14

ما مضت بضعة أيام عن «إهانتي» البكماء حتى صادفتها، ليلة زلت بي الخمر مرة أخرى، في ملهى «وليلي»؛ وثبت على وجنتي، أغرقت خذي بالقبلات، أهديتها بيرة واحدة، يئست من مرافقتي، حجبت عني طلباتها، تحولت إلى ناسكة، لازمت الكونتوار وطفقت تشرب جعتها بمنتهى التقشق وتراقب مجال تحرك عيني. طاب المقام وتحركت شهوة الأنثى بداخلي، ناديتُ إحداهن، جرت نحوها البكماء، أعفتني من الكلام، نابت عني في التفاوض، تلت على مسمع الفتاة الجملية حزب الثناء، مدلية لها بشهادة حُسن سلوكي، قالت لها:

- إنه ولد طيب للغاية، لا يؤدي البنات، ستروقك مجالسته، لياليه جميلة جدا...

- ما سمعت البنت هذا الكلام حتى تحولتُ في عينيها، وبقدرة قادر، إلى قديس: سلمتني حقيبتها اليدوية، أحاطتني بذراعها، أغرقتني بالقبلات. لم تطلب مني التسديد المسبق لثمن المبيت...

عدنا إلى البيت، أهدتني جسدها بكرم حاتمي، تعاملت مع جيبي وأشياء المنزل بزهد رابعة والأم طيريزا. أكثر من ذلك، تحولت إلى صديقة مخلصة، صارت تتردد على البيت بإعلام وبدون إعلام، كأنها صارت ربته في الخفاء، وكلما حضرت حولت سرير النوم إلى روض كاماسوترا...

وهكذا تحولت البكماء إلى وسيطة لي، بموجب شبه ميثاق سري...

ليلة زلت بي الخمر مرة أخرى، وساقت قدماي في دبر الليل إلى حانة «الأطلس»، مالحتُ للبكماء حتى غادرت جليساتها من الصويحبات وجرت نحوي، وثبت على وجهي، أغرقت وجنتي بالقبلات، تكرَّمَت وزادَت: ألصقت جسدها بجسدي، كأننا في رقصة على أيقاع أغاني الصّلو.. أهديتها زجاجة بيرة، زدتها أخرى. طابت الإقامة، تحركت شهوة الأنثى بداخلي، مسحتُ الفضاء بنظرات مفتشة عن رشا أو مها، سألتني البكماء:

- أيهن أعجبتك؟

قلتُ تلك، مختارا الأصغر سنا من جماعة صويحبات جالسات. قالت: حاضر، وذاك ما كان. تلت البكماء على مسمع الفتاة حزب المديح والثناء، توقفت البنت عن الرقص، غادرت صويحباتها، أحاطتني بذراعها، سلمتني حقيبتها اليديوية، عادت معي إلى البيت، أهدتني جسدها بكرم حاتمي...

ولكن أيدي العاهرات خفاف ! ففي ليلة أخرى تمزقت إشفاقا على البكماء، فسقتها معي إلى البيت، سددت لها ثمن المبيت دون أن ألمسها، نامت في غرفة ونمت في أخرى، وفي الصباح الباكر غلظت الأيمان ودعت على نفسها بسمل العينين أنها ما قبضت مني سنتيما واحدا مع أن لي اليقين التام أنني سلمتها ثمن مسبقا ثمن تلك الليلة الخاوية.