رواية (زبيبة والملك) سايكلوجية الأدب الزائف!!

 
 

 

 

عندما يتحول الطاغية إلى كاتب روائي، فإنها غاية السخرية والاستهانة بالادب وفنونه، فالدكتاتور بطبيعته الشوهاء وسايكلوجية حياته الاجتماعية لم يكن يوما ما معترفا بأن الكلمة هي أساس بناء المجتمع، وبالرغم من الألقاب الرنانة التي ساقها حاكم بغداد لنفسه، وأخذ اعلامه الأجوف يطبل لها عبر اعلامه وفضائيته والتي كان أخرها لقب (عملاق العراق) وما هي الا سفسطة خزعبلاتية.

ان الكتابة الأدبية تحتاج إلى حس مرهف وطبيعة حقيقية صادقة، ونظرة ثاقبة إلى الأشياء والقضايا الاجتماعية، وينبغي على الأديب أو الكاتب ان يكون ذا حصيلة ثقافية ومفعما بحب الوطن ومرتبطا بالتراث، اما ان يكون جلاد العراق روائيا فإنها المفارقة والعبثية بهذا الفن الأدبي، لأن هذا الحاكم قد تلوثت يداه بدماء الشعب العراقي والإيراني والكويتي.. و.. و..، وأودى بعراق الحضارة والأدب إلى بلد الدمار وحدود مستباحة ولا ينتمي هذا الطاغية إلى الوطن بأية صلة تاريخية، ويجب ان لا نستغرب عندما يكون هذا الدكتاتور أديبا أو شاعرا أو فيلسوفا ما دام تحيط به جوقة من الطبالين وأصحاب الأقلام المأجورة الذين يحاولون ان يجعلوا من هذا الدكتاتور رمزا أدبيا أو تاريخيا أو قائدا أوحد.

ان رواية (زبيبة والملك) ما هي الا سفسطة وهذيان كتابي لا جدوى منه الا الشهرة والارتقاء إلى سلم الأدب، وقد طبع من هذا الكتاب حوالي 500 ألف نسخة بيعت بشكل قسري على الدوائر والمنشآت الحكومية وكذلك على أصحاب الدكاكين وبائعي الخضر المتجولين و.. الخ.

لقد مارس دكتاتور العراق كل أنواع التضليل الإعلامي، فهو تارة نراه يصبح العبد المؤمن، ومرة يمتهن حرفة الفلسفة والفكر ويتكلم بالألفان والرموز والتي لا يفهمها حتى الفلاسفة والمفكرين، ومرة أخرى تراه أديبا أو روائيا ينافس نجيب محفوظ أو توفيق الحكيم أو عبد الرحمن منيف ولربما يفاجئنا القائد الضرورة!! بأن يكون شاعرا يوما ما ويسعى للحصول إلى جائزة نوبل.

لقد ابتلى شعبنا العراقي الابي طوال ثلاثة عقود متتالية بهذا الدكتاتور وعصابته اللاإنسانية والتي دأبت إلى تهميش الأقلام الابداعية والترويج لما هو أدب زائف، وكأن العراق بلد العلم والعلماء، لم ينجب إلا هؤلاء الأقزام الكارتونية التي ارتكبت جرائم بشعة بحق الشعب العراقي المسلم، فضحايا الحربين المدمرتين على الجارتين الشرقية والشقيقة الجنوبية لا زال صداها يرن في أذان التاريخ، وكذلك عمليات الانفال في القرى الشمالية وقصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية وتجفيف الأهوار وبيع أثار حضارة العراق إلى الدول المجاورة، وتشريد أربعة ملايين مواطن قسرا إلى خارج البلد كلها جرائم تدين الطاغية وجلاوزته كمجرمي حرب.

لقد تمكن النظام العراقي شراء ذمم بعض الكتاب ومتذوقي الأدب وتسخيرهم لخدمة ماكنتة الاعلامية سواء كان بإصدار صحف أو مجلات أو الترويج له عبر الاعلام الآخر، كما وأصدر البعض روايات تمجد هذا الطاغية وتجعل منه أسطورة خيالية أمثال رواية عبد الامير معلة (الأيام الطويلة) والتي مثلت على شكل فيلم يمثل سيرة الطاغية وأمجاده المزيفة.

ان رواية (زبيبة والملك) ما هي إلا ثنائية الخواء الثقافي ـ الفكري التي تسود عقلية الطاغية وافتقاره لأبسط المفاهيم المعرفية التي يتحلى بها رؤساء الدول والبلدان.

عن موقعي: الشهيد:

www.alshahid.com

والمدرس:

www.almodarressi.com

 

موارد نصيـة

قضية «الإمبراطور - جمال الغيطاني»

زبيبيــات

رواية (زبيبة والملك) سايكلوجية الأدب الزائف!!

فاطمة المحسن: الرئيس وتجليه الروائي

صبحي حديدي: زبيبة، والملك والمخابرات المركزية

فاضل العزاوي: «زبيبة والملك» رواية «لكاتبها» العراقي بين الكوخ والقصر. هل كتب صدام حسين هذه الرواية؟

"زبيبة والملك" في الإذاعة والتلفزيون والمسرح العراقي

جماليـــات إضـــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمـــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.