لم يجانب
بودلير الصواب عندما قال ؛عندما تغيب شمس الاديان ستشرق من قلوب الملحدين
– لكن بعض المؤمنين أو مدعي الايمان, لا يعبأون باقوال بودلير أو
سوفوكليس,أو حكم افلاطون , ولا منطق الطير أو منطق ارسطو أو مقدمة ابن
خلدون أو فهامة ابن رشد , فهم وحدهم ممثلو الرب على الارض , وهم وحدهم
حملة الصلبان, وسدنة القرآن, وخدم السنة ,والمدافعون الاشداء ,عن حدود
الله ,بينما المؤمنون الحقيقيون يعفون عن الخوض في الترهات, ويذهبون إلى
الغاية الابدية, والطاعة المحمدية ,فهم عن دنيانا وشعرنا وادبنا ذاهلون ,
وعن حياتنا لاهون, وفي آخرتهم ولها
وبها وفيها ذاهلون , راضون مرضيون مطمئنون .
ومن سوء حظ
الحياة, أن يتحول
الدجالون إلى وعاظ, والكذأبون إلى أوصياء, والمراؤون إلى أولياء, فيظفرون
بالغنيمة , بلا غريمة, ويكتشفون النجوم والمجرات ,ويصرعون الخصوم بسيوف
الله المسلولة , بينا تداس الحرائر, وتهدم البيوت
,وتدنس المقدسات ,ولكن للبيت رب يحميه ,فنحن خدم الحق المسلطون, على
عباده الضعفاء فقط , القريبين منا, الساعين إلى كشف عقيدتنا, ونبش تراثنا
وتخريب اخلاق ابنائنا وبناتنا والمتلاعبين بكلمات الله وآياته !!!
وان قلنا :(يا
قوم إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) أجابوا: تواترت الأقوال وتشابهت
الأفعال, ولا فكاك من دحر العدو الداخلي قبل
الخارجي[ فهاتوا شهداءكم ان كنتم صادقين], فهم القضاة والخصوم, والمحامون
المرافعون والشهود [ يوم تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم] عما قريب !!
وان قلنا لا
يضير النصوص تأويلها, ولا تمنع الكتابة من
إضافة نص على الأصل, قالوا نخاف أن يطغى النص
الجديد على القديم! وان قلنا للقدامة صفة السحر,
وهي الأصل ,تكررت في كل الكتب والأساطير,
قالوا لا نريد الخلط والتشابه, يكفينا ما لدينا من
(بيِنات متشابهات) وان قلنا اتركوا لنا الكفر,
وخذوا الإيمان, ولا تجلدونا بسياط الذل والترهيب قالوا: (وآخرين
من دونهم لا تعلمونهم) ونحن [لا الله]نعلمهم )
وان غيرنا بعض
الكلمات ,حرفوا هم المعاني ,وان بدلنا التنقيط قلبوا التشكيل وان أزحت
بعض الحروف بدلوا المرامي ,
وان طربتَ
لُعنتَ
أو فكرتَ كفرتَ
وان كفرت
قُتلتَ
وان رفضت ارغمت
وان عشقت
أكرهت, وان عشقت وأحببت وتولهت طعنت أو أحرقت أو أخضعت على ما يحبون
وينصحون ويفهومن , وان لبست غير ما يلبسون أُلبست وان سألت تزندقت وان
أسلمت تمسحت أو تهودت وان تمسحت خرجت وان آمنت لعنت وشتمت , وليس غريبا
أن تناط بك الهزيمة والنكبة والتخلف والانحلال والبطالة والفقر والعمالة
ودوام القمع وبقاء الأنظمة, وهيمنة القطب الأوحد وديون صندوق النقد
الدولي, وثقب الأوزون , وكل ما لا يخطر على بالك من تفانين وألاعيب لا
يقبلها الرحمن ولا حتى الشيطان .
ومع أولئك؛
يتبع هؤلاء ,الذين كنت تظنهم رفاق درب أو اتباع غاية, فإذا بهم أكثر حرصا
من خصومهم على دفنك ووأدك , وهنا يتبارى المشككون والعلمانيون
والتفكيكيون والتركيبيون والسلفيون والحداثويون والكلاسيكيون والبيويون
وما بعد البنيويين , فلا تعرف الشرق من الغرب , أو اليمين من اليسار
,وكأنك في طلسم عظيم لا تفهم السر أو السبب , لكنك حين تغوص في المحنة
حتى الثمالة , تعرف يوم تُقلب لك ظهور المجن ,وتعقد لك المحاكمات,وتنقلب
أمامك السِحن ,ويأتيك من يطلب نصيبه من الأفك والغنيمة,
وكأنك عدت من غزوة , وحين لا يجد لديك أو معك مكافأة, ينقلب إلى
عدو لدود ,أو باحث عن تهمة , أو دسيسة تعكر (حلأوة) المحاكمة وفرادة
القضية ,فينكب على وجهه ,خاسرا ملوما مدحورا ,فقد تعثر قبل أن يتعفر
,وخسر قبل ان يجسر سلوك الصعب, الذي يظنه الجاهل سهلا ,فيكشف أوراقه,
ويعرض بضاعته, وحين لا تنحكم الخدعة, ينقلب إلى منافح اشد فتكا من فلول
الجهلة والأدعياء .
والحاقدون من
قومك وصفوفك, أكثر من الشاتمين من صفوف الأوس والخزرج ,فلا تغرنك القسمات
والكتابات ,وانظر إلى ما تفعل الكراهية والشماتة والحقد, فتصاب بالجنون
,لولا بقية من ايمان وثقة بان ما ينفع الناس يمكث في الارض (وأما الزبد
فيذهب جفاء) وقد بليت من الزبد والطمي والقذى, وليس لك والله إلا التشبث
بالنور الذي يفيض , والتريث في الخندق الذي تقبع ,وتحريك الساكن الراكد
والماء الآسن
////
لم يكن بيني
وبينك يا ردى سواك فهلمَّ علمني النجاة كي لا أسلكها
وعلمني الضياء
كي لا أراك
وأنت يا فراغ
الفراغ ويا بهاء الاشياء
أَسلمني العناء
للخرافة
والشرق للعراء
تاهت مراكب
دجلة عن شواطئها
تاه الموج ,
اللجة سيدة
الخلق
والحكايات لا
تصلح للشرق المخدر بالحشيش!!
يا سيد العماء
علمْني الغياب
كي أظل حاضرا
وعلمهم الحيرة
كي لا يتبعوا خطاك
وسبحان من عمر
الكون
وأعطى الطين
عجينة السماء !!! |