|
عائـد…
قال لها يوماً أنا مسافر إلى ما وراء البحـر ولكن برجعة إن شاء الله..
راح وتركها تنتظر، أحست بفراغ رهيب وانتهى بها الأمر إلى البحث بين
جوانحها عن ذكريات منـه.. عن همسات
ولمسات وكلمات قيلت لها في لحظة صفاء.. مسترجعة حلماً في ذاكـرتها وطيفـاً تصوره في لحظة انتقال بين
اللذة والألم الساكن بداخلها..
هرعت إلى دفتر الصور تـجدد حياتها الماضية ولحظة حزن لفتها بدموع
الشوق والحنين.. إلى رغبة جامحة في
التخلص من ذاتها المحطمة وإعادة بناء انكسار تمكن منها ومزق بداخلها
أشرعة الصمت..
عـــاد..
عـــاد يجر وراءه لحظـــة متعــة كانت ساكنة وراء مقلتيه محاولا
إخفـاءهــا.. وراء التعــب والإرهاق
لكنها تتلألأ راقصـة بين رموشــه مترنحـة،، أخذته بالأحضــان.. دامعـة وكأنها كانت في عالم بعيـد،، عاد إليها من جديد يجـدد
لحياتها الوجـود..
سبـق قلبها عقلهــا وراحت تمعن النظر إليـه لم تصـدق أنه أمامها.. سائلة هل أنت بخير؟
انتظرتـــك..اشتقــت إليك..لما
لم تتصـل بي وتلاشى السؤال عبر بحر عينيه..!!
بكــت بحرقة شديــدة وهي بين أحضانه كانت متعبة.. مرهقة.. أحســت بثقـل على
كاهلها ينـزاح.. أيقنت وقتها أنه
هـو.. هو..لكن
ليس الذي رحل مودعـاً.. موصيـاً..
عـاد…
هل عاد بحب كبير؟
هل عاد وترك أحلام اللحظة هناك؟
أم عـــاد وأعــاد اللحظة يفصَّلهــا ويشكلها بين دفاتره.. في كتابــات أرّخ لهــا، في صور تحمل الصمت والسؤال وألف ســؤال…
أيـن أنـا من عودتـه، من تلك اللحظات،، من ذاكرته،، من غفوته،، من
كلماته..كنت الهدايــا والقبل
والنظرات والتعب والإرهــاق، ولكن هـل كنـت أنـا القلب في لحظة حلم
طارده؟
هل كنت أنا الكلمات والابتسامات والعيـون؟
أين أنا من غفوتــه؟
هل عاد.. عاد وبحب كبير أم بصمت
رهيب؟
وفجأة سقــط دفتــر الصـور من يدها، فهَمَت لالتقاطه حتى وجدته أمامها
واقفاً يمعن التحديــق إليهـا، وكأنه قرأ ما يجول في خاطـرها.. تبسم وأخذهــا بين أحضانــه وهو يهمـس في أذنها..لا
تتركــي هواجسك تدمرك وتدمرنـا معاً..
هامش: ــــــــــــ
نشرت في جريدة الموعد الجزائري العدد
275 من 20/27 ماى
2000
|
