1
من مثله..؟
انشداد قامتك بقدومك المختال
ملامحك المتحفزة للشجار..؟
المتروك للمعصية أمام المسرحِ
الممثلون يفارقون لديه الأقنعةَ تنهشُ مشهده …
لوح الزجاج
حيث تبتسمين
في الالتماعة يحتضنُ عينيه
يُغويها لتستمر في انكسار اللعبة قرب الضوء و الحواف
قبل خشبةٍ كنتِ هنا
بعد ستارٍ
في مكانٍ ما تمارسين الحكاية ذاتها
تبدلين الممثلين
رسم الحركةِ
حتى الملاءاتْ
وتبقين على أُولى الغواياتِ
أفل انتظاره منذ زمنٍ لا يُحدُ
إلى مواعيده الفوضى المنتثرة و الأجساد دون الوجوه
كلاكما في اللعبة ذاتها
يسردكما الوقتُ
تنسيان التحيةَ
قبل الستار و بعد الظلام..!!
2
قفزت صغيرتُك فوق دوائر الأرصفة
عالقةً
تنتظرُ انسيابكِ
إثر المقامات إليه..
هدأ الأوار اللجوج للتلف
انتُزِعَتْ تفاصيله في الكلام إسوةً بالعابرين قرب بوابة الرغبات
بانتظار عربةٍ غير محايدةٍ
ذاهبةٍ إلى الرماد..
الغوايةُ الحمقاءُ واقفةٌ
الصغيرةُ تُنسى
والعائلةُ إجاباتٌ مخاتلةٌ كمحض الأسئلةِ
قفزت معه
و كان يقصدك
بينما في انتشاءٍ قاتلٍ تنسين الحالات
كم هي متناقضة..!
3
الصديق الملول يبحث عن أقرب تهمةٍ يلصقها على جدارك
بينما تهملك الأفعال والحبكات
فتتحددين موازيةً لإتجاه السرد
إذا يلملمك بعد الحطام
ناظرتِ حالات المكان
بين فراغ المقاعد
وامتلاء الخشبة بالمشهد المحذوف …
قطع الأثاث علقّها الهواء
محض حضوركِ دون التفاصيل
قلتِ شيئاً ثم ارتجلتِ انحدارك إلى الغيب
كيف تُسْتعَادين بغتةً
لتسويد البياض..؟
تفرقتِِ مطليةً بالتهم العجولة
نحو العقاب
وتبعثر كل الصوتِ حين خرجت من التمارين الأخيرة لعبث
الموت بخطواتٍٍ تستقيم
ولا تنتهي..
كنتِ هنا
وهناك تحضرين …!
4
مباغتةً كسقوط أقمارٍ في تلقاء عين
دخلت الزاوية قرب سواد الستارةٍ العمياء
والضوء..
المتفرجون ثملوا بالصيحات..
صمتٌ خفيٌ فتنكِ في إهاب الضجيج
واقْتُرِحَ الدخولُ..
تبدل إحساس المرايا بكِ
من سكون جسدك
إلى اقتحام الطيف عزلتك
بجماجم من انتظار ينخره التراب
خرجت على نص الهدايةِ
استبد بك الألق..
التصفيق ينزعُ سدادة الرزانة المدعاة
يفور الحضور
ويغطونك كشالٍ يسقط
تموتُ فيه غرائز الفقاعات
رويداً … رويداً
بين أنفاسي المتضائلة واحتقان الوجيب
يحيضُ دخولُكِ
ولا يعقبه الخروج …!
5
خرج الجمهورُ
وبسرعة موتٍٍ جاثمٍ في الكلام
مسحتِ ملامحك الأخيرة
والألوان بيننا..
على درج الصالةِ كان الملاكْ ينتظركِ
في الممر نحو الباب
وأيضاً قرب مدخل المسرح
وفي العربة التنتظر الحلولَ..
وبعدُ لم تخرجي
همسٌ حكيمٌ نازعَ الصمتَ حضورَ الحالات الباقية..
جنحتِ الغوايةُ عن سرب المعجبين..
وفي مكانٍ ما بقيتِ
يرددكِ الصدى دون أصله في الظلام
وبترهُّلٍٍ مقيتٍ للحكايات..
الإياب و ما يجلبُهُ
سعادةٌ وحزنٌ مُبيتانِ في الضَياع …!
6
ممسكٌ بيدكِ الهواءُ
في شارعٍ يبوح الامتدادَ فخاخاً
لا تحيدُ عن أخطائكِ في الظلام..
قدماك في المسير
والجدران لا تردُ إلا بوقع انكسار
كنتِ تقيمين في أمكنةٍ زائلةٍ
- لا تستعيدها الذاكرة التتيح حرقة الأشياء -
و تسهرين في أغنيات النَوَرِ اليعبرون انتحار
المدينة..
الودُ اليستغرب العتمةَِ
سؤالُكِ
إفراغُكِ ما بكِ على مربعات يخلخلها الشتاء
والغبار..
انكفأتِ تبحثين زاويةً
تتقنين فيها الدفاع..
عزلاء
إلا من حرقتكِ تنتهي الليلةُ
كصلد حجارةٍ
تقعُ في البئر
ويصدمها
جريان المياه..!
7
جفلتِ
واهتز غصن اقتراح القلب
يأتي الزمان بما ليس يصنعه..
تنحدر الأصابع على ابيضاض الثلج
وتأتي شوارع حارةٌ
كالهجير..
قيل لـكِ الانحناءُ
رفضُكِ الخروج على بساط الصراخ..
انتهيتِ
وباغتكِ الفراغُ
بالقطيعةِ و الفضيحةِ
قبل الملامة والمهادنة..
لديك الحنين إلى حروب عتيقةٍ
سردُ حكايةٍ
لا يفهمه أحد …
تلاشٍ
وانسدالٌ
يقاومان تفاصيل المشهدِ
ويأخذانكِ للحوار …!
8
العصيانُ يرمي ليلتـكِ الأخيرة
بحجرٍ تصيبكِ بالحرب
ويدمُركِ..
فيرثيكِ الأثاث المتروك
بعد مرور الأصابع
في الظلام
الثيابُ التي لبستِ والظلَّ
في تبادل الأدوار
كلُّ ما في السابقِ
من هذا الحوار..
يحبُّك المضيُ، هذا الليل
ويؤلمه تمزقُ القميصِ
العالقِ في يسار الكواليسِِ..
الممثلون يتدافعون إلى منافيهم
محفوفين بكِ..
ليس لديك أحدٌ
وتنسين بين زاوية السواد و الضوء
حيث القبول
الغفران
الاعتراف
الخطايا
والسقوط
بقايا الظـلِ
كان صاحبُهُ هنا
وغاب قبل سقوط العتمةِ
في المشهد الأخير.
دمشق، 1/
1995
|