د. عبير سلامـة

قط ضال([1])

 

«تلفت إبراهيم يمينه ويسره فوجد الشارع الطويل حاليا من المارة وقد تناثرت على جوانبه المصابيح تلقى بضوئها الذى أنهكه الظلام إلى الأرصفة التى تأخذ نصيبها من الراحة بعدما حلت من أرجل المارة.. وثمة نسمة من الهواء الخفيف سلمت من الأفواه الظامئة إلى النسيم فى النهار فأخذت قطوف بشوارع القاهرة المعتمة ولما اطمأن إلى خلو الطريق أرسل بصره اليها.. الى الحقيبة القابعة هناك بجانب الحائط وكأنها تتحداه بوجودها انه لا يحلم فهذه هى أمامه بلونها الأسود الداكن وأقفالها التى تلمع فى النور الشاحب اجل الحقيقة التى عاش أحقابا ينتظرها.

أممكن أن يحدث هذا بمثل تلك السهولة وهذه البساطة؟ أمكن أن تكون خيالات أيام كثيرة قد تجمعت حقيقة لا شك فيها... حقيقة ذات لون داكن وأقفال لامعة؟ هى التى رسم لها فى مخيلته آلاف الأحجام والألوان تنتظره الآن مضيئة تماما كعمود النور الذى يرسل اليها بضوئه الكليل. ولم تحل سيول الأفكار التى أخذت تتدفق على مخيلته من أركان الظلام بينه وبين الانقضاض على الحقيبة وأخذها تحت إبطه ولكنه فطن إلى أنها ظاهرة فى يده للعيان، فأخذها تحت سترته واحتواها كما يحتوى الأب ابنا ضالا عثر عليه بعد طول فراق ومضى يدفع بأصابعها المرتجفة لتحسها وليطمئن نفسه بوجودها فى حوزته.ثم اندفع إلى منعطف جانبى؟ ظلم وقد روعه الضوء الشاحب الذى كان ينير الشارع ومد يده مرة أخرى إلى جيبه فوجد كل النقود التى كانت معه قد تكومت فى ورقة من ذات الخمسة والعشرين قرشا فنظر إلى السماء وكأنه يشكرها ومضى وقت خيل إليه انه قد طال وهو واقف وحده فى الظلام... وحده ومعه الحقيبة ولكنه ما لبث أن تهلل وجهه بشرا حين لمح نورا ينبعث من بعيد فترك مكانه ووقف فى منتصف الطريق، وأشار إلى عربة قادمة ثم همس للسائق وهو يدلف إلى جوفها الجيزة ولم يطمئن حتى بعدان ركب العربة وظل يحدق فى السائق طويلا ثم فى "صبيه" الجالس بجانبه فى سكون، محاولا أن يستشف فى سلوكهما بريب، ولكن شيئا مما دار فى حده لم يحدث واستطاع أخيرا أن يتكيء. بظهره على المسند ويضع رجلا فوق الأخرى ثم يخرج السيجارة "الهليود" اليتيمة من جيبه ويشعلها من سائق العربة، ويجذب منها أنفاسا تكاد تأتى عليها ثم يسمح لعينيه ان تنساب نظراتهما من نافذة العربة لتصافحا البنايات التى يخيم عليها صمت الليل وارتد بصره إلى المرآة التى بجانب السائق وجعل يتفرس فيها مليا عله يتبين من يتبعه لكنه وجد الطريق يخفت نوره شيئا فشيئا لينتهى بعيدا..... بعيد فى ظلام دامس.. ظلام كأنه الماضى الذى خرج منه إلى نور الحاضر انه يلمح صباحا تتحرك فى الظلام.. أهم قوم يتبعونه أم أنها أشباح الماضى عز عليها أن يتركها تموت فى ظلام العدم فراحت تطارده وتذكره بوجودها.

أشباح الماضى...؟ انه يذكرها... يذكر ماضيه الذى يموت فى هاته الثوانى الخالدات يذكر الفتى الريفى الساذج الذى هبط القاهرة منذ أربع سنوات ليغزوها مسلحا بشهادة التوجيهية وبعشرة جنيهات أعطاها له أبوه وهو يحذره من النشالين، يذكر ذلك ويذكر كيف هالته أبنية الجامعة الضخمة وساعتها العملاقة ولم تدق الرهبة فى قلبه لا... ثم تأخذ بلبه أبنية الجامعة فقط عند دقات ساعتها لاغير إنما كل ما وقعت عليه عينه فى هذه المدينة الكبيرة قد أطار لبه.... البنايات الشاهقة التى كان يخطئ دائما فى عهد طوابقها.. والعربات الفارهة التى تعرف بجانبه فتمرق عيناه وراءها وتروح تدور حولها وتختلس النظرات إلى داخلها فيبتسم رائيها حين يقارن بينها وبين عربة "الأسطى" أبو العينين جارهم فى البلدة. ثم الملابس الأنيقة التى كان يرتديها زملاؤه الأرستقراطيون فى كليته، والمقارنات التى كانوا يعقدونها بين أربطة رقابهم...فهذه من إيطاليا وتلك من أمريكا وثالثة أرسلت لصاحبها من فرنسا وتستمر المقارنات معقودة، هابطة من رباط الرقبة.. إلى القميص والبلوفر.. "كلها تنافس الأخرى فى كرم المحتد وعلو المقام.. كليهما تنطق بان ثمة وراء هذا كله.. شئ ضخم كبير...ثم يوم ان تكرم زميله الشرقى واستصحبه إلى الأوبرج" ورأى هناك... رأى؟!.. انه لم ير شيئا وانما نقله حلم جميل لى فردوس لم يكن يحلم به أبوه القروى الطيب ولا أجداده القرويون جميعا.. وحينما كان يقرأ الصحف والمجلات، ويرى فيها صور الحفلات الصاخبة ويشم من بين سطورها رائحة الطعام والشراب، ويسمع خلال كلماتها رنين الذهب الذى بعثر مختلطا برنين الضحكات التى أطلقت... حينئذ يلقى بالصحيفة جانبا ويصنع من السطور والرنين والضحكات مأدبة حافلة... نعم...نعم أنه يذكر ذلك كله، ويذكر كيف بهرته المدينة فراح يستجدى لحظات يقضيها فى التطلع إلى الأضواء كان يتملق زميله الثرى ليأخذه معه فى عربته حتى ميدان الجيزة ويشعر وهو بجانبه أن ثمة يد سحرية قد مسته فيمد يده خلسة ليعبث "بولاعة" العربة أو يتحسس "الفيتيس" الأنيق.. و..يوم أن ذهب يستكشف عمارة الإيموبليا و... كيف تاه فى جنباتها حتى اهتدى إلى المصعد طوع إرادته مساعدا به وهابطا حتى يفطن إليه "البواب" فيطرده شر طرده ثم.... يوم أن حدثته نفسه أن يجلس فى شرفة – "الكونتننتال" ويطلب قدحا من الشاى ثم ينظر إلى المارة فيشعر أنه لم يعد من مواكب الرائحين والقادمين وإنما سيد يحتل مائدة من موائد الفندق العتيد.. ثم يجئ وقت الحساب ويدرك فى اللحظة الرهبة أن كل ما معه ينقص عن ثمن القدح بضعة قروش... كان يتمسح فى المدينة كالقط الجائع الضال... عليها يدفعها الحنان أن تلقى إليه بعظمة ولكن المدينة لم تحوى فى أعماقها ذرة واحدة من الحنان، ولم تلقى إليه بالعظام التى ينتظرها وإنما ألقت إليه بشيء أصلب من العظام.. ألقت إليه بالحقيقة المرة الجامدة عرف أنه هو إبراهيم بن الشيخ عبد البارى شئ والمدينة بصخبها وضجيجها شئ آخر... دنيا أخرى لا يحيا فيها إلا أمثال زميله الفتى المترف و(شلة) الأرستقراطيين فى كليته.. عرف أن الستة جنيهات التى يرسلها له أبوه فى أوائل كل شهر وهو يرسل معها آخر زفرة من زفرات الضيق والحاجة... هذه الستة جنيهات شمعة ضئيلة تبدو فى الظلام إذا خرج بها إلى الأضواء...أضواء القاهرة الفنية المترفة. أن الغرفة المتواضعة التى يقطنها فى الجيزة وحلته اليتيمة وقميصه الذى ينام عليه ليبدو ناعما أملس فى الصباح، ورباط عنقه الذى اشتراه بخمسة قروش من بائع متجول وجوربيه الممزقين وحذائه ذو النصف (نعل) و.... الطعمية، والفول والخيار... هذه كلها أشواك ناشزة تلف الحقيقة الجامدة التى قذفته بها المدينة الكبيرة... كان عليه أن يدرك هذه الحقائق يوما ما والذى يحز فى نفسه أنه لم يدرك قبل هذا أن ما يعيش فيه هو هذه الحقائق التى يتبينها الآن مبهور الأنفاس وكأنها مارد عملاق يبرز إليه فجأة من غياهب الظلام والحقيقة أنه كان يعيش مع المارد جنبا إلى جنب ويدا فى يد. وعز عليه حينئذ وبعد أن أدرك هول اليد التى فى يده وبشاعة المارد الذى كان يعيش بجانبه... عز عليه أن تكون الأضواء حوله من كل جانب وهو غارق وحده فى الظلام... المدينة من حوله تموج الذهب والتعليم والترف وهو يعيش داخلها حقا ولكنه محاط بسياج سميك من فقره وضآلته.... سياج سميك ولكنه شفاف يستطيع أن يرى خلاله الذهب حين يبرق، والترف حين يرمقه بنظرة شامتة ساخرة...

الأسوار شامخة من حوله والمدينة يراها تحيا خلال الأسوار فتقتله حياتها رويدا رويدا... تقتله حياتها وهو قابع داخل الأسوار الصماء. يقتله ذهبها وهو منكفئ على نفسه – كالمحكوم بإعدامه – ينتظر المصير المحتوم آلاف الأسئلة سددها إلى نفسه كنضال حادة، ولم يفعل هو اكثر من أن يدير النضال ليحطم بها الأسوار ورأى نفسه بعد ذلك ينساب خلالها خفيفا، مرجا طروبا... انساب من الفجوة بأجنحة من الخيال، وذوب سمكها بحرارة الأحلام وكان يسيرا عليه بعد ذلك أن يعيش فى القاهرة الحية النابضة شهورا طويلة بخياله وأحلامه كان ينام فى حجرته، وعلى سريره المتهالك، ويسرح بخياله بعيدا عن سريره وحجرته... إلى قاعة نوم أنيقة.. تماما كتلك التى يشاهدها على الشاشة فى بيوت الأغنياء. ويأكل (الفول المدمس) ورائحة الشواء تنساب فى حذر لذيذ لتداعب أحلامه وينظر إلى حلته اليتيمة وحذائه وجوربيه فتختفى الصورة من بين ناظريه فتأخذ مكانها خزانة كبيرة عامرة بعشرات الحلل والقمصان والأحذية وأربطة العنق الهابطة لتوها من باريس..... وكان يسترق الخطى فى الصباح إلى كليته.... وحفيف الهواء يحمل إليه أنشودة حبيبة يعزفها محرك العربة الأنيقة التى يخيل إليه انه يمتطيها ولكن...سرعان مامج هذه الأحلام وضاف بالحياة المزدوجة التى يحياها، ووجدان أجنحة الأحلام أن كانت قد استطاعت حقا أن تحمله بعيدا عن السور السميك لتزف به فوق المدينة الكبيرة فلم يكن فى استطاعتها أن تهبط به إلى المدينة حيث يحيا حياة السادة والقصور، وبدا له أن يبحث عن السر الذى يجعله معلقا فى القضاء.. عن القوة الخفيفة التى تبقيه مطرودا منبوذا عن الأضواء وجاء الجواب يسيرا لينا، سهلا: المال....النقود الكثيرة وما كان ايسر على عقله الذى تشبثت به أجنحة الخيال أن يحل المشكلة ما كان ايسر عيه أن يحف المدينة الكبيرة بضباب كثيف، ولا يبقى أمامه إلا أكوام المال...وتمضى الأيام والليالى وليس أمامه إلا نافورة ضخمة من الذهب يقذفها جوف الأرض وهناك فى ركن بعيد من أركان عقله..ركن لم تستطع أجنحة الخيال أن تصل إليه يدور السؤال الخالد.

إن المال لا تنفجر عنه الأرض أبدا ولا تقذفه السماء فأنى لك به.. ويتلقف خياله السؤال فيحل المشكلة فى سهولة ويسر ويرد على الركن البعيد فى سخرية عاصفة.

مالنا وللذهب الذى يتفجر من الأرض.. ألا تستطيع أن تعثر على المال فى الطريق مثلا ألا تستطيع أن تكون كالآلاف الذين سبقوك فعثروا على نقود فى الظلام.. فى منعطف جانبى من الشارع الطويل وهكذا عاش كان يلد له أن يذهب إلى سينما "ستراند" ثم يخرج بعد انتهاء العرض فى الواحدة مساء وينظر إلى الطريق بثغر باسم ويسير..يسير حتى يصل إلى مسكنه فى الجيزة.. يمضى وهو يحملق فى كل منعطف وينظر فى كل زقاق وهو بين هذا وذاك يستنجد بخياله يخلق من حادثة عثوره على النقود قصة فصدقها خلايا عقله، ويقلب وجوه النظر حائرا بين الخيال الجامع والخلايا الجامدة. وينتهى الصراع بين خياله وعقله إلى حقيبة.. حقيبة يعثر عليها ذات مساء فى منعطف من المنعطفات الكثيرة التى يذخر بها الطريق الذى يملكه من "السينما" حتى مسكنه فى الجيزة.. وجاء اليوم الذى تركزت فيه حياته كلها فى تلك الحقيبة العامرة بالنقود والتى سيعثر عليها ذات مساء، دقائق حياته كلها كانت مشغولة بالتفكير فيها.. فى لونها.. فيما تحتويه وهل ستكون أوراقا من فئة العشرة جنيهات أو الخمسين جنيها أما قيمة ما ستحتويه فقد كان هذا مثار جدل كبير بين خياله الجامع وخلاياه الجامدة فهى قد ترتفع أحيانا إلى قيم يأبى عقله تصديقها، وتنخفض أحيانا كثيرة إلى قيم يأبى خياله أن يوافق عليها أما الليلة.. وارتفع صوت السائق يجذبه فى قوة وعنف وهو يقول

وصلنا يا أستاذ..

ونزل إبراهيم من العربة واخرج من جيبه الورقة ذات الخمسة والعشرين قرشا وأعطاها للسائق وعندما حاول هذا أن يعطيه الباقى أشار إليه عرفها من زميله الثرى قائلا احتفظ به... وخفق قلبه بشعور جارف حين ودعه السائق بقوله.

ربنا يخليك يا سعادة البيه

ودلف إلى المنزل المظلم الذى اعتاد أن يدلف إليه كل ليله متعبا محطما.. أما الليلة فانه شخص آخر...سيد يحمل تحت إبطه الحقيبة التى ما صدقت خلايا عقله الجامدة أنه قد يعثر عليها أبدا واستقر فى حجرته واعلى الباب المفتوح من الداخل جر سريره المتهالك ووضعه خلف الباب، وبيد ترتجف بالانفعال حطم أقفال الحقيبة ورفع عطاءها، وحملق داخلها غير مصدق، ثم اغلق عينيه وفتحها من جديد لتستقر على: رزم ضخمة من الأوراق الحمراء.. كلها من فئة المائة جنيه آلاف الجنيهات تبتسم له من مرقدها فى أعماق الحقيبة تجمع الناس حول إبراهيم وأخذت الحلقة من الأجساد المتلاصقة تضيق والأفواه تردد الهمسات وكلها تتجه نحوه وتومئ إليه وتسرب إليه بين الأجساد المتلاصقة شعور جوف بالخوف الذى ما أن وصل إلى عقله حتى تردد بين جوانبه بشعور جديد.. شعور الفريسة الخائفة واندفع إبراهيم يشق الصفوف ثم انطلق يجرى... ويسرع بكل ما أوتى من قوة بعيدا عن الناس ونظرا خلفه فوجدا الحلقة قد نحلت وتحولت إلى طابور الأرجل اللاهفة التى تتابعه فى عناد وإصرار. وكما راحت أنفاسه تتلاحق وهو يلهث راحة هو يجتر الحوادث السريعة التى مرت به والتى كان نهايتها هذا المشهد الفريد.. متعهد الفريسة تطاردها الجموع انه لا يذكر للان انه قد قدما ورقة من فئة المائة جنيه إلى عم محمود البقال ليفكها وبعد ذلك لا شئ.. إلا إذا اعتبر به عم محمود وتلقفته إذن المارة فى الطريق فتجمعت من اجله شيئا يذكر. ولكنه الآن يعتبر الأمر يستحق الذكر بل ويستحق الهرب إذ لا ريب كل هؤلاء الذين يجرون خلفه يسعون وراء الورقة الحمراء التى فى يده... والورقة ذات المائة جنيه والتى عنده منها مئات ترقد تحت حاشية سريره المتهالك. نعم الأمر جدير بالهرب... فإنه لا يهرب من الناس الذين خلفه فقط وإنما من حياته كلها... من حياته التى قضاها قطا جائعا ضالا... يهرب إلى آفاق كان يطرقها هو وحده ووديان كان هو أول من يضع فيها قدمه. ظل يجرى وهو قابض على الورقة... قابض عليها بقوة وعنف وكلما تلفت خلفه فوجد الجموع تزحف ساعية إليه شدد الضغط على قبضته ولم يلحظ إبراهيم فى إسراعه العربة الأنيقة الفارهة التى برزت من المنعطف الجانبى فجأة لأنه تكوم أمامها جثة لا حراك بها ثم تراخت أصابعه وانفلتت من راحته ورقة حمراء... ورقة (يانصيب)».

 

(229) مجلة القصة، 5 أكتوبر 1950.

 

 

موارد نصيــة

د. عبير سلامـة

نداهة الكتابة

نصوص مجهولة في إبداع يوسف إدريس

المحتــوى

1. بدايــة

2. مفيستـو والتزام الكتابـة

3. تعديل أزمات الثعلب

قصة الورقة بعشـرة

قصة القديسة حنونـة

قصة جيوكندا مصرية

نص المستحيـلان

رأس المثلث الرمادي

قصة المثلث الرمادي

4. موهبة النظير في القصص المجهولة

قصة أنشودة الغربـاء

قصة لعنة الجبـل

قصة نهاية الطريـق

قصة قط ضـال

قصة القبـور

قصة تمليذ طـب

قصة مجرد يوم

قصة الكابـوس

قصة (قصة مصرية جدا)

5. نداهة الكتابـة

قصة (طابور خامس) لمحمد يسرى أحمد

قصة (النداهة) لسليمان فياض

6. قصة المقالات وحدود التجريـب

7. بداية أخـرى

8. ببليوجرافيا قصص يوسف إدريـس

 
 
 
 
جماليـــات إضــــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمـــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع مـوارد نصيـة

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.