هكذا
قصائدي المكتومة!
أكتبها بحنو خاص
وأعود لأمقتها ..
أتوجس ما بها من كلمات ..
مرة،
كتبت قصيدة
بعدة أصوات
وحنجرة ضيقة الهواء ..
نقحتها على أخيلة جوفية
بالغة التعقيد
ولما احتجت صوتها
تبين لي أني نسيت كتابة الفم
الذي
سوف تخرج منه القصيدة ..
اكتفيت فقط
:
بوضع ثقب أسفل الورقة
كي تتنفس منه الحروف
!
في آخر الليل
تنسحب المومسات إلى آخر نقطة
من طهرهن،
يهبطن إلى قرارة الألم
ويحلمن بصوت الأمهات ..
بصدورهن المتروكة على عجل ..
وبعالم
تتفسخ فيه النساء
!
لا يحلم الفقراء
بالطيبات من الحياة كما يشاع
أو بقصور تتوسطها اللذائذ ..
الفقراء لا يحلمون
!
يتمنون فقط ..
وثمة فرق
بين الأمنية
والحلم
!
حلم السكارى :
نشوة في الحلق ..
وجرعة من النبيذ المر
ليس ذلك ما يدفع بالسكارى
دائما
باتجاه الحانات الكئيبة،
بل ترجيع الكلام
وسفرة خارج الوقت،
يصبح الحالم مخمورا
فقط :
حين يختلط السائل في رأسه
بالخواء ..
وتعصى الكأس أن توصل صاحبها
إلى مرتبة الصحو،
ساعتها :
يقـترب الشارب من لحظة الصفر
!
أول اليوم
يحلم الشعراء
بقصيدة
تشبه المستحيل
لم يكتبها أحد من قبل،
لكنهم
بعد الظهيرة
يكفون عن الحلم
يتحولون إلى صناعته
!
تنام القصيدة باكرا
في جسد الشاعر
لسببين لا يحتملان المجاهدة
:
إما لامتناع القصيدة عن الحلم
أو لأن المحارب
قرر أن يستريح
!
بين الأيدي الحالمة فقط
:
تنام القصيدة واقفة
!
|