(هاجس)
عادَ
مجدداً. "الهاجس" الذي كان يسكنها قبلَ سنواتٍ ثلاث: (انتقال أي شيء و كل
شيء منه، إليها، مهما كان!)، وذلك حين أمسكتْ ما تساقط من شعرها بين
أصابعها المرتجفة، متذكره رأسه الخريفية العارية من الشعر لكثرة احتكاكها
بالخيبات المنتصرة!!
(درج)
كان يبتسم
كلما تذكر اضطراره نزول ما يزيد عن مئة و عشرين درجه معها، بسبب خوفها من
المصاعد الاكترونية، و لكنه امتنع عن ذلك حين شعر بقلبه كاد يتوقف هلعاً
حين نزل تلك الدرجات، وحده... ذات اشتياق إثر فراق!
(أفق)
نظرتْ عبر
النافذة، و عندها فقط أدركتْ أنه وضع الأفق في جيب قميصه، حين غادرها..!
(كتب)
صدمه حرقها
الكتب التي أمضيا سنين في جمعها، و حين سألها السبب، صرخت في وجهه و
سَكَنْ النار يلطخ وجهها :"علّك تجد شيئاً آخر تحدثني عنه".
(حليب
بارد)
تقلَّب
في فراشه ذات اليمين، وبعدها ذات الشمال، أمسك لحافه بأسنانه و شده حتى
أعلى صدره، ألقى بوسادته و أرخى لرأسه السبيل.. و لكنه أخيراً استقر على
بطنه، ممسكاً مَوْضِع معدته و صرخ:"كاذب من قال أن الحليب البارد يساعد
على النوم..!"
(رأسي)
لا تقلق، أعدك أن أقرأ لأجلك "الفاتحة"،
عذراً عليّ أن أدفنك كي أنام قليلاً..!
(نصيحة مرتدة)
كلما
تقابلنا، نصحتني –بزهو- بضرورة الزواج، و عدم السماح لقطاره المغادرة
دوني، فأغدو بذلك عانساً، لكنها اليوم سألتني نصحها أثناء بكائها بـ "
دليني كيف أقنعه أنني لست فقط من نشّى ياقة قميصه بعد غسله، و ذلك الفراش
الذي يعتليه كل ليلة"
|