عزيزتي ذكرى....
تتنطط
الذكرى بخيالي، قطة وديعة مشاكسة، تعبث بحبال الأيام التي مضت، تتلاعب
بلؤم "بريء" بأزرار قديمة، فتبعث في داخلي ترنيمة منسية، تهدهدني، تضحكني
حينا و تبكيني أحايين أخرى، ترسل أمام ناظري مشاهد ولت، في البدء تريحني،
تعود بي إلى الوراء... ذلك الوراء الذي أتمنى من كل قلبي أن يعود. صليت
كثيرا كي يعود لكن دعواتي عادت إلي آهات، زفرات و يأس.
«اللي فات مات»
يقول الجميع.
صحيح أن اليأس؛
أن تمد يدك فارغة فتعود إليك كما مددتها، لكني مددتها مفعمة بإخلاصي
ويقيني.
و أنا الآن
أشعر باليأس، لأنها عادت إلي، لا كما مددتها و لكن تفيض أسى
.
أنت تعلمين
جيدا ما أقصد، لا يمكن لمخلوق في هذه الأرض أن يفهمني مثلك، حتى عندما
أسيء التصرف، تجدين لي مبررات مقنعة وتغفرين.
وأظنني اليوم
سأسيء التصرف في حقك و في حق نفسي والأولاد.
تصوري الأولاد؟
كيف ستكون ردة فعلهم تجاه ما قررته، عندما يكبرون أفهميهم عذري، لكن هل
ستعذريني؟
أجلس الآن على
الكرسي الخلفي للسيارة، وضعتها على طرف الطريق.
هل تذكرين؟
كثيرا ما كنا نحل مشاكلنا وكل خلافاتنا على طرف الطريق، نركن السيارة على
طرف منه ونتناقش، رغم أنها لم تكن خلافات بقدر ما كانت اختلاف وجهات نظر،
تبدأ بما رأيك؟ وتنتهي بـ.. يمكن دائما إيجاد حل وسط لا يرضي حتما
الجميع، لكنه على الأقل لا يزعج أحدا.
و اليوم أجلس
وحدي بين يدي خمسة عشر مفكرة، بما يذكرك هذا الرقم؟
أراك تبتسمين،
سؤال يفتح بوح السنين القريبة الهاربة، يحمل في باطنه مساحة عمر بأكمله،
يفتح كبهلوان ذكي أمامك باب الاستعراض البهيج، تبتسمين،أي والله أعلم أنك
تفعلين ذلك و لكن.. هكذا هم المهرجون، يقدمون الحسرة في طبق الفرح..
دائما كنت
تقولين لي بهدوء أم حكيمة:
- الزمن حطاب
نشيط، لا تتركه يقطع عمرك بضربة فأس واحدة في غمرة يأس ولا تأخذك المشاغل
فتنسى نفسك ومنشاره الهادئ يأكل أيامك في صمت، أركض على الحياة بنشوة طفل
يطارد فراشات الربيع، فالعمر مهما يطول قصير، لا نحفظ منه سوى ذكريات
الطفولة، حلوة كانت أو مرة، تبقى ذكريات تؤنسنا يا حبيبي دوما وإلى الأبد.
أرى الأشجار
تتمايل، أعرافها، تتطاير أوراقها، الريح خارج السيارة قوية. أحزر ذلك من
حركة المارة و لون السماء و زوبعة الغبار التي تشوش الرؤيا، الأشجار تبدو
وكأنها تجاري حركة الرياح ووجهتها، لكنها في الواقع تحاول أن تقاوم، تصمد
بعناد شديد، أما أنا...
أفتح مفكراتي
على تسلسلها الزمني 1988، 1989،......، 2003 وأثبت أحد أشرطة فيروز
القديمة...
"من زمان، من
وأنا صغيرة، كان في صبي، يجي من الأحراش، ألعب أنا وياه، كان اسمه شادي..."
آه يا زمن
فيروز، آه يا زمن الأشياء العذبة،
يا سحر الأماسي
الرخية الموغلة في الحنان! أحلامنا بدأت بالأبيض والأسود، لا وجود فيها
لبهرجة الألوان المتداخلة، صافية شفافة، صغيرة، عميقة، هادئة، صبورة،
مساحات ممتدة على مدى الأفق، لا أرقام فيها ولا حسابات.
مجرد أحلام
بسيطة، مجرد أحلام جميلة، ليست رائعة و لا كبيرة، فقط جميلة..
كثيرا ما كنت
تسألينني ساخرة:
- لماذا تصر
على كتابة كل ما يحدث لك، أليس النسيان نعمة من نعم الله، كرم بها بني
آدم؟
-
قد يكون كذلك
في حالات المآسي والأحزان، لكن هناك الأشياء التي لا بد أن نذكرها،
أشياؤنا الحلوة، من يدر، فقد تتبدل الأحوال ونتوق إلى ساعات بسيطة
فقدناها..
- ولما، ما
دمنا عندها سنندم على شيء ما، سنتحسر و نتألم، أليس النسيان خيرا من
الندم؟؟
والمؤمن لا
يندم أبدا، يعرف أن كل شيء قضاء ومكتوب.
-
ربما هي ذريعة
للهروب من المسؤوليات.
-
وهل أنت واثق
من إيمانك إلى هذا الحد؟ أم تحاول أن تقنع نفسك و تقنعني خطئا أن ما يحدث
للإنسان فقط مكتوب؟
-
ها أنت تدخليني
في متاهات لا أحب المغامرة فيها، دعيني من كل هذا، سأدون مذكراتي، من
يدري؟ من يدري؟
*****************************
خمسة عشر
عاما..عمر زواجنا، أنثرها أمامي الآن، ورقة ورقة.. أقصد يوما يوما، ساعة
ساعة.. فماذا أجد؟
أجد الأشياء
محفورة في الذاكرة.. أتعجب من حالي، لما كل هذه الأوراق؟
لما تعب كل تلك
السنين في التدوين؟ ما كانت حاجتي لمفكرات... وحدها خفافيش الحزن تنجذب
إلى الأطلال... أما أنا.. أما نحن.. لسنا خفافيش حزن و حياتنا لن تصبح
أطلالا أبدا.. حياتنا كانت.. أعني.. هي نقطة التقاء الرافدين، هي النهر
الذي يمضي في سبيله، رويدا رويدا، تجذبه قوة المحيط، يكفيني أن أنظر إليك
وأنت تحدثين الأولاد، وأنت تربيهم، وتحرصين على رعايتهم وحبهم كما لا
يمكن لأم أن تفعل، لأسخر مما كتبت، فما يكتبه وجودك في حياتنا لن تمحوه
الأيام ولن تغفله الذاكرة، و نل تكفي كل أوراق العالم لتشهد على حقيقته.
من قال إن
الأشياء تولد صغيرة ثم تكبر.. كل شيء بدايته ذرة.. و بدايتنا جاءت هكذا
كبيرة، ناضجة...
رأيتك أول مرة،
لم تتجاوزي الرابعة عشر من عمرك، أما أنا فكنت أقارب الواحد والعشرين،
سمعت هاتفا يهمس في أذني، لا يمكنني لحد اليوم أن أحدد ماهيته..
"هي ولا أخرى
غيرها."
نعم تيقنت
لحظتها ولا يمكنني أن أشرح كيف، أنك أنت، أكيد أنت..
ومرت اللحظة،
مرت بعدها سنوات وصورتك وأنت بعد طفلة لم تفارق ذهني، أكملت تعليمي
وتوظفت وصارت أمي تلح علي بالزواج..
- أنت بكري
وأريد أن أفرح بك، والدك مريض، ومتشوق لرؤية أولادك، أول الأحفاد، فهلا
توكلت وسنساهم جميعا في تكاليف الوليمة. أمامك "سعاد بنت سليمان"، "سعيدة
بنت علي"، "نوال بنت فرج"، كلهن بنات عائلات عريقة و محترمة وتناسب
مستوانا الاجتماعي جيدا، مستواهن التعليمي معقول، كلهن انتقلن إلى
المدينة لإكمال تعليمهن، أظنهن تناسبنك، ما رأيك؟
..
هي الأسطوانة
التي كانت أمي تعيدها علي، كلما تحينت فرصة مناسبة لذلك، ساعة تأتيني
بفنجان القهوة المسائي بعد عودتي من العمل، أو ساعة رجوعها من أحد
الأعراس وتقاسمها تفاصيله مع أخواتي لتجد الحديث مدخلا للخوض في عرض
قائمة المرشحات...
لم أكن أجيبها
بغير كلمات مألوفة..
- شوفي ربي واش
يكتب..
و في داخلي كنت
متيقنا أنك أنت و لا أحد غيرك، انتظرت اللحظة المناسبة لأفاتح أمي في
الموضوع و هكذا دون مقدمات ألقيتها في حجرها.
- سارة..
و هكذا أجابت و
بكل عفوية..
- كنت أعلم..
*****************************
قطرات مطر تطل
بحياء علي من الزجاج، تتجسس على وحدتي، أخالها تستغرب عدم اكتراثي
بقدومها، تتقوى علي أكثر فأكثر.. لا أتحرك من مكاني.. من قال أني أخاف
الصواعق وقدوم المطر.. الماء يهطل من سقف السيارة، سيولا سيولا، أراها
هكذا تنساب بسهولة، تتناغم دحرجتها، أتصورها تلهيني عما أنا فيه، أو
فقط.. تذكرني أكثر بتفاصيل ربما نسيتها، فهل فعلا أنسى...؟
أنا الجالس
والذكريات تتدافع على مخيلتي، تتزاحم مشاعري، تنطلق كما الفراشات الخارجة
للتو من شرنقاتها باحثة عن معنى لميلاد آخر، موعد أخير مع الحياة..
ظننتني نسيت
ليتني أفعل.
يعود الآن ذلك
اليوم، أبتسم.. أبتسم، تتمدد شفاهي، أحس بطعم مالح، أحس ببعض البلل أتلمس
خدي، ملح دموعي يحرق وجهي ويلهب الفرحة في فؤادي..
عزيزتي ذكرى..
عامنا الأول،
شتاءنا الأول، حملك الأول، حلمنا المهم يتحقق، بكل بساطة..
كنت تريدينها
بنتا ولم أكن أعارض ذلك، تعلمين مدى حبي للبنات، منذ صغري وأنا أشعر بشيء
من الشفقة نحوهن، أخواتي وأنا أراهن يتعرضن لمضايقات إخوتي وسيطرتهم، و
سلطة كبار العائلة.. لا تلبسن كذا، لا تخرجن هكذا.. لا، لا، كنت دائما
أشعر بالشفقة نحوهن و كثيرا ما دافعت عنهن في كذا موقف،
كذلك، أحسست
بالشعور ذاته نحو أمي، مسكينة كم تعبت من أجل الكل، و لم تكن تشتكي، لعل
هذا ما جعلني أحس نحوها بالتعاطف، رغم أني كنت أحسها سعيدة بكل الأعباء
الملقاة على عاتقها..
هكذا بدأ معي
هذا الشعور نحو الجنس الآخر وازداد شدة عندما بدأت أفهم الحياة على نحو
آخر.. عندما خرجت إلى الدنيا و رأيت ما رأيت.. وبدأت أشعر بالإشفاق على
المرأة حتى من نفسها..
تصوري إذن ما
كان يعنيه بالنسبة لي ميلاد "منى".
..... حبيبتي و
قرة عيني "منى"...
هدأ المطر... و
هدأت الرياح الغاضبة.. هدأ أيضا حزني، تلاشت تعابير القلق وأنا..أتذكر
ذلك.. يوم ميلاد "منى".. سيبقى أسعد الأيام.. كم هو رائع !.. اكتشاف أول
مخلوق يمثل امتدادك، معجزتك، تواصلك مع الحياة حتى بعد فراقها.. مرآتك
التي من خلالها تنعكس منك عليك إشعاعات المستقبل.. مشروع حياتك.. و..
آخرتك.. أجمل ما يمكن للحياة أن تمنحك !!! يا.. تذكرت في غمرة الحديث
أغنيتها المفضلة..
ها أنا أضع
الشريط على الجهاز تنطلق الأغنية التي كنت أر نمها إياها ولم تتعد
الثلاثة أعوام..
"عصفور طل من
الشباك و قالي يا نونو خبيني عندك خبيني دخلك يا نونو.. خبيني عندك خبيني
دخلك يا نونو...
قلت لو أنت من
وين
قال لي من حدود
السما
قلت لو جاي من
وين
قال لي من بيت
الجيران
قلت لو خايف من
مين
قال لي من
القفص هربان، قلت لو ريشاتك وين.. قال لي فضفضها الزمان..."
"منى" صورة مني
كما يؤكد كل من يراها، خمرتي، شعري الأشعث، أنفي الدقيق، فمي ذي الأسنان
المتراصة الشديدة البياض...
عصبيتي
ورومانسيتي الزائدة، طبيعتي الحالمة، أراها تتجسد فيها يوما بعد يوم..
بذات القلب
الوثاب فرحا أذكر ميلاد "سلمى"
رغم أن أمي
تمتمت يومها بحذر..
- أظن "سارة"
سترث أمها في حصتها من البنات، أربع بنات.. بعدها سيأتي الذكر.
ورغم أنك لم
تكوني يومها بخير، ولادة عسيرة، وتبخر حلمك في طفل يرث اسمي، إلا أنني
كنت سعيدا..
"سلمى" تشبهك
في كل شيء، لها نفس تقاطيع وجهك.. عينيك الكحيلتين، أنفك الإغريقي، فمك
الكبير، بياضك، لوحة يمتزج فيها الجمال الشرقي بالغربي.. آية في الهدوء
والتناغم...
وتأكدنا ونحن
نراها تكبر.. أنها نسخة منك..
هادئة، صبورة،
جادة، مخلصة، شفافة، صريحة، نتوسم فيها كل الخير..
منصفة أنت في
كل شيء.. وهبتني أجمل ما يتمناه أب..
- " كله
من فضل الله.. ولو كان بيدي.. لمنحتك عمرا آخر، حتى ترى أحفادك.."
ألم تقولي لي
هذا مرارا... هل كنت تعلمين؟؟؟ هل كنت تحدسين؟؟
كثيرًا ما كنت
أنعم فيه.. لم يكن شيئا خارقا، و لا ساحرا و لا مثاليا.. يطير بي في سماء
الحلم أو يحملني على جناح الرجاء إلى جنة لم يدخلها بشر.. كانت فقط..
سكينة وراحة.. واستقرار..
لم يكن حبا
"جولييوتيا" ما منحتني.. اشعل لي الأرض شموعا.. ورصع لي السماء نجوما..
كان و ببساطة شديدة، مودة ورحمة.. ملأت كياني نورا..
لا يمكنني إلا
أن أجزم، بأنك كنت كل ما يتمناه رجل.. ليعيش بسلام..
كنت الحبيبة
ساعة تحاصرني الغربة، غربة الحياة..
كنت الزوجة
ساعة تغلبني متطلبات الدنيا..
كنت الأم بعد
رحيل أمي، و الصدر الحنون...،
كنت الصديقة،
حين أمد يدي و أبحث عن رفيق،
كنت صغيرة حين
تشعرين بي كبيرا.. و كبيرة حين تشعرين بي أتحول إلى طفل صغير..
هكذا ملأت
حياتنا عدلا ووفاقا، وهكذا منحتني حياة كريمة... منحتني حياة كريمة...
عزيزتي ذكرى..
تلاشت في
السماء كل الغيوم، وبزغت الشمس بدفئها ونورها، حبات مطر تتدحرج على
الزجاج في دلال، تتلألأ بشعاع الشمس الذي يحولها إلى لآلئ لازوردية تعبث
بنظري، لم يبق من المطر إلا بلله، الأرض مبلولة، الأشجار، العشب الأخضر
يبدو متألقا، لم يبق من المطر إلا آثاره.. التي ستمحى بعد حين..
الرياح العاتية
أيضا رحلت، لم يبق منها.. إلا بعض الأوراق المتناثرة على الأرض، و أعراف
لم تصمد، و أشياء أخرى، كل ما فعلت بها أنها حولتها من موقع إلى آخر.. أو
من حال إلى آخر...
و تبقى
الحياة.. كما هي..
خرج الناس إلى
الشوارع.. غردت العصافير.. قط يمر بقرب السيارة، يشم شيئا ما.. أظنه في
آثار فأر رمت به الأقدار في طريقه ليكون وليمته اليوم..
و تستمر الحياة..
أما أنا..
فأرجو منك أن تسامحيني..
لأنني بعد شهور
قليلة - هذا ما منحني إياه العلم - لن أكون ممن سيعودون بعد المطر...
- ورم خبيث..
وفي حالة متقدمة جدا..
يرميها الطبيب
في أذني بهدوء
- كم بقي لي؟
-
حوالي ثلاثة أشهر..
- ستسوء حالتي
كثيرا؟
-
الله يعينك.
أظنك كنت
تعلمين، لن أفاجئك طبعا، أفهم الآن شرودك وحزنك في الأيام الأخيرة،
وعندما أسألك عن مرضي تقولين بمزاح ..
- كفاك دلالا،
ليتني أمرض وأجد من يدللني مثلك.
لن
آتيك بجديد حين أتكلم عن مرضي، تعرفين كل التفاصيل، فالشهور الأخيرة كانت
صعبة علينا جميعا، لذا كنت تؤكدين باستمرار:
- إنه التدخين.
لطالما حذرتك، ملعون من اكتشف التبغ وورث البشر مصائبه.
و كنت أجيبك
بسخرية:
-
غدا سأبحث في
الموسوعة عن أب التبغ وأبلغه سخطك رسميا.. لكن إن لم أعثر عليه، فلن
أتوقف عن التدخين......
ليس جديدا عليك
كل هذا، لكن الجديد.. هو أنني قررت..
ألا يحدث ذلك
أمامكم، لا أريد لك ولا للبنات أن تتعذبن بسببي، أعلم ما يعنيه مرضي..
عايشت ذلك مع أمي.. سرطان الكبد،،
لا يمكنني أن
أنسى عذابها ما حييت، أنينها، تذرعها، لن أنسى نظرة عينيها المتوسلة
نجدتي، لم أكن أملك أمامها شيئا سوى الدعاء... الدعاء... تصوري.. أنني
دعوت لها.. بالموت.. هل يمكنك تصوري ذلك، أن تتمنى الموت لعزيز.. لا
لشيء.. سوى لأنك تحبه... ثم تمضي العمر متحسرا.. على دعواتك.. حاملا آلام
ذنب لم تقترفه..
سأجنبكم ذلك...
اهتمي بنفسك،
لا تلوميني كثيرا، ألم تقولي دائما أنك تتهربين من لحظات الوداع وتكرهين
ساعات الرحيل.. سأجنبك ذلك، وستأتيك أخباري في وقتها...لا تخافي، لن
أنتحر.. تعرفين أني لا أملك الجرأة أو... على الأصح، لست بهذا الجبن..
سأكون بين أيادي أمينة..
ستجدين شيئا
للأولاد، لا تفتحي أعينهم على ظهر عملة الحياة المخفي، سيتعرفون عليه في
وقته.. قولي مثلا أني مسافر.. قولي أي شيء.. غير الحقيقة..
لأن الحقيقة...
أكبر من.. الحب و الذاكرة..
تمت
القليعة11/12/03
|