د. نصار عبد الله

تعقيب على تعقيب الأستاذ أسليم

 
 

مع تسليمى بوجاهة كثير من الحجج التى انطوى عليها تعقيب الأستاذ محمد أسليم حول قضية (الإمبراطور) جمال الغيطانى إلا أننى أختلف مع سيادته فى تعقيبه الذى يبدو فى مجمله رافضامن حيث المبدأ لحملة التضامن مع جمال الغيطانى ومعتبرا إياها نوعامن إعادة إنتاج سلوكات معظم النخب الحاكمة في الوطن العربي مع مواطنيهم: فبدل الاعتراف بما اتضح الآن(فى رأى محمد أسلبم) أنه كان خطأ فادحا، وبدلا من القيام بنوع من النقد الذاتي ومراجعة المواقف، بما يترتب على ذلك فى رأى سيادته من طلب للصفح من الشعب العراق، بدلا من ذلك كان يتعين على المثقفين العرب الذين كانوا يحصلون على هبات وعطايا ورواتب كان يتعين عليهم فى رأيه ـ أن يمتلكواـ فى رأيه شجاعة الإعتراف بذنبهم السابق بعقد لقاء يفضي إلى إصدار بيان أو كتاب أبيض ينورون فيه الرأي العام الثقافي العربي حول سلوكاتهم السابقة، ويعتذرون فيه للشعب العراقي. أما الإصرار على التملص من كل مسؤولية فذلك فى رأى سيادته ملازمة لوضع الشبهة. التى قد تنقلب يوما إلى حالة للتلبس ويخلص الأستاذ أسليم من هذا إلى أن حملة الدفاع عن الغيطانى هى محاولة لتكميم أفواه من أثاروا القضية وهى ليست السابقة الأولى من نوعها *** أختلف مع سيادته فى رفضه لحملة التضامن مع حمال الغيطانى ودفاع سيادته الضمنى عن حق الذين يوجهون إلى الغيطانى ما وجهوه إليه من الإتهامات وأعتقد أن الخطأ الأساس الذى وقع فيه الأستاذ أسليم هو تجاهل السياق الذى وردت فيه هذه الإتهامات إلى الغيطانى لو أن الدعوة لى محاكمة الغيطانى كمجرم حرب كانت قد جاءت فى زمن الحرب العراقية الإيرانية لربما قلنا إنها تجئ فى سياق محاولة مالإيقاف نزيف الدماء وهى محاولة ينبغى أن تحتشد من أجلها كل القوى المؤمنة بقيمة الحياة ولو أن الهجوم على الغيطانى قد جاء فى سياق الهجوم على ما كان يمارسه صدام حسين من الطغيان أيام أن كانت قبضته محكمةعلى العراق لقلنا إتها جزء من الحرب على الطغيان الذى يمثله صدام حسين وغير صدام حسين من الطغاة العرب لكن النظام الذى كان يراد له أن يذهب قد ذهب بالفعل والمعارك أو المحاكمات الفكرية التى كان يمكن أن تكون منتجةفىأوان معين لصالح الأمة العربية قد فات الآن أوان طرحها أو على الأقل فإن طرحها لم يعد منتجالذات الثمار التى كان يمكن أن ينتجها طرحهافى سياقها المنطقى والطبيعى لماذا تطرح الآن الإتهامات ضد الغيطانى فى سياق كل ما فيه من الشواهد تؤكد أن هناك تياراإعلاميا وثقافياعاما يحاول أن ينسب إلى التيارالعروبى مسئولية جميع الكوارث التى حلت بنا فالتصدى للهيمنة الأمريكية ومحاولةالإلتفاف حول مصلحةواحدةعلياللعرب وتراث واحد لهذه المنطقة ومحاولة إيجاد قرار وطنى مستقل كل ذلك هو الذى جلب لنا الهزائم المتوالية *** من الطبيعى أن ينشأ التخوف لدى كل أنصار التيار الوطنى العروبى وهو تخوف مشروع له ما يبرره من أن تكون الهجمةضد الغيطانى مقدمة للهجمة ضد التيار المناوئ للهيمنة الأمريكيةعلى إطلاقه خاصة وأن هذه الهجمة تجئ خارج سياقها المنطقى وخارج توقيتها الطبيعى ثم أجيب على التساؤل الذى يطرحه الأستاذ أسليم وهو هل كان الغيطانى هو العروبى الوحيد وهل هو المناوئ الوحيد للهيمنة الأمريكية بالطبع لا ولكنه حالة يمكن أن يلتبس فيها الحق بالباطل وبتعبير الأستاذ أسليم نفسه حالة يمكن أن يلتبس فيها لدى البعض ما يمكن أن يمثل شبهة بما يمكن أن يتحول من خلال الإلحاح الإعلامى إلى وضع إدانة فإذا نجح التشويه فى حالة الغيطانى تحول من هم أبعد منه عن شبهة تأييد نظام صدام حسين من العروبيين تحولوا جميعا إلى موقع المتهمين وهو ما يفسر انضمام كثير من الكتاب الوطنيين الذين لا يشك أحد فى إيمانهم بقيمة الحرية ولا يشك أحد كذلك فى رفضهم المطلق الدائم والمعلن لنظام صدام حسين انضمامهم لجبهة الدفاع عن جمال الغيطانى.

 

د. نصار عبد الله - شاعر وكاتب مصرى

 

(عن الشرق الاوسط).

 

موارد نصيـة

قضية «الإمبراطور - جمال الغيطاني»

المحتـوى

سليم عبد القادر: زبيبة والملك لصدام الغيطـاني

نبيل شرف الدين: «زبيبة والملك» عنوان أولى حروب المثقفين بعد سقوط صدام حسين

وائل عبد الفتاح: حروب المثقفين بين نميمة المخابرات وسقوط الديكتاتور.

مصطفى محمد غريب: مهزلة زبيبة والملك والحديث عن الماضي اليساري

وليد العاني: جمال الغيطاني من أصحاب السوابق!!

الآداب تضامنا / مثقفون عرب يتضامنون / الغيطاني يقاضـي

د. إحسان طرابلسي: الغيطاني و«الزبيبة» والقاضي

عبده وازن: ملفـات وفضائـح

عبده وازن: رواية صدام الركيكة.. هل يمكن أن يكتبها الغيطاني؟

شوقي بغدادي: «زبيبة والملك». لا أعتقد أن الغيطاني قد فعلها!!

فاضل السلطاني يهاجم ادوارد سعيد والغيطاني ومنيف ومجلة الاداب

محمد أسليم: تدبير قضية («الإمبراطور» - «جمال الغيطاني»)

ا. خ. «زبيبة والملك» والغيطـاني

علي عبد الأمير: عراقيون يتهمون سامي محمد بتأليف «رواية» صدام حسين

شعـلان شريف: بيان التضامن حراس البواية الشرقية

عبده وازن: مداحو أدب الزعيم

أسعد الجبوري: مخيلة اليورانيوم.

روايات صدام كتبتها لجنة بوزارة الإعلام

محمد رضا نصر الله: هؤلاء شاركوا في الجريمة

سلام عبود: من يكون «الروائي» صدام حسين؟ عن «زبيبة والملك» وكرة الثلج

حسين كركوش: أحقا هي حملات صهيونية يتعرض لها جمال الغيطاني؟

مصطفى محمد غريب: الرواية الرابعة "أخرج عليك اللعنة" والروايات السابقة.. حقيقة مؤلفها وليس كاتبيها

علي عبيد: ليس دفاعاً عن الغيطاني

محمد ناجـي: الضميـر العربي في اجازة!

شاكر الأنباري: بين العراقيين والعرب: مماحكات ثقافية لها بعد سياسي

د. نصار إبراهيم: تعقيب على تعقيب الأستاذ أسليم

محيي الدين السامرائي: ذعر الغيطاني والحنين إلى رئيس المقابر والتماثيل

جماليـــات إضـــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمـــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.