1

 

 

أولُ ما بدا لي، عندما فتحتُ باب المنزل، وجهُهَا. كانت جالسة قبالة الباب تنتظر قدومي، دخلتُ، وقفتْ، جرت نحوي بسرعة، أطبقت على ياقتي وهي تصرخ:

- أنت رجل لا يعول عليك، لا تملك نصف غرام واحد من المسؤولية...

لطمتها لطمة أسقطتها فوق الأرض. تخيلتُ ما يدور الآن بين رفيقي في الحانة، قبل قليل، وزوجتيهما. أنا، على الأقل، تخلصتُ من استبدادٍ باستبداد آخر. لا تلبس الزوجة عباءة الجدة وترسل أمطار الدموع، لسبب أو لغير سبب، إلا بعد أن تنيء كاهل الزوج بحمل من أطفال. فيفي لازالت مشروع زواج أو نحن زوجان بدون وثائق، كما كنا نقول، مبتهلين إلى الله أن يهبنا مصاريف تعبئة وثائق الترسيم...

أما هما، فالله الله في عونهما، لأنهما من النوع الذي قالت لي فيه إحدى الفتيات مرة: «ما يقلقني فيكم، معشر الرجال، هو أنكم لا تكشفون عن عضلاتكم لزوجاتكم إلا في غيابهن؛ يغسل الواحد منكم زوجته وينشفها بالشتائم وراء ظهرها، ولكنها ما تحضر حتى يتحول أمامها إلى أرنب».

قد تكون زوجة «سين» حاملة الآن مكنسة تهوى بها على رأسه وهي توسعه شتما وتعنيفا، تقرره كما يقرر البوليس الأضناء المحتملين... قد تكون زوجة «ميم» نفذت وعيدها بدس الأصابع في الأذنين وإطلاق صراخ يطبق عنان السماء فيوقظ الملائكة من نومهم أحرى الشياطين... أتخيل حشد الفضوليين الذين اكتظ به منزل «ميم» الآن، كل ثبت إرساله على موجة: هذا أمسك مصحفا وذاك سكب كأسا وثالث بذر زهرة رجاء قطفها عاجلا أو آجلا رفقة الزوجة الثائرة في روض الكاماسوترا...

رأسي يوجعني وحنجرتي عطشانة، وحده احتساء جعتين، وترترة مع الأصدقاء، في حانة رفائيل، هو ما قد يلين مزاجي ويطفئ هذه الجحيم المشتعلة في رأسي وصدري...

 

 

 

رقصـة باخــوس

(رواية)

لمحمد أسليـم

المحتـــوى

القسـم الأول

1

2

3

4

5

6

7

8

9
10

11

القسـم الثانـي

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26
27
 

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.