سكان
العمارة :
- إنـها تنشـق أكثـر فـأكثر
! - هـي تتـصدع...
- ستنشـطـر ...
- هـديــر أول شاحـنـة سيـهـزهـزها ويـهدمـها أرضـا...
- ورب العـمـارة ؟
- هو يرانـا جـماعـة مجانـين مهـووسـين بانهيـار
البنـايـات...
مالك العمارة
:
لو كـان الشـق أفـقـيـا لـما قامــت كـل هـذه القيـامـة.
لـكـنـه عـمـودي ويـنـخـرها مـن الأرض إلـى السـمـاء.
الـحقـيقة أنـه فـي البـدايـة لـم يكـن بـوسعـي تفهـم شـكــاوي
سـكـان الـطابـق الأرضــي حـيـن لاحـظـوا أثــر التـشـقـق ولـذلـك
صـحــت فـي وجـوهـهـم :
" العالم كله يتشقق
. ألا ترى عيونكم سوى هذه العمارة
؟ "
وعنـدمـا تعـالـت الاحتجـاجـات مـن الطـوابــق العليــا، سارعت
بطـلب بنـائـين مهـرة حــاولوا التغـلـب على الشـق بـحيل عجيبـة.
تعـامـلـوا مـعـه كـجـرح طـويـل وزرعوه أفـقـيا بـقضـبـان
حـديـديـة لـمـنـع امـتـداد الشـق أو اتـسـاعه ثـم أعـادوا إلـصـاق
الفـسيفساء والـمنـقـوشات الـجبـصـيـة مـــكـانـها.
إلا أن الشـق كــان أقــوى مـن كـل تـجمـيـل وعـاد ثـانية ليشـق
بـاقـي طــوابـق الـعـمـارة.
جمعية
المهندسين بالمدينة :
لا مفـر مـن إخـلاء العـمارة مـن سـاكنـتـها وهـدمـها قبـل أن
تــودي بـأرواح أهـلــهـا وتــخـرب الــوحــدات السـكـنـيـة حـولـها.
فـبـنــاء الـعمـارة، أصـلا، لـم يـراع خـصـوصيـة الأرض الــتي
أقــيـمـت عـلـيـهـا ثــم إن الـبـنـايـة رغــم واجـهـتـها الـعصـريـة
فهـي مبـنـيـة بطريـقة غــير شـرعـيـة فـوق بيـت عـتيـق...
ولـكل هـذه الأسـبـاب فـإن جـمـعيـة الـمهندسـين بالمدينة تـتـبـرأ...
ن– ت
– ب
– ر – أ
.
حـارس
العمـارة :
سـيـدي، عـنـدي لـك خـبـران :
الأول مـقلـق والثـاني سار .
أمـا الخـبـر الأول، فالـجـرائـد الـمـحـليـة هـذه الأيــام لا
تـهـتـم سـوى بـمـوضـوع الـعمـارة وتـنبـش في ظروف بـنـائـها واحـتمـال
انـهـيـارهـا وتبـعـات الـكارثـة الـتي يمـكـن أن تتـسـبب فيـها...
فالسـكـان اخـلـوا الـعـمـارة ونـصـبـوا الـخيـام حـول
إقـامـتـك بـالضـاحـيـة وهـم يـروجـون للـنـزول إلـى الشـارع فـي
تـظاهـرة تـناصـرهــــم فيـهـا جـمـعـيـة الـمـهندسـين بالـمدينـة...
أمـا الـخـبر الـثاني،سيـدي، فـهـو قـدوم عـبقـري الـمعمار
الـعــالـمي إلـى مـدينـتـنـا للاطــلاع عـلـى مـشـروع بنـاء تـتكلـف
بـه شـركتـه الأجـنبيـة. لـهـذا،
فاتصـالك بـــه، سـيـدي، قــد يـفـيـد فــي إصـلاح الأمــور.
مع مدير شركة
البناء
:
- الأمر بسيط، سيدي.
- يسرني أن أسمع ذلك، لكن كيف ؟
- ستحفر خمس سنتمترات يمين الشرخ وخمس أخر
يساره. ثم تملأ العشر
سنتمترات المحفورة من أسفل العمارة لأعلاها بورق الإسمنت.
ثم تلبس كل ذلك بخليط الرمل والإسمنت.
- وسنتخلص من الشق بهذه السهولـة ؟!
- خليط الرمل والإسمنت سيلتصق بالورق
المحشو في الشرخ. آنذاك،
زلج كما تشاء واطل جدران عمارتك بأي لون تشاء فلا
تخف ظهور شرخ أو قيام احتجاج...
- وهل سيلتئم الشق مع مدار الزمن ؟
- كلا.
فالشرخ سيبقى داخل الجدار بنـفس الشسـاعة والعمق لأن الأرض في
هذه الجهة تتنفس، يا زبوني العزيز.
|