ما انصرفت برهة على دخولنا المنزل حتى أطفأت فيفي جهاز التلفاز؛ من
غرفة نومها نزعت الخيط الموصل للتيار الكهربائي، تعجَّبَ الجميع،
تساءلت سناء:
- لماذا قطعت تلك العاهرة التيار الكهربائي؟
وقبل تلقي أي جواب، اتجهت إلى غرفة النوم، المحاذية لصالون جلوسنا،
ووقفت بالباب، صدتها فيفي بصرامة:
- اغرُبي !..
انصرفي !
رفضت سناء الامتثال للأمر، أعادت فيفي الطلب بصوت أعلى وأخشن لم يزد
سناء إلا تصلبا في موقفها. سعت
فيفي إلى تليين صلابة الموقف بطلب أن أتوحد بها في غرفة النوم للحديث،
امتثلت للطلب، تهيأتُ للالتحاق بغرفة النوم، شهرت سناء في وجهي حاجز
مرور شائك؛ سألتني بنبرة غنجة توحد فيها الإغراء بالعتاب:
- ألستُ حبيبتك؟!
- بلى !
- وإذن فعانقني
!
عانقتها
- قبلني !
قبلتها
التصق الجسدان، اختلط اللسانان، اشتبكت اليدان، جرتني إلى حيث ترقد
فيفي، ثم أعادت علي السؤالين على مرأى ومسمع من فيفي، وأمام انكسار
جوابي، قالت لي بعجرفة وكبرياء:
- هات برهان حبك لي، لا تتحدث معها في غيابي.
أمرتُ فيفي بعجرفة وكبرياء:
- تحدثي يا ست !
انتابتها سورة غضب، صرخت في وجه سناء من أعالي العجرفة والكبرياء:
- اخرجي من هنا !
اغربي عني !
خرجت سناء، تبعتُها بعدما أطلقتُ رصاصة على فيفي:
- لا حديث معك الآن.
حسابُك بعدَ حين.
تركتها تغمغم، التحقتُ بالثلاثة، كانوا منخرطين في حديث اقتضى الحرص
على همسه أن يتحانوا بالرؤوس إلى أن بدوا كبهائم تحلقت حول وجبة لذيذة.
ما وقفت عليهم حتى فضوا المجلس، اتجهت سناء إلى المطبخ، عادت
تحمل أكبر مُدية فيه، وهي تلاعبها في الهواء مهددة:
- لأقطعن شراييني في هذه الليلة تقطيعا إن لم تمنعوني
من الذهاب إليها...
قالت ذلك، ثم اتجهت إلى مرقد فيفي، تبعها سائق سيارة الأجرة، مسح
فيفي بنظرة، ثم عاد، همس في أذني:
- البنت الموجودة في غرفة النوم، من تكون؟
- لستُ أدري !
إنها ليست بزوجة لي ولا خطيبة، ما بيني وبينها شيء.
لماذا قلتُ ذلك؟ لعبت الخمرة برأسي..
لست أدري.
|