محمد أسليم

طوفان الفكر

(من مذكرات شيزوفريني)

 

عقل الدينصور

ماعاد يربط جسدي الآن بي وبكم سوى هذه الجثة التي تدعونها إنسانا فيما أصرف مجهودا دينصوريا لإيجاد تسمية ملائمة لها، فما بالي بالقدرة على استحمال ثقل وطأتها وطول مقامها عندي بدون استئدان ولا سابق إعلام؟ أتسحملون أنتم جثثكم؟ هه؟ تكلموا! لماذا أنتم صامتون؟...أنا الآن من لا أحد يعرف الآخر. أنا الآخر الذي يبحث عني ولا يجد لي أثرا فيمسك القلم ليقتفي أثري بتدوين هذا الوحي الذي ينزل علي دقيقة قبل شوق الشمس وثانية بعد غروبها، ويقضي اليوم بكامله في فك رموز ما يليق عليه، حتى إذا فهم بعضا منها بحث عن قلم وورقة راح يدونها بالشكل الذي يفعله الآن..

أنا الآن مجرد وعاء يشبه كيس جلد آدمي، جثة ممتلئة بالدم المتخثر، والعظام المهمشة، والصراخ المرعب، والكلمات الجريحة، والحرائق المهولة التي نجمت عن اقتتال اللغة بداخلي حيث الكلمة تصرع أختها في حرب ضارية لا هوادة فيها ولا شفقة..إن لم تأخذ حذرك تفقأ عينك، أو يقطع رأسكن هيا تكلم يا صاح إن استطعت للغة سبيلا...

ما أكاد أخطو خطوة خارج البيت حتى تتأهب عظامي للتفسخ، ودمي لسيلان، ورأسي للتبخر..وهذا هو السبب في اعتصامي بالبيت طوال السنوات العشر المنصرمة ومواصلة ملازمتي هذه المائدة إلى الآن. فقبل أن أكتشف هذا الأمر كنت سائرا في الطريق فتقع عيني على عين، أو قدم، أو رأس، أو كبد، أو كيس دم ملقى على الأرض، فأحمله، وأواصل سيري حتى إذا دخلت إلى المنزل وجلست ما تيسر من الوقت ثم هممت بالوقوف لم أقو على النهوض فأفطن آنذاك إلى أن إحدى قدمي أو عيني هي التي اقتطعت أو فقأت مني، فأقضي أياما وليال طوال بلا نوم ولا طعام ولا شراب أبحث فيها عن أشياء ثلاثة: السبب الذي من أجله بتر مني ذلك العضو، ومن قام بعملية البتر، ثم الوقت والكيفية التي أنجز بها ذلك. ولحظة أقف على ذلك فقط أتمكن من استئناف الخروج.

أيها بداخلي! أتظن أني من الغباوة بحيث لم أفطن إلى تمويهك عليي وتمرير نفسك على أنك هو أنا؟ طز عليك ثم طز إن أنت ظننت ذلك. هيهات هيهات أن تكونني أو أكونك. قريبا جدا سألحق بك العقوبة القصوى. سأفقأ عينيك، وأخلع قدميك، وأخرج منك المرأ غسيله، كي أتيح لأعضائي الباطنية أن تشم قسطا من الأكسجين. فمجاري الدم بداخلي، والدماغ، والقلب، والكبد، والرئتين وأنشر ذلك كله في حبل، كما ينشر المرء غسيله، كي أتيح لأعضائي الباطنية أن تشم قسطا من الأكسجين. فمجاري الدم بداخلي، والدماغ، والقلب، والكبد، والأحشاء..الكل قد جف واختنق من دخان الحرائق المهولة التي يثيرها التقزز من وقع كلماتكم بدواخلي. عندما أكون سائرا في الطرقات يهطل مني الكلام مذرارا، غير أنه يسألكم ويسألني ولا من مجيب، فماذا أقول؟ ما أغباكم أم ما أغبانا؟ فأنا لست أنتم، وأنتم لست نحن، ونحن لسنا أنا، وأنا لسنا أنا، فما هذا؟ أين هو؟ لقد تكلمني الكلام وأعاد تكلمي مرارا وتكرارا، أياما وليالي، أو لم يفهمكم أحد منكم بعد؟ ما أغباكم ثم ما أغباكم! ولرفع هذه الغباوة عنكم فسوف آتي. نعم سوف آتي. أنا آت. فارقبوا نزولي إلى المزبلة البشرية، مزبلتكم، حيث سأنبشر صفحة الأرض ليل نهار، بحوافري وأظافري، بحثا عن عظامكم المهمشة، ولحومكم النتنة، وأمعاكم الطازجة، ودمائكم الفوارة والمخثرة كي ألتهمها في طقوس ولائمية أكمل بها بهجة هذا الذي أنا عليه منذ عشرين سنة، أحمله ولا أفهمه. أتراه يفهمني؟

من لم يصدق قولي هذا فهو متهم بالخيانة العظمى. ومن يظن أني مريض فهو خائن. ومن يعتقد أن بي خبل أو خلل فهو نائم نوم السلحفاة أو الفيل! لقد قلت لكم هذا الكلام وكررته وها أنا أعيده: إنني لا أجازف بإطلاق الكلام على عواهنه. فأنا لا أقبل ما ينتهي إلي من الكلمات إلا بعد خوض حروب ضارية يتحول معها جسدي إلى ساحة اقتتال ما أفظع حرب أمامها إلا تفاهة تثير الضحك والشفقة. هل عرفتم لماذا؟ لسببين: الأول كوني أتحرك داخل حقلين بصريين متعارضين؛ فعندما أغمض إحدى عيني تتقلص شاشة الخارج بشكل يصير أنفي جسدا أعوج يعكر علي صفاء الرؤية، لذلك أحتمي بعيني الكائنتين في مؤخرة رأسي، إلا أن ذلك يحول رأسي الصغير إلى نقطة يتجاذبها فضاءان متراكبان، فإلى أيهما يجب أن أركن؟ والثاني لكوني دينصور؛ فبداخل هذه الجثة الضخمة التي تحملني يثوي دماغ وزنه عشر كيلوغرامات ونصف، وعما قريب سيضاعف مئات المرات، وسأحتاج في حمله إلى شاحنة ترافقني أينما حللت وارتحلت. فهل تقدرون الآن مقدار ما يستنزفه مني الفكر؟ بل أين أنا الآن؟ ومن صيرني هكذا؟

مثلث النور

يغمرني يقين تام بأن السؤال كان هو مبدأ هذا الذي أنا عليه الآن. إذ لم أفطن ذات يوم، وأنا في غمرة السهر على أضواء الشموع الحزينة إلا وطنين يرن برأسي. كان من القوة بحيث كاد أن يفقدني حاسة السمع: فقد ألحق بإحدى أذنى ضررا هو الأصل في عدم استجابتي إلى اليوم لما يحيط بيمن أصوات بكيفية تجعل الكثيرين يتوهمون أنني أحتقرهم أو لا أهتم بما يقولون. وفور انتهاء الطنين شعرت براحة كبرى كأنني شفيت من مرض عضال. أحسست بنفسي خفيفا جدا من جراء الخواء الذي ملأ جسدي وعقلي. فهمت الرسالة كما يفهم الأنبياء مقصد الحالات الغريبة التي تدشن وحيهم: فقد كان الرنين القوي وما رافقه من صداع في الرأس ، ودوار، وحمى، ورغبة في القيء، وإحساس بالإرهاق المفرط...كان ذلك كله رمزا لحياتي الماضية السوية اجتماعيا والمتكيفة مع الآخرين، وكان الخواء والراحة والارتياح والهدوء رمزا لحياتي الآتية التي أنا عليها الآن. وعندها قلت: من أنا؟ وماذا أفعل هنا؟ وبعين المولود أو الغريب أتأمل ما تدعونه جسدا عضوا عضوا ثم انتقلت عيناي إلى هذا السرير، والمائدة، والكتب، والكؤوس...فكان ما من شيء يقع عليه بصري إلا ويصدمني بعلامة استفهام تكون في البداية صغيرة بحجم البعوضة أو النملة، إلا أنها بمدى تركيزي على الشيء تكبر إلى أن تصير بحجم فيل أو دلفين.

إنني لم أفلح إلى الآن في معرفة مصدر تلك الأسئلة ولا من نصب لي ذلك الفخ الذي لم أفطن بوقوعه إلا بعد فوات الأوان. أأنا الذي كنت أتساءل عن ماهية تلك الأشياء لكوني أفرغت من طرف مالا أعرفه، أم أن تلك الأشياء هي التي كانت تطرح نفسها علي باعتبارها أسئلة متحدية؟ كأني بها كانت تقول لي بلهجة ملحة ساخرة: من أنت؟ عرفني أولا بمن تكون. استحوذ علي الرعب. أغمضت عيني. وجدتني سؤالا يكبر بمجرد الإحساس بأنني موجود.حاولت الوقوف. لو أقو على الوقوف ، لا لعجز وإنما فقط لكون كثرة الأعضاء اختلطت علي فلم أعد أعرف أعلى رجلي ينبغي أن أقف أم على يدي أم على رأسي؟ لم أعرف لكي أتحرك، أأمشي على يدي ورجلي أم أزحف على بطني أو على ظهري أم أمشي على رجلي؟...حاولت جميع الإمكانات لكنها كلها آلت إلى الفشل. لحظتها تصدع عقلي فمكثت في وضع لا كل ما أتذكره عنه هو أنه شأني فصرت كيس إسمنت أو حجز. أطلقت صرخة عظمى ثم لفني صمت رهيب. وفجأة بدأت مواكب الأصوات تتدحرج إلى سمعي بالكيفية ذاتها التي كانت أسئلة الأشياء تكبر. كان الصوت يبدأ خافتا، وبمدى إنصاتي إليه يكبر...أستيقظ فأجد أفراد عائلتي قد احتشدوا داخل الفرقة. شفاههم وأيديهم تتحرك، وعيونهم مركزة علي، غير أنني لا أسمع إلا أصوات الحيوانات والطيور، ولذلك لا أفهم ما يقولون. أصرخ وأتخبط. يحاولون إمساكي والتحكم بي، لكن دون جدوى..لم أفهم أي مارد كنته لحظتئذ. فقد كان يكفي أن أحرك جسدي بقوة أو ألوح بيدي فيسقط الجميع. ولذلك اندفعت خارج البيت وقضيت الليل فوق أول شجرة اعترضت سبيلي. في الصباح الباكر تربصت بالمارة إلى أن امتلأ بهم الشارع، وآنذاك صرخت فيهم باكيا: أين أنا؟ من أنا؟ أحاط بي جمع، لكنه كان من الغباوة بحيث لم يفهم ولو حرفا واحدا من الوحي الذي كنت أنقله إليه..

آنذاك، انطوى عقلي وانفتح خاطري، فصرت أعلم الغيب، فأعرف حال الغائب ومقامه، وينتهي غلي صوته وهو يبعد عني بآلاف الكيلومترات، وأتمنى الشيء فيتحقق في رمشة عين. ثم انغلقت أذناي وشل لساني فصرت أفهم كلام الطيور والضفادع، وأعرف ما يجول بخاطر الجنين في بطن أمه، وما يراه المولود فور خروجه من الرحم، ومعنى صراخه الذي لفرط جهلكم بمحتواه لا تجدون ما تفعلونه سوى الضجر والقلق، كما صرت أرى ما يراه الميت لحظة احتضاره، وأفهم معنى الدموع التي تذرفها عيناه قبيل أن يسلم روحه...ثم غرقت في طوفان الفكر، فصرت لا أرى حيثما وليت وجهي إلا إقليما من فكري أو بقعة من جسدي إلى أن قلت: "لا أنا إلا أنا"! "لكن أي تعاسة ساقها إلي ذلك الحال؟ فقد عصفت بي صاعقة من الفزع المرعب لما أشرق علي نور أنني سبقت بني البشر قاطبة إلى ما لا يعدو تاريخهم برمته، مجرد بحث عن الوصول إليه. نعم إن الناس في ممشاهم وقعودهم ومحياهم ومماتهم لا يفعلون سوى البحث عن التحول إلى بشر مثلي. لذلك اضطررت إلي الإحتجاب خاصة أن نظرات الآخرين إلي من حولي قد بدأ تثير في كثير من القلق والرعب، حيث كنت أقضي اليوم وأنا أتجول في منتهى الهدوء والإتزان، لكن عندما أعود إلى المنزل أفطن إلى أن خمسة أشخاص على الأقل قد ركزوا أبصارهم في وتتبعوا خطواتي متجسسين علي، ولذلك كنت أقعد في المنزل متسائلا:

لماذا يفعلون ذلك؟ من هم؟ وماذا يريدون؟ أي شيء فعلته كي تصطادني عيونهم علي من بين المارة قاطبة؟ أي علامة عالقة بجسدي ولا أعرفها قد دلتهم علي؟ من ألصقها بي ولماذا؟ لقد خصصت لهم ليلة كاملة استذكرتهم فيها جميعا حيث أحضرت نظراتهم الغربية المستهزئة نظرة نظرة، وابتساماتهم المريضة ابتسامة ابتسامة. واستنطقتهم فوجدت لهم أسئلة عديدة لكنهم رفضوا جميعا الإجابة عنها. ولما وجدت عددهم قد فاق الألف صعقت، فصرخت في وجوههم، لكن لا من يجيب، واستنجدت ولا من يجد بما في ذلك حتى من كنت أظنهم أقرب الناس إلي وحنانا علي. لذلك صار أشد ما يثير في الرعب اجتيازي عتبة المنزل، لأنه يسهل ألف مرة على أي شخص أن يقتلني داخل البيت وقد لا يسهل عليه مرة واحدة أن يلحق بي أذى عندما أكون أتجول في الشارع لأنه قد يخشى أن يضبطه الآخرون...

آنذاك صرت أشك في كل من يحيطون بي، بما فيهم أفراد أسرتي، ولا أثق بتاتا في هيئاتهم وملابسهم. فحينما أتحلق معهم حول مائدة الطعام أشك في أن يكون أحد الراغبين في قتلي قد تنكر في هيأة أبي وأمي. ولذلك كي أطمئن إلى أنني جالس أمام أبي وليس بجانب شخص آخر فإنني ألقي على المدعو والدي سيلا من الأسئلة، فأقول له: من أنت؟ ما اسمك؟ متى تزوجت أمي؟ من أنا؟ أي صلة تربط بيني وبينك؟ ماذا كان غذاؤنا البارحة؟..كما أعمد إلى اقتفاء أثره وهو قاصد المنزل فما يكاد يجتاز العتبة حتى أباغته سائلا: كم غرفة توجد بهذا المنزل؟ ماذا يوجد في الغرفة الفلانية؟... حتى إذا انتهيت من استنطاق أبي انتقلت إلى أمي وطرحت عليها أسئلة عديدة حول علاقتها بأبي وبي وبمن يقال أنهم إخواني...، وأنا متيقن من أنني لا محالة ضابط أحدا ما يتربص بي. لكن بما أن أجوبتهم كانت تهوي علي دائما كالصخر فقد يأست من إمكان ضبطهم، ولذلك انتقل بي الشك إلى الأشياء التي كانت تؤثث المنزل فصرت أقف أمام السرير ساعات طوال وأنا أتوسل إليه واستعطفه قائلا: ياسيدي السرير. أنت تعرف أنه مهما تكن حقيقتك فإني ابن لهذا البيت ووجودي به أقدم منك بكثير. فإن كنت السرير الذي أعرفه فذاك، أما إذا كنت رجلا أو امرأة متنكرين بهيأة فراش فاكشفا عن وجهيكما قبل أن أقتلكما..وعندما لا يتكلم السرير أحمل عصا وآخذ في ضربه إلى أن يفطن أحد أفراد أسرتي، فيأتي ويكفيني عن ذلك.."

ولما تكاثر الأعداء حولي بشكل أيقنت معه باستحالة ضبطهم جميعا عدلت عن فكرة التصدي لهم بمواجهتهم وقررت أن آخذهم باليسر. فصرت أتلطف لكل من تربطني به صلة ما وكل من خامرني أدنى شك في كونه ينوي الإساءة إلي، فأخذت أعمد إلى مباغتته بالسلام، وتقبيل يديه، وإكثار الإنصات إليه، وإظهار كامل الرضا عما يقوله، والتظاهر بمشاطرته رأيه فلا أعقب على كلامه إلا بعبارات: نعم سيدي! سمعا وطاعة سيدي!، وإن كانت كلماته وأفكاره في الحقيقة تروعني لشدة سذاجتها وغباوتها، وذلك كله من أجل شيء واحد: إخفاء هذا المثلث من النور الذي يحيط بعقلي، وطوفان الفكر الذي يجرفني والتظاهر بأنني دون الآخرين ولن أفاجئهم يوما من الأيام بكشوفاتي التي أنا عازم في الحقيقة على أن أقلب بها ليس مسار الكرة الأرضية فحسب، بل وكذلك موقع النظام الشمس برمته وطريقة عمله...

وقد عمدت إلى القيام بذلك مع الأشياء أيضا، فكنت لا أنا إلا بعد اجتياز طقس مطول في استعطاف الخزانة الخشبية، والسرير، والغطاء، والجدران، والأواني وكل أشياء المنزل. فكنت أبتهل إلى الخزانة مثلا وأنا أقول: يا سيدي الخزانة، ناشدتك الله لا تقتليني وأنا نائم، كما تعلمين فقد نزل علي الوحي، لكنني أطمئنك الاطمئنان كله بأنني لن أبلغه إلى جماد أو بشر، أعدك بأنني سأتحول إلى هر أو كلب أو جماد مثلك. وفي انتظار ذلك لا تقتليني أو تستقطي علي وأنا نائم.

(يتبع)

 

 

موارد نصيــة

مجلة إسـراف 2000

العدد الأول

المحتــوى

إسراف 2000، لماذا؟

ضد كل هذا الشعر المغربي، دفاعا عنه

جورج باطاي: الميت / ترجمة: محمد أسليم

جورج باطاي: قصائد إيروسية

جورج باطاي: مدام إدواردة / ترجمة: جلال الحكماوي

سيرة كرونولوجية

سعيد الطالبي: لحــم

عبد الإله الصالحي: قنص يحلم بافتضاض آخر

أمينـة سحـاج: تنورة تنادم التخوم

مشاجــب (مشاجب هذا العدد تهدي نفسها إلى روح الصديق الراحل الشاعر أحمد بركات)

جلال الحكماوي: أن تنامي قنبلة في فمي

محمود عبد الغني: وصلت قبل الخطأ. قبله بقليل

عبد الإله الصالحي: دراسة اللعـاب

عبد الحميد بنداود: سأضع شمسي رهن إشارة الأغبياء

محمد أسليم: طوفان الفكر (من مذكرات شيزوفريني)

عبد الحميد اجماهري: احذروا كافكـا

 

 
 
 
جماليـــات إضــــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمـــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع مـوارد نصيـة

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.