في المقهى المفتوح،
وبلباس الواجب
يبادل هذا السجان عشيقته
قبلة الانصراف،
غير مكترثين بما لا تتسع له
بينهما طاولة الحب،
فكرت مليا
فيما يجعل هذا المشهد معتادا
أكثر من أي شريط للقتل ..
وقلت :
ربما تكون القبلة
هي ما سوف يحرر هذا العاشق
من بذلته ؟
بعد كل انصراف،
يخلف العشاق وراءهم
ما يشبه صمت الأبدية ..
وهذا الفراغ الذي يلفني
ما سببه ؟
هكذا الأمكنة :
حين يغادرها العشاق
تبدو
موحشة وفارغة !
طالما فكرت
بسيرة ذلك الرجل الذي
يأتي وحيدا
إلى نفس المقهى
وفي نفس الموعد ..
ثم يغادرها حتى قبل أن تلمس شفتاه
قهوته السوداء،
ربما ظفر الرجل
يوما ما
بعشيقة ليست له ؟
علمني
الحب
بأمكنة غير مرئية بالمرة
أن أجانس ألفتها البعيدة،
أن أجهر صوتها بالحواس،
وهذا الفضاء الذي يشغلني
جنة ..
أم مقهى ؟
ذلك
ما تصبو العين
إلى الارتقاء إليه !
قليلا
ما ينتصر العشاق على هذا
الخواء الذي
تنتجه الأمكنة من حولهم
لحظة اللقاءات الطرية،
المحفوفة دائما
باحتمال المباغتة
أو ببياضات في الكلام ..
ثمة شيء من الريبة
يجرح خلوة هذين العشيقين
يحول همسهما جهة النافذة،
والمكان الذي يشتهيانه
يفرز قوته الخالصة
..
نفس القوة
تدفعني الآن
إلى المزيد من المداعبة !
أخيرا
اقتربت
من السر الذي
يجعل من هذا المكان
أكثر من مرفإ للنزوات العابرة :
مقهى للحب فقط .. !
|