تناول الباحثون المختصون تحديد مفهوم السيميائيات حسب نظريات
متفقة أو مختلفة، وحسب مجالات متنوعة، كما تناولوا كل مكوناتها
وعناصرها. وقد كتبت مقالات في
هذا الشأن، وألفت كتب وعقدت ندوات. بيد أن القارئ المبتدئ أو العادي الذي قد يكون في عجلة يخرج
مضبب الرؤى لا تتضح أمام بصيرته وبصره مظاهر الاشتراك والافتراق بين
تلك النظريات، والمجالات؛ هذا إذا كان ذلك القارئ من أهل الحضارة والثقافة
الغربيتين اللاتينيتين.
وأما
إذا كان ليس من أهليهما كأن يكون منتميا إلى مجال الشرق الأقصى فإنه
واجد، لا محالة، صعوبات مضاعفة بحكم خلفيات السيميائيات الميتافيزيقية
والفلسفية والمنطقية؛ ذلك أن بعض الباحثين أكد أن الصينيين لم يكونوا
يعلمون بالفلسفة الإغريقية، وخصوصا المنطق الأرسطي؛ وكما يدرك المهتم
فإن الفلسفة الإغريقية وكيفيات قراءاتها هي حجرالزاوية في البناء
السيميائي. والقارئ العربي
يواجه كثيرا من الصعوبات، أيضا، حينما يقرأ السيميائيات ويحاول أن
يستوعبها ويتمثلها ليجتهد فيها، مع أن هناك بعض المشتركات الفلسفية
والمنطقية والرياضية مع الثقافة الإغريقية الرومانية.
إن هذا المجال ( أو هذا الميدان ) المسمى بالسيميائيات له معنى
عام هو اعتبار الكون علامة يحتاج إلى تفسير وتأويل، والإنسان نفسه
علامة محتاج إلى تفسير وتأويل، وله معنى اصطلاحي/مفهومي
مدرسي يعني المدرسة الأوروبية الفرنسية ذات المرتكز الدوسوسيري
الثنائي، والمدرسة الأمريكية ذات المستند البرسي الثلاثي. ورغبة عن تعداد المفاهيم، وتجنبا للتفاصيل فإننا سنسمي الجميع
بالسيميائيات، ونقتصر على مفاهيم قليلة لإثارة بعض القضايا، وللتنبيه
إلى بعض الأبعاد؛ وعليه فإن ما سنتناوله هو ميتافيزيقا السيميائيات
وغائياتها.
I - ميتافيزيقا السيميائيات
1- برج بابل
إن أول ما يواجه القارئ هوالاختلاف في تحديد السيميائيات، إذ هناك
من يحددها بأنها> دراسة
العلامات والرموز في علاقتها بالتدال <
( علاقة المعنى بالمرجع)،
وهناك من يرى أنها > العلم الذي
يدرس أنساق العلامات : اللغة
والسنن والإشارات <؛ أو أنها > دراسة حياة العلامات في
المجتمع < (1). إن هذه
التحديدات محكومة بالاتجاهين الأساسيين اللذين بنيت عليهما النظريتان
السيميائيتان : النظرية
الثنائية التي تنبني على الدال والمدلول، والتي لا تهتم بالمرجع
الخارجي، والنظرية الثلاثية التي تتأسس على علاقات ثلاثية : العلامة ( الدال) والموضوع ( المدلول ) والمؤول ( المرجع الداخلي والخارجي)(2).
ليس الاختلاف في التحديد إلا من بين اختلافات عديدة ترد إلى تباين
في المنطلقات الإيديولوجية والدينية والفلسفية، وفي الالتزامات
الأونطولوجية والمعرفية. ذلك أن
المهتمين يعلمون أن السيميائيات الفرنسية اللاتينية تكونت ضمن تصورات
بنيوية وشكلانية مثل أعمال فلاديمير بروب حول الحكاية الشعبية، وآثار
ليفي شتراوس حول الأساطير بالإضافة إلى التراث اللساني الأوروبي بما
فيه من لسانيات مقارنة ولسانيات نسقية، وإلى الميراث الفلسفي المنطقي
الإغريقي، وإلى بعض المؤثرات المنطقية والرياضية والفلسفية الحديثة
والمعاصرة. وقد تولد عن هذه
المؤثرات جهاز مفهومي غني وخصب بما يقتضيه من مفاهيم غير محددة وأخرى
محددة : مثل الاتصال/ الانفصال / الهوية / الغيرية / النسق / الصيرورة / الانغلاق / الانفتاح ...( 3) كما يدرك العارفون أن
السيميائيات الأمريكية تشكلت ضمن الأفلاطونيات والكانتية والنزعات
التطورية والتصورات المنطقية والرياضية التي كانت شائعة في القرن
التاسع عشر. (4)
إلا أن هذه الاختلافات الجوهرية لم تمنع من أن تلتقي النظريات في
المواضيع المدروسة. ومن يتصفح
مجلة سميوتيكا يجدها تتناول المجالات نفسها : المجال العلمي في سيميائيات
الحيوان وسيميائيات النبات ...
والمجال البصري بما فيه من أشكال الكتابة والصور والرسوم والنحت
والعمارة ومختلف أنواع الأيقونات.. .ومجال
البحث عن العلاقة المنهاجية بين السيميائيات وبين بعض العلوم الأخرى
مثل علاقة السيميائيات بعلم الاجتماع، وعلاقتها بعلم التأريخ،
والعلوم المعرفية بميادينها اللسانية وعلم النفس وعلم الأعصاب وفلسفة
الذهن وفلسفة اللغة والحواسيب ( 5) ، كما لم تمنع تلك الخلفيات من الالتقاء في الأهداف والغايات
وهي تطوير المجتمعات وإصلاحها لما فيه خير الأفراد والجماعات.
2- مبادئ المبادئ
إن البحث عن هذا الالتقاء هو ما سنشغل أنفسنا به. ولذلك فإننا سنقترح على القارئ بعض الأوليات البشرية أو بعض
مبادئ المبادئ التي تقربنا إلى التوفيق بين النظريتين وغيرهما. لكننا نستحضر، في الوقت نفسه، كل أنواع الاختلاف ونحث القارئ
على التعمق في كل نظرية على حدة، إذ لا تركيب بدون تحليل سابق، ولا
مفاهيم كلية بدون تجريدها من الجزئيات العينية.
قد تسعف الظروف غيرنا لاستقراء أغلب الأوليات أو كلها التي تحكم
كل دالة غائية للصيرورة السيميائية. وأما نحن فنفضل الانطلاق من منهاجية فرضية استنباطية تتأسس
على وضع الأوليات التالية :
الأولية المنطقية الرياضية، وأولية التصنيف وأولية النفسانية وأولية
الغائية.
أ- الأولية المنطقية
الرياضية :
نقصد بالأولية (
الميتافيزيقة ) المنطقية
الرياضية ما يتأسس عليه الوجود من ثنائيات أو ثلاثيات أو رباعيات ...؛ وهذه الأولية ضاربة في عمق
التاريخ البشري. لكن تغييب
السيميائيين للبعد التأريخي جعلهم يقعون في مغالطات وأخطاء. وللتدليل على هذه الأقاويل فإننا سنقدم صنيع السيميائيات ثم
نعقب عليه ثم نتبين حضور الأولية في الثقافة العربية الإسلامية وفي
التصورات المعاصرة.
1- من الثنائية إلى الشكل الهندسي
تعرض المعجم الذي وضعه گريماص وكورتيس إلى مفاهيم الثنائية الذي
اقترح تحديدها بكونها " علاقة
بين حدين " (6)، وإلى وظيفة
الثنائية التي هي تحليل المعقد.
بيد أن المعجم فرق بين مفهوم الثنائية العملية الإجرائية وبين
المنهاجية الثنائية التي تقوم على مسلمة إبستمولوجية هي أن الموجودات
الكاملة تتألف من اثنين؛ وهذه المنهاجية الثنائية من خواص الفكر
الإنساني. وقد نسبت المنهاجية
الثنائية إلى ياكبسون الذي أقر بوجود تقابل ثنائي بين علاقتين : علاقة التناقض، وعلاقة
التضاد، أو علاقة الحضور/الغياب،
كما أوحى المعجم في مكان آخر بأنها موجودة لدى دوبوول ( 0/1)
انطلقت السيميائيات الگريماصية لتشييد بنية دلالية من هذين
التقابلين، فاقترحت أربع علائق تجلت في شكل هندسي وضعه بلانشو (7). وسمي هذا الشكل بالمربع
السيميائي، ثم صار الشكل سداسيا ولربما ثمانيا، وها هو الشكل :
وتتجلـى في هذا الشكل العلائق الأربع :
علاقة التناقض
علاقة التضاد
علاقة التداخل
علاقة شبه التضاد
بيد أن هذا التصور المنطقي أدى إلى عدم اتساق، ومن عدم الاتساق
استعصاء وجود مكانة ووظيفة للحد المركب، ومن عدم الاتساق الخطأ في
تعيين موقع الحد المحايد، ومن عدم الاتساق التوليف بين الحدين في
مربع الكينونة والوجود. وقد شعر
گريماص وصحبه بأنواع عدم الاتساق فأعادوا النظر في التوليدات، ووضعوا
مفاهيم جديدة. هكذا اعترفوا بأن
التمييز بين التوليد الثاني والثالث ليس ذا فائدة، وخففوا من هيمنة
المفاهيم المنطقية الصارمة فاقترحوا مفهوم التخصيص المتبادل، ومفهوم
التراتب والتدرج. ومع هذا فقد
بقي الخلط والاضطراب لبقاء مكمن الداء. ذلك هو تغييب البعد التاريخي (
8).
2- جذور البنية الأولية
لقد كان المعجم محقا حينما فرق بين الثنائية العملية والإجرائية،
وبين المنهاجية الثنائية. هناك
منهاجية ثنائية تتجلى في آدم وحواء وهي ثنائية تكاملية وليست تضادية،
وهناك ثنائية إجرائية تفكك الظواهر المعقدة وتبسطها كما هو الشأن لدى
أفلاطون وأرسطو. وعليه، فإن
الثنائية الإجرائية ( المنهاجية ) ليست وليدة مدرسة براغ ولا
ابنة ياكبسون. فقد يكون هؤلاء
استوحوها من التراث السابق عليهم. وأما المربع السيميائي فجوهره موجود لدى أرسطو فيما يدعى بـ " التقابلات" التي تنتج عنها علائق متعددة؛ هي علاقة التضاد، وعلاقة
التناقض وعلاقة التداخل في الإثبات أو في النفي، وعلاقة شبه التضاد،
ويحايث هذه العلائق مبدأ عدم التناقض ومبدأ الثالث المرفوع مما يؤدي
إلى مبدأ الحفاظ على الهوية وإلى منطق
"إما وإما "(9) .
لكن هناك مجالات أخرى لا تصح فيها هذه المبادئ الصارمة، وإنما
يمكن أن تحلل في ضوء منطق آخر مرن يمكن أن يسمى المنطق " المتدرج"،
أو منطق الأوساط". ويتجلى هذا
المنطق في كتب أرسطو السياسية والأخلاقية والعملية والعلمية الطبيعية
والأدبية واللغوية. يفترض هذا
المنطق وجود طرفين منهاجيين بينهما فضاء يتسع أو يضيق، أو قل : إنه بمثابة سلم، والسلم قد
يكون ذا وضعين : وضع أفقي، ووضع
عمودي؛ فإذا كان الوضع أفقيا فإن ما يكون بين الطرفين من درجات يمكن
اعتبارها متكافئة، وإذا كان وضع السلم عموديا فإن هناك تراتبا وتدرجا
بما يقتضيه التراتب والتدرج من تضمن من جهة واحدة واحتواء وتنبؤ. ولعل الشجرة الفورفورية توضح ما قدمناه.
3- تجلياتها في الثقافة العربية الإسلامية
انتقل المنطق الإغريقي الهليني إلى الثقافة العربية الإسلامية
بشقيه : منطق "إما وإما"،
ومنطق التدرج والتداخل أو التوسط. وظف منطق " إما" و" إما" في المجالات الميتافيزيقية : إثبات وجود الله وفي البراهين الرياضية، وفي بعض مبادئ مقاصد
الشريعة، ووظف منطق التدرج في مجالات عديدة متوسلا بآليات يمكن
اقتراح مفاهيم لها : مفهوم
التناقض، ومفهوم التكامل، ومفهوم الارتفاع ومفهوم العموم والخصوص ( أوالتداخل ) ومفهوم الشوب ( أوالإضافة).
أقر المناطقة وعلماء الأصول وعلماء مقاصد الشريعة والفلاسفة مبدأ
التناقض خوفا من فساد الوجود وفساد الإنسان، وفساد العقل، لكن إقراره
يتم بشروط صارمة؛ أي أن يكون التناقض من جميع الجهات : جهة وحدة موضوع التناقض، وجهة
وحدة الزمان، وجهة وحدة المكان.
التناقض الشامل محال في الذهنيات وفي الوجود ذي الموجودات، لكنه مجاز
في المطلقات الفارغة من الأشخاص والأزمان والأمكان حيث لازيد ولا
عمرو، ولا قبل ولا بعد ولا فوق ولا تحت، كما أنه جائز في تقولات بعض
المعتوهين، وبعض المعنتين. لكن " التناقض" الجزئي المدعو ب "
التضاد" جائز، بل واجب؛ فهو "تناقض" من حيث إن طرفيه لا يجتمعان وهو
" تضاد" من حيث إن طرفيه
يمكن أن يرتفعا معا مما ينتج عنه مجال فسيح للاجتهاد والسبر والتقسيم
والبحث عن الحلول. لكن إذا
تُخُلّي عن المصطلح المنطقي "
تضاد" وعوض بمفهوم " تكامل" فإن الطرفين يجتمعان كما هو الشأن في التكامل بين الرجل /المرأة -----الإنسان، الأحمر/الأخضر ---- - اللون ، الكينونة/الظهور--
-- الحقيقة.
أقر العقلاء بمبدإ عدم التناقض كمبدإ منظم للكون، لكن ما يطور
الكون ويحوله من حال إلى حال هو التضاد والتكامل والتداخل والشوب. استغل أهل نظرية تناغم الكون مبدأ تكامل الكون (نظرية ابن عربي في التناكح
والتحابب والانخناث والبرزخ )،
وبعض المتفلسفة والفقهاء مبدأ الشوب لحل مشاكل دينية وسياسية
واجتماعية ( ابن رشد والشاطبي ) (10)؛ ومبدأ الشوب هو ما يحكم
التشبيهات والاستعارات التي هي ضرورية لضمان تناغم الكون وانسجامه
حتى يضمن الكائن البشري فيه معيشته
(11) .
4- ابتسار التاريخ إفقار للمفاهيم
إن الثنائية ذات تاريخ عميق ترجع إلى أصول ميتافيزيقية (آدم /حواء) ، وإلى أصول منهاجية إجرائية ( أفلاطون/أرسطو)،
والرباعية لب التراث الأرسطي.
وقد وظفت الثنائية والرباعية معا في كثير من الثقافات الإنسانية. وعليه، فإن ابتسار التأريخ بإرجاع الثنائية والرباعية إلى
القرن التاسع عشر وخصوصا القرن العشرين إفقار للفكر الإنساني وقتل
لذاكرته العظمى. فلو رجع
المهتمون إلى التاريخ لاستفادوا منه لأن كثيرا من الظواهرالإنسانية
لا يمكن أن تقارب إلا بالمنطق المتداخل، وخصوصا إذا علمنا أن المنطق
الصوري لم يكن معروفا لدى بعض الحضارات والثقافات العريقة.
لقد كانت هناك خطوات موفقة في سبيل تجاوز الثنائية إلى الرباعية،
لكن الخطوات تكون أكثر توفيقا إذا تعددت العلائق الرباعية إلى أكثر
منها، على أن أي شكل من الأشكال الهندسية يجب أن ينظرإليه باعتباره
وسيلة للإدراك العياني، وموضوعا ديناميا لتوليد العلائق، لأن أهم ما
في هذا الكون هو نسيج العلائق وشبكاتها.
ب - الأولية التحليلية
التصنيفية
إن توليد العلائق السابقة لا يحدث من فراغ في مجال السيميائيات،
لكنه يتحقق وينجز من شيء محسوس مثل الألوان والأشكال أو الأحجام أو
المفردات؛ كل لون، أو كل شكل، أو كل حجم أو كل مفردة، يحلل إلى
جزئيات تدعى " المقومات" أو " السمات "؛ ثم ترصد السمات أوالمقومات
المتماثلة لإثبات التعالق بين الألوان أو الأشكال أو الأحجام أو
المفردات، إنهما عمليتان مترابطتان : عملية تحليلية وعملية تركيبة تصنيفية.
1- التحليل بالمقومات
إن هذا التحليل يطرح عدة مشاكل مثلما طرحتها الثنائية والرباعية. وإسهاما في حل هذه المشاكل فإننا سنتعرض إلى صنيع مدرسة
گريماص مبينين أبعاده وحدوده، منبهين إلى أصوله ومقترحين إغناءه ببعض
الاتجاهات السيميائية المعاصرة.
تتأسس هذه الأولية على عدة مفاهيم؛ هي المفردة والمقومات الذرية
المستقاة من الطبيعة بالحس والمقومات السياقية المجردة المستقاة من
الإيحاء، والسمات العرضية والتشاكل. وتوضيحا لهذه المفاهيم يمكن اقتراح المثال التالي وتحليله :
أحمد يَأكُلُ التُّفاحَ
أحمد المفردة
- أحمد حي + إنسان + ذكر المقومات
- يأكل فعل مضارع +
مسند إلى حي + مسند إلى إنسان +مسند إلى ذكر المقومات
- التفاح فاكهة + ذات
شكل مخروط + مأكولة بالإنسان + ذات لون معين المقومات
- الحاجة إلى الأكل ـــــــــ مقوم سياقي
- الحمرة ، أو الصفرة .... ـــــــ سمة عرضية
- حي + حي +حي ... إنسان + إنسان+ إنسان ـــــــــ التشاكل
لهذا التحليل فوائد ومشاكل؛ من فوائده أنه يسمح بتصنيف الكيانات
والكائنات في أجناس وأنواع كما يسمح بتوسيع دلالة المحلل أو تضييقها
بإضافة سمة أو نقصها لتحقيق الترابط بين ''الأشياء'' وإلحاق بعضها ببعض باستعمال المقايسة أو التشبيه والاستعارة،
وينتج عنه إنجاز قراءات متعددة للظاهرة أو للخطاب و /أو النص، وتبيان رسائلها
الأساسية والثانوية؛ وكل من الرسالة الأساسية والثانوية جداد التشاكل (12)
إلا أن هذا التحليل له مشاكل عديدة؛ منها صعوبة التمييز بين
المقومات الذرية واللوازم والأعراض؛ ومنها أن تحليل الشيء أو المفردة
مرتبط بخبرة المحلل ومعرفته الموضوعية، وبطبيعة ما يعرف. ذلك أن التحليل المعتمد على الحس المشترك ليس هو التحليل
المستند إلى المعرفة المتخصصة، لقد حللنا المثال السابق بمعرفة الحس
المشترك، لكن تحليل الطبيب، أو المشرح، أو الكيميائي، أو عالم النبات
أو التغذية يختلف بعض الاختلاف عن تحليلينا الجمهوري العاملي؛ ومنها
أن المفردات المليئة يسهل فيها هذا التحليل وتقبله بعكس ''المفردات'' المجردة التي يصعب تفكيكها إلى مقومات وسمات .
2- جذور التحليل بالمقومات
بيد أن هناك أساسا لهذه المشاكل لم يشر إليه؛ ذلك هو التراث
الأرسطي في اللغة وفي التحديد وفي الرسم . ولعل أدبيات أرسطو في هذه
المجالات هي ما استوحى منه المختصون في علم وظائف الأصوات اللغوية،
والباحثون في علم الأناسة، والمؤسسون للسانيات التوليدية،
والسيميائيات الأوروبية (13).
إن التحديد الأرسطي يفكك المفردة إلى فصل وخاصة وعرض؛ وبناء على
هذا يمكن أن ينجز تجنيس وتنويع.
وبالجمع بين هذا كله صار ما يعرف بالكليات الخمس، نسوق المثال التالي
للتوضيح :
ما الإنسان؟ حيوان يمشي على رجلين ناطق بلغة ذات تمفصل ثنائي واع
أسمر.
حيوان جنس
إنسان نوع (جنس أوسط).
يمشي على رجلين نوع
ناطق فصل
بلغة خاصة
واع لازم
أسمر عارض
يظهر من هذا ومن التحليل بالمقومات أنه من السهولة إيجاد تطابقات
بين المفاهيم المنطقية العتيقة وبين المفاهيم السيميائية والأناسية
واللسانية المعاصرة لأن الآلية الذهنية المؤسس عليها واحدة، ولذلك لا
غرابة أن تشترك التحاليل في رصد المقومات الذرية والسمات الخاصة، لكن
اختلاف السياق التاريخي يجعل التصورين العتيق والحديث يختلفان في
المنطلقات والغايات؛ التصور العتيق يبحث، ضمن تصور معرفي ذري يسلم
باستقلال الكائنات والكيانات، عن جواهر الأشياء بالتحديد الجامع
المانع، وإذا لم يتحقق هذا فالرسم. والمقصود هو التصور بأية طرق حصل. لكن التصور وحده لا يتيح العلائق بين أشياء الكون فلذلك كان
لا بد من بحث عن التصديق، والتنسيق، والتقابل. وأما التصور المعاصر فهو مزيج من أرسطوالذري وأفلاطون الشمولي
إذ يحلل المفردات إلى مقومات وسمات، لكنه يحرص على إيجاد العلائق في
فضاء معين، وخصوصا لدى محللي الخطاب. ومن وسائل إيجاد العلائق الجديدة المقومات السياقية ومفهوم
التشاكل الذي نال حظا وافرا من التنظير والتطبيق.
3- التشابه العائلي
لعل هذا التحليل المستند إلى التراث وإلى متطلبات العصر يجد
امتداده فيما يسمى ب ''الاستراتيجية
التصاعدية''، وفي الدراسات
الدلالية المعاصرة. لكن ما نركز
عليه، هنا والآن، هو تحليل الخطاب و/أو
النص. تعتمد الاستراتيجية
التصاعدية على تحليل المفردة صوتيا وصرفيا ودلاليا ثم الجملة... ثم إنجاز قياس على أساس هذا التحليل الاستقرائي الجزئي الناقص. بيد أن هذه الاستراتيجية تواجهها صعوبات مثلما واجهها التحليل
بالمقومات، فتكون هناك مفردات وأساليب تتأبى على التحليل الذري
والسيمي؛ حينئذ يتعين الالتجاء إلى ''الاستراتيجية
التنازلية'' الاستنباطية بتوظيف
مفهوم الإطار، أو المدونة، أو النموذج الذهني (14). هذه الاستراتيجية تتم
بأقل مجهود وتجنب الموانع وتسمح بالتنبؤ وملء الثغرات، وخصوصا في بعض
النصوص الرتيبة ذات العناصر المتعارف عليها (قصيدة المديح التقليدية... بعض الشعائر الدينية ...
بعض أنواع السلوك اليومية).
بيد أن الأمر يزداد صعوبة في الأفعال التي ليست رتيبة والتي قد
تكون فوضوية، وعمائية، فلا يفيد التحليل بالمقومات ولا بالاستراتيجية
التصاعدية ولا بالاستراتيجية التنازلية. فما الحل؟ قد يكون ب ''الاستراتيجية
الاستكشافية'' حيث يضع المحلل
فرضا فيسير المحلل في ضوئه للتحقق مما يؤدي إلىه من نتائج، أولا يؤدي
إلى أي شيء ، فإن أدى إلى المراد فذلك، وإلا فإن الكرة تعاد حتى يظفر
بالمطلوب(15)
التحليل بالمقومات والسمات ضرورة من الضرورات العلمية للقيام
بالفرز والتصنيف وصنع الأجناس والأنواع، لكنه إذا كان فعالا في
ميادين معينة فإن كثيرا من الإبداعات المعاصرة يبقى بمنأى عنها كما
تبقى بمنأى عنها الاستراتيجية التصاعدية والاستراتيجية التنازلية. وما يلج إلى حمى هذه النصوص هو الاستراتيجية الاستكشافية التي
تؤدي في نهاية المطاف إلى تشاكلات مماثلة للتشابه العائلي (16)، لأن أفعال الإنسان
وأعماله لا بد أن تكون منظومة في سلك الوعي واللاوعي الواعي، إذ ما
يفرق بين الإنسان وغيره هو أولية الوعي.
جـ - الأولية النفسانية
من الأوليات الإنسانية الأساسية التي تشغل بال الفلاسفة
والسيميائيين وعلماء النفس والتحليل النفساني وعلماء الذكاء
الاصطناعي مسألة الفعل البشري وحوافزه ومعاناته وغاياته.ومن
ثمة اعتبرنا هذه الأولية فصا في البحث السميائي الذي يسعى إلى أن
يكون منتجا ومؤثرا .
1- الوعي والبنيوية
أغفلت السيميائيات هذا المفهوم فلم يخصه المعجم بمدخل وإنما تحدث
عن مفاهيم نفسانية قريبة منه مثل القصد
(17)، والقصدية، والفعل، والكفاية الجهية، (18) . يقرر المعجم أن كل فعل
وراءه قصد يدفع إلى وجوده وإلى تعليل ذلك الوجود، لكن المعجم اعتبر
أن هذا المفهوم تبسيطي لأنه يفترض أن كل فعل صادر عن شعور ووعي في
حين أن هناك أفعالا تنبثق عن غير وعي. وتأسيسا على هذا آثر المعجم مفهوم المقصدية على القصد باعتبار
أصلها الظاهراتي الذي يجمع بين القصد والغاية في كل مراحل الفعل التي
هي التوقع والتحقق والتنجز، بيد أن الفعل لا يتم إلا بكفاية جهية.
إن الفعل (أو العمل) المتوقع يعبر عنه بفعل الجهة : وجب، وأراد، والفعل المتحقق يعبر عنه بفعل الجهة : استطاع، وعلم؛ والفعل المتنجز
يعبر عنه بفعل الجهة، فعل (عمل) ، وكان. وقد سلك المعجم
طريق الفرض -الاستنباط فوضع
أربع جهات : جهة الضرورة
والإمكان (الجهة المنطقية)
(19)، وجهة الفعل و (الترك) و(الجهة العملية)
(20)، وجهة المعرفة (درجات
المعرفة) (21)؛ وجهة الحقيقة
والباطل (الحقيقة المطلقة)
(22).
يتبين من نسق الجهات هاته أن المعجم خفف من غلواء المنطق الصوري
وفتح الباب على مصراعيه لمنطق التدرج. الجهة المنطقية هي التي تقوم على مبدأ عدم التناقض، وعلى مبدأ
الثالث المرفوع، وأما الجهة المعرفية فتتأسس على التدريج مما يسمح
بوجود أوضاع وسطى كما هو الشأن في مجالات العلوم الإنسانية، وفي
العلوم التجريبية وفي الإجراءات الإستكشافية، كما أن حدود جهة الحق
والباطل تتكامل ولا تتناقص (23).
اهتم المعجم بمفاهيم ذات أصول ظاهراتية وأقر بتجذر الذات في بعض
الجهات لكنه لم يذهب بعيدا في التصور الذاتي المتجلي في التعابير
اللغوية لأن انتماء السيميائيات إلى البنيوية التي كانت تبعد كل ما
له علاقة بالذات لإقامة دراسة علمية
(24).
2- الوعي أساس الفعل
ومع ذلك، فإن المعجم اعترف بأن ''المقاصد'' و''الجهات'' تضرب في أعماق فلسفية عتيقة هي أساس للتصورات الفلسفية
واللسانية المعاصرة؛ ومن بين الأسس فلسفة كانت. وإذا استشف القارئ وجود كانت في المعجم من حين إلى آخر فإن
النظرية البرسية تأسست على التراث الكانتي وعلى الفلسفة الظاهراتية
من حيث التركيز على التطور والصيرورة والإدراك بالحواس، بيد أن بعض
أتباع مدرسة كريماص أوضح ما كان مضمرا فيها. يقرر : >أن المقتضى
التركيبي للحكايات غائي، إذ إن كل شيء يمر كما لو كان محكوما ب ''مقصدية'' مؤدية من حالة أولية للافتقاد أو عدم التوازن إلى حالة نهائية
لإبعاد الافتقاد ولإعادة التوازن< (25)؛
ويقول في سياق آخر، : >المقصدية... شرط ضروري لوجود سيميائيات العوامل<
(26).
افتراض الوعي والقصد والمقاصد في الفعل شيء لا مناص منه في
الممارسة الإنسانية الإبداعية الهادفة. وهذه المفاهيم يصعب تجريدها من الحمولة النفسانية الذاتية كما
يسعى إلى ذلك المتبنون للصورنة، وآية ذلك أن هناك نظريات حول الفعل
الإنساني، بل هناك نظريات حول الوعي الاصطناعي.
3- الوعي الاصطناعي
تركز النظريات المعرفية المعاصرة على مفهوم الوعي وما يتصل به من
قصد ومقصدية وفعل معتمدة على التحليل النفساني والنظرية الظاهراتية،
وعلى السيميائيات الثنائية والسيميائيات الثلاثية. ذلك أن التحليل النفساني > يبحث في العمليات النفسانية قصد تفسير تمظهرات السلوك
بإرجاعها إلى الجذور اللاواعية< (27). هكذا يجد القارئ حديثا عن الحاجة والفقد والغريزة الجنسية
والرغبات والكبت والوعي واللاوعي والأنا الأعلى بما يحتويه من أخلاق
وعادات. والظاهراتية تعني >عزو معنى ما إلى كل شيء< وهذا الربط بين المعاني والأشياء >شرط أولي ومؤسس في رصد خصائص
الوعي< (28). والعزو لا بد أن
يتأسس على الإدراك بالحواس أو بالملكات أو بالآلات الذهنية، وكل فعل
أو عمل يجب أن يسبقه إدراك ووعي، وكل فعل يفترض أن يكون ملائما
للأخلاق والعادات وإلا سيدخل ''الأنا'' الأعلى فيكبته. ولعل
الخطاطة السردية في السيميائيات الثنائية مرآة للكشف عن الوعي
والإدراك وإشباع الحاجات بإزالة الفقد وإرجاع التوازن؛ ولعل
السيميائيات الثلاثية ذات الصيرورة تعكس بجلاء صيرورة الإدراك والوعي
والعمل : من الكيفية إلى التفرد
فالتقنين، ومن التركيب إلى الدلالة فالتداول، ومن الممكن إلى
الاحتمال فالقانون العلمي.
الكائن البشري محتاج باحث عن شيء ما
(المتعة، المعرفة، الحقيقة...) بحكم غاية وجوده في هذا الكون؛ إنه مهاجر إلى ما هاجر إليه
بوعي و /أو بدون وعي. وبالهجرة يكتشف ويخترع ويتعرف على إمكانياتة، وهذه الميزة
البشرية هي ما جعلت بعض الباحثين في الذكاء الاصطناعي يدعون إلى
تشييد نسق يشابه مخترعه مما يفسح المجال أمام تقدم البشرية.
II - غائية السيميائيات
بيد أن الحديث عن الغائية يجب أن يسبق بحديث عن أصل النشأة. والحديث عن هذا الأصل أو الأولية ضرورة، لكن السيميائيين
المعاصرين تجنبوا الخوض في هذا الإشكال، ومسوه مسا خفيفا لأنه يطرح
مسائل عويصة متعلقة بالعقيدة؛ مثل : مسألة الخلق من عدم، أو الخلق من شيء، أو كيفية التطور
الواردة في التوراة. ونحن أيضا
لا تهمنا تلك المسائل، وإن ما يعنينا هو أصل نشأة النص وصيرورته
وتوالده وتناسله وتأويلاته وغاياته.
1- التحويل
مما هو متفق عليه لدى كريماص ومدرسته أن هناك شيئا ما يدعو إلى
وجود النص، وشيئا لغويا يتوالد منه ويتناسل عبر مسار توليدي ذي عدة
مستويات : مستوى تركيبي سطحي
وعميق، ومستوى دلالي، ومستوى منطقي دلالي، وكل مستوى من هذه
المستويات يتوالد ويتناسل بالمربع السيميائي الذي فيه ثلاث علائق
دينامية: علاقة التكامل، وعلاقة
العموم والخصوص، وعلاقة التوفيق. وهذه العلاقات هي ما يجعل النص ينمو ويتناسل، عبر التشابه
والاختلاف، بالتحام واتساق وانسجام. ويتم إيجاد التشابه والاختلاف والاتساق والانسجام بالقراءة
التحليلية المستندة إلى المقومات وإلى السمات، والمقومات السياقية
والسمات قد تمنح منحا لإثبات الخواص المذكورة، كل هذه ''المعارك'' اللغوية ناتجة عن البحث عن موضوع ذي قيمة يسعى المعني إلى
الاتصال به أو الانفصال عنه في تحول أو تحويل مستمر.
2- الدالة التوليدية
إن التحويل شرط ضروري في نمو السيميائيات البرسية. وهناك أنواع من التحويلات؛ تحويل ميتافيزيقي ينتقل فيه المحول
من العماء إلى الكيفية فالتفرد فالقانون، هناك تحويل لساني يتم عبر
التعميم أو التخصيص، أو الشرح:
المفردة تؤول المفردة، والجملة تؤول الجملة والنص يؤول النص وهكذا
دواليك، وهناك مؤول إنساني يفسر ويؤول ويحاكي : يتعامل مع المفردة أو الجملة
أو النص : اللغة توليد لا
نهائي، إنها السميوسيس (الدالة
التوليدية) كما هي في الرياضيات.
3- التناص
يمكن اعتبار التناص قريبا من التحويل والمؤول والدالة التوليدية. ولعل هذا الاقتراب هو ما جعل كريماص يعتبره من بين المفاهيم
السيميائية مبينا عدم دقته ونتائج عدم الدقة في تفسيره وتأويله
وتطبيقاته، رابطا نشأته ب ''الدراسات
المقارنة'' ومعتبرا إياه وسيلة
ناجعة لإنشاء دراسات مقارنة إذا ما روعيت الدقة في التناول. وقد شاع أن مفهوم التناص وضعته كريستيفا لكن المعجم ينسبه إلى
باختين.
لا يسعنا إلا أن نصدق ما ورد في المعجم لكننا نعتبر أن أصل
المضمون مختلف. فمفهوم التناص،
عند باختين، يتحكم فيه هاجس العلائق بين النصوص والثقافات واللغات في
جو الدراسات المقارنة. وأما
مفهوم التناص لدى كريستيفا فموجه من قبل تصورات ما بعد الحداثة التي
تهجم على وحدة الثقافة الأوروبية وانسجامها، وعلى عقيدة نظرية
الانعكاس والإحالة على الواقع، وتدعو إلى عقيدة الاختلاف والتنوع
وعدم الانسجام في المجتمع وفي الثقافة.
4- الذاكرة العظمى
إن مفاهيم التحويل، والمؤول، والدالة، والتناص (29) مرتبطة بمفاهيم
ميتافيزيقية (التطور) ورياضية (التحويل،
والدالة) وتأريخية فلسفة (التناص). وسيرا على قوانين التأريخ فإن المنعطف العلمي الجديد الذي هو
العلوم المعرفية يقترح مفهومه أيضا. ذلك هو مفهوم التشييد المعتدل الذي يتأسس على الفطريات
والباحات الذهنية بما تقتضيه من وظائف خاصة: وظيفة الحفظ ووظيفة التذكر ووظيفة الربط.... إنها كليات بشرية لكن المحيط يجمدها أو ينشطها؛ إنها ''استدلالات معقدة مؤسسة على
مواضع قديمة آتية من علاقات الإنسان مع محيطه''. هناك، إذن، ما هو بشري كلي وما هو فردي شخصي، ولعل أصحاب
نظرية الذاكرة العظمى يؤلفون بين الطرفين معا.
خاتمة :
نكتفي بهذه الأوليات، وهي أوليات دالة على غائية السيميائيات التي
ينبه إليها المختصون في هذا المجال. لقد ختم كريماص إجاباته عن أسئلة تلقاها من مختصين بغايات
وأهداف الأبحاث السيميائية مؤكدا أنها لا تهدف إلى معرفة الواقع
الاجتماعي والفردي فحسب؛ ولكنها تسعى إلى تحويل المجتمع والأفراد،
وأن نتائجها القصوى هي علاج للمجتمع؛ والسيميائيات البرسية غائية
تهدف إلى معرفة الواقع وإلى تغييره ضمن تراضي جماعة معينة مما أدى
إلى نشوء فلسفة تربوية سياسية واسمة للمجتمع الأمريكي دعيت
بالذرائعية.
وعليه، فإن أبحاثنا النظرية والمنهاجية يجب أن تتعرف على الخلفيات
والأبعاد لا أن تتيه في سراديب التفصيلات المجتثة. وهذه الممارسة التجزيئية هي ما جمد المعارف الإسلامية وجعلها
مجرد محفوظات، وهي ما يجعل كثيرا من القراء ينظرون إلى هذه الدراسات
المعاصرة باعتبارها مجرد حلقات لغوية أو هندسية.،إن
المشروع السيميائي يتيح إعادة قراءة التراث وقراءة الثقافة المعاصرة
بمكوناتها المختلفة ما يؤدي إلى تقدم المجتمع وإصلاحه.
مراجع وهوامش
1- انظر علي بيل المثال
Pierre Guiraud; La Sémiologie "que sais-je?" N! 1421 PUF, Paris
1973
-Alain Gardan, Conscience artificielle et système adaptifs, E
Eyrolles; 2000 , P 83
2- انظر على سبيل المثال
-Gerard Deledalle, Théorie et pratique du signe, payot Paris
1979
3- انظر على سبيل المثال
Jean petitot, Cocorda Morphogenèse du Sens, PUF Paris 1985
4- هناك دراسات عديـدة حول هــذه السيميائيـــات. يمكن الرجوع إلى مجــلة
Semiotica للإطلاع على بعضها
5- انظر مجلة :
- Semiotica 52-3/4 (1984, 52-1/2 (1984) , 103-1/2 ( 1995) ,
77-1/3 (1989) , 61 2/4 (1986) 54-3/4 ( 1985
6- سيكون معتمدنا في هذه المقالة معجم كريماص وكورتيس
بجزئية
-A, J Greimas J Courtés : Sémiotique, Dictionnaire raisonné de
la Théorie du langue Hachette Université 1971 Paris, Tome2, 1986
(Binarité) p 27
7- هذا ما يقرره كريماص في كتاب
Michel Arrivé et Al : Sémiotique en jeu, EHadès Benjamin.
Paris,. 1983
8- هناك تأويلات منطقية ورياضية لهذا المربع، لكنها
تأويلات مضطربة، لأن اللغة الطبيعية، وخصوصا الدلالة أغنى من الصورنة
المنطقية والرياضية.
9- هذا منطق (1/0)
فعال في المعلوميات، وفي دراسات وظائف أصوات اللغة، لكن هناك مجالات
تناظرية تقوم على التعداد والتداخل والأوساط.
10- انظر : محمد
مفتاح، التلقي والتأويل، مقاربة نسقية، المركز الثقافي العربي، الدار
البيضاء، المغرب، 1994
*مشكاة المفاهيم، النقد المعرفي والمثاقفة، المركز الثقافي
العربي، الدار البيضاء، 2000
11- محمد مفتاح مجهول البيان ، 1990
12- هذا المفهوم نال حظه من الدراسات؛ وممن قاربه محمد
مفتاح في تحليل الخطاب استراتيجية التناص، 1985.
13- يراجع كتابنا مجهول البيان، قد لا تعجب هذه العودة إلى
التأريخ بعض النسبانيين المتطرفين المسكونين بهاجس القطيعة، ونحن لا
ننظر إلى القضايا الفكرية والثقافية بهذا المنظار، إننا نراعي
الثوابت والمتغيرات في آن واحد.
14- هناك بعض المعلومات حول هذه المفاهيم في كتاب مجهول
البيان.
15- نعني ب ''الاستراتيجية
الاستكشافية'' ما كنا ترجمناه
بالفرض الاستكشافي، وهذا المفهوم لدى برس وهو (Abduction)
16- التشابه العائلي ترجمة للتعبير الإنجليزي : Family resemblance وترجمه
الفرنسيون ب : L'aire de famille
17- مقصد : intention
؛ القصدية : intentionnalité
18- الكفاية الجهية :
Compétence
19- جهة الضرورة والإمكان
:Modalités aléthiques
20- جهة الفعل والترك :
Modalités Déontiques
21- جهة المعرفية :
Modalités épistémiques
22- جهة الحقيقة : Modalités
Véridictoires
23- يتضح من تناول المعجم للجهات أنه شعر بمأزق منطقة
الدلالة، لذلك فرق بين ما هو منطقي، وما هو غير منطقي. ويستنتج من هذا أن مداخل المعجم تحتوي على بعض المفارقات في
التناول.
24- اتجاه الذاتية في اللغة عمقته الدراسات المقالية أو
التلفظية : L'Enonciation (انظر
المعجم، ص 125-128) وانظر أعمال
أوريكسيوني
25- انظر الكتاب الوارد في هامش (3) ص . 209
26- انظر فويقه ، ص 237
27- انظر : Alain Gardan ، ص 75
28- انظر فويقه ، ص 79
29- * التحويل :
Transformation (المعجم ، ص
309-402)
* المؤول : interprétant ، وهو مفهوم برسي خاص .
* الدالة التوليدية :
ترجمة لـ : >Semiosis وقد
اقترحت هذه الترجمة مراعاة أصل الدالة الرياضي؛ وكنت في أعمال سابقة
اقترحت : الصيرورة الدلالة
الرياضي التناص : inetrtextualité ( انظرالمعجم ص 194)
ويتبين من تناول المعجم لهذاالمفهوم تغييب السياق الأديولوجي
والتاريخي. 30 - الذاكرة العظمى ( Great Memory) وهذاالمفهوم
أساسي لإعادة قراءة التراث
30 - الذاكرة العظمى Great
Memory وهذاالمفهوم أساسي لرعادة قراءة التراث والتأريخ له.
التناص
التناص
التناص :
التناص
* التناص : intertextualité
(انظر المعجم، ص 194)
ويتبين من تناول المعجم لهذا المفهوم تغييب السياق الإيديولوجي
والتأريخي والثقافي .
30- الذاكرة العظمى : Great
Memory وهذا المفهوم أساسي لإعادة قراءة التراث والتأريخ له .
|