Le corps est phénomène multiple, étant composé d’une pluralité de
forces irréductibles; son unité est celles d’un phénomène multiple, «
unité de domination ». Dans un corps, les forces supérieures ou
dominantes sont dites actives, les forces inférieures ou dominées sont
dites réactives.
G. D. Nietzsche et la philosophie, P. 45.
لا وجود للجسد خارج اللغة التي
تعبر عنه، والتي يعبر هو من خلالها وعبرها.
فالجسد يسكن اللغة،
وبالتالي فإن أصحاب الأنساق الفلسفية والدينية، والشعراء، والمفكرين...
هم المسؤولون عن هذا
المسكن.
إذا كان الجسد يسكن اللغة، ووجوده رهين بها،
فإننا لا يمكن أن نتحدث عنه إلا في إطار مرجعية معينة، أي داخل ثقافة ما
يقول جيل دولوز:
لقد فتح سبينوزا طريقا
جديدة للعلوم والفلسفة؛ وكان يقول:
نحن لا نعرف حتى ما
يستطيعه الجسد؛ إننا نتحدث عن الوعي، وعن الروح، ونثرثر حول كل هذا،
لكننا لا نعرف ما يقدر عليه الجسد، وما هي قواه.
. G. D.
Nietzsche et la philosophie. P. 44.
» كنت
أكتب في كل وقت بكل جسدي وكل حياتي، فما كنت أعرف أبدا ما هي المشكلات
الذهنية الخالص«
فريدريك نتشه.
» كل
الحقائق بالنسبة لي هي حقائق الدم«
نتشه يقوم بتقويض
التقليد الميتافيزيقي واللاهوتي الذي أسس وطور التمييز بين الجسد والروح،
إننا بالنسبة لنتشه لا نفكر بعقولنا إنما :
«كل
الجسد يفكر، كل التشكيلات العضوية تساهم في التفكير وفي الإحساس، وفي
الإرادة، وبالتالي فإن الدماغ ليس سوى جهازا للمركزة »
Il est admi ici que
tout l’organisme pense, que toute les formations organique
participent au
penser, au sentir, au vouloir, et en conséquence, que le cerveau et
selement un enorme appareil de concentration.
F.
N. Fragements, p. 40.
نتشه يسمي شكل وحياة الإنسان:
جسده.
غير أنه لا ينظر إلى هذا
الجسد من الزاوية التشريحية، ولا باعتباره جثة، إنما الجسد باعتباره
مجموعة من الوظائف الحية اللاواعية التي تؤطرنا..
وفي مقابل هذا الجسد فإن
ما يسمى بالوعي إنما هو شئ فقير وضيق.
«كم
هو ضعيف وعينا، إنه وسيلة، وفي مقابل الإنتاجات الهائلة للاوعي فهو ليس
وسيلة ضرورية.
والدماغ هو عضو أقل تطورا من
الأعضاء الأخرى، إنه العضو الذي تَكَوَّن متأخِّرا فكل وعي ليس له إلا
أهمية ثانوبة».
F.
N. Inédit du temps du renversement. P.82/ 83
فالوعي بالنسبة لنتشه ثانوي
وليس له أهمية، إنه مثل فرويد يؤكِّد على اللاوعي.
إلاّ أن الفرق بينهما هو
أن نتشه يعتبر أن فضاء اللاوعي هو الجسد الذي يحمل معتقدات وأفكار
وتصورات، ويعتبر نتشه أن:»الإعتقاد
بالجسد أقوى بكثير من الإعتقاد بالذهن.
«
La croyance
dans le corps est à bon droit une croyance plus forte que la croyance
dans l’esprit.
F. N.
Ecco Homo, P. 44.
إذا كان الجسد يحمل معتقدات
وتصورات ومفاهيم، فإنه كما يقول نتشه
(عقل)،
"عقل
عظيم"
أمام ما سماه الفلاسفة عقلا،
إنه ليس سوى وسيلة للجسد:
» الجسد
"عقل
عظيم"
حيث العقل ليس سوى وسيلة له
«
Le corps
est la « GRANDE RAISON » dont la petite raison est seulement
l’instrument.
Ainsi
parlait Zarathoustra, P. 46.
إذا كان الوعي متخلفا وضعيفا
وضيقا، أي أنه مجرد وسيلة يستعملها الجسد للوصول إلى أهدافه، فإننا تبعا
لذلك إذا أردنا أن ندرس شعبا ما أو ننظر في وضع الإنسانية قاطبة، يلزم أن
نبدأ البحث عن الثقافة من المنطلق الصحيح، من المكان المناسب:
أي الجسد.
Ce
qui décide du sort des peuples et de l’humanité est de commencer la
culture à l’endroit juste... sur le corps. Les attitudes, le régime
physique,
la physiologie
le reste en découle.
F. N. Le
cas Wagner, 1888, P. 161.
إن الإنسان إذن ليس عقلا يتحكم
في جسم، بل هو جسم يستعمل العقل كأداة طيعة للوصول إلى أهدافه الغريزية.
إذا كان الجسم سليما
متصالحا مع الحياة، فإن "العقل"
يشتغل في اتجاه طبيعي
ويكون إنتاج العقل مطابقا لأهداف الحياة.
وإذا كان الجسم سقيما
فإن العقل يشتغل في اتجاه مضاد للطبيعة، وينتج إنتاجا زائفا.
إن الثقافة الحقيقية هي
التي تخضع للحياة، وتخدم الجسد، أما ما يسمىَّ بالثقافة منذ ألفي سنة فهي
فاسدة خادعة لأنها لم تفتأ تتنكر لقانون الحياة، للجسد ومتطلباته.
|