مصطفى محمد غريب

الرواية الرابعة "أخرج عليك اللعنة" والروايات السابقة.. حقيقة مؤلفها وليس كاتبيها

 
 

 كثر الحديث عن رواية زبيبة والملك، وتضاربت الآراء حول كاتبها، إلا أن الجميع على ما يظهر متفقين أن المخطط لخطوطها العريضة وواضع فكرتها هو صدام حسين.. هذه الضجة التي افتعلت أو التي هي طبيعية في زمن الخردة التي انتج وأسقط صدام وشرطته الثقافية تأخذ في كل يوم منحاً جديداً.. والبحث على ما يبدو مستمر عن من الذي كتب لصدام رواياته، ويزداد هذا الإهتمام اتساعاً بين الكتاب والمثقفين ووسائل الإعلام اكثر من القراء، لما لهذه الموضوعة من أهمية استثنائية عندهم، لأسباب عديدة ولكن في مقدمتها الفضول لمعرفة تلك الأسماء التي قبضت وساهمت في هذا المشروع المربح.. البحث يقود إلى معرفة الحقيقة، وإذا تجلت هذه الحقيقة فسوف تظهر النتائج والأسباب التي دعت الكتاب المساهمين في الكتابة وقبولهم عدم ذكر أسمائهم حتى بأي شكل كان. لقد لعبت أكثرية الأجهزة الإعلامية دوراً كبيراً في الدعاية ونشر ما يسمى انتاجات صدام حسين الأدبية حيث كان في قمة السلطة، ولم تشر أكثريتها إلى نوع من الشكوك لا من قريب أو من بعيد حول مؤلف هذه الروايات، وانبرت بعض صحف المعارضة العراقية وقليل من الأصوات الثقافية إلى تحليل شخصية صدام حسين الطاغية والسفاح وأسباب تأليفه لهذه الروايات وبالأخص لروايته الأولى زبيبة والملك، هذا التحليل والمتابعة أريد بها التوصل إلى أمرين أولاً سخافة موضوع الرواية وهي قريبة لصورة المؤلف ، وهل صدام حسين كتبها بيديه، أم ألفها وهي من بنات أفكاره لغاية يبتغيها؟ ثم أوعز لآخرين بالكتابة عن ماقدمه لهم من خطوط عريضة ومنهاجية لأفكاره التي كان يهدف طرحها للناس. وهذا يدل أن هؤلاء الباحثون لم يجزموا في أي بحث كتبوه على عدم أمكانيات صدام حسين التألفية مادات له القدرة على وضع الفكرة والخطوط لكتابة الرواية، أما مهمة الكتابة السردية والتنقيحات اللغوية فقد كلف موظفين أوربما كتاب معروفين بهذه المهمة التي دفع لها نقداً.. بعد ما توالت الروايات قلت الإهتمامات إلا في الوسط الإعلامي الثقافي الرسمي وكتاب السلطة عراقيين أو عرب.. كما تناقلت الأنباء بأن هناك مشروعاً كبيراً لترجمة هذه الأعمال إلى لغات عديدة لما تحتويه من افكار لها فائدة عالمية وليس عراقية أو عربية فقط. وبسقوط نظام صدام حسين بدأ البحث في تجاه آخر، لكن في نفس المضمون والهدف ، البحث عن الأسماء ، وأثار هذه الضجة موقعاً في الانترنيت " الامبراطور " حيث سرب خبراً عن اسم الروائي المعروف جمال غيطاني، وحكاية شاركت فيها بعض الأسماء.. لكن الغيطاني لم يسكت فأعلن عن أقامة دعوى قضائية فضلاً عن حملة التضامن معه من قبل كتاب ومثقفين معروفين...الخ.. لقد اثيرت هذه الموضوعة مرة أخرى بخصوص ما يسمى روايته الرابعة " أخرج عليك اللعنة " ويبدو أن مثل هذا الموضوع لن ينتهي مادام الهدف منه اشباع الفضول ومعرفة المترفيين الذين كانوا يكافئون على اعمالهم الكتابية.. وعلى ما يظهر ان هذا النبش المستمر يراد به نبش جثث المتسوليين المتهافتين السابقين على موائد النظام وصدام حسين.. والشيء غير المميز في البحوث السابقة التي جرت في عهد صدام أن الباحثين الجدد لا يرفضون فكرة صدام المؤلف وصاحب الفكرة وواضع الخطوط العريضة لهذه الأعمال.. وإنما يشككون بصدام الكاتب " الأرضحلجي ". الموقفان متقاربان في المضمون تقريباً.. أما التفاصيل الهامشية فلها أدواراً ثانوية.. وان صحت هذه الوجهة فالجميع متفق على الرغم من طريقة البحث.. ان الرواية الرابعة "أخرج عليك اللعنة" التي قيل عنها انها طبعت وهي كانت مخزونة في وزارة الإعلام العراقية والحاضرة للتوزيع غير أن الحرب أنهتها فقد قيل عنها غير ما قيل عن زبيبة والملك.. ففي هذه المضمار أشار الكاتب علي عبد الأمير "صدام حسين كان يحدد الخطوط العريضة لروايته على شريط مسجل وكان موظفوا القصر الجمهوري يكتبون ما يقول ويقدمونه للجّنة التي كانت تظم كتّاباً ومثقفين" لا نعرف كيف توصل علي عبد الأمير إلى هذه الحقيقة؟ واية طريقة اتبعها ليعرف أن بعض الموظفين في القصر وأعضاء اللجّنة التي تضم كتاباً ومثقفين كانوا يكتبون ويصلحون تلك الأعمال؟ ولكن ان صح ذلك فالجميع هم "أرضحلجية فقط لا أكثر ولا اقل" وهاذ الشيء يدعم كون صدام مؤلفاً.. ثم يقول عبد الأمير "ان أعضاء اللجنة كانوا يكتبون الرواية ويعيدونها إلى صدام وكان ذلك يتكرر إلى أن تحظي الرواية بموافقته" وهو لم يقل أنهم كانوا يألفون الرواية، وهذا الكلام يدعم ما رحنا إليه في المقدمة.. ان رواية " أخرج عليك اللعنة " لم تر النور وكنا نتمنى أن تراه ولعل الحظ يسعفنا في المستقبل لكي نعرف بشكل أفضل ذلك السر وتلك الأسماء حتى وان كانوا موظفين في القصر الجمهوري أو شرطة الثقافة العراقية أو العريبة الذين كانوا يتهافتون نحو نثار فتات أفواه السادة في الأعالي.. ، ولعلنا نعرف أيضاً من هو الي عناه صدام " حسقيل " أو غيره بعدما خرج هو عليه اللعنة. و نقول اكثر أن الحقيقة في الكثير من الأحيان مرة وتحتاج إلى بعض الصبر للكشف عنها وبها ومنها بعد ذلك ستنجلي أكثرية الأسرار والعقد المخبئة.

 

 

 

خاص بأصداء مصطفى محمد غريب - الخميس 12 يونيو 2003

 

موارد نصيـة

قضية «الإمبراطور - جمال الغيطاني»

المحتـوى

سليم عبد القادر: زبيبة والملك لصدام الغيطـاني

نبيل شرف الدين: «زبيبة والملك» عنوان أولى حروب المثقفين بعد سقوط صدام حسين

وائل عبد الفتاح: حروب المثقفين بين نميمة المخابرات وسقوط الديكتاتور.

مصطفى محمد غريب: مهزلة زبيبة والملك والحديث عن الماضي اليساري

وليد العاني: جمال الغيطاني من أصحاب السوابق!!

الآداب تضامنا / مثقفون عرب يتضامنون / الغيطاني يقاضـي

د. إحسان طرابلسي: الغيطاني و«الزبيبة» والقاضي

عبده وازن: ملفـات وفضائـح

عبده وازن: رواية صدام الركيكة.. هل يمكن أن يكتبها الغيطاني؟

شوقي بغدادي: «زبيبة والملك». لا أعتقد أن الغيطاني قد فعلها!!

فاضل السلطاني يهاجم ادوارد سعيد والغيطاني ومنيف ومجلة الاداب

محمد أسليم: تدبير قضية («الإمبراطور» - «جمال الغيطاني»)

ا. خ. «زبيبة والملك» والغيطـاني

علي عبد الأمير: عراقيون يتهمون سامي محمد بتأليف «رواية» صدام حسين

شعـلان شريف: بيان التضامن حراس البواية الشرقية

عبده وازن: مداحو أدب الزعيم

أسعد الجبوري: مخيلة اليورانيوم.

روايات صدام كتبتها لجنة بوزارة الإعلام

محمد رضا نصر الله: هؤلاء شاركوا في الجريمة

سلام عبود: من يكون «الروائي» صدام حسين؟ عن «زبيبة والملك» وكرة الثلج

حسين كركوش: أحقا هي حملات صهيونية يتعرض لها جمال الغيطاني؟

مصطفى محمد غريب: الرواية الرابعة "أخرج عليك اللعنة" والروايات السابقة.. حقيقة مؤلفها وليس كاتبيها

علي عبيد: ليس دفاعاً عن الغيطاني

محمد ناجـي: الضميـر العربي في اجازة!

شاكر الأنباري: بين العراقيين والعرب: مماحكات ثقافية لها بعد سياسي

د. نصار إبراهيم: تعقيب على تعقيب الأستاذ أسليم

محيي الدين السامرائي: ذعر الغيطاني والحنين إلى رئيس المقابر والتماثيل

جماليـــات إضـــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمـــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.