إليك .. أنت
.
يا أنا..
يا روحا تتسلل
لتحتل روحي في هدوء وسكينة
.
يا قلبا يجاور
قلبي في تأن و طمأنينة
.
يا حمامة تحوم
بي دون قيود
.
يا نورسا يبحر
في همومي ، يحط بشطئان جروحي ،يتلمس أنقاض الذكريات ، يقرأ في كل واحدة
منها حكاية ، يفك رموزها رويدا رويدا ، فيدرك للتو أنا وجهان لعملة واحدة
.
يا أنا التائهة
في دنيا الكذب و النفاق ، حائرة أنا مثلك ، ضائعة أفتش عن حقيقة ، أهيم
في الأرض على وجهي ، أضرب المسافات ، الطريق أمامي طويل مليء بالحجارة
حادة و بالأشواك
.
أحامل نفسي على
السير ، أقطع زمنا لا أعرف ثم أكل ، فأقف و أنظر ورائي ، لأجدني عند نقطة
الانطلاق لم أبرح مكاني ، عندها تخار قواي ، متعبة ،تتملكني رغبة في
لقاءك ، ولما تسد أمامي كل السبل، لا أجد بدا من مناجاتك.
أناجيك و الصخب
يعلو ، يزداد طنينه ، يسد مسامعي ، يكتم أنفاسي ، يصاعد أنيني لاهثا ، هل
تسمعين ؟
أحتل الجدب مني
مساحات كبيرة ، القاحلة تكتسح سهول الحواس ، تتلف كل أمل أخضر ، تغطي
القلب و العقل و الروح ، تتناثر ذرات الرداءة على فكري ،
ألتفت حولي ،
القبح يحيط بي من كل صوب ، حتى أنساني معاني الجمال أ ضاعت مقاييسه أكل
المعايير اختلطت عندي
.
هل تعلمين ؟
كلما جرفني سيل
الظلم ، أراك تطلين علي بوجهك الملائكي الصغير ، تؤنسني ابتسامتك ن
تغمرني فرحة عذبة و أحس بالصفاء ، آه ، ما أرقى الصفاء و ما أرقاك من
ملاك ؟
أروح أدندن
سكرى يحملني الحنين طيرا يرفرف في سماء الماضي و قد ذكرتك تقولين ..
- الماضي أشواك
تقضي مضجعي و الحاضر فرس صعب الترويض و المستقبل طلسم لا أقوى على
التفكير فيه ن لأنه أعظم من قدرة استيعابي
."
لكن الماضي كان
لي حكايات جميلة
..
هل تذكرين ؟
يأتيني الآن
صوت ماجدة عند الفجر ،،كم كنا نحب الفجر.
يسمعني حين
يراقصني
كلمات ليست
كالكلمات
..
يحملني في أحلى
الغيمات
.
أرقص بخيالي ،
أعتلي غيمة ، أقفز كالطفلة إلى أخرى ، أدور ، أدور ، تشاركيني الجنون
،،تتشابك الأيادي لنكون قوة ، يتسرب إلى أعماقنا النور السماوي ، يتوزع
متدفقا كالشلال إلى كل ذرة فينا ،
نرقص حالمات ..
و نتذكر
.
أحببنا معا لون
الأمل و كرهنا معا رائحة الموت
.
عشقنا معا صرخة
العدل و قزز نفوسنا صمت الظلم
.
حملنا العالم
على أكتافنا ، نمنا ونحن نتوسد آلاف الملفات ، التي أضحت هاجسنا و احتراق
الوجع في صدورنا
..
من قضايا
المجاعات في إفريقيا، إلى هم أسموه القضية الفلسطينية ،، إلى آلام
سراييفو ،، إلى الكوارث الطبيعية ، إلى كل مظلوم على وجه الكرة الأرضية
.
و نحن نعلم أن
الظلم هو الدنيا
.
كنا نغلي حيوية
و آمنا بالمستحيل
.
معا بنينا
الحلم برجا عاجيا و قبعنا فيه أمدا
..
أبطال ، أبطال
، كل الجدران أبطال ، كل الجدران حكايات و ملحمات
.
تشي غي فارا .
دوميتيلا . ماو . غاندي
....
كم كانوا
كثيرين
.
زمنا صدقنا و
عايشنا الموتى ، ولما أفقنا ، غمرنا إحساس بالوحدة و الاغتراب
.
و فرقتنا السبل
، همنا نخوض الحياة بكل جبهاتها ، وتركنا برجنا مسيجا بالأساطير .
... لان الواقع
كان هنا ، قريبا منا ، يمشي في دمنا ، وخزتنا نصاله ، أدمتنا سيوفه ،
ذبحتنا خناجره المشحوذة
فأنستنا كل
الحكايات
.
وعشنا زماننا
..
يا زمن العناكب
و الخنافس و الثعابين ، يا زمن القحط و الجدب ، عذبتنا حتى النخاع ،
فرقتنا
..
كنت أسمع صوتك
، آهة مشروخة تتغلغل إلى جوفي ، صرختك المكلومة كانت تنطلق من فؤادي و
دموعك الحارة تخرج من مقلتي
..
آه ما اعظم حزن
الوطن
..
كانت تصلني
كلماتك
..
راجعت حساباتي
.. فلم أجد غير أشلاء لذات أنهكها الواقع بكل مجالاته ، جمعت تلك الأشلاء
و حاولت أن أكون منها ذاتا فكانت ذاتا مرقعة و أنت تعرف أن الشيء المرقع
هش ، ضعيف المقاومة ، سريع التمزق ، بشع المظهر
.
فأرسلك روحي
تمدك ببعض القوة ،ما زال في ما يكفينا لنقاوم و ما زالت و إلى الأبد
بيننا، شعرة معاوية ، ومازلت
..
وما زلت تسكنين
القلب و الفكر و مسام الجراح
.
أحملك حلما
مباركا يهدهد مرقدي و يعدم في كل هواجس الاغتراب
.
أحملك بلسما
يخفف وطأة الألم
.
أحملك نورا
يقاوم معي جحافل الظلام ، ينام متدثرا بجوانحي ، يشع بإخلاصي و يقيني ،.
أحملك أغنية
أزلية تملأ كل هذا الفراغ
.
|