تشكل الحكاية واللعب الشكلين الرئيسيين للغة
وسائــل الاتصال
.
فالتكلم بواسطة وسائل الاتصال هـو التكلم بالحكاية وباللعـب.
ومع ذلك، فإن مراقبة الألعاب بالمعنى الصحيح
للكلمة تبين أنها تحتل مكانا نسبيا في البرامج سواء تعلق الأمر بالصحف أو
بالإذاعة أو بالتلفزيون
.
من الصعب إنجاز إحصائيات تشمل كل وسائل الاتصال. وحسب ملاحظاتنا
وحساباتنا في سنـوات التسعينيات حصلنا على نسبة 5 إلى 10% كحد أقصى
للألعاب في بـرامج التلفـزة.
إذن مامعنى الزعم القائل بالتكلم بواسطة وسائل الإعلام؟ هـل هو
التكلم بالحكايـة وباللعب؟
نـورد أولا ملاحظتين تميزان أهمية الألعاب
الإعلامية
.
الكثير مـن المـال
-
الكثيـر مـن الاهتمــام
إذا لم يكن لديكم مال فمارسوا الألعاب
.
فلاشئ يدر المال كاللعب في الإذاعة كأنه في التلفزيون. «اللوطو» Loto،
إنه رخيص، ويمكن أن يدر الكثير!» كتب ج. ليزينج L. Lesinge معلقا على هذا
الشعار قائلا: «... ليس الرابح دائما هو ذلك الذي نظنه... فعندما يكون
كيس المال فارغا، يكون اللعب ملجأ للمعلنين، والملاجئ هبة سماوية يجد
فيها الجميـع غرضـه[1].» إن اللعب بالنسبـة للمنتجين هـو شكل البرامج
الأقـل تكلفة، كما أنه تأمين لاستماع ومشاهدة جيدة بالنسبة للمعلنين. أما
بالنسبة للمستمعين، فإنه يشكل الأمل في الربح[2].
قلنا إن حيز الألعاب في وسائل الاتصال صغيـر،
ولكنها تستقطب حدا أقصى، بل قد يحصل اللعب في أيام معينة على الحظ الأكثر
أهمية من الاستماع متجاوزا حتى الأخبار
.
توصلت القناة التلفزية
Antenne 2
بعدة كيلوغرامات من رسائل الاحتجاج على إثر تغيير موعد بث برنامج اللعب «حروف
وأرقام» Des chiffres et des lettres كما توصلت قناة Télé 7
jours بـ 30.000 رسالة لنفس السبب. «إنهم يكتبون لنا بأعمار تتراوح بين 7
و77 سنة من كل فرنسا ومن كل الأوساط الاجتماعية ولاأحد يؤيد قرار قناة
A2.[3]» يطرح هذا الغضب غير المعتاد في قطاعات أخرى سؤالا: هل نحن
مرتبطون بالألعاب إلى هذا الحد؟ هل تهمنا وسائـل الاتصال بسبب الألعاب
بصفة خاصة؟ لبرنامـج عجلة الثروة Wheel of fortune الذي تبثه قناة NBC
بالولايات المتحدة الأمريكيـة «متوسـط متابعـة يبلغ 23 مليون متحمس»،
فلماذا لايتم شراء حقوق الإنتاج بما فيها التزييـن المكانـي والمنهج
لفائـدة فـرنسا؟ فعمر البرنامج بلغ 30 سنة، وهو يبث في 50 بلدا وفي
فـرنسا هناك 10 ملايين متفرج تكونت بسرعـة![4] إن الألعاب والرياضات هي
التي تثير أكبر شغف شعبي من بين كل البرامج. هكذا ستكون الألعاب وهي
مبثوثة في الوقت الأعلى للمشاهدة، قاطـرة للأخبار في غالب الأحيـان.
لاشك في أن الألعاب تهم المتفرجين أكثر مما تهم
المنتجين
.
فلماذا إذن نجد القليل منها في وسائل الاتصال؟ لأن كل شئ فيها لعب بهذا
القدر أو ذاك. فليست المسألة في عد كمية الألعاب في وسائل الاتصال، بل في
ملاحظة أن الإذاعة والتلفزة منها خاصة، عبارة عن لعب كبير، وهكذا يحيلنا
الأمر على البداية تعـريف اللعـب.
ما المقصـــود باللعـــب؟
إذا كان من الصعب تعريف اللعب بطريقة أخرى غيـر
الوصف، فلأنه يلتصق بجلد الإنسان
.
كبير هو الفرق بين لعب الطفل الصغير المتدفق غريزة بدون هدف أو قواعد،
ولعب الشطرنـج للراشدين الذي هو عمل صعب حقيقة، مزروع بالقواعد وبالخدع.
ومما لاشك فيه أن اللعب يتوقـف على السـن، ولكـن علـى طبـع الأشخاص
والأوضاع والثقافات أيضا.
ومع ذلك، ألا يمكننا استطلاع بعض القواسم المشتركة ونوع من ماهية
اللعب مهما كانت تنوعاتـه؟
يعرف يوهان هويزينغا
Johan
Huizinga في مؤلفه الكلاسيكي اللعب باعتباره «فعلا حرا، محسوسا بوصفه
خياليا ومتموضعا خارج الحياة المألوفة» تارة، وتارة أخرى باعتباره «نشاطا
طوعيا متمما في حدود ثابتة معينة للزمان والمكان، تبعا لقاعدة متفق عليها
بحرية[5].» هل هذا تعارض؟ لا، أبدا، بل توضيح للطابع المفارقي للعب. إن
الخاصية المميزة للعب هي، بشكل دقيق، كونه مجال محدد تتشابك فيه مظاهـر
إنسانية متكاملـة ومتعارضـة ظاهـريا مثـل: الحريـة والقانون، الحلم
والفعل، السيطرة والهروب، الصدفة والتكتيك، المعـرفة والحظ، ثم الضحك
والرزانة. إن اللعب حدود تعبر عن المظهر المزدوج للإنسان مثل العقـل
والخيـال والمـلاك والحيـوان.
يسجل هوزينغا هذه المظاهـر المطبوعة بمفارقة
العقل والبلادة عند وصفه للعناصر الكبرى للعب
:
أثـر اللغـز الذي يصـل حـد التأثـر والارتعاش وأثـر النظـام الذي يبلغ
درجة التبجيل، التشخيص الذي يلمس مستوى العرض الهزلي والتوتر الحميمي من
أجل الحصول على شئ ما، واقعية المهارات والتخييل الذي يخلصنا للحظة من
ضغط الآخرين ومن ثقل أنفسنا[6]. أليست خاصية المفارقة وتجاوز الحدود هذه
هي ما يشكل بالضبط الأهمية الاساسية للعب؟ يقطع اللاعب الحدود التي يعيش
فيها بشكل اعتيادي عندما يشارك في المسابقات أو يلعب بالنرد، كما أن
المرشحة التي تمنح إسمها للالعاب المتلفزة الكبرى وتصعد إلى باريس، إنما
تحاول الذهاب إلى موضع آخر من ذاتها. إنها تحاول تجاوز نفسها والتحول إلى
إنسانة أخرى، ومن يدري؟ فربما أصبحت ملكة ليوم! أما بالنسبة للرجل الذي
يلعب وحيدا لعبة النجاح Jeux
de la réussite فهلا يمكن القول بأنه يرسم نجاحه الخاص؟
إذا قبل هذا التأويل، فسيمكن تعريف اللعب
باعتباره إثارية صغيرة لتجاوز الحدود نظرا لوجود مفاجأة على الطرف
الآخر منهـا
.
يتم تلقي الإثارية عن طريق المجازفة التي تعترض
الطريق عند تخطي الحد الفاصل بين العقل والحكم وبين المهارة والحظ ثم بين
الواقع والفرجة
.
فهناك من جانب مالدينا وما نمثله، ومن جانب آخر هناك ما نجازف بفقدانه
وما لن نكونه بعد ذلك. إن هذا الخليط الذي يخلق القشعريرة مبين بشكل جيد
في الطريقة التي تقدم بها مجلة
ألعاب واستراتيجيـات Jeux et stratégies
مختلف الألعاب المتلفزة حيث يحصل الحظ على 40% والتكتيك على 20% والمعرفة
على 40% بالنسبة لبرنامج عجلة الثروة[7].
وعلاوة على ذلك، تدلك المجلة على الثمن الواجب أداءه في البداية بالنسبة
لكل لاعب، مثل مقدار من النقود أو اجتياز مباراة أو تكاليف السفر إلى
باريس أو لبس ثياب معينـة، إلخ. أما فيما يخص الأرض الأخرى بعد الخط
الفاصل، فإنها بالأساس مفاجأة، ثورة مفاجئة حسب نظام ما، حيث ستدلك بدون
شك على أن بإمكانك ربـح قدر يتراوح بين 100 و000 400 فرنك فرنسي وعدد من
الهدايا وإن ذلك لأمر هام. لكن لاأحد يعرف ما ستربحه حقيقة. لنسميه
ترويحا عن النفس أو اغتناء أو تجاوزا للذات أو شرفا وكرامة! إن ما ستربحه
مفاجأة أساسا. فأن تلعب معناه أن تقدم لنفسك مفاجأة وإذا ما نلتها فإنك
هزمت القدر: هـذا هو الذي يهـم.
لنفهم جيدا أن ما نقامر به بالفعل في اللعب ليس
هو
500 فرنك أو
سفر إلى جزر الأنتي. إنه الذات نفسها. إن كل لعب تشخيص بعيد إلى حد ما
لضياع الذات نفسها بهدف الربح أكثر والعيش أفضل، تلك هي العلة التي تمنح
اللعب ذلك القدر من الأهمية وتثير هذا القدر من الشغف. إن اللعب يعبر عن
الصراع ضد ابتذال الوجود وضد القدر والموت. ففي اللعب كما في الحب، يتم
التلاعب بالذات عن طريق التجرؤ على المرور بموت صغير. تعمل نساء
الفافيلاس بريو Favellas de Rio طيلة السنة من أجل لبس الفستان الذي
سيفسدنه في الليلة الوحيدة للكرنفال. ذلك أن الحفل يساوي أكثر من الواقع
وأن اللعب بإمكانه أن يجعلنا نحلق فوق ما نحن عليه في الواقـع.
إن روح اللعب هي القشعريـرة.
والممارسة
نشاط جغرافي داخل إطار، لا يتبع منطقا خطيا كما أنه يفضي إلى حل غير
منتظر وخفي.
أما المسوغات الرئيسية فهي
:
الإطار والعرض والظهور الجزافـي والمفاجأة، النظام والجهل، التقليد
والتجاوز[8].
إن كنه اللعب هو هذا الجمع المنتشر من الروح
ومن المسوغات التي توفــر المتعـة
.
ما الارتباط بين الألعاب ووسائل الاتصال
الإلكترونية؟
هل هناك ارتباط حميمي بين اللغة السمعية
البصرية واللعب؟ هل من الحقيقة، مثلا، أن التلفزة وسيط لعبي بالأساس، أم
ينبغي علينا الاعتقاد بأن الألعاب الإعلامية لا تعمل إلا على التعبير عن
النشاط اللعبي القديم للإنسان بشكل آخر؟ هل تتخذ الألعاب في وسائط
الاتصال مظاهر جديدة؟ هل تستدعي رغبات ومهارات خاصة؟ هل يمكننا استخلاص
مسوغات أصلية وضرورات لغوية لا نجدها في موضع آخر عندما يتعلق الأمر
بالحالة الدالة بدرجة عليا للألعاب بالتلفزة؟
أعتقد أن الألعاب، وأفضل من ذلك كنه اللعب،
يوافق تماما وسائل الاتصال الإلكترونية، وذلك لأربعة أسباب رئيسيـة
:
-
فهي تعمق إثارية اللعب بفضل التفخيـم،
-
وتعمق البلادة واللاعقل والمفاجأة عن طريق
المؤثرات الإلكترونية والإيقاع،
-
وتعمق الفرجة عن طريق الإخراج الصوتي والبصـري،
-
وتجعل النشاط المتبادل الجماهيري ممكنا.
ينبغي الحديث عن علاقة تقنية وليس فقط عن علاقة
تلاؤم إنساني بين الألعاب ووسائل الاتصال الإلكترونية
.
فوسائل الاتصال تلتحق، وهي على ما هي عليه، بالجوهـر وبالخصائص الأساسية
للعب.
يتم ذلك أولا عن طريق التفخيم بحيث أن أفضل فهم
للكيفية التي تجعل بها المصادر الإلكترونية اللعب مؤثرا حتى الارتعاش،
إنما يتم بالطبع في قاعات الألعاب الإلكترونية
.
وإذا كان هناك مكان حيث تم دفع الخاصية الاهتزازية للاتصال الإلكتروني
إلى درجة التفاقم، فإنه لن يكون سوى أمكنة ممارسة الألعاب الإلكترونية.
إن قاعات صناديق الموسيقى Juke-box هي أولا هالة روحية، خلفية
وبنية ضربات بالأساس، ضربات صوتية وضربات من الضوء، وضربات على الأزرار
والمقابض وأجراس وقرعات وومضات. فاللاعب مأخوذ في بيئة من الاهتزازات
السريعة والمتنافرة الجرس والتي تحدث بالداخل التوتر والإحساس بالضغط.
إنه غارق في صور مؤسلبة، خشنة وعنيفة تلتمس التفريغ العصبي والهرب من
الواقع اليومي.
يبرز في هذه الإثارة المنفردة للاعب العشق
الذاتي الجنسي حيث يتحقق الرضى عن الذات والتحليق على الخصوص
.
فبمساعدة القطع النقدية والتكرارات والمهارات، تتم مراكمة الأرقام
والهيمنة ويربح في الأخير ما لا يمكن ربحه في الحياة الاعتيادية. تلجأ
عدة ألعاب إلى قص حكايات حقيقية يكون اللاعب فيها مدعوا إلى التماهي مع
البطل، وذلك قصد الرفع من مشاعر الانتصار والفتوحات هذه. وتكشف الألعاب
الممارسة على الناظمة الآلية مثل
أنديانا جونس والجهاد الديني الأخير Indiana Jones and the last crusade
عن الرابط بين السينما والفيديو واللعب، حيث يسمح هذا الأخير بـإعادة
تنشيط الحكاية بالتورط في الفعل بواسطة المقابض أو الأزرار وليس بالحلم
كما يحدث عند الاستماع لأسطوانة الشريط السينمائي. كتب ف. روسـو F.
Rousseau يقول إن ما يعجب ظاهريا في ألعاب الفيديو هو: «تحقيق الإنجازات
والظهور بمظهـر النشيط القوي في عالم نعلم أنه تخييلي[9].»
يكمن الاختلاف الكبير بين الألعاب الإلكترونية
والألعاب المتلفزة في أشكال التفخيم، وتستحق ثلاثة عناصر الاختيار في هذا
الصدد هي
:
يقول أطفال وهم يتجاوبون مع لعبة الفيديو: «إنها لممتعة عندما تقفز
الشخصيات»، «يعجبني اللعب عندما تحدث حركة، لأن ذلك يضطرني للإسراع
أحيانا.»، «أحب كثيرا المركبات الفضائية لأنها تقذف صواريخ[10].»
ونجد في إشهار ألعاب الفيديو عبارات مثل
تدريجات (Scrolling) ذات سرعة برقية وذاكرة قابلة للتزويد إلى 7 ميغات!
يسمى نقل تعابير كهاته في الألعاب المتلفزة بالسرعة والإيقاع. ماهي
الخاصية الأولى للعبة متلفزة؟ سؤال طرح على باتريس لافون Patrice Laffont
فأجاب دون مواربة بأنه: الإيقـاع. هنا أيضا يساعد الإلكترونيك بواسطة
الإشارات المضيئة، وضجيج الثواني الأربع التي تتوالى، الـ Buzzer المنبئ
والتغير السريع للتزيين المكاني وللصورة، ثم تنوع زوايا النظر وفجائية
تغيرات التصميم. فكلما نمت التلفزة في بلد كلما ستكون إيقاعات البرامج
سريعـة أكثــر.
ومع ذلك، فإن ما يميز الألعاب المتلفزة بشكل
رئيسي، في ٍرأينا، هو تكوين الفرجة بالنسبة للجمهور
.
فمن بين 70 مرشحا تقدموا للمشاركة في البرنامج المسمى «خطـر»
Jeospardy اختير البعض منهم فقط، بعد اختبارات وامتحانات عديدة. ما
المعيار؟ إنه الفرجة. فاللعب عرض كبير يساهم فيه كل شئ: التنشيط
والتزيينات والهدايا والمرشحون. كتبت إحدى المرشحات تقول: «انتبهوا، لقد
تم إخبارنا بأن تقديمنا لفرجة سيئة أو إذا ما تصرف أحد المرشحين بشكل سئ،
فإن البرنامج لن يبث أبدا». فلضمان نجاح العرض بالطبع سيكون البرنامج
مسجلا مسبقا بالزمن الواقعي: الضوء والدفء واللازمة الموسيقية Jingle
والهدايا والاستحسانات والقبل والانفعال ثم التصفيقات، تلك هي المسوغات
الرئيسية للألعاب المتلفزة. ويقال نفس الشئ عن الفرجة. فنجاح اللعبة لا
يتوقف هنا على الهدايا بل على الفرجة. ذروة هذه الألعاب - الفرجات هي
طبعا الألعاب الأولمبية، وهي الحدث المذاع على أوسع نطاق والمقتسم أكثر
عبر تاريخ الإنسانية، يسميه ميخائيل ر. ريل Michal R. Rheal «الطقس
الأسطوري العالمي»[11].
يستحق مظهر أخير للألعاب المتلفزة الإشارة إليه لأنه من المنتظر أن يتطور
في المستقبل: إنه النشاط المتبادل. فالتعقيد الأقصى للترابطات
الإلكترونية يحول اللعب الجماهيري إلى شئ ممكن التحقيق، ليس بالمشاهدة
فحسب، بل وبالمشاركة الفعلية ولحظيا بالهاتف أو بالمينيتيل. وقد سبب
برنامج اللعب الأعداد
والحروف Les
chiffres et les lettres ظهور مئات النوادي وآلاف المهووسين... إن
النشاط المتبادل هو الكلمة السحرية. فقد نشأ بالولايات المتحدة الأمريكية
طقس معين لأجل مباراة القمة الـ Super-bowl، وهي مقابلة نهاية كرة القدم
الأمريكية حيث تؤكل الشطائر الضخمة المبهجة بالتعاليق المستملحة اللاذعـة!
لكل وسيلـة اتصـال ألعابهــا
تشكل وسائل الاتصال والألعاب زوجا متلاحما
.
فكيف لا يلاحظ أن اجتماعهما أفضل إلى درجة أن الخصائص الإلكترونية تكون
أقوى باجتماعهما؟ فلكل وسيلة إعلام إذن أنواع مختلفة من الألعاب توافقها.
هناك، من جهة، الألعاب الموجودة بالصحافة والتي
تستدعي الذكاء والملاحظة مثل الكلمات المتقاطعة والألغاز وألعاب الأخطاء،
إلخ
.
وهناك، من جهة أخرى، الألعاب الموجودة في قاعات الألعاب الإلكترونية
والتي تتطلب حدا أدنى من الذكاء وهي ألعاب رد الفعل والحذق، العنف
والصخب. وبين هذين النوعين من الألعاب هناك ألعاب المذياع والتلفزيون،
وهي من نوع آخر. إنها ألعاب الحظ والفرجــة.
يكتشف ماشتيلد لوج
Machteld
Looj في الألعاب المتلفزة عناصر حقيقية من فن البناء الدرامي
(Dramaturgie) عند تشديده على خاصيتها الفرجوية[12].
هذه العناصـر هـي:
-
الافتتاح، بتقديم كل العناصـر،
-
الإقـــلاع.
-
الأزمـات،
-
اللحظـة
-
القمـة،
-
حل العقـدة والنهايـة.
سنتوفر في فن البناء الدرامي، على غرار المسرح،
على
(النجوم)،
ولجنة التحكيم، والجمهور، والمتصارعين، ثم المطربين (الباليه). وما ينضاف
إلى الشروط المألوفة لأي عرض عمومي كإحداث فضاء خاص والثمن المطلوب
أداءه، ثم ضغط الوقـت.
ماذا عن السينما في هذا الصدد؟ لا ترى فيها
ألعاب بالمعنى الضيق للكلمة، ذلك أن الشريط السينمائي حكاية ذات دقة
عالية قبل كل شئ، راسخة لدرجة أنها لا تترك مكانا للعب
.
إن وسيط السينما لا يثير نفس المؤثرات اللعبية التي يثيرها التلفزيون
والإذاعة. وقد اختبر ماك لوهان ذلك حيث قام بعرض نفس الشريط السينمائي
على عينات معيارية (Des groupes témoins)، على شاشة الفيديو للبعض وعلى
شاشة السينما للبعض الآخر، فكانت ردود الفعل مختلفة بما فيه الكفاية بعد
العرض حسب الوسيط المستعمل. فما الذي حدث؟ في حالة الفيديو تكون الصورة
مخططة بإشعاع يكتسح، بل سأجرؤ على القول بإشعاع يلهو بسرعة كبيرة وراء
الشاشة ليصلنا نحن المتفرجين جاعلا حواسنا تهتز. أما في السينما فإن
الحزمة المضيـئة ليست من نفس الطبيعة. فهي ترمي بنا إلى الشاشة بمعنى ما
ونحن ملتصقين بالصورة في انبهار، ذلك أن الحزمة المضيـئة في السينما أقل
تحركا وتموجا وأكثر وضوحا وتحديدا. إن مشاهدة شاشة تلفزة، تلاعب بإشعاع
بحيث أن الكلمتين الأساسيتين هما: الاهتزاز والنشاط المتبادل. بينما
مشاهدة شاشة سينما هي بالأحرى ابتلاع الصورة أو امتصاصها حيث ستكون
الكلمتان الأساسيتان في هذه الحالة هما المتعة والتشبع. إن أثر التلفزيون
حواسي أكثر وسطحي في حين أن أثر السينما أكثر تخييلية وعمقا. وبالمقارنة
مع الخمرة يمكن القول بأن الشريط السينمائي على شاشة الفيديو مثل خمرة
البوجولي فيلاج Beaujolais Village اليومية الاستهلاك، خفيفة، مسلية،
حريفة ومحفزة. بينما يكون على شاشة السينما مثل خمرة البورغوني Bourgogne
عسوفة ومهيبة، وذات أثر عميق ولصيق. إن الوسيط الإلكتروني كما هو مهيمن
في الفيديو والتلفزة أو حتى في الإذاعة، سيثيـر اللعب، النشاط المتبادل
والتورط في التشويق.
اللعــب الإعلامــي والثقافـــة
لاشئ جديد في استعمال الألعاب في التعليـم
.
وقـد شهـد تكوين الراشدين مؤخرا تطوير ألعاب معقدة في الاقتصاد وتسيير
المقاولات والجماعات المحلية، وهي ألعاب تركب بمهارة المناهج اللعبية مع
ألعاب المجموعات. يقيم ج. هويزينغا بوضوح على ضوء التاريخ القيمة
الثقافية للعب: فكل ثقافة حسبه تكون لعبية في البداية.
لكن ألازالت لهذا الادعاء صلاحية بالنسبة لوسائل الاتصال الإلكترونية؟
منذ الثمانينيات، أقامت دور نشر كبرى للكتب
المدرسية وشركات لإنتاج المعدات الإلكترونية شراكة قصد إخراج ألعاب
تربوية إلى السوق التجارية بالاعتماد الصارم على النشاط المتبادل وعلى
عملية كتابة مخطوط الشريط
Scénarisation [13]. غالبا ما تكون هذه الإنجازات قائمة على نفس المبدأ
وهو ربط الدروس غير الجذابـة مثـل الإملاء والرياضيات بخصائص اللعب. ففي
اللعبة التربوية مطاردة الأخطاءLa chasse aux fautes يدعى
اللاعب إلى تدمير الكلمات المتضمنة لأخطاء إملائية بمساعدة قذائف
صاروخيـة. وفي موضع آخر يمكن الدفاع عن النفس في مواجهة هجوم الغزاة إذا
كانت هناك معرفة بالعمليات الرياضية الأربع الأساسية. وباختصار، فإن
التعلم يعني إحراز الانتصار. إنه لأمر ماكـر! لكن، هل يتم التعلم بهذه
الطريقة؟ هل استعمال هذا اللعب الإعلامي متلائم في العمق مع ثقافة أصيلة؟
إن طريقة التعلم حسب ج. ديوي J. Dewey أهم بكثير بالنسبة للمستقبل مما
نتعلمه الآن.
وإذا كان هذا الزعم صحيحا، فهل تكون طريقة التعلم بواسطة الألعاب
الإلكترونية أو المتلفزة حقيقة مفيدة؟
إن الجواب المتطرف لنيل بوستمان
Niel
Postman معروف فيما يتعلق بالتلفزيون.
فـ:
«[
التلفزة]
تحول كل شئ إلى تسلية؛ فهي تجعل من الأمور الجدية مسخرة وتحذف التفكير
لفائدة الإثارة الحواسية، البصرية منها على الخصوص. فلتتجنب المدارس
والكنائس قطعا الخضوع للسمات الفاتنة للتلفزة.»
ويضيف بأن تعبيـــر
:
«
التلفزة
الجدية متناقض في ذاته. فالتلفزة لا تتحدث إلا بصوت التسلية بصفة دائمة
ووحيدة... إن التلفزة بصدد تحويل ثقافتنا إلى حلبة واسعة لتجارة العروض
الفرجوية Show - biz.[14]»
ويدقق قائلا
:
بأن «المشكلة لا تكمن في أن التلفزيون يقدم تسليات، ولكنها تكمن في أن كل
المواضيع تعالج فيه على شكل تسلية[15].»
لا يتجاوز متوسط دوام تصميم في التلفزيون
الأمريكي مدة
3 ثواني
ونصف. وهي سرعة يثيرها كذلك لمعان الشعاع الضوئي على الشاشة حيث ينبغي
على سرعة التصاميم أن توافق الإيقاع السريع للشعاع الضوئي. ويريد المتفرج
أن يرى ويحس بسرعة أكبر عندما يلمسه شعاع. ولعل ف. جيرود F. Giroud على
حق حينما تكتب قائلة بـأن: «آخر نتيجة لانتصار التلفزة لاغبار عليها: لقد
اغتالت الكتابة... وعندما يتوقف الناس عن قراءة الكتب، سيكون بالإمكان
دائما نقل الانفعالات عن طريق الأشرطة أو عن طريق الموسيقى. لكن عبر أي
قناة ستمر الأفكار؟ إن الأفكار والتجريد تتطلب الكتابة[16].» وسيقول ن.
بوستمان:«من بين كل أعداء التعليم بالتلفزيون التي من بينها الاستمرارية
والتعقيد، يظل الأدهى والأمر هو الظهور...إن تجنبك للظهور مثل تجنبك
الجراح العشر لمصـر[17].»
لاحاجة للمزيد، فالتلفزة والألعاب على الأجدر
ليسا أهلا للعرض الممنهج ولدقة الأفكار لأن التفخيم المفرط يقود إلى مكان
آخر
.
إنه المكتسب، وبالمقابل من غير المقبول إخضاع الثقافة للعرض، إذ ليس
العرض كافيا في ذاته وإن كان ضروريا للثقافة. ولا يبدو اللعب أقل أهمية،
فهو ينمي المظاهر الإنسانية الأخرى مثل روح المقاولة والحلم والمهارة
والخيال. يتعلق الأمر بخليط دقيق من الحظ والحساب ومن الجرأة والواقعية.
في اللعب، الإلكتروني منه خاصة، يتم اختبار الإمكانات والحدود الذاتية
كما يتم تعلم تجاوز القلق والهلع وضغط الزمن وسوء الحظ. يتم تطوير طابع
اجتماعي يتمثل في الاعتراف بالقواعد والأدوار والشراكة وفن السيطـرة
وفقدان ماء الوجه. يتم تعلم التموقف وبناء الكيان عن طريق التماهي، كما
يتم تطوير الذاكرة وتوسيع الذكاء وإنضاج الأحكام. وفي أغلب الحالات يكسب
المرء نفاذ التلقي وسرعة الاستجابة والرد.
ليس التحفيز الإلكتروني ضروري للكائن البشري،
ولكن بإمكانه أن يكون مفيدا
.
أليس من المحزن ومن مظاهر الفقر الإنساني ذاك المرء المستقيم والعقلاني
الذي لاجرأة له ولاذرة من الخبل؟ من المؤسف أنه لا يلهو بالألعاب
الإلكترونية؟ إننا لاندعو إلى المكوث المستسلم لارتجاجات ألعاب كهاته.
فالثقافة لا تتدمر لأن الألعاب المتلفزة تحث على التفكير الانفعالي
والتماثلي المجزئ، العمومي والفوري، بل لأننا نطيل المكوث بهذا النوع من
التفكير. قيل أن اللعب تجاوز للحدود ومعنى ذلك أن هناك ثقافة عندما
نتجاوز بالفعل حدود العقل إلى الحلم وحدود الواقعية إلى الفرجة والمتوقع
إلى الخفي المباغث. إن الثقافة تتوقف وتجدد أو يتم تفقيرها على الأقل
عندما نرتكن في جهة واحدة من الحدود. تلك هي أيضا نهاية اللعب وإن لهونا
طيلة اليـوم.
روح اللعـــــب
لاحظنا أن هناك تقوية متبادلة وتكامل تام بين
طبيعة اللهو وقدرات الإلكترونيك
.
وعلينا، والحالة هذه، تصور اللهو باعتباره طبيعة وشكلا عاما خفيا لوسائل
الاتصال عوض تصوره كقطاع متخصص فيها. إن اللهو يرش كل برامج التلفزيون
والإذاعة بإيقاعاته وبطرقـه.
هناك أولا عدد من البرامج المرتبة في خانة أخرى
غير خانة اللهو، يمكن تسميتها بكل تأكيد ألعابا بدءا من الرياضيات
.
ويعتبر مصطلح الألعاب الأولمبية ذا دلالة في هذا الصدد. فالمنافسات
والسباقات والمباريات ألعاب، ولنعدد كذلك المناقشات واستجوابات الشخصيات.
فهلا يتم غالبا التماس تصويت الجمهور خلال البرامج حول مدى إقناعية
المستجوب وسيحصل المتفرجون في نهاية البرنامج على نتائج لعبة البرنامج؟
لنذكر أيضا تلك العروض الكبرى المتلفزة حيث يتواجه رؤساء الأحزاب. كيف
يمكننا تجنب التفكير، والحالة هذه، في مبارزات القرون الوسطى التي كان
فيها المعسكران المتعاديان يتواجهان عن طريق أفراد مسخرين؟ التذكير
بالأفعال السابقة والتبجحات والتلاعبات بالألفاظ، الجمل القاتلة المهيئة
والتعابير البراقة، الإيماءات والغمزات، كل هذه الأشياء ينظمها بدقة
وتمعن متزعم للألعاب يخصص لكل واحد وقته للحديث. وضعت إحدى الجرائد
عنوانا بحروف بارزة على صفحتها الأولى بعد المبارزة المتلفزة للرئيسين
الأمريكيين ريغان وكارتر Ragan - Carter يقول: الامتياز لريغان: لمـاذا؟
وكانت ملامح كارتر بعد فترة من المقابلة قد غدت متعبة... مساحيق وجهه
تذوب... إنه اكتشاف فرجة مصارعة الثيران Tauromachia حيث المستجوب هو
البيكادور[18] Picadore والحشد يمثل برد فعله الحكم الحقيقي. إن الشكل هو
الأهم في اللعب أكثر من المضمون، وهذا الشكل صراع قوي من أجل الانتصـار.
لنلاحظ كيف تطفو مسوغات اللعب وتظهر في عدة
برامج، وذلك فيما وراء الألعاب ذاتها وفي ما وراء الرياضيات والندوات
التي هي عبارة عن ألعاب مخيفة
:
فهناك السخرية والقسوة، الحلم والفرجة، التشويق والمفاجأة. يشرح مارسيل
بيليفو Marcel Béliveau، وهو مخرج بإذاعة كندا، أنه يبحث من أجل برنامج
مفاجأة Surprise عن
«كل ما هو أكثر حماقة ولامنطقي أكثر» مثل ذلك المريض الذي يتجول بممرات
مستشفى الأمراض العقلية حاملا أداة تسريح أحواض المجاري ملتصقة بأنفه!
أليس هذا لعب؟[19]»
آخر مظهر للعب هو ذلك المتمثل في أن وسائل
الاتصال تحمل روح اللعب لأن لها روح الفكاهة والضحك
.
إن التفخيم التلفزي بصفة خاصة، يحمل على القفز ولا يحمل على القلق، فهل
من الرزانة الإمساك عن ذلك! إن الوسيط الإلكتروني يستدعي تواصلا سطحيا
وتقاربا سريعا للأجساد وللاهتزازات. فليس من الطبيعي أن يكون الاتصال
الأول في البداية جديا وعدوانيا وإيديولوجيا. ففي اللقاء الأول تتم
المصافحة والابتسام، ووسائل الاتصال لطيفة تلمع وتضحك ولها روح اللعب
لأنها تلمس الجسد بكتمان. إن الأستاذ ذي النظارات، المنطفئ في مبادئه
وألفاظه، لا يستساغ ظهوره على الشاشة الصغيرة لأنه يتجه إلى العقل ويفتقد
لروح اللعـب.
ينتمي نمطا الحكاية والألعاب بالأساس إلى لغة
وسائل الاتصال لأنهما ينتميان إلى سجل المتعة والمتخيل كما ينتميان إلى
سجل النمو الإنساني وإلى الثقافة أيضا
.
ولاشك أن اللعب الإعلامي يقوم في المجتمع بالدور الضروري الذي تقوم به
حبة الرمل داخل الآلة المبرمجـة معلوماتيا بإفراط.
[1] - Article paru dans Le Figaro, le 6/01/1988. J. Lesinge.
يورد ليزينج الأرقام التالية
:
«يستقطب برنامج «عجلة الثروة»، بالولايات المتحدة 43 مليون مشاهد مداوم.
وفي فرنسا، وهو البرنامج الذي يمثل فرحة قناة TF1 الفرنسية، يحقق 30% من
متوسط نسبة مشاهدتها. وهكذا، فإن وصلة إشهارية مبثوثة خلال هذا البرنامج
تكلف فاتورة تتراوح بين 330,000 إلى 510,000 فرنك فرنسي عن كل 30 ثانية»
ويمكننا تبين المداخيل الممكنة من ذلك، مع العلم أن تكاليف إنتاج هذا
البرنامج لا تتعدى بفرنسا 100,000 فرنك فرنسي لكل نصف ساعـة.
[2]
- هذا صحيح بالنسبة للتلفزة. ويمكن لهذا التأكيد أن يهم وسائل اتصال
أخرى. فقد حققت جريدة Times البريطانية زيادة مثيرة في حجم مبيعاتها بفعل
إطلاقها للعب يمكن منه ربح منتظم يتراوح بين 10 و20,000 جنيه استرليني.
Le journal Libération du 14/09/19984..
[3]
- لعبة جد ناجحة بفرنسا، مرتبة في الدرجة العاشرة بالنسبة للأمسيات
التلفزية الاستثنائية في منشور حصيلة الاستماع والمشاهدة لسنـة 1989.
المرجع:
L'hebdomadaire Télé 7 jours du 24/02/1990.
[4]
- In L'Expresse du 26/06/1988, p. 124 et jeux et Stratégie,
nov. 89, p. 31.
[5]
- Johan Huizinga, Homo Ludens, Gallimard, Paris, 1951, p. 35 et
58.
[6]
- Idem., p. 41, 97 et 177.
[7]
- In Jeux et stratégie, Le dossier du mois, nov. 89.
[8]
- Cf., J. Huizinga, Op., Cit., et R. Caillois, Les jeux et
les hommes. Le masque et le vertige, Gallimard, 1958.
[9]
- In, Libération, 4/05/83, p. 15.
[10]
- Idem.
[11]
- Michal R. Rheal, Super Media, A cultural studies approach,
Sage Publication (London - New Delhi), p. 222/261.
ويحلل في هذا المؤلف الطقس الأولمبي باعتباره
مرآة للعالم وللاحتفال القبلي
.
[12]
- Machted Looj, Wiellens en Wetens of op Goed geluk? Eon onderzock
naar de dramaturgie in televisiesprelshow, édition institut voor
theaterwetenschappen Rijksuniversiteit Utrecht, Holand, Juin 1989.
وقد أنجز المؤلف عبر هذا الكتاب أطروحة حول
«دراماتورجيا
في استعراضات الألعاب المتلفزة.».
[13]
- بفرنسا هناك جمعية طومسـون - ناتان Thomson - Nathan وأتاري - هاتيي
Atari - Hatier
[14]
- Op., Cit., p. 111.
[15]
- Idem., p. 120.
[16]
Article de Françoise Giroud, Paru dans L'observateur, 25/04/1991, p.
59.
[17]
- Op., Cit., p. 126.
[18]
- البيكادور: فارس يمتطي جوادا ويغرس رماحا على ظهر الثور من أجل تهييجه
أكثر استعدادا للمصارعـة. (م)
[19]
- A ce sujet, René Victor Pilhes, La médiatrice, Albin Michel,
Paris, p. 174/182.
يفضح المؤلف في هذا الكتاب، الذي يدور حول عالم
الاتصال، أشكال مروق اللعب التلفزي
.
فمن أجل الدعاية لحملة نظافة، يلجأ الكل، بمن فيهم الوزير، إلى تعرية
أنفسهم أمام الكاميرا: فالتلفزة لعبة كبرى تبيح فيها متطلبات الفرجة كل
شئ.