جاء الشاعر
والشاعر ..
ولم يجئ ظلهما الثاوي
بين
مدينتين،
ليس خوفا من المطر الذي
تشنقه الظهيرة بلا حساب ..
بل خشية
ألا يعود الظل إلى غربته !
جاء الشاعر
والشاعر ..
ولم يجئ قبلهما ما ينبئ
بقدوم العاصفة !
الـمطر
لا يمحو ظلال الغائبين
لا يقلب شدو القبرة إلى
نواح !
والعائدون لا ظلال لهم ..
لا ظهر يقيهم برق النوة
إذا ما سقطت جمرته من الخلف،
هوى السقف على رأسك
لا تكترث !
استرح
حيث الأنقاض بها ما يشبهك !
قديما
لوحت الأرض بظفرها للسماء
قالت لها :
ــ من تكونين ؟
كي أحفظ ماءك كل هذا الوقت
وأنت لست سوى رجل
يحتلم من دون انقطاع ؟
لي شهوتي أبتل بها ..
ومن ثم
لم يعد للأرض ما تخجل به !
أنت
حين يطالعك النجم
لا تدري
أن ما تبصره ليس النجم ..
بل ماضيه فقط،
عكس ذلك يكون البرق
تماما :
ضوءك القادم فيك !
الشمس كما الموت
يشرق كل منهما من جهة
الغروب
يسير إلى شبهه،
ووجهك إن حدقت به
تكن أطلت النظر إلى المساء !
شمسك أيضا
قابلة للتحديق،
وليس كما توهمك العين به !
ظلك
اهجره !
عوده مسافات الفرق ..
لا تألفه !
فليس ظلك ما تغويك الشمس به
بل آخرك ..
من ترحل أنت ولا يتبعك !
الشمس
بريئة من شكلك الخزفي !
طالـما حيرني اسمك
هذا الذي أتيت به من حجر
الأنبياء
لكن،
لم لا يضفي على وجهك هذا
القسط
من الغموض ؟
لم أنت شديد الوضوح إلى
هذا الحد ؟
لم أنت بارد مثلا ؟
كن
مثل شفير الصوان ..
يشتعل إذا ما لامسه
الهواء !
الحجر، مجازا :
غير ما تبغيه يدك !
أول الاشتباه
رمى الصوت بعيدا بصداه،
أوصله إلى آخر نقطة في
الشفق
وعن له
أن ما يسمعه من صدى
ليس سوى نقرة تتبدد في
المدى،
حوله جهة القدمين
فرأى العشب يليق بحنجرته
!
صوتك، غير ما يردده
الأفق !
كن يدك
كن ما تبغي
كن كل شيء ..
إلا هذا الصوت المشنوق
برغبته !
كن مطرا
كن حجرا ..
كن سيرة هذا الغياب
وزينة من لا ظل له .. !
•
خذ
جزءا من اسمك
وسمه الغمام
!
|