موقع محمد أسليم - منشورات الموقع - بنسالم الدمناتي: واحة النسيــــان (شعر)

بنسالم الدمناتـي

وَاحَـةُ النسيــان

سَيِّــدِي. وَاسَيِّـــدِي.!

يَأْتِيكَ مَـنْ يَمْسَـحُ عَـنْ بَابِـكَ عَـارَ اٌلأَمْــسِ.

مَنْ كَـانَ قَمِيئاً.

بَاحِثـاً كَـانَ عَنِ اٌلإِسْـــمِ.

عَنِ اٌلـذَّاتِ اٌلَّتِي امْتَصَّـتْ أمَـامَ اٌلْخَلْـقِ

أَنْفَـاسَ اٌلذَّبِيحَـــة...

غَامِـراً فِي خُطْـوَةٍ نَحْـوَ مَـدَار

بَيْنَ أَحْجَـارِهِ بُرْكَـانٌ مِنَ اٌلْخَـوْفِ، وَأَنْقَـاضٌ

يُوَاسِيهَـا غُلُوُّ اٌلصَّمْتِ وَاٌلْيَـأْسِ.

يُنْسِيهَـا هَـوَانْ

لَوْنُهَـا اٌلأَحْمَـرُ طِيـنٌ

شَفَـقٌ ذَابَ عَلَـى صَدْرِ غَمَــام

يَتَدَلَّـى اٌلْجُرْحُ بَيْنَ اٌلرَّمْـلِ وَاٌلأُفْــقِ.

سِتَــارٌ لَـفَّ كُـلَّ اٌلسُّــورِ

مَبْلُـولاً بِدَمْـعٍ.

زَادَ فِي مَسْـرَاهُ مَا يَفْعَلُـهُ اٌلْعِشْـقُ بِأَهْلِـي.

.. مَفْـرَقُ اٌلأَحْبَــابِ أَوْ مَجْمَعُهُـمْ.

مَا هَمَّنِـي.؟

ذَاكَ خِلْيٌّ غَـابَ فِي لُجَّـةِ اٌلْحِـرْمَـان

وَاٌلآخَـرُ مَجْنُـونٌ. سَقِيــم..

وَاقِعِـي فِيمَـا تَرَاهُ اٌلْعَيْـنُ فِيمَـا يَسْكُـنُ اٌلْقَلْـبَ

ذَمِيماً كَـانَ، أَوْ رَخْـواً كَئيباً..

اَلْمَسَافَـاتُ لَهَـا اٌلْبَـدْءُ، وَلِـي فِي مَسْلَكِ اٌلسُّـوقِ

أَسَاطِيـرُ، وَأَحْـلاَمٌ تُمَنِّينِـي بِمَـا أَسْقَطَـهُ اٌلْمَـاضِي

وَلَـمْ يَكْشِـفْ عَنِ اٌلتَّائِـهِ فِي بَابِ اٌلرَّقِيــم..

سَيِّـدِي.. وَأسَيِّـدِي..!

هَـلْ غَـرَّبَتْـكَ اٌلْبِيــدُ.؟

وَهَـلْ آمَـرَكَ اٌلْعِشْـقُ بِأَنْ تُومِـئَ للنَّجْــمِ

فَيُعْطِيـكَ شُعَاعــاً.؟

ثُـمَّ يَـرْتَـدُّ حَبـَاباً.؟

ثُـمَّ يَفْنَــى.

كُـلُّ شَـيْءٍ هَالِـكٌ.

لَـمْ يَبْـقَ للصَّمْـتِ رِهَــانْ..

رُبَّمَـا.. لاَ يَلْتَقِـي اٌلصَّـوْتُ بِإِيمَـاءَةِ اٌلآيِبِ مِـنْ بَيْـتِ فُـلاَنْ

عَبَـرَ اٌلأَشْجَـــانَ مَحْمُـولاً عَلَـى رَخْـوِ غَمَـــامْ

عَبَـرَ اٌلأَحْــلاَمَ مَحْمُــولاً عَلَـى طَيْـفِ دُخَـــانْ.

يَاحَبِيبِـي:

خَمْـرُ هَـذَا - اٌلتِّيـــنِ - مَنْبُــوذٌ

وَفـِي اٌلرَّفْـضِ اٌرْتِـزَاقُ اٌلْـوَهْـمْ..

فِي اٌلتِّيــهِ اٌمْتِـلاَكُ اٌلْحُلــــــمِ.

فِي اٌلآتِـي اٌحْتِقَــانُ اٌلأَمْــسِ.

لاَ أَفْتَـحُ مَـاءَ اٌلْعَيْــنِ إغْــرَاءً

لِمَــنْ يَبْكِـي مَعِـي ذَاكَ اٌلْمَقَـــامْ..

سَيِّـدِي.. وَاسَيِّـدِي.

قِيــلَ: تَعَـرَّيْـتَ

فَأَحْسَسْتَ بِأَنَّ اٌلأَرْضَ لَحْــمٌ دَكَّـهُ اٌلْمَــوْتُ

فَغَيَّبْتَ لِبَــاساً.

وَدَفَنْتَ اٌلْقَلْبَ حَتَّـى يَبْـرَأَ اٌلْجُـرْحُ

فَيُدْنِيـكَ مِنَ اٌلسِّـدْرَةْ.

أَوْ مِـنْ رَحِـمِ اٌلأُمِّ اٌلَّتِـي هَمَّـتْ بِأَنْ تَحْضُنَ رَبّـاً

مَا اٌلَّـذِي شَاهَدَ عُـرْيَ اٌلْبَـدْرِ.؟

أَوْ شَاهَـدَ فِيـكَ اٌلطُّهْـرَ مِـرْءَاةً؟ وَمَـنْ.؟

مَـنْ أَدْرَكَ الصُّبْـحَ سَقيمـاً.؟ هَـادِئاً.؟

يَخْلَـعُ نَعْلَيْـهِ.

وَمَا بَيْـنَ بَيَـاضِ اٌلْخِنْجَـرِ اٌلْمَصْقُـولِ وَاٌلثَّـوْبِ

سِوَى دَفْقِ نَجِيعٍ أَحْمَرَ اٌللَّوْنِ. تَغْشَى بَابَ..مُرَّاكُشَ... جَمْراً.

قِيـلَ: يَا أَرْضُ ابْلَعِـي.. «دَرْعَـةَ»

فَاٌلْجَـدْوَلُ لاَ يَصْعَـدُ تَـلاًّ

وَاٌلْحَصَـى لاَ يَخُفـرُ سَهْـلاً

وَاٌلـرَّوَابِـي إِنْ تَكُـنْ قَفْـراً فَلَـنْ تُسْكِـنَ قَلْبـاً..

سَيِّـدي، وَاسَيِّـدِي!

يَا أَيُهَـا اٌلْخَـوْفُ اٌلَّـذِي يَسْبِـقُ عُـرْيِـي..

كَيْـفَ لاَ تَحْفَـظُ مَسْتُـوراً؟

وَمَا عَايَنَـهُ اٌلْخَلْـقُ اٌفْتِـرَاضُ اٌلصِّـدْقِ

بَيْـنَ اٌلْكَـفِّ وَاٌلسُّبْحَــةْ.

أَوْ بَيْـنَ اٌلْفَقْـرٍ وَاٌلْحَمْــدِ.

وَإِخْلاَدٌ لِعِشْـقٍ كَـانَ للَـهِ قُبَيْـلَ اٌلْمَنْفَعَــةْ..

تَعْـرِفُ اٌلْحُـب يَقِينـا.

تَعْـرِفُ اٌلْبَحَّـةَ فِـي اٌلصَّـوْتِ، وَرَسْمِيَّـةَ مَــاضٍ.

وَاٌنْتِمَــاءَ اٌلْغَـرْبِ للشَّـرْق..

وَلَكِـن. مَا عَرَفْـتَ اٌلْحَــالَ بَـدْءاً يجتـدي مَنْ وَدَّعَــهْ..

يَا حَبِيبِـي حَسْبُـكَ اٌلنِّسْيَــانُ يَلْهُـو فَـوْقَ هَـامَاتِ اٌلْبُيُــوتْ..

وَاحَـةُ «اٌلسَّعْـدِيِّ» لاَ تَأْوِي خُيُـوطَ اٌلْعَنْكَبُـــوتْ.

قَـدْ تَجَلَّـتْ - يَا حَبِيبِـي - رَحْبَـــةٌ

يَـرْتَــادُ مَغْنَـاهَا «الثُّيـُـــوتُ» وَاٌلثُّيُــــوت[1]ْ.

بين تارودانت والخميســـات في 22/5/1995.

[1] التيــوت باللغة الأمازيغيــة: النسيـــان