أن تقع في أسر
عنكبوتٍ إلكترونيٍّ
لتُؤدِّي الجزية
18دولاراً
في الشهر
أن تُصبح لك صداقاتٌ
وطيدةٌ في كلِّ أنحاء العالم
دون أن تجد نفسك
مجبراً على تحية جيرانك
في نفس العمارة
أن يعرف
Christian@yahoo.fr
و
Jamal@maktoob.com
و
Dai-ping@nirvanet.net
و
Janet@hotmail.com
وعناوينُ
إلكترونيّةٌ أخرى
كلَّ تفاصيل حياتك
فيما تجهل أمك عنك
كلّ شيْء
أن تنسى تماماً
مكان أقرب مكتب بريدٍ في حيِّك
وأن لا تفهم كيف لم
تنقرض الطوابع بَعْد
أن تُبحِر في علاقة
حبٍّ إلكترونيّةٍ
تُفضي بك إلى زواجٍ
سريعٍ
يُفضي إلى بدينةٍ
عجزاءَ
تُفضي إلى ساعاتٍ
أخرى مديدةٍ
في مواقع الجنس على
الأنترنت
أن تُقلِّد الشيطان
في تسريحة شعره
وأن لا تحتاج التبغ
أبداً
في تدخينك
للماريخوانا
أن تُحرق الصّدر
الذي لم يُوسَّم قطّ
لتضرب مواعيد
مبكّرةً
مع ضيق التنفّس
أن تُحبّ عشيقةً
حمراء
بنهدٍ نافرٍ وبطنٍ
ضامرٍ
تفوح منها روائح
فيليب موريس
عشيقةً بكعبٍ خبيرٍ
في سحق أعقاب
المارلبورو لايت
أن بمجرد حصولك على
البطاقةٍ الخضراء
تسارع إلى تغيير
اسمك العربي
متنكّرًا لسلالتك
وأن تُجاهر بقرفك
الشديد من السود
والهيسبانيك
ومن باقي مظاهر
التخلف في العالم الجديد
ألاّ تبدو مُحرَجاً
ومَغيظاً
كلاجىءٍ مُجبَر على
شتم بلاده
كيما يبقى على قيد
الحرية
أن لا تتوقّف عن
التذكير بأنك مختلفٌ
وأنك لست كالآخرين
من أبناء جلدتك
أن تُباهي
بتفهُّمكَ العميق
لقضية مُعاشري
المثيل
( تقصد الشاذّين جنسياً
)
وتُنادي برفع كل
أشكال الميز عنهم
أن تخلُد للراحة
الإيديولوجيّة
وأن تكبت تماماً
غرائزك القومية
ليتأكّد الجميع من
أن ليس في نيتك
ماقد ينوي البعض
أنك نويته في حديثك
فتُتَّهم بمُعاداة
السامية
أن بمجرّد
مُلامَستك لمَلامِس الكومبيوتر
ترمي خجلك
الأسطوريَّ وراء ظهرك
لتنهمر غزلاً
ومعاكساتٍ بذيئةً
كما لو أنك أفرغت
للتوِّ قنّينة نبيذٍ في جوفك
أن تخشى على حاسوبك
الشخصيّ
من فيروس
I
love
you
وأترابه
أكثر مما يخشى
إفريقي على نفسه
من وباء الإيبولا
أن تبحث في الحيِّ
الصينيِّ
عن اللّمسة الشافية
لمعالجة سرطانك
المزمن
أن تستدرجك عرّافةٌ
بملامح هندية
بالتايم سكوير
أن تُقاوِم البرد
بالمزيد من الشقراوات
لا الحطب
بالمزيد من البيرة
الليبرالية
لا الشمس
أن تتملّى قائمة
الطعام التي
يفرِشها أمامك
نادلٌ يشبه بول نيومان
قبل أن تطلب دونما
اكتراثٍ
هامبرغرك المعتاد
.........
...............
ليس يعني سوى أنك
أصبحت عنصراً
صالحاً للاندماج السريع
في قبيلة العولمة.
نيويورك
- سبتمبر 2000
|