مختص في حقل الشعر يواكب ما يصدر من دواوين جديدة
ويتناولها بموضوعية . وهذا ما ينعكس سلبا على الإبداع الشعري ..
*
بنظرة إلى الوراء كان عدد
الشاعرات المغربيات قليلا ، لكن الأمر الآن قد تغير ، هل يعني هذا أن
هامش الحرية في المغرب قد اتسع وأصبح بإمكان الشاعرة أن تقول كلمتها ؟
**
جميل أن يتكاثر عدد الشاعرات بالمغرب ، فهذه علامة صحية ..والجميل أيضا
أن الشاعرات بالمغرب تميزن بجودة كتابتهن وتميزها وفرادتها ..كل واحدة
منهن تتميز عن الأخرى بطابعها الإبداعي الخاص وشخصيتها الشعرية الخاصة
..ولا يرجع تزايد عدد الشاعرات بالمغرب إلى الحرية في نظري بقدر ما يؤشر
على وعي نسائي بضرورة تكسير الصمت ، والتعبير عن المشاعر وعن الرؤية نحو
العالم .
*
نسمع عن وجدة بأنها
"المغرب الشقي " ، وأنت تتحملين مسؤولية كاتبة فرع اتحاد كتاب المغرب
فيها .ما الفضاء والمساحة التي تحاولون الاشتغال فيها لتفعيل الممارسة
الثقافية بشروطها الجادة غير ما عاشته هذه الجهة من المغرب في عقود خلت ؟
** مدينة وجدة كأغلب
مدن الهامش عانت من الفراغ الثقافي لمدة طويلة ، جعلها عاصمة للمغرب
الشقي فعلا ، لذلك وجدنا أنفسنا في فرع اتحاد كتاب المغرب أمام مسؤولية
صعبة ، تقتضي منا تكثيف أنشطتنا الثقافية ..وفعلا منذ سنتين تقريبا وهو
عمر المكتب الجديد لفرع اتحاد كتاب المغرب بوجدة ، قمنا بأنشطة ثقافية
متنوعة فاقت ثلاثين نشاطا بين لقاءات مع مبدعين وندوات فكرية وأدبية
ومهرجانات شعرية إضافة إلى تكريم بعض مبدعي المنطقة .ونحن نحس بالارتياح
نظرا للصدى الطيب الذي وجدناه لدى ساكنة المدينة .
*
كلمة في الهواء الطلق ؟
**أشكرك
على هذا الحوار الذي أتاح لي فرصة اللقاء مع جمهور صحيفة الزمان .
|