الشاعرة المغربية ثريا ماجدولين لـ ( الزمان ) :

المتعبون" … مرآة لعبثية الواقع ..

حاورها: عبد الحق بن رحمون، الرباط - المغرب

أصدرت الشاعرة المغربية ثريا ماجدولين منذ مدة قصيرة ديوانها الشعري : " المتعبون "عن مطبعة جسور( شرق المغرب ) ، وقبله صدر لها ديوان شعر: " أوراق الرماد " عن منشورات اتحاد كتاب المغرب . (الزمان) التقتها مؤخرا وأجرت معها حوارا ، والسؤال الرئيس في هذا اللقاء هو التعرف على وجه من الشواعر بالمغرب ، ،وأنا أتصفح ديوانها قرأت على ظهر الغلاف هذا المقطع الشعري الذي يعتبر إضاءة صريحة لهذا الحوار : " ولنستمع إذن إلى لسان حالها ماذا يقول : " مسافرة بلا اتجاه / في كل محطة / ألبس حلما جديدا / أملأ أوراقا / ليقرأني شبيهي / ثم أنتهي / في فراغ ما .../" إنها بالفعل ، درجة عالية من القلق ، والثوترتلك التي يصاب بعدواها ولايبرأ منها كل من أصابه داء الكتابة الشعرية . وثريا ماجدولين من الأسماء الشعرية بالمغرب التي تمثل جيل الثمانينيات ، هذا الذي انخرط ونادى بالحداثة سواء في الشعر أو في الحياة ، من أجل نبذ الظلم والقهر على الانسانية في إطار الحب والتسامح ورحلة الذات .

وثريا ماجدولين أول امرأة في المغرب تتولى مسؤولية إحدى فروع اتحاد كتاب المغرب ، وذلك بمدينة وجدة ، المدينة التي تلقب بالمغرب الشقي ، نظرا للاكراهات التي تعرفها المدينة بتعدد التيارات المعادية للثقافة الجادة وللحداثة عبر كل مضامينها ... إذن إليك عزيزي القارئ نص هذا الحوار :

*/المتعبون" … مرآة لعبثية الواقع ..هو مقاربة وجودية أبوح فيه بالتعب ،..ومحاولة تجسيد الإحساس باللاجدوى والانكسار ..

 

* ديوانك الشعري "المتعبون" ...من هم أولئك المتعبون ؟

**الجواب عن هذا السؤال تجده في الإهداء الذي صدرت به الديوان : "إلى الذين أتعبتهم الحياة ، وأجبروا على التعايش مع الزمان والمكان والناس..إلى الذين يقفون حيارى وهم يشاهدون الحياة تنفلت من بين أصابعهم ..."

* أود أن ترسمي لي رأيك في الكتابة الشعرية النسائية ؟

**ينبغي قبل ذلك أن أوضح لك رأيي في مصطلح "الكتابة النسائية" ، فأنا لا أعتقد بوجود كتابة نسائية مقابل كتابة رجالية ، هناك كتابة جيدة وكتابة رديئة . ومن العبث النظر إلى النص الإبداعي من خلال جنس صاحبه ، لأنه ليست هناك فروق دقيقة بين ما يكتبه الرجل وما تكتبه المرأة .وأعتقد أن من أوجد هذه التسمية كان يهدف إلى التمييز السلبي ..فلننظر إلى أدبية النص فقط لإصدار أي حكم . .

* ما المسافة التي تضعينها بين ديوانك الشعري الأول "أوراق الرماد" و ديوانك "المتعبون" ؟

** ديواني الأول "أوراق الرماد" تجربة أولى حمل بين طياته هموم الوطن وجراح الذات . وهو يضم قصائد كتبت في فترة الثمانينات ، أي فترة الإحباطات السياسية المتكررة ، وهذا ما انعكس على قصائد الديوان . كما أنه يكشف رحلة البحث عن الذات ، وهي رحلة الاحتراق والتكون ..أما ديواني الثاني "المتعبون" فهو مرآة لعبثية الواقع ..هو مقاربة وجودية أبوح فيه بالتعب ، التعب من محاولة الحفر بحثا عن منفذ للهواء وكوة للشمس ..التعب من الوقوف ضد الظلم ..ومحاولة تجسيد الإحساس باللاجدوى والانكسار ..وهناك قرابة واضحة بين الديوانين على مستوى التيمات ، ولكن هناك مسافة بينهما في الرؤية والتصور .

* متى تكتبين القصيدة ؟

** معظم قصائدي كتبتها في الليل المؤثث بالسكينة والعزلة .

* النقد المغربي في مجمله يدور في ما يصطلح عليه بالإخوانيات ..ومن جهة أخرى هو لا يواكب كل ما يصدر من دواوين شعرية .؟

** صحيح ..مجمل ما يطلع علينا في الصحف والمجلات لا يخرج عن الإخوانيات ، وخاصة ما يخص نقد الشعر ..ليس لدينا ناقد مختص في حقل الشعر يواكب ما يصدر من دواوين جديدة ويتناولها بموضوعية . وهذا ما ينعكس سلبا على الإبداع الشعري ..

* بنظرة إلى الوراء كان عدد الشاعرات المغربيات قليلا ، لكن الأمر الآن قد تغير ، هل يعني هذا أن هامش الحرية في المغرب قد اتسع وأصبح بإمكان الشاعرة أن تقول كلمتها ؟

** جميل أن يتكاثر عدد الشاعرات بالمغرب ، فهذه علامة صحية ..والجميل أيضا أن الشاعرات بالمغرب تميزن بجودة كتابتهن وتميزها وفرادتها ..كل واحدة منهن تتميز عن الأخرى بطابعها الإبداعي الخاص وشخصيتها الشعرية الخاصة ..ولا يرجع تزايد عدد الشاعرات بالمغرب إلى الحرية في نظري بقدر ما يؤشر على وعي نسائي بضرورة تكسير الصمت ، والتعبير عن المشاعر وعن الرؤية نحو العالم .

* نسمع عن وجدة بأنها "المغرب الشقي " ، وأنت تتحملين مسؤولية كاتبة فرع اتحاد كتاب المغرب فيها .ما الفضاء والمساحة التي تحاولون الاشتغال فيها لتفعيل الممارسة الثقافية بشروطها الجادة غير ما عاشته هذه الجهة من المغرب في عقود خلت ؟

** مدينة وجدة كأغلب مدن الهامش عانت من الفراغ الثقافي لمدة طويلة ، جعلها عاصمة للمغرب الشقي فعلا ، لذلك وجدنا أنفسنا في فرع اتحاد كتاب المغرب أمام مسؤولية صعبة ، تقتضي منا تكثيف أنشطتنا الثقافية ..وفعلا منذ سنتين تقريبا وهو عمر المكتب الجديد لفرع اتحاد كتاب المغرب بوجدة ، قمنا بأنشطة ثقافية متنوعة فاقت ثلاثين نشاطا بين لقاءات مع مبدعين وندوات فكرية وأدبية ومهرجانات شعرية إضافة إلى تكريم بعض مبدعي المنطقة .ونحن نحس بالارتياح نظرا للصدى الطيب الذي وجدناه لدى ساكنة المدينة .

* كلمة في الهواء الطلق ؟

**أشكرك على هذا الحوار الذي أتاح لي فرصة اللقاء مع جمهور صحيفة الزمان .

*/ لا يرجع تزايد عدد الشاعرات بالمغرب إلى الحرية في نظري بقدر ما يؤشر على وعي نسائي بضرورة تكسير الصمت ، والتعبير عن المشاعر وعن الرؤية نحو العالم .

 

 

 

موارد نصيـة

عبد الحق بنرحمـون

حوار الشعـر

المحتــوى

 كارولينا هيرمانكوفا: أخرج إلى الشارع والقصيدة معلقة على ملابسي

محمد الشيخي: الشعر يجب أن يقاوم...

كمال أخلاقي: القصيدة تحتاج إلى الصدق وأنا لا أكون صادقا إلا وأنا أشعر ببعض الألم

محمد الطوبي: لابد لأي شاعر حقيقي من مرجعية تراثية يوظفها في مشروعه الشعري ..

فاتحة مرشيد: الشعر أنبوبة أوكسيـن...

ثريا ماجدولين: «المتعبـون».. مرآة لعبثيـة الواقع

بلقيـس حميد حسـن: الشعر والطفولة والحب والحداثة والبوح الجريء

جماليـــات إضـــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمـــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.