يعتبر البحث الميداني في الإثنولوجيا
محكا للنظرية وللباحث في آن، محكا للنظرية لأن البعض يذهب إلى حد نزع
صفة الإثنولوجي عن عالم متضلع وموسوعي كميرسيا إلياد مادام «لم يخضع حدوسه للكيمياء
المذيبة للبحث الميداني» (ص.
17)،
ومحكا للباحث لأنه يتحتم عليه تحديد الاستراتيجية الملائمة لجمع كم
ونوع الملاحظات والمعلومات التي ستمكنه من تشييد تحليله. وتتخذ النقطة الثانية أهمية بالغة حينما يتعلق الأمر بالبحث
في ثقافة أجنبية عن الباحث، كما هو الشأن في الكتاب الحالي. لمعالجة هذه القضايا بالضبط يقترح بول رابينوف مؤلفه هذا
المترجم على الفرنسية بعد مرور
11
عاما على صدوره بالإنجليزية. وهو عرض لبحث ميداني، أنجزه في مدينة صفرو وإحدى قراها سنة
1968-1969،
لا يتوخى سوى التأمل في نفسه.
وضع المؤلف موضوعه في إطار
الهرمنيوطيقا واستعمل منجها قريبا من المنهج الفينومينولوجي بالمعنى
الذي يمنحه بول ريكور للمصطلحين: يقول المؤلف: «كل ما
ستقرأونه في هذا الكتاب يستهدف تكوين كل لا يتضح معنى كل فصل منه إلا
بالفصل اللاحق» (ص.
19). وقد قسم الكتاب إلى
ثمانية فصول سماها على التوالي:
1 – أثر استعمار منته
2 – منتوجات مكيفة
3 – علي أجنبي من الداخل
4 – الدخول
5 – معلومة محترمة
6 – خـرق
7 – وعـي
8 – الصداقة.
وهي تعرض مختلف الشخصيات التي زودت
الباحث بمعلومات وحيثيات اللقاء بتلك الشخصيات. ومن حين لآخر يخللها المؤلف بتأملات إثنولوجية محضة وأخرى
مرتبطة بموضوعات متنوعة كدلالة الكرم عند المغاربة، ومعنى الإدمان
على شرب الشاي عندهم، والزوايا الدينية... أما خاتمة الكتاب، فهي تنقسم إلى قسمين: أحدهما يعرض خلاصات وملاحظات حول البحث الميداني في
الإثنولوجيا ودور تفاعل الباحث والمبحوث فيه، والآخر يلخص مختلف
مراحل إنجاز البحث الميداني، لكن هذه المرة انطلاقا من المقاربة بين
مجموع الشخصيات التي تم اللقاء بها. وفيما يلي محاولة لتلخيص فصول الكتاب:
لما وصل رابينوف إلى مدينة صفرو كان
عليه، ككل أجنبي وافد، أن ينزل في الفندق الوحيد الموجود بالمدينة،
Hôtel
de l’oliverie،
وهو لملاك فرنسي ينتمي إلى الجيل الأخير من المستعمرين الفرنسيين،
يعيش على هامش المجتمع المغربي، وجماعة الأوروبيين المقيمين بمدينة
صفرو.
على هامش المجتمع المغربي لأنه لا
يتكلم اللغة العربية فضلا عن أن صلته بالمغاربة محدودة في جماعة من
سائقي سيارات الأجرة المدمنين على شرب الخمر. وعلى هامش الجماعة الأوروبية لأن هؤلاء البورجوازيين
الفرنسيين الذين يفضلون قضاء الخدمة العسكرية أساتذة بالتعليم
الثانوي بالمغرب بدل قضائها بالثكنات العسكرية الفرنسية، سرعان ما
يستقرون بفيللات فخمة فيتنحون جانبا عن ريتشارد صاحب فندق لوليفري. ومن خلال الجلسات المطولة التي قضاها المؤلف مع ريتشارد
سيتمكن من إنجاز تراتبية للمستعمرين الفرنسيين بالمغرب (ص.
24-25).
بإيعاز من ريتشارد، سيتعرف المؤلف على
إبراهيم قصد تعلم اللغة العربية، ليلتقي بذلك لأول مرة بالآخر. وإبراهيم هذا يحتل موقعا وسطا بين الجماعة المغربية والجماعة
الأوروبية لأنه صاحب متجر للمواد الغذائية بشارع محمد الخامس. إلا أن ذلك اللقاء لن يخلو من مشاكل. فإبراهيم يعامل المؤلف مثل باقي الأوروبيين، ويعلمه لغة لن
تجديه في بحثه (يعلمه أسماء بعض
الحيوانات والطيور ولوازم البيت... بينما موضوع بحثه هو الممارسات السياسية والدينية بالوسط
القروي). صارت اللغة مع إبراهيم
منتوجا مكيفا كأي سلعة. وبهذا
الصدد، نجد تأملات مفيدة حول اللغة العربية، تعلمها، الدور الذي
لعبته إلى جانب المرأة والدين في منع اختراق الاستعمار للثقافة
والمجتمع المغربيين (ص.
34-37).
ثم إن إبراهيم بنى
علاقته مع المؤلف على أساس المنفعة المادية. ومن النكت التي أوردها الكاتب بهذا الصدد أنه لما عزم على
السفر إلى مدينة مراكش اصطنع إبراهيم الكذبة التالية لمرافقته: قال: «سأكون سعيدا جدا
بمرافقتك، خاصة وأن لدي ابن عم بمراكش لم ألتق به منذ عدة سنوات». صبيحة الغد، لم يكتف إبراهيم بنفي أن يكون له ابن عم في مراكش
فحسب، وإنما أخرج حافظة نقوده وفتحها ليظهر لرابينوف أنه لا يملك
نقود سفر ولا نقود النزول في الفندق
!
لكن أول توغل للمؤلف في الثقافة
المغربية لن يتم إلا بعد اتصاله بعلي الذي سبق له أن اشتغل مخبرا مع
إثنولوجيين أجانب، وهؤلاء هم الذين أوصوا رابينوف بالاتصال به. ينطلق البحث هذه المرة من حي هامشي، الملاح، تقطنه أغلبية من
العاهرات الوافدات حديثا من القرى المحيطة بمدينة صفرو إلى هذه
الأخيرة. بباب دكان السوسي (صديق حميم لعلي) سيقضي المؤلف أوقاتا مطولة رفقة علي في الدعابة والثترثرة
واحتساء الشاي (الذي لم يكتف
المؤلف بوصف طقوس تهييئه فحسب، بل ساق أيضا تاريخ معرفة المغاربة به
واقترح تفسيرا نفسيا لإدمانهم عليه فضلا عن النسبة التي يحتلها ضمن
دخل العائلة... (ص.
44-45).
واللقاء بعلي لم يخل هو
الآخر من مشاكل. فقد نشبت خصومة
بين الإثنين تلتاه قطيعة عدة ايام قبل أن «يضطر» رابينوف إلى التصالح مع مخبره. وقد تمت الأمور كالتالي:
استدعى المؤلف لحضور حفل زفاف بقرية سيدي الحسن اليوسي فسافر الإثنان
رفقة السوسي على متن سيارة الباحث. وفي غمرة رقص القرويين وغنائهم انتاب المؤلف، على الساعة
الثانية ليلا، قلق كبير وعياء، فصمم على العودة إلى صفرو، إلا أن
عليا ظل يستبطئه ويختفي عنه، وبذلك لم يأخذ الثلاثة طريق صفرو إلا في
الثالثة صباحا. داخل السيارة
أخذ علي أخذ علي يسأل رابينوف:
- «هل
أنت سعيد؟»،
- « لا»،
أجابه الباحث..
- إذا لم تكن سعيدا فانزلني من سيارتك
وسأكمل هذا السفر مشيا على القدمين.
لكن هذه الخصومة هي التي ستؤدي إلى
تحول نوعي في العلاقة بين الاثنين، إذ ستنشأ صداقة حميمية بينهما
وسيولج علي المؤلف إلى عالمه المزدوج: كونه عضوا في زاوية صوفية (عيساوة)،
لكنه أيضا قواد داخل شبكة من العاهرات اللواتي يجلبهن من القرى
المحيطة بصفرو و«يشغلهن» بحي الملاح. في هذا
الفصل أيضا تحليل لقيمة الكرم ودلالة تعلق المغاربة والعرب به (صص.
55-62)
وسفر إلى إيموزار
مرموشة الموطن الأصلي لعشيقة علي البربرية، حيث سيقضي رابينوف «أجمل يوم عاشه طوال إقامته
بالمغرب» استمتع فبه بمناظر
إيموزار الخلابة، ورأي فيه لأول مرة فتاتين مغربيتين تغتسلان
عاريتين، وحصل على لقب «مول
الطاكسي» من قبل أم عشيقة علي،
وقضى ليلة مع عاهرة بربرية.
نهار غد، وفي جو من الدعابة سيضايق علي رابينوف بالأسئلة:
«يسأل البربرية: «واش
مسيو بول صحيح؟ (قوي الباه) و...»، فتجيب:
«النيميرو واحد»، لكن
عليا يسأل المرأة مرة أخرى: «شحال؟»
(كم ضاجعك من مرة؟»،
فيبادر رابينوف بجوال لا يجده علي مقنعا:
«بزاف» (مرات عديدة)...
(ص.
70).
إلا أن هذا التوغل لم يكن كافيا لتعلم
اللغة العربية، ولذلك سيقتنع الباحث بضرورة الانتقال إلى وسط يضطره
للتحدث بالعربة وحدها خاصة وأن العمل الميداني الجيد هو الذي يتم
داخل اللغة الأم للجماعة المبحوثة». وسيحصل على ترخيص من قبل السلطات المحلية بالإقامة في قرية
سيدي الحسن اليوسي للبحث فيها فيما سيربط له علي الصلة بشرفاء القرية.
«أي
شيء قاد هذا الأمريكي الثري إلى الاستقرار في حجر بئر بئيس ضائع
والعيش وحيدا داخل كوخ من الطين والحال أنه بإمكانه أن يسكن في فيللا
بمدينة صفرو؟ ثم لماذا اختارنا نحن بالضبط؟ ولماذا يضعنا في موقف
تحملنا فيه الحكومة مسؤولية التكفل به؟ وأي ربح سنجنيه من هذا
الأجنبي؟ المشاكل التي قد يعرضنا لها ليست واضحة جدا»
(ص.
75).
بهذه الأسئلة واجه سكان
قرية سيدي الحسن اليوسي رغبة رابينوف في الإقامة بينهم. وبمثابة إجابة عنها، يقول المؤلف:
«ماذا كان بإمكاني أن أثير ! هل أثير تقدم الإثنولوجيا أم أثير هم توسيع أفقهم؟ أم إعطاء
قسم من النقود للبعض منهم؟ لقد كانوا يرون الأمور بصواب تام. وحسب تعبيرهم، لم يكن هناك أي مبرر لمنحي حق الإقامة بينهم»
(ص. س). كان أمام الباحث أن يصطنع أحد أمرين: تعليم اللغة الإنجليزية لسكان القرية أو اضطلاعه بمهمة
سياسية، إلا أنه لم يفلح في تحقيق أي منهما. فقد واجه السكان اقتراح تعليمهم اللغة الإنجليزية باللامبالاة
التامة، أما لعب دور سياسي، فكان أمرا محفوفا بالخطر:
«أن يلعب الإثنولوجي دورا سياسيا، فذلك يبدو غير مقبول في هذا
النوع من المواقف. فقد كنت
الأجنبي الوحيد الذي يعسش في صفرو
(...) كنت مراقبا في كل حركة تصدر مني، وكانت مختلف عصب
القرية تشي بكل حركاتي وتحرفها.
لو كنت فكرت في تنظيم أو تشجيع أدنى حركة مضادة للحكومة لعلمت
السلطات المحلية فورا بذلك، ولاضطررت بالتأكيد لمغادرة البلاد أو – وهذا أمر محتمل الوقوع جدا – لتم إدخالي السجن»
(ص.
76).
ومن «الطرائف» التي ستقع للمؤلف بعد استقراره في القرية أنه فيما أتاه
دركيان يطلبان منه تسجيل سيارته بمكتب الدرك، اغتنم أحد القرويين
الفرصة فصاغ الأكذوبة التالية، وأشاعها بين سكان القرية:
«لقد غضب رجال الدرك من استقرار نصراني بقرية الشرفاء، وهم
يتوفرون على لائحة أسماء كل الأشخاص الذين تعاملوا معه (كمخبرين) أو استضافوه، وعما قريب سيتم إدخالهم السجن. لذلك يجب على كل السكان أن يقاطعوا هذا النصراني». لحظات بعد انصراف الدركيين سيأتي وفد من سكان القرية مرفوقا
بممثلهم في المجلس القروي ليخبر الباحث بأن الحكومة غاضبة عن
القرويين وأنهم ليس بوسعهم الاشتغال معه منذ اليوم، كما يطلبون منه
أن يعيد لهم ما سجله من معلومات وملاحظات ويعبرون له عن أسفهم، ذلك
أن الحكومة قوية...» (ص.
83).
بعد تذليل هذه الصعوبة، ستفرض الجماعة
على المؤلف مخبرا، لكنه سرعان ما سيتخلى عنه نظرا لبلادته وعدم
اتصافه بالذكاء والقدرة على التخيل وتوضيع عالمه المعاش. يستبدله برشيد، أحد شبان القرية، الذي سينجز معه خريطة للقرية
ودراسة لأنظمة الري والعقار والقرابة. لكن رشيدا سرعان ما سيقع ضحية العمل مع الباحث، إذ سيتعرض
لهجومات أحفاد الشريف وسيهجره أبوه في ظروف غامضة إلى جنوب المغرب – لأنه أراد أن يحل محل ابنه في
الاشتغال مع الباحث كمخبر.
أخيرا سيصبح عبد المالك بن الحسن، أحد
فقهاء القرية، هو المخبر الرئيسي للباحث. ونظرا لسمعته الجيدة في القرية، لكن أيضا لارتياب أهل القرية
في أن يكون رابينوف مبشرا دينيا، فإن الجميع سيرضى عن أن يصبح عبد
المالك هذا هو مخبره. يوقع
الإثنان عقدين أحدهما محرر بالفرنسية والآخر بالعربية حدد فيهما
كمقابل لكل حصة إخبارية مبلغ دولار واحد (خمسة دراهم) يتقاضاه الفقيه، وبذلك سيتمكن المؤلف من تسجيل قسم هام من
مقاربته الأولى حول القرابة والري والعقار والبنية الاجتماعية
والمظاهر الشكلية للدين، ثم الحالة الاقتصادية للقرية من خلال إحصاء
ممتلكات كل عائلة. لكن عندما
سيتعلق الأمر بجمع معلومات عن الحركة السياسية المحلية ضد الاستعمار
الفرنسي، سيرفض المخبر تزويد الباحث بمعلومات في الموضوع مشبها الأمر
بعصر الزيتون. «إذا عصرت بزاف
ماغادي تاخذ سوى التخت وما تاخذشي الزيت»
(إن تبالغ في عصر الزيتون، فإنك لن تجني زيتا»
(ص.
113)،
إلا أنه ما أن يجرؤ على إيفاء الباحث بروايته الشخصية عن أحداث هذه
الحقبة ويعلم سكان القرية بذلك حتى يتهافتون بدورهم على الباحث
لإعطائه روايات مضادة كما لو كانت تلك الأحداث – عكس ما أظهره الفقيه في
البداية – دائمة الحضور في
ذاكرة السكان.
وفي المرحلة المتعلقة بجموع معلومات
عن الولي سيدي الحسن اليوسي، سيفاجأ الباحث بكون أحفاده أنفسهم – بما فيهم حضريين ذوي وضع مادي
ميسور غير أنهم لا يستمدون هويتهم إلا من انتسابهم للولي – لا يعرفون أي شيء عنه، شأنهم
في ذلك شأن بني يرغن الذين يقدمون له ذبيحة سنوية. وأخيرا خصص رابينوف فصلا كاملا لإدريس بن محمد، هذا الحفيد
الذي اختار أن يولي وجهه للتثقف شطر القرويين بدل باريس، ورفض تعليم
رابينوف العربية أو الاشتغال معه كمخبر كما رفض هداياه دون أن يرفض
صداقته. بهذه الخصال وغيرها،
وجد فيه المؤلف نموذجا للصداقة المثالية كما يعرفها أرسطو في «أخلاقه النيقوماخية».
من بين الخلاصات الأساسية التي انتهى إليها المؤلف
بخصوص التأمل في عمله الميداني[2] قلب الأطروحة التي كانت سائدة في جامعة شيكاغو
أيام كان طالبا فيها بقسم الدكتوراه: «لا
تقاس الإثنولوجيا إلا بتجربة الشيء ولستم بإثنولوجيين ما لم تمروا
بتجربة الإثنولوجي». هذا ما كان
يردد مرارا على مسمع الباحث، إلا أنه بعد عودته من الميدان سينتهي
إلى أن «الإثنولوجيا ليست هي مجموع
التجارب التي تجعل من الباحث ملقنا للثقافة التي يدرسها، وإنما هي
فقط المعطيات الموضوعية التي يجمعها الباحث من الميدان»
(ص. 18).
والتوصل إلى صياغة
معطيات موضوعية أمر لا يتم إلا بعمل الباحث والمخبر أو المبحوث، في
آن. وانسجاما مع هذه الخلاصة،
لا ينسب المؤلف مادة كتابه لنفسه فحسب، وإنما للذين التقى بهم أيضا:
«يتعرض هذا الكتاب أساسا لهذه الموضوعات التي شيدناها مجتمعين
أنا وأصدقائي المغاربة بمضي الوقت، وذلك لتحقيق تواصل»
(ص.
139).
كلاهما مطالب بتأويل
ثقافته وثقافة الآخر، بخلق نظام مشترك من الرموز، وذلك عن طريق
التأمل في ثقافته الخاصة وتوضيعها (من
موضوعية) وتقديمها وتفسيرها. هل يمكن تحقيق ذلك؟ وهل حققه الكاتب بالشكل الذي يَعتقده؟ في
هذا الصدد، نجد المقدمة التي خص بها بيير بورديو الترجمة الفرنسية
للكتاب سؤالين عميقين يتجاوزان مؤلف رابينوف إلى المشروع
الأنثروبولوجي ككل:
-
لكن ما معنى المخبر؟ وماذا يفعل
بالضبط عندما يشيد، بإيعاز من الأنثروبولوجي، تمثلا لعالمه الخاص،
هذا التمثل الذي لا نعرف دوما بوضوح هل يستعير تصوراته من نظام
البنيات المعرفية الخاصة بثقافته أم من نظام البنيات المعرفية
للإثنولوجي أم من نظام مزدوج فاوضته، بكيفية لا شعورية، الشفرتان
الجماعيتان للتصنيف الموجودتان في وضعية مواجهة؟ ثم إن علاقة البحث
ذاتها عندما تخلق موقف تساؤل نظري – تجعل فيه المخبر يتساءل حول ما لم يشكل لديه أبدا موضوع سؤال
لأنه ظل مفهوما – ألا تدخل
فسادا أساسيا قادرا على إصابة كل الأخبار المجموعة بانحراف أشد خطورة
من كل انحرافات التمركز العرقي؟ (ص.
13).
[1]
Paul Rabinov, Un
ethnologue au Maroc. Réflexions sur une enquête de terrain,
Paris, Hachette (Histoire des gens), 1988, 246p.
[2]
أما المعالجة
الأنثروبولوجية للمعطيات التي جمعها، فقد خصص لها كتابا منفردا، تحت عنوان:
- Symbolic Domination Cultural Form and
Historical Change in Morroco, University Chcago Presse
Chicago, 1975.
|