موقع محمد أسليم - منشورات الموقع - بنسالم الدمناتي: واحة النسيــــان (شعر)

بنسالم الدمناتـي

مَتَـــــاهَــة

تَخَـافُ.

وَإِنْ لَـمْ يَحِنْ - بَعْـدُ - فِي اٌللَّيـْلِ خَطْبُ اٌلسَّوَادِ

تَخَـافُ.

وَإِنْ لَـمْ يُحَـذِّرْكَ - يَا قَلْـبُ - رُعْـبُ اٌلسُّهَــادِ

وَكُلُّ اٌلنُّجـُومِ لَهَـا فَوْقَ رَأْسِكَ تَاجٌ

تُحَـدِّقُ عَبْـرَ اٌلْمَـدَى

تَسْتَرِيــحْ

لِطَيْـفٍ تَوَلَّـدَ مِنْ حُلْمِ ذَاكَ اٌلذُّهُـولِ

وَمـِنْ هَدْأَةِ رِيـحْ

تَخَــافُ.

وَلَسْتَ عَلَى اٌلسَّطـْحِ نَـزْوَةَ غَـاوٍ.

وَلَسْتَ مُصَاباً بِرَعْشَـةِ هَـمٍّ

وَلَكِنَّـكَ اٌلْيَــوْمَ تُوصِـدُ بـَابـاً

وَتَفْتَحُ بَـابَـا

وَتِهْتَ .. كَأَنْ لَـمْ يَكُنْ لَكَ فِي اٌلأَرْضِ رَسْـمُ

كَأَنْ لَمْ يَكـُنْ لَكَ فِيهَـا خِطَـابْ ..

تَخَــافْ..

وَمَنْ قَالَ: إِنَّكَ تَنْسُـجُ ذَاتَكَ مِـنْ بَحْرِ لَيْـلٍ

فَيُثْقِلُ عَيْنَيْكَ حُــزْنُ

وَيُسْكِـرُ إِحْسَاسَـكَ لَحْـنُ

وَتَنْحَلُّ مِـنْ رَغَبَـاتِ اٌلرُّوَادِ

وَلَـذَّةِ أُنْثَــى

وَرَافَقَكَ اٌلصَّمْتُ حَتَّـى اٌخْتَفَتْ سَاحَةُ اٌلْمُلْهَمِيـنْ

وَغَيَّبَ حُلْمَـكَ سِجْــنُ..

تخـاف

وَمَا سَلَكَتْ قَدَمَـاكَ اٌلدُّرُوبُ..

وَلَكِـنْ

عَبَـرَتَ اٌلـرَّوَابِـي

وَخَاصَـرْتَ بَرْجاً

وَعَانَقْـتَ نُــوراً

وَرَاوَدْتَ مَنْ لَمْ يَكـُنْ قَيْـدَ تَوْصِيَةِ اٌلْمُنْتَدَى

وَاٌلْجُنُـون..

وَأَبْحَـرْتَ.. أَبْحَرْتَ

وَمَا مَجّـَةٌ مِنْ دُخَـانٍ

تُعِيدُكَ للرُّشْـدِ.. أَوْ خَمْرَةٌ مِنْ سُلاَفِ.. ابْنِ هَانِي[1]

تُنَسّيـِكَ مَاضٍ

وَتَخْلـُقُ للصُّبْـحِ شَوْكـَةَ وَرْدَه..

أَضَاعَكَ مَنْ أَلْبَـسَ الْعَيْـنَ حُلْمَ الضَّرِيــرِ

فَأَبْقَيْتَ ذَاتاً.

وَأَبْحَرْتَ. أَبْحـَرْتَ فِي اٌلظَّـنِّ

حَـَّى ائْتَمَنَـت بِأَنَّكَ مَحْـضَ افْتِرَاضٍ.

وَمَحْضَ حُـرُوفِ كِتَـــابْ..

الخميســـات 12/6/1990.

[1] الحسين بن هانـي: أبو نواس.