في
ضحى يوم تموزي قائظ وعشية اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، استدعى
الرئيس العراقي على عجل مجموعة من الكتاب اللامعين إلى وزارة الإعلام.
وقبل أن يجتمع بهم، دخل وزيره في تلك الفترة لطيف نصيف الجاسم ليبلغهم
ضرورة الإصغاء إلى ما يقوله الرئيس من دون طرح أسئلة أو استفسارات.
كان
الخوف والترقب قد بلغ بالكتّاب مداه، ففي جمهورية الرعب لا يحتاج الناس
أمراً جللاً مثل مقابلة الرئيس كي يمسهم مسحوق الخوف بسحره. وصل جبرا
ابراهيم جبرا متأخراً يتصبب منه العرق، فأمره الحرس بالانتظار في القاعة
المجاورة عقوبة لهذا التأخير، فصبر لحين ما خرج زملاؤه ليجدوه في تلك
الحالة المزرية من الخوف. كانت تلك اللحظات أقرب إلى سباق المسافات
الطويلة التي يضع فيها الشخص مصيره على كف عفريت.
دخل
الرئيس على الكتاب وهو في قيافة الجد حتى كادت القلوب أن تسقط من الوجل
والترقب، ولكنه ومن دون مقدمات بدأ يقص عليهم حلماً رآه في منامه وتمثل
له على هيئة وحش يقف وسط بحر يفصل بين مملكتين عظيمتين. ولم يصدق الكتاب
ما استمعوا إليه، فالحلم في الواقع لا يشبه بقية الأحلام، فهو حلم مفسر
بذاته وبما شاء له الرئيس أن يكون هكذا، أقرب إلى فيلم كارتون من أفلام
العنف. الوحش الذي وضعه حلم الرئيس فاصلاً بين مملكتين لابد أن يُقتل
ومحاولات القتل تأتي من ثلاث بطلات كل واحدة منهن تمثل ثورة في حياة
العراقيين، ولكن أية ثورة ينبغي أن تنتصر يجيب الرئيس نفسه: بالطبع
ثورتنا التي قدناها نحن، أما الثورات الأخرى فقد فشلت في قتل الوحش.
صمت
الجمع كمن خيم على رؤوسهم الطير، فالرئيس لا يحتاج إلى أضغاث أحلام كي
يضمر نية الشر فكيف إذا فكر بوحش وبحر وعبور تصحبه الثورات والانقلابات.
ثم تكلم مفصحاً عن نية الاستدعاء العجول ليقول إن عليهم أن يتمثلوا حلمه
هذا على هيئة قصص أو روايات أو مسرحيات أو أفلام أو أوبرا أو رقصة
باليه!! هكذا قال لهم بالحرف. انصرف الكتاب دون أن ينبسوا بحرف، ولكن
مغزى الرسالة وصلهم: هناك أمر جلل سيحدث في العراق، فطبول الحرب
الصبيانية كانت تقرع في رأس هذا الرجل، وهو يريد أن يستبق القول بفعل
إعلامي يرافقه، وعلى الفن والأدب الاستجابة الفورية.
لم
يكن استدعاء كتاب القصة والرواية الحدث الأول من نوعه، فقد درج الرئيس
على أن يروي قصة حياته وبطولاته على جمع من الكتاب المتسابقين إلى نيل
المكرمات. وعندما فازت رواية (الأيام الطويلة) لعبد الأمير معلة في تلك
المسابقة، جُلب (توفيق صالح) المخرج المصري الذي تحدث لاحقاً عن إشراف
صدام حسين بنفسه على إخراج قصة حياته. وهي قصة كما يقول المخرج لم يقبل
الرئيس أن تكون مثل حياة بقية البشر، لأن صاحبها رفض أن يصور البطل الذي
يمثل دوره وعلى وجهه علامة ألم أو لحظة ضعف، حتى والطبيب يخرج الرصاصة من
قدمه. ولم يقبل أن يكون ممثل شخصه إلا من أهله، فتحول صدام المجيد ابن
عمه وزوج ابنته وضحيته لاحقاً، ممثلاً مع سبق الإصرار. وهكذا كان صاحب
الأيام الطويلة التي غدت أياماً عجافاً على العراق، قد برهن على ولع
بالفن والأدب، ولكن أي أدب أو فن يريده الرئيس؟ يبدو أن كل القصص التي
كتبت عنه بأوامر تشبه أوامر كتابة قصة الوحش الذي حلم به، لم تشبع
رغباته. فعندما دق طبول حربه الأولى كان عليه أن يستضيف جمعاً من الشعراء
لهذا الأمر الجلل، ثم تطور الحال إلى مضافات للشعراء الشعبيين في قصوره
الفارهة كي تكتمل لديهم الصورة على أفضل ما تكون: ولائم في حدائق غناء
ولحوم غزلان وموائد لم تخطر لهم على بال وهدايا وضعتهم قاب قوسين من
الثروة التي تنتشلهم من حواري البؤس والفاقة. ولكن كل تلك المغريات لم
تكن تقيهم الخوف من غضب الرئيس الذي لا يمكن تخمين أسبابه. إن رغبة
الاستعراض عند رئيسنا لا يوازيها إلا توقه إلى العنف والحروب والانتقام،
فكان على الشعراء أن يصنعوا قصائد مديحهم مستوحاة من لغة الانتقام التي
يدركون قيمتها لديه. بين صراخ أولئك الشعراء على منابر المهرجانات التي
كان الرئيس يحرص على حضورها وبين هتافات أزلامه، وفي تلك اللحظات
المستنفرة في زمن العنف، كانت ماكنة العصاب الإعلامي تطحن ذاكرة
العراقيين ووجدانهم وتدفعهم إلى مزيد من التشنج والتشظي والإحساس بالتعب
والاستسلام، كي تمر توابيت الجنود العائدة من الجبهات من دون ضجة أو
اعتراض.
هكذا
تعوّد رئيسنا أن يقود معاركه في لعبة حديها القتل والإعلام، فدفع
المشتغلون في عالم الأدب والكتابة والفن الثمن الفادح من تلك السياسة
التي لم تدعهم يوماً ينصرفون إلى شؤونهم.
هذه السنة
حلم الرئيس أن يصبح كاتباً، وتجسد له الحلم في البداية على هيئة خطب
عصماء مليئة بالمواعظ والنصائح. ظن الناس أن الرئيس أصابته لوثة ما،
فكانت كلماته أقرب إلى هذيان الممسوسين الذين يظنون بأنفسهم الحكمة، حتى
أن إشاعة إصابته بالسرطان قد تطورت في الشارع العراقي فقال الخلق إن مرضه
وصل إلى رأسه! ولكنه كف فجأة عن تلك الخطب المتحذلقة الثقيلة وصمت بعض
الوقت فزاد الاعتقاد بقرب منيته. ثم ظهر ليستدعي كتاب القصة فيقدمهم حرسه
لقمة سائغة أمامه مرتعدي الفرائص ممتقعي الوجوه. فاستمعوا إليه هذه المرة
كمْنظِّر روائي، وطلب منهم كتابة الرواية الملحمة التي تسجل أحداث
التاريخ البطولي للعراق. وعندما يقول رئيسنا العراق فهو يقصد نفسه. ولم
تمض بضعة شعور إلا وخرجت تلك الرواية المعجزة التي كتبها الرئيس نفسه
(زبيبة والملك). غير أنه تواضعاً كما تقول مقدمتها، لم يشأ أن يكتب اسمه
بل وضع بدله (رواية لكاتبها) فهي مثل بقية المنجزات التي حققها لا تحمل
طموحاً بأن تنسب إليه أو يقال إنها حصلت في عهده، في حين كانت بخط «نجيب
غيور من أماجد العراق»، هكذا شاء أن يسمي نفسه بكل تواضع.
(زبيبة والملك) هي من بنات أفكار صدام نفسه ولم يسهم فيها كاتب محترف
لتصحيح ما حوته من عورات فنية فاضحة. فهي عبارة عن خطب طويلة مملة، لغتها
أثقل من أفكارها الساذجة. أما تحذلقها فهو يشير إلى فجوات في عقل هذا
الرجل الذي أوصله الغرور إلى مديات فضاحة، كما هي حال الإمبراطور الذي
خرج عارياً إلى الناس لينتظر هتاف الإعجاب بملابسه. ولم يكذّب الكتبة ظنه
فظهرت المقالات التي تتحدث عن الرواية المعجزة التي لا توازيها رواية
أخرى من حيث القيمة الفلسفية والفنية.
والحق
إن هذا العمل يدل على أن هناك خيطاً رفيعاً بين المهرج والطاغية، وهي
معلومة ليست جديدة، بل برهنت الوقائع صحتها عبر التاريخ الممتد من نيرون
حتى هتلر وما قبلهما وما بعدهما. غير أن رواية صدام حسين تضيف إلى علم
التحليل الاجتماعي النفسي تصوراً جديداً عن شخصية الطغاة في عالم متخلف.
ولعل ورطة هؤلاء تكمن في افتراقهم الكامل عن الثقافة، وهذا التعارض
والافتراق يشعرهم بالعجز ويشكل عقبة كأداء يسعون إلى تجاوزها بالأساليب
ذاتها التي تجاوزوا فيها مشاعر النقص الأخرى كي يطمئن بالهم إلى فكرة
العبقرية والتفوق التي تسكنهم. غير أن تورط الرئيس في كتابة رواية يدرج
تحت الأسباب الأولى مضافاً إليها السبب الأكثر وجاهة وعملية وهو السعي
إلى استثمار الكتابة أو الخيال في لعبة القلب أو الإبدال والإحلال التي
يصبح فيها بالإمكان التلاعب بمواقع الحقائق البسيطة الملموسة، وإنابة
الخيال عنها. مهمة الرواية، والحالة هذه، تتعدى تصور التعبئة البسيطة إلى
ما هو أبعد منها، إلى عملية تبادل الأدوار بين الكلمة والواقع. فالكلمة
تحل بدل الحقيقة التي يشهدها الناس كل يوم، ويكون القبول بها أقرب إلى
القرار الإرغامي الذي لا يقبل الدحض. إن ما يسمى بعملية غسل الدماغ التي
تتمثل في الخطب والهتافات والشعارات والضخ الإعلامي اليومي، تتجسد في عكس
الصورة من حقيقتها المرئية الملموسة إلى الوهم الذي يحل بدلها بفعل
الإرغام. ومن يقرأ رواية (زبيبة والملك) يدرك المهمة المعدة لها.
فالرواية إن صح أن نسميها بهذه التسمية، تحاول أن تثبت تمسك الرئيس بفكرة
الديمقراطية وحكم الشعب. ومع أن كاتبها لا يملك الحذق الكافي الذي يمكّنه
بأن تكون حكايته قادرة على أن تخفي نوازعه العكسية، غير أنها تؤدي الغرض
المتصور عنها كما هدته مخيلته. ونحسب أن غرضه هذه المرة هو البرهنة على
حبه، بل عشقه لأبناء الشعب البسطاء.
مدخل
الرواية يركز على فكرة المعجزات، فالعراق أولاً أرض المعجزات التي لا
تشابهه أرض أخرى، وعلى هذا الاعتبار كان يحكمه ملك عظيم الشأن والمكانة.
ثم تصبح التوطئة بمثابة الإفصاح عن الكيفية التي يرى فيها المؤلف مفهوم
العظمة، فهذا الملك كما تقول الحكاية: «سلّم ناسه له، بين طائع أو مُجبر،
بعد أن صار ملك زمانه: ملك الجهات الأربع، وهكذا كان من يريد أن تنحني له
الرقاب طائعة إلى مدى وعمق أعمق من عمق المكان الذي يحل فيه عرشه ويؤثر
فيه، من ملوك لا ينتسبون إليه، ويحكمون خارج مقر حكمه، في أعماق العالم
القديم، وإلى المدى الذي صاروا يخشون سطوته، إن لم يقنعوا بحكمهم شعبهم،
باسمه، يحكمون ويعلون ويطاعون..».
يضع
صدام حسين روايته على لسان جدته، ولكنه ينسى تلك الجدة عندما يستغرق في
تفصيلات تخصه. فالرواية في المحصلة هي توجيه رسالة ينبغي أن تكتب بمداد
التاريخ وبحروف من ذهب. فما يجابه هذا الملك من متاعب وخصومات وحروب
ومؤامرات لا تنتهي تطبخ في قصره، تنسيه زمن الحكاية فيخلط الأوقات دون أن
يدري. غير أنه يبقى إلى النهاية منتبهاً إلى غاية الحكاية أو جانبها
التوجيهي. فالملك البطل تشاركه امرأة في فعل البطولة تمثل الشعب الفقير
اسمها (زبيبة) تعيش في كوخ ولها زوج يكبرها في السن. يقع الملك في غرامها
بعد أن يكتشف حكمتها وإخلاصها له، ويمضي في هذه الصفقة مع ابنة الشعب إلى
النهاية، فيصف أفعال الحب والقبلة كما يصفها صبي في حارة، وإن جاءت على
هيئة خطبة ثقيلة. يتبادل الملك الحوار مع زبيبة التي تزوره مخلفة زوجها
الذي لا يرتضي ضمير الملك ولا ضميرها أن تطلقه!! وعلى خلفية حوارهما تجري
مؤامرات القصر من الزوجات السابقات، إلى أقارب الملك وإخوته الذين يكيدون
له كل يوم. وكل الرجال والمناصب يطلق عليها الرئيس اسم (عناوين)
فالعناوين أو العنوان الكبير تشغل حيزاً كبيراً في لغة الرواية. فالملك
في الواقع، متفلسف من الطراز الذي ينبغي أن تغمض على القارئ بعض عباراته
حتى تكتمل صورة تفلسفه، فزبيبة ابنة الكوخ التي يعشقها الملك تصف مستوى
حبهما بأنه خارق وفوق الفهم فيجيبها الملك: «إن الأساس الذي يبقي حالة
الوصول فوق قمتها هو أن يرتقي بها إلى قمة أعلى، بمفردات وعناوين سائدة،
غير التي أوصلتها إلى القمة التي يتربع عليها عنوانها، فان لم يكن ذلك،
فبإسناد وإدامة حيوية العوامل التي أوصلتها إليها لتبقى حيث هي، إن لم
يكن بالمستطاع تسجيل انتصار أعلى منها..» فلسفة الغزل الثقيلة تلك، تسجل
لصاحب الرواية قدرته على الخلط بين فعل الحب والحرب في ترميزاته، وهو
منتبه إلى ذلك إلى حد الافتخار بهذا الإنجاز. ومع أن هدف الرواية توجيهي
ورمز المحبة بين الملك والفتاة الفقيرة واضح ولا يحتاج إلى سبر لمعرفته،
غير أن المؤلف يطلب أكثر من ذلك، يطلب تصعيد الشعور بالتعاطف والمحبة بين
هذا الشعب والملك الذي يقع في عشقه، فيبوح له بهمومه، وهي هموم حقيقية
للرئيس قبل أن تكون هموم ملك في غابر الزمان وترد في الرواية بحكم
المفارقة الطريفة عندما يخاطب الملك (زبيبة) والدمع يوشك أن يسقط على
خديه: «كنت أشعر بأن الوسط كله معاد لي، ليس زوجات أبي وجواريه فقط،
وإنما حتى إخوتي، مع أنني بذلت جهدي لأكون في علاقة جيدة معهم». كل
الحكاية تدور حول المؤامرات التي تحاك في قصر الملك ضده من أقرب الناس
إليه، إنه يقول بألم «نعم، حتى الطباخين، يا زبيبة.. ذلك لأن الطباخين في
قصور الملوك مهمومين في ترتيب المكائد، وحتى مؤامرات الموت.. فعندما تكلف
إحداهن أحد الطباخين، من الذين تكرمهم وتميزهم على غيرهم، بعمل نوع من
الغذاء الذي يفضله الملك، لتقول له إنها عملته بيديها هذا اليوم لأنها
تعرف أنه يحبه.. وهذا يحصل عندما تكون الليلة أو النهار مرشحاً لإحداهن..
يعمد طباخ آخر، في لحظة غفلة من الطباخ المعني، لإفساد الطعام، بأن يدس
ملحاً زائداً فيه، أو يضع جرذاً ميتاً متفسخاً بين اللحم.. أو يبطل سحر
صاحبته بسحر مضاد لإحداهن..» وهكذا يكشف الملك عن همومه المؤرقة لتضيف له
زبيبة سبباً للريبة من زوجته القديمة التي لا يتوقع منها الغدر محذرة
إياه من الثقة المطلقة بالنفس، غير أنها تستخدم تعبيراً لطالما استخدمه
الرئيس في خطاباته ـ الإحساس بالاقتدار ـ فهي تخاطبه مؤنبة: «إحساسك
بالاقتدار، والإحساس بالاقتدار من غير تحوط للآخرين، يوقع صاحبه في
الغفلة، ثم الشرك من بعد ذلك..».
تموت
زبيبة بعد أن تتلقى طعنة سهم وهي على جوادها الأبيض، وكانت قد اغتصبت بعد
أن حاصرها الأعداء وهي على جوادها الأبلق! وهكذا يفصح الرئيس عن رومانسية
ليس مثلها رومانسية المنفلوطي. فالبطلة تكتب على فراش الموت رسالتها
الأخيرة: «عزيزي.. حبيبي عرب.. لم أشأ أن أقول لك: جلالة الملك، فتمتعض
من روح كلماتي ما تفتعله الألقاب والعناوين، ولذلك فكرت بأن أخاطبك بما
هو أغلى وأجمل وقعاً على نفسي وأنا أودعك الوداع الأخير، قبل أن أراك..
وخاطبتك باسمك، أبقاه الله عليك مهابة وعنوان محبة لشعبك وجيشك..».
ولكن
موت زبيبة وانتصار أفكارها لا ينهي المعركة، فالرواية أشبه بمغامرة ثقيلة
الوقع بين خيال طفلي ساذج وآخر مشبع بهتاف وخطب رنانة. ولكن الغريب فيها
أن القاص يعلن في الصفحة الأخيرة عن موت الملك وبعبارة مختصرة يبلغها
الحاجب إلى رئيس جلسة مجلس الشعب. ولعل الرئيس عجز في الشوط الأخير عن
تصور الإمكانية التي يقدم فيها إلى القارئ حكاية موت الملك، فلم تبلغ به
السذاجة حد إرشاد الناس إلى تصور الطريقة التي يموت فيها ملك مثله! فصاغ
نهايته في جملة تستغرق بضع كلمات قبل هتافات الشعب الأخيرة. وفي الظن أن
في الخاتمة دلالة على قدرة الرئيس على تصعيد الميلودراما إلى قمة
إعجازها، فكيف بمقدور قلمه أن يخط مصيراً يحلم به الناس، وهذا أفضل ما
تمخضت عنه تجليات الرئيس الروائية.
|