لعله مما يجانب الصواب اعتبار هذا الملحق الأسبوعي يقف كميا عند
حدود المائة عدد اليوم، لأنه كان منذ أن كانت صفحة «مع القراء والمناضلين»،
وجمعُ موضوعات هذه الصفحة يمكِّن من الحصول على ملفات عديدة وفي
موضوعات شتى، وهو أمر يقوم به، على حد ما، الذين يختارون جريدة «المحرر» أو «الاتحاد الاشتراكي» موضوعا لأبحاثهم في حقل الصحافة أو غيره.
نحن إذن إزاء نوعين من الملفات؛ نوع دائم التشكل وتلقائيُّه،
يتخلل الزمن، على شكل كتابة متواترة في هذا الموضوع أو ذاك، تظل مهمة
تحديد كل ملف من ملفاته موكولة إلى القارئ أو الباحث الراغب في ذلك،
ونوع يقدم نفسه جاهزا كل أسبوع إلى القارئ والباحث نفسيهما.
وهذه الملاحظة نسفها تفسح المجال لأكثر من سؤال عن طبيعة محاور
ملفات هذا الملحق منذ بداته إلى اليوم، والحيز الذي يمكن أن تغطيه من
مجموع القضايا التي تطرح في صفحة «مع
القراء والمناضلين»، وشكل الطرح
بين هذه الأخيرة والملحق الأسبوعي، ووضع القضية الواحدة وهي تطرَح
بشكل متواتر على امتداد أشهر عديدة، ووضع القضية نفسها وهي تنفرد
بملف خاص... وهي أسئلة قد تمكن
من الوقوف على جزء لا يستهان به من السلطة بتجلياتها المختلفة
وتآزراتها السرية والعلنية.
والمتن الذي اجتمع إلى حدود اليوم متن ذو أهمية متعددة الجوانب،
ويتيح وحده إنجاز دراسات شاملة وعميقة.
وفضلا عن ذلك، يضع الملحق أسبوعيا، في شكله الحالي، بين يدي
القارئ، مجهرا للإمعان في مختلف مساحات الجسد المغربي مركزا بصفة
خاصة على مناطق التورم في هذا الجسد حيث، وهو مقلع من مكان التقليد
والماضي نحو فضاء الحداثة، يأخذ كل شيء فيه وضعا أسطوريا (الهواء والزمان والطعام
والنساء، الخ.) بشكل لا يملك
المرء أمامه إلا أن يتساءل: كيف
تصبح الأشياء لا تشبه نفسها؟ لماذا لا يعود الشيء يشبه نفسه؟ وهما
سؤالان يشكلان خلفية المحاور المقدمة إلى اليوم فيما نعتقد.
أخيرا، إن مختلف المحاور تشكل متونا لا غنى عنا للباحث ، بأي حال
من الأحوال، لمعرفة نقط التميز ونقط التقاطع بين الخطاب الصحفي
وخطابات حقول معرفية أخرى حو لمختلف الظواهر المعالجة.
|