موقع محمد أسليــم
Le site de Mohamed ASLIM
جماليـــات صالـون الكتابـة حــوارات مقـــــــالات ترجمــــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خــــــاص

مواقع مفضلـة

مواقع صديقة

مكتبات الموقـع كشك الموقـع صفحـة القصــر منشورات الموقع


16


وقف أبو المكارم، نزع عنه سلهامه ووضعه جانبا ثم رفع بصره في شموخ إثر انفراج العتمة.كل السحب الطفيلية انسحبت، وحدها السحابة السندان تضمحل تارة وتتلبد تارة أخرى. انحنى وأخذ سلهامه من جديد، لفه من حوله واتكأ متوسدا الشاهدة ومجربا النوم بعد أن أيقن أن السحابتين مثلتا ما فيه الكفاية. استسلم للنوم من غير أن يتحسسه ينغل في أعضائه وجفنيه.كانت غفوة فقط، تغميضة حمقاء رأى خلالها طيورا بألوان بهية لم يسبق له أن رآها تحلق في السماء أو تفرج عليها في الصور.

« صباح الخير يا كابر... شمس تتسلل وأفق أزرق إلا من بنات سحب جميلة ووديعة... أين كل ما حملته سحابتا الأمس من ألغام وقبح؟.. حمدا لله أنني نمت وكانت رؤياي جميلة من عند الله... يا كم رأيت من طيور لا توجد... طيور بألوان الحب والسلام والحرية... أذكر أن طائرا بمنقار مذهب وصلني وحط على كتفي الأيمن ثم أرسل زغردة فردوسية تفتن الروح... أذكر كذلك أن نفس الطائر طار وطرت معه... حط على شجرة في شكل الفجر بلونه الأحمر هندي... اقتات من ثمراتها الناصعة ما شاء له ثم طار من جديد ليحط على أغصان شجرة من ماس جذوعها من زبرجد، وضعني بكل حنان ثم أرسل نفس الزغردة الفردوسية وهمس كلاما بليغا حكيما ثم طار وتركني... حاولت أن أتبعه بعيني لكن نورا شديدا كاد أن يخطف مني بصري، وبينما أنا كذلك وصلني صوت رحيم يقول: " ستحيا ولا تموت، وتقوى ولا تمرض أبدا يا أبا المكارم. " بعد ذلك حضر فرس أشهب مطهم بسرج زعفراني، ركبته وانطلق و لم يتوقف إلا إذا وصل ضفة نهر حيث أنزلني واختفى... منظر لا يوجد في الدنيا... نساء بحلي تلمع وحلل تسطع... صدورهن مزركشة وموشحة بقطع الذهب الخالص... خصلات شعرهن مزروعة بحبات من لؤلؤ...كن يمشين على ضفة النهر المقابلة وفي أياديهن رمان وقرنفل... أذكر أن طيف زينب ظهر لي مختالا بين النساء وغاب... بحثت عنه طويلا... رأيت ويا ما رأيت... كانت رؤيتي من عند الله وكانت تبعث على استقرار الروح... كل هذا حدث يا كابر وإني أحمد الله أنها كانت رؤية جميلة... لقد نجوت ولم تمت مرتين وإني لم أمت بجانبك... لا أخشى الموت لأني لم أخشى الحياة في البدء... ولأني أحب الحياة والموت معا فان رؤياي وعدتني بالآخرة الرغدة وبجنة النعيم... رأيت كذلك يا كابر رجالا يكثرون من التسبيح، والسجود والركوع... رجالا على و ضوء أبدي... من وجههم تلمع البسمة كما تسطع علامات الرضى والسكينة والإيمان... مبروك على أولائك الرجال يا كابر... كل مرة كانت عيني تصافح تلك الوجوه يزداد حبي لهم وتكبر مساحة قلبي فأدرك أنه يتسع لطيبوبتهم... سبحانه الذي خلقني وخلقك... الذي خلقك يا كابر وأودعك عبقريتك وورم رجلك ثم قتلك، الذي خلقك وقتلك لا شك أودعك ترخيصا بدخول جنة الكلاب... لا أمجدك يا كابر وقد تركتني بالأمس كالسمكة عندما يلفظها البحر... سأتركك الآن وأعلن نزولي إلى القصر... ادع لي بحسن الطلعة ويمنها... سأصنع من سلهامي خيمة وأعمرها بقلبي وآمالي... ادع لي بلقاء ميمون مع أناس طيبين... إني بمجرد أن أجد مكانا لائقا للاستقرار سأعود إلى قبرك وأخبرك بما جد من أخبار... أنا ذاهب في تيه يا كابر وأنت تيهك قد وضعت له شجرة الشوك نهاية وحدا...!»

من غير أن يشعر، ذرف أبو المكارم دمعا دفينا، وضع يده اليمنى على رأسه ثم تلمس ذوائبه. تحسس الدمع يتحول إلى بحيرة بداخل عينيه، تنهد في ألم وشعر بغشاوة تخيم على عقله وتجثم على صدره. قعد على ركبتيه بعدما وضع يده اليمنى على الثرى واليد اليسرى على الشاهدة.

«أعاهدك أنني لن أستبدل حبا بحبك يا كابر... دعني أذهب الآن... فك عني قيدي وادع لي بالمروءة

حاول أبو المكارم أن يبعد عنه كل احساس باليتم والغم، لكنه أحس بفشل يسكن ركبتيه. صمم في داخله أنه ماش بالرغم من أنه مغلوب على أمره.

«اسمع يا كابر، أنا ماش وكل أماني أن أجد في القصر أناس طيبين... ادع لي بالغد الجميل...»

في تحدي المحارب رمى أبو المكارم جناح سلهامه على كتفه حين هبت ريح من جهة الجبل ولامست جبينه. أحس على إثرها بانقشاع في قلبه الذى أزهر كما تزهر شجرة اللوز. ابتسم فانفتحت ملامح وجهه، سرح بصره في الأفق الأزرق ووجهة اللوحات الشمسية.

«سأبحث يا كابر عن مكان في ظل المطر وسأتعلم حب الناس... أتمنى أن يكون لهم الصدر الرحب والبسمة النقية... المدينة لم تكن تتسع لطيبوبة قلبي ونقائه... الدناءة... النخاسة وكل ما تشتهي القطط والفئران أصلها ورأس مالها... أنا ماش الآن... وأنت لك الرحمة والمغفرة فراشا وغطاءا...»

وقف أبو المكارم، رفع بصره في كل الجهات. مسافة قاحلة بلون التراب وبقمم عالية لا تطمئن النفس ولا تبعث على السكينة. نظر إلى شجرة الشوك وتقدم لجهتها:

«كوني جارة رؤوفة وافتخري بنذرتك في هذا الخلاء... كابر بجوارك وإني أعاهدك أن له من الملكات ما يقتل زمن عزلتك... إن لك جارا وفيا قد يخرج من قبره استجابة لندائك... سينبح إذا وصلك حطاب... سيفرح إذا حط على أغصانك هدهد، أو يمامة... وكم سيسعد إذا ارتاح جمل عند ظلك بعد تيه مرير في الهجير

رجع إلى جهة القبر وتوقف قبل أن يصله.

«أوصيكما بحسن الجوار

وصل القبر، لامس الشاهدة وانصرف في أنفة المحارب.

«وحده كابر كان يدعوني لألتفت إلى الوراء... كل وراء متأخر كان بخطوة أو بخطوتين ... كل وراء وجبت إدانته... كل حنين إلى الوراء ضعف ومرض... اغتلت حنيني إلى المدينة... سأحن إلى المستقبل... قلبي لايزال متعطشا للحب والحرارة... أتمنى أن أجد في القصر عطفا وحنانا... بحسبي أنه منذ اقتحمنا غار زعبل ونحن لا نلتقي إلا برجال طيبين... علي حساين، ذلك الرحال الطيب الذي استضافنا ثلاثة أيام متتابعات وودعنا على كرم خاص... لازلت أذكر وجبتي الكليلة وأزارير... سأظل أذكر أحلى الموائد في خيمته وبين أهله وقطيعه... قال إنـه لا يعرف الموز ولا سبق له أن رأى سكرانا متسكعا... تعبت من الشرح والإيضاح ولم يفهم... رجل مغشى البديهة يعيش على طبعه وسعة قلبه... لايعرف معنى المرض والعياء... موجود بالفعل... وأما ذوابله الثلاثة فمجتهدون، كل يقوم بواجبه كرحل صغار في طور التدريب...»

التفت ابو المكارم يمينا، تذكر المكان الذي أخذ منه الحجارة لبناء قبر كابر، وقف يمعن النظر، ثم قصده. ومن غير تردد قبل ثلاثة أحجار ثم شق طريقه نحو المنحدر.

«إذا كنت في حاجة إلى حجر إضافي سأعود إليك أيتها الكومة المباركـة... لا شك سأحتاج إليك لأشعر بنفس حرارة كابر... سأسكن بعيدا عن القصر قريبا منه... سألطخ صخر الجبل بلون التراب... ستنعكس لوحات شمسية على سلهامي... سأنزل كلما حل بي قنوط... لن أتخلى عن الوصايا السبع التي ناولتها لابني الطاهر قبيل غربته... لقد أفلح إبني وإني سأعمل بنفس الوصايا... إبني هو قدوتي...

«تعلم كيف تحب الآخر إذا أنت لم تحبه من أول نظرة

« شاركه طعامك وشرابك وكن وفيا لآماناته التي يودعك إياها

» بشر دوما بصفاء قلبك ونقائه من غير ان تمد يدك

«كن نجيبا عند كل حيلة وورطة ولا تكثر الكلام كالرواة واحترم كل متكلم باستماعك له

«لاتتدخل في شؤونه الخاصة وشاركه البحث عن تجاوز عقبة لا ثانية بعدها

« إياك والصدقة للذين لا يستحقونها

«لا تلازم من لهم مشاكل لكن آزرهم وصاحب من هم أجدر بالقضايا والأمور، وسر على دربهم، فمن سار على ذلك الدرب المضيئ وصل

«المدينة تستوجب قلبا من فولاذ... كل شيء موجود وكل شيء منعدم... قالها لي ابني الطاهر... ولقد لاحظت أن سلوكه تغير، كما ازداد حبه للجامعة... كانت تصله وفود الطلاب من مصر وفلسطين والعراق... كانوا يأتون إليه من كل حدب وصوب... سأعمل بنفس الوصايا... ما هذا يا إلا هي؟ مكان لائق للاستقرار... لن تهم وعورة المنحدر... من يسكنه ورم التيه تصبر ركبتاه لعناء الطلوع والهبوط... لقد علمتك الحياة يا أبا المكارم وكنت دائما تصرخ وتلم الناس، تريح ضميرك الذي لن يرتاح أبدا...! سأستقر هنا ما دام قبر كابر ليس بعيدا... سأتحمل عناء النزول إلى ذلك العنق المعلق حتى أتجنب السيل إذا غضبت السماء... هو ذا طريقي وأنا الذي رسمته... منظر جميل... واحة اتحد في سمائها الحمام باليمام... قصر بلون التراب والوحل... ما هذا الذي أسمعه منذ لحظة؟ دقات قلبي تلهيني على سماع هذا الصدى... ما ذا أرى يا إلهي؟.. علم أحمر تتوسطه نجمة خضراء... وافرحتاه !.. ما هذا الذي تقوله يا أبا المكارم؟.. إياك أن تنجرف من غير ماء... احذر من الذي تقوله... هناك علم أحمر في فاس ومراكش وتطوان... هناك يرقد أهلك وذووك... للأسف أن أغلبهم يلف ويغش... لتحترس إذن ولتفعل فقط بالوصايا السبع... قدوتي ابني وكل الذين تبعوه... باسم الله مجراها ومرساها... هذا المنحدر صعب... لو أن كابرا معي كنت منحته سلهامي وسبقني إلى السفح... خطوة هنا... ثانية قرب نبتة الشيح... ثالتة فوق الصخرة... يا له من منظر رائع... واحة بثمرات تلمع كزبرجد... خطوة هنا... ثانية قرب نبتة الدفلى... ثالثة قرب نبتة حب الرشاد... من أين سأنزل إلى الصخرة؟.. لم يكن هذا في حسباني... لا يهم... سأبقى معلقا... لا، لن أبقى كذلك... سألقي بنفسي إلى الصخرة... أينك يا كابر لترسم الطريق؟ طبعا المسألة فيها كسر وربما دم إذا ألقيت بنفسي من هنا...! هل أركب سلهامي وأطير؟.. وجدتها، وجدتها... سأنجرف كما تنجرف الأحجار مع مد الماء وستعترض انجرافي الصخرة نفسها... باسم الله... أي، أي... حمدا لله... من غير جرح... يا له من منظر رائع...! صوت ما ينسحب على مدى انبساط الواحة... أحواض مسطرة... موقع جميل في ظل المطر... لن أستبدله وقد عثرت عليه صدفة... النزول إلى السفح سهل الآن... كل الاتجاهات المؤدية إلى قدم الجبل والواحة مفتوحة... الصعود سهل مادمت لن أصعد محملا ولا معاقبا وإنما لأنعم بالمنظر وأدعو للقصر والواحة باليمن والبركات... الصعود لن يكلفني حبة عرق أو انقباض وريد... انه بئر لاشك... كومة من أحجار سوداء... بئر قيد الحفر بالتأكيد... هي أبار كثيرة أكاد أراها... بقرب كل بئر بيت من طين... بيوت فقيرة... خزانات للثمور لربما... بيوت فقيرة حجارتها حمراء بلون حيطان الحشمة الموجودة في المدن... الحيطان التي تستر مدن الصفيح التي تعذر إجلاؤها... قرب السكة مثلا يوجد حائط، قال المستشار لعنة الله عليه إنما تم بناؤه لتجنب خطر القطار... ما أشد لؤمه، لم يقل إن الانتحار سجل أعلى أرقامه على نفس السكة... لم يقل إن كل ركاب القطار شهود على وعوده الخاوية... لن يهم... إنها شجرة لوز تلك التي تزهر قرب الدالية... تزهر في غير موسمها... للعجب!.. عجاج على شكل نصف حزام... غبار متناثر على طول الطريق وعند تعرجاتها... طريق شاق... السرعة مفرطة... لم السرعة حين لا تفيد في شيء ولما هي متعبة وقاتلة؟.. كيف سأحول سلهامي إلى خيمة؟.. سأنزل إلى القصر وسأبحث عن عمود من خشب... قد تنوب الأحجار عن الأوتاد... أين سأجد عمود الخشب؟.. الناس تلهث وراء العشب... لن أجد عمودا خشبيا إلا إذا سرقته، أو رجعت إلى شجرة الشوك... كلاهما أبعد إلى قلبي... اللعنة جزائي إن أنا فعلت... لن أقبل بدوري أن يقطع أحد أطرافي ويتركها للشلل... هي جارة كابر... هل أنت مجنون وخبيث إلى هذا الحد؟!.. متى كنت خنزيرا لا تسكن قلبك شفقة ولا رحمة يا كابر؟!... لن أنصب خيمة بالمرة... من دللك حتى يغمرك الدلل الآن؟!... نعم لن أنصبها... سأحفر مغارة... سأصنعها بالقرب من هذه الصخرة... أو لم أسق ضجرا وكدرا مند الولادة وأبيت في الحفر وأعلم سر البؤر؟!... هيا وليكن ما يكون... سأحفر مغارة... لا يا أبا المكارم، لقد عاهدت نفسك أن لا تيأس أبدا... أو لم تترك اليأس خلفك؟... أو لم تقل إنك أخذت معك أمل كل المدائن؟.. تكلم يا أبا المكارم، متى دخلت مدينة قلقا غضبانا؟.. سأحفر خندقا وسألتحف سلهامي... وكلما وصلت الموت أو أنبأت بالوصول وجدتني داخل خندقي... مغارتي... خلقت فقط للحروب... كم من جبل؟ كم من خندق؟.. خندقي سيكون قاعدة هذا القصر... سأشرع في الحفر بعدما أتعرف على الواحة والقصر... خطوة هنا... خطوة ثانية قرب الصخرة المعلقة... سهل النزول... لم أنزلق... سأفعل بالمثل مستقبلا لأتذكر زينب تحت روعة المنظر... دعني ألزم الصخرة المعلقة وأتأمل هذا الواد اليابس... بطحاء غلب عليها النخيل... حيطان أرقبها بين شجيرات اللوز العارية... حيطان لخزانات التمور... مسالك عديدة تفرق أحواض الحناء بأحواض الفصة... طيف رجل ذلك الذي أرى قرب البئر... سأقصده... لا لن أقصده... أخشى أن يكون دجالا يحمل كمينا... ما هذا الإحساس يا أبا المكارم؟.. قلبي يرتعد كحيوان صغير... لم أتردد في اختراق رجل... كفى الآن... الشمس طلعت ومسحت سحاب الأمس... أنا حملت إليك النور يا هذا القصر... جئتك من بعيد من حيث يكثر الغش والحربائية... وصلتك في ليلة غمة... في وقت يجثو الجفاء على أرجائك في صمت وأنت تنتظر قطرات خير الخريف... بوصولي إليك يا هذا القصر سيسقط المطر وتملأ الآبار... وصلتك من غير أن تشتهي فلوات الصهد ورياح الشوم... وصلتك أحمل عطشي ورزيتي... إرفق بي وليرفق أطفالك بقبر كابر إذا خرجوا لاصطياد الورل والضب... جئتك أحمل ما تبقى من طيبوبة في كل المدائن... افتح لي جيوبك... يسر لي العيش في أركانك... سأقصده وأطلب منه حفنة تمر وجرعة لبن... لن أفعل... سأعمل فقط بالوصايا السبع... الوصايا معولي ومقودي... أكاد أرى صفحة وجهه من هنا... أسمر البشرة مبسوم الوجه... جلباب أبيض ونعل من جلد الجاموس... لا شك أنه واحد من فقهاء القصر... لم يكترث لاقترابي منه... لم يستشعر ارتطام كعبي بحرف الحوض... يسبح بيديه في الفضاء... أعمى... ماذا تراه يعمل في الواحة؟.. الأحواض... الحفر... السواقي وهو وحيد من غير رفيق... لا يهم من أين أتى... إلى أين هو ذاهب؟.. إلى أين أنا ذاهب؟..»

الفصل الموالي

     

الفصل السابق

 

منشورات الموقع

عبد النبي كـوارة، ورم التيه (رواية)

المحتــوى

2

1

4 3
6 5
8 7
10 9
12 11
14 13
16 15
18 17
19

 

 

 

جماليـــات صالـون الكتابـة حــوارات مقـــــــالات ترجمــــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خــــــاص

مواقع مفضلـة

مواقع صديقة

مكتبات الموقـع كشك الموقـع صفحـة القصــر منشورات الموقع

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.