إلى أدونيس في " زمن الاغتيال الثقافي "
مهيار
يا جسدي المطلي بقطران
الأبجديات !
من حرف في عينيك حبور
السقائين ؟
من ذبح وريد كأسك ؟
من علق اسمك تحت الشرفات
وراح يغني
لوليمة مهيار ..
لغربة مهيار ..
ولمن لم تأت الفلوات به
؟
مهيار، لـمن كل هذا
النفير ؟
اهدأ
قليلا
يا شبهي المنجرح ..
كي يعبر كل الشرق إلى
هالته
وتضاء
من حولك غرف الأموات !
انحن
قليلا فقط
كي لا تلمسك يدك الطائشة
!
( كل الميتين
سينهضون الآن من الخرائب
ويقيمون لصوتك
طقس الذبيحة
! )
مهيار
كيف أتيت إلى هذا القفر
؟
من أرشد ذئب الصبح إلى
دمك ؟
من أبلغ عن رائحتك ؟
منذ زمان
لم يجرؤ إسماعيل
على الجهر بشهقته،
ليس مجاملة للرب
بل رفقا بسلالته الآتية،
وأخيرا أجهش إسماعيل
بالبكاء
!
تألم ملء الرئتين
ونام طويلا بين ذراعيه
!
( تخلص إسماعيل أخيرا من
ألمه
وطوى بالـمرة
زمنا
ليس به مكان للورثة
! )
من
أوقع بخرائط إسماعيل ؟
بسيرته؟
بأغانيه الشامية ؟
من كلل إسماعيل غريبا ؟
من بايعه
ومضى يقتلع الجذر من
التربة ؟
من أوصى بإقالة إسماعيل
؟
كان الولد
بهيا
وقريبا
من جسده!
وكان يقضي الوقت بنحت
نساء من
أرجوان،
كان هواه
يتمدد بين مطارات جانحة
لا يدركها شرط اللذة،
فأجهز إسماعيل على نسوته
..
زوجهن لزغب الريح
ومضى يمدح وجه الشهوة في
الطرقات
!
( كم رائحة
هججها إسماعيل ..
كم قديسا
خلصه إسماعيل من ورعه!)
من يعتق يد إسماعيل إذا
التوت ؟
من يحفر مجرى دمعته
في
جسد
يتناوب شقفته الأموات ؟
أنا
وأنت
سريران لنفس الشبهة ..
لحظتا سهو
أو
لا شيء بهذا
الأفق
!
إذ يلوذ بنا
الغريب متى داهمه
الحنين،
يتذكرنا كي يبهر وحشة
المساء
!
وليس لهذا الآتي رائحة،
وأنا لست وحيدا في
المكان كما تعتقد
لست بعيدا
:
ثمة أنت معي
متعب فقط
لكنك ترمي القلب بزينته
!
لا تقربني
إن رأيتني أختلي بالمكان
!
أو
أمشط شكل الجدار
ليس احتراما لعزلة ما
بل خوفا عليك من الشبيه
!
من يوصل وردتي
يانعة إليك ؟
والأرض يعاقبها " هي بن
بي "
يدركها " السعال المعدني
" ؟
من يستحق
أن نشرب معه قهوة الصباح
؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالنص تأشير لقصيدتي
«إسماعيل»
و«أغاني
مهيار الدمشقي»
لأدونيس .
|