مشكلة الحلول
او الاتحاد او الانسان المؤله هي صورة لنقيض الاله الانساني الاسطورية
وهي قضية عميقة في التاريخ القديم والحضارات الشرقية وغير الشرقية، اما الحلول
والاتحاد الصوفي فهي مشكلة كبيرة ليس لها جذور اسلامية اطلاقا فهي من
تاثيرات الغنوصيات والأفكار الهندية والبرهمية، وقد ذكر الهجويري " ان
مشكلة الحلول والاتحاد تعود إلى مشكلة الروح " (41) لما فيها من غموض ولبس
اما معالجة المستشرق نيكلسون لهذه المشكلة وعرضه قضية الحلاج نموذجا
متخذا ثلاثة نقاط للدفاع عنه إنما جاء وفق المنظور المسيحي لها لا
المنظور الاسلامي (42) . والحقيقة ان المتصوفة الذين جاءوا بعد الحلاج
(الذين لم يقعوا في سلطة الخطاب) ابعدوا هذه التهمة عنه، وعلى ضوء ما
وصلنا من الحلاج فان مقولته (انا الحق) او (اننا روحان حللنا بدنا)
وخطابه مع الله (قلت من انت ؟ قال انت) جميع هذه الشواهد جاءت شعرا (الحلاج
الشاعر) اما ما جاء نثرا من الطواسين فهو شاهد واحدا فقط باستثناء الذي
ساقه شعرا من طس النقطة اما الاخر فساقه نثرا في الاسطر الاخيرة من بستان
المعرفة.
اشكالية
الانا عند الحلاج هي التي ليس لها هوية (النية) او حقيقة فالأنا عنده تحيل
إلى اللاانا، وهذه اللا أنا تصبح أنت بالاتحاد او بالحلول.
اللاأنا
مرتبطة بقوة بالانا او كما يقول فيخته لا وجود لـ(اللاانا) بلا (انا)
والثانية تؤسس الأولى، الحلاج قالها بشكل اخر وبمنظار صوفي فجعل الاثنان
في قالب واحد بحيث تختفي الانا ويظهر الـ (هو) فقط، وهنا يكمن الحلول
والاتحاد فقال في بستان المعرفة : كأنها
(يقصد نفسه) كأنها (يقصد نفس اخرى ؟) ولان الخطاب يخص الاله وهو في حالة
التوهم والحيرة (حيرة معرفة الحقيقة) تزداد هذه الحيرة فيقول:

وهذا هو
الشاهد الوحيد الذي في الطواسين الذي يحوي الحلول والاتحاد. فاذا كنا قد
لمسناها شعرا بلا تعقيد فاننا نلمسها هنا في اخر اسطر الطواسين رغم ما
فيها من تلاعب فهل نسي الحلاج أن يلبس قناعه؟؟
|