جماعات
أو فرادى
لا أدري ؟
وتركنا للثلج نواح الأقدام
لتقرأه الريح
أو
لتورثه من سيجيء من الأطفال
إلى الجنة،
مشينا ملء الرئتين
وكان الوقت بياضا
!
إن كان لديك
جهة القلب
ما يفرح ظلنا
شر إلي به !
فلبسك يفضح افتتانك بي،
لا تكابر صديقي
جهة القلب
لأنه
ما يقر بعشق سواه
!
مسرعا ..
رأيتك تنزل
صوب ضفاف ليست لنا
تتعجل فيك الحساب ..
وعينك لا تدري أن يدينا معا
قدتا
من نفس الغياب ..
من نفس المتاهة ..
ومن شجن لا يكفي الوقت لردمه،
عد
ناحية القلب
تجدني
أجالس ظلك في خلوته
!
لو
يغنينا فقط
هذا " المجد " عن الغياب ؟
أول ما خطته عــلى الورق، يدها
للعالم دهشتها، تهليلتها الأولى
:
جسدي
!
…
عـن أي مديح لي أفتح هذا الطرس، أسوق يدي
لوداعات متقنة،لو ما أكتبه لا يرقى إليك ؟
أنــت تمامــا تشبهني وتوكــــــدني فيما أختــلف بــه
عني وعنك
!
( أول ما تمنحه المرأة
:
صدر الرغبة، وأول ما تخفيه، حـين تباغتها العـين، كذلك
:
صدر الرغبة، خشيـة ألا
تتفاقم فيها الأضداد
!)
بعد
الشهقة، صاغت
سيدة القوس، لفوارسها
المندحرين على صخر الشهوة، ما يشبه سهم المعنى، نص
الهدنة،
أو، مـا يوهم بــأزوف
حروب الأعضاء،
قالت
:
هذا جسدي
مرفوعا بين بيارقكم، ما أدركتم من صيغته فخذوه، ومـا
استعصى على فأس الرغبة في، دعوه، للحفارين الجدد،
للجرحى، للعربات، ولمن لا حامي له، يأويه متى شاء
المنهزمون من الشعراء من الحمقى وممن ضل من العميان
المبتدئين طريق السر إليه
!
ــ سيدة الأوقات
!
ما كنا لنجيز لك
نحن المشهود لنا
بالعفة بالتقوى
هذا التأويل المطلق للجسد
نحن نريد فقط
:
جسدا من عرق من نار
لا تمحوه الرعشة
لا
تسكنه الكلمات
!
( في ما يشبـه ترتيل الجوقات، نـطق الفرسان تباعـــا،
وانسحبوا نحو ظلال السيدة، كي تتوازن في شمسهم الأهواء )
ــ أنت !
( أشارت صاحبة الــطرس إلى فارسها المنعزل )
أنت المختـلف الضوئي، امـدح جسدين هما لي في الفتنة
أعـمق مما قيل، واذكر أيهما أجدر بالتبجيل لك :
جسدي الواضح أم جسدي الحبري؟ إذ
ساعتها سيكون لك، أن تختار بين
الماء
وبينـــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــالجمر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلكن
احذر أن تسرف في تفصـيل المعنى، أو
تخطئ في تقويم الجسدين، فلن يسمح،
أبـدا، لك أن تـحظى بالاثـنين مـعا!
عطر، دفق، حلمات وزفير .. أنقاض متشابكة، تصل الجسد الحي
برجفته، ودماء تغلي بقوارير الأحشاء البنية، حبات من
عرق، تتدحرج نحو الأسفل، لتضيء، أو، تغسل غابات كاملة،
يتجمهر فيها العشاق بجماجمهم، برؤوس، طوحها الشوق بعيدا،
أو، علقها خدام السيدة الهوجاء على أشجار الغابة، رأسا
رأسا، ليقيموا زينة رقصتها، أو، ليجيزوا رحمتها ، بجلود
قناصين نسوا، أن يبتهلوا بنشيد السر، عند المدخل، أو،
بين يدي حارسة الدغل العمياء !
سيدتي !
فاجأني المطلب منك، وطوقني الشرط القاصم في توصيف ما لا
يوصف بالكلمات، أذكر فيما يشبه سرنمة العشاق، أني نمت
بحضن امرأة من غيم، تدفعها الريح سريعا نحو مساقطها
فتبدد ألواني الإنسية، أو، بالأحرى، استيقظت ذات صباح،
في جوف امرأة أفعى، التهمت نصفي، والنصف الآخر، تركته
لمذبحها اليومي، لست كما الغوغاء من كل مريديك العطشى،
أنظر بالعين الفاحشة، إلى جسديك المنتهيين :
الأول يشطبه الموت، والثاني تمحوه الرؤيا، كلا الجسدين
لك، قفص من فخار، يتوعده التحريف، يتسع لشكل الظل فقط،
أما الأصل فيمكث خارج هذا الإطراء، كنت سأمدحك بلسانين
هما لي في الصنعة، أتقن من إزميل الإغريقي، حين يسوي
هالته من حجر، لتماثيل ملائكة، تخشى إن هي احتلمت، فقدت
بعض طهارتها، ساقتها النزوات إلى سوءات بني البشر، لكن،
مشكلتي، سيدتي، أن لساني معا، مفصولان عن جسدي، ضيعتهما
في شره الأوقات :
الأول مقطوع من منبته، والثاني مملوك لشروط الحاجات، وما
استبقيت لنفسي من مسحوق الحكمة، إلا، ما يجعلني أبصر منك
سوى الجسد الماثل لي، الجسد : يعني
الجسد فقط ، ونساء الرغبة يمكثن نساء !
قبل الخطبة،
كانت سيدة المحفل
قد وهبت صورتها الأولى
لمن لا شهوة له !
|