حبذا الفكرة، صدتهما فيفي؛
أغلقتْ باب المنزل بالمفتاح، أوسعتُها شتما، انتزعتُ منها مفتاح،
انصرفنا في موكب تتقدمه فيفي، تليها العاهرة، بعدها الغريب، وأخيرا
أنا. جرني الغريب، ثم قال لي ما لم أعد أتذكره، عدتُ إلى البيت، تبعني
هو والعاهرة، فيما انصرفت فيفي، فتحتُ باب المنزل، قالا لي:
-
هات
معطفك كي نقيسه
- رفضتُ، أمسكت الفتاة سكينا وأخذت تهددني، تخلصتُ من قبضتيهما
بقوة، ثم هرولتُ نحو فيفي:
-
تعالي،
إنهما يسرقانا
عادت جارية، وجدنا الاثنين
يمسكان معطف فيفي، انتشلتْه منهما، رُمنا إخراجهما بالقوة، رفضا
الخروج، أمسكت الفتاة السكين من جديد، وعادت تحركه في في الهواء،
هددتهما فيفي بإبلاغ الشرطة، أضحكتهما كلمة «شرطة»، غلظا أيمان
الانتقام منا، وانصرفا. فيما بعد سنفطن إلى أنهما سرقا ساعة الإيقاظ من
النوم، وأشرطة موسيقية عديدة، وبضع حلي فيفي..
تناهى إلى مسمعنا صوتٌ قوي
من الباب الحديدي الخارجي، خرجنا جاريين، وجدنا الباب مفتوحا والغريبُ
يجهد نفسه في إخراج دراجة فيفي. سألته:
-
ماذا
تريد أن تفعل؟
لفني بنظرة مبهوتة، ثم أراني يده وبها جروح غارت للتو، صرختُ في
وجهه:
-
وبعد؟ !
حملق يمينا ويسارا، المارة
يجتازون الشارع، يوجدون بكثرة. استحوذ علي الهلع، قلتُ:
-
انتظر...
قلتُ ذلك، ثم ضغطتُ على زر المنزل المجاور.
وقفت سيارة أجرة صغيرة، أطلت فتاة من نافذتها، اتضح أنها سناء،
أرسلت إشارة إلى الغريب، جرى نحوها، ركب، ثم انصرفا إلى الأبد.
|